المقالات

هنا الشارقة

وقفة لابد منها 

**أين كنا وأين أصبحنا وإلى أين نمضي برياضتنا ؟
سؤال مؤرق يفرض نفسه من حين إلى حين ،ولو أننا راضون عن المحصلة التي بين أيدينا وقانعون بمردودها لما بادرنا إلى طرح هذا السؤال مطلقا، لكننا حقا غير راضين وغير قانعين ،وكلنا ندرك في قرارة نفوسنا اننا جديرون بما هو أفضل ، فماذا نحن فاعلون ؟
ما من سبيل إلا بوقفة مخلصة نشترك فيها جميعاً في بحث الهموم والتحديات والمخارج والحلول،على أن نلتزم بعد ذلك أمام مسؤوليتنا التاريخية بتنفيذ كل ما ستفق عليه من توصيات لتصحيح المسار .
 
** في ضرورة وأهمية هذه الوقفة، نحن مدينون هذه المرة لسيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، فسموه بنظرته الفاحصة ورؤيته البعيدة اكتشف أن الدعم لا يصل إلى مستحقيه وأن البنية التحتية المتميزة لرياضة الإمارات من أندية ومنشآت وامكانات وخلافه لا يستفيد منها أبناؤه كما يجب، وأننا من دون أن ندري، غالينا في اتاحة الفرصة للأجانب والمقيمين بكل المراحل السنية في مختلف الألعاب، فكانت النتيجة تراجع نسب مشاركة المواطنين،وغني عن البيان، أن نوضح إلى أي مدى ستكون العاقبة وخيمة على رياضتنا، إذا طالت غفلتنا، وتمادينا في هذا السبيل، يكفي فقط أن ندرك ،أن التنفيذ اقتصر عملياً على فئة المقيمين وحدها من بين الفئات الأربع الجديدة، وأن حظوظ لاعبينا تقلصت بكل الفرق،وأن القاعدة لم تتسع وأن المستويات لم ترتق،وأن منتخباتنا أصبحت تعاني أكثر من ذي قبل في تكوينها ومستواها ومردودها، ما يعني في المحصلة ،أن الهدف الاستراتيجي لم يتحقق !    
 
** في المجلس الرياضي ،عندما تفاعلنا مع توجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة بتشكيل لجنة خاصة لذلك، وراجعنا محصلة تجربتنا مع الأجانب والمقيمين، اكتشفنا أمورا كثيرة تستوجب الإنتباه ،أهمها أننا نفذنا مبادرة من هيئة الرياضة مشفوعة بمباركة من مجلس الوزراء ،وليس قراراً أو مرسوماً لصاحب السمو رئيس الدولة ،وأن اللائحة التنفيذية الخاصة به حادت به عن هدفه تماماً،ما يعني أننا كنا ضحية فهم خاطئ وتنفيذ متجاوز ،ولن نجن شيئا من بحث المتسبب في ذلك ، لكن المهم الآن هو استدراك الأمر في أسرع وقت .
 
** بعد 5 سنوات كاملة من العمل بذاك التوجيه، وبهاجس من الإحساس بالخطر،دعونا نجتمع تحت سقف واحد على قلب رجل واحد لننقذ رياضتنا .."واللهم أني قد بلغت اللهم فاشهد" .

هنا الشارقة

رسالة رئاسية تاريخية 

اذا قال قائل أن "الشرجاوية  محظوظون "، سأقول له بملء الفم :"نعم" ،لكن ليس بسبب الفوز ببطولة الكأس الغالية ،وانما لأننا شرفنا بلقاء سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة وسيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بعد تحقيق اللقب في أقل من أسبوع، فهذه ،بحق، لحظة تاريخية فارقة جعلت للكأس العاشرة ذكرى خالدة مدى الحياة ، فكل من شارك في الإنجاز وحظى بشرف الاستقبال سيبقى في باله كل ما وجده من حفاوة وود وتواضع وبشاشة وتقدير ، وكل ما يمكن أن يدرجه المرء من صفات جميلة تحت عنوان  "النبل وكرم الأخلاق" .

 

لقد حظينا عملياً بوسام رفيع المستوى، ارتفعت به مؤشرات الطاقة الإيجابية في نفوسنا إلى مداها، وشعرنا في حضرة سموه بأننا نحلق فوق السحاب، وأن الواقع أجمل بكثير من الخيال، ومع حفاوة الاستقبال والكلمات الحانية والمشاعر الجميلة والنصائح الغالية التي خصنا بها سموه ،كانت المحصلة "رسالة رئاسية تاريخية " أخذت مكانها في قلوبنا جميعاً قبل أن تعرف طريقها إلى عقولنا ، وان شاء الله ستكون حافزاً لمواصلة السعي والعمل والعطاء داخل الملاعب وخارجها ، لتحقيق المزيد من الإنجازات ، لا لشيء يخص الإنجازات في قيمتها وحقيقتها ، وانما لنحظى مجدداً بمثل هذا اللقاء الرائع في مقامه ومنزلته.

 

 واحقاقا للحق ، لم نكن المحظوظين وحدنا  فقد حظيت الساحة الرياضية بجملة من الدروس والعبر ما بين قصري "البحر والبديع" ، دروساً صنعتها التجارب والخبرات ،وصقلتها القيادة والمسؤولية، وحملت معانيها إلينا "مدرسة الأخلاق والإنسانية " التي يعتلى منبرها بجدارة واقتدار الرئيس الرشيد والحاكم الحكيم، فالمبادئ والقيم والمثل العليا أسمى وأعلى من الألقاب والبطولات، وما بيننا من صلات وعلاقات أغلى وأبقى مما يولده التنافس والتناحر لاعتلاء المنصات، والمجد الحقيقي يتحقق عندما يجتاز أي فريق ، الدائرة المحلية الضيقة إلى الآفاق الدولية الواسعة، ويا ليت قومي يعلمون  .

 

 الكلمات التي سمعتها، حقا ً،ليست كالكلمات وستظل معانيها محفورة في الخاطر والوجدان ،..والتبريكات التي تلقيتها من "العيناوية" ليست كباقي التبريكات، لأنها من قيادات منافس كبير وعريق،.. والكأس العاشرة بما حملته من أفراح ومسرات وذكريات  ستكون بعون الله وتوفيقه وقوداً لتحقيق مزيداً من الإنجازات، ومن يدري؟ فربما تكون المحطة القادمة ،أيضا، مع العين بالذات 

هنا الشارقة

ملكتنا بكرمك

كانت الكأس هي العاشرة بين كؤوس "الملك الشرجاوي" ،وكان الاستقبال السامي من صاحب المقام السامي سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في العاشرة صباحا، وكانت مكرمة سموه المكافئة للإنجاز بعشرة ملايين درهم، وهكذا كان كل شيئ "عشرة على عشرة على عشرة" في احتفالية اللقب الثالث بالموسم ،وان شاء الله تكتمل الإنجازات بتحقيق كأس مصرف أبوظبي الاسلامي لتصبح "رباعية" غير مسبوقة في تاريخ كرة الإمارات .
 
**كانت الفرحة في قلوبنا تعانق عنان السماء، وكانت آذاننا صاغية بشغف لكلمات حكيم الحكماء، وهو يشملنا بفضله وكرمه، ويغدق علينا بنصائحه وتوجيهاته التي تنير دروبنا وتصحح مسيرتنا، وكالعادة كان سموه مبهراً للجميع وهو يوجه رسائله لرموز وشخوص وأطراف المباراة النهائية للبطولة، من دون أن يترك أحدا، فالشكر والامتنان لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء لحضوره ورعايته وابتسامته التي لم تفارق محياه، ولسمو الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس اتحاد الكرة على التنظيم الرائع للمباراة ولمراسم التتويج، والاشادة والثناء لحكم المباراة الذي قادها لبر الأمان وقدم درسا مجانيا لحكامنا في الإدارة بلا عصبية وبلا بطاقات، وللمدربين واللاعبين الذين التزموا بالخطة والتكتيك من ضربة البداية حتى ركلات الترجيح الماراثونية، والتقدير والاعجاب بالجماهير الغفيرة التي ملأت المدرجات وسيطرت على مشاعرها فحفظت ألسنتها وأطلقت دموعها ،والتقدير والاعتزاز للناديين الكبيرين وإدارتيهما، فهما على حد قول سموه، يستحقان بدل الكأس "كأسين".  
 
** لأجل اللحظات الجميلة الدافئة التي نسعد فيها بلقاء سموه،ولأجل النصائح الغالية التي تحملها رسائله ونحفظها ونعيها لنوصلها للمعنيين بها في كل الأندية، ولأجل الدرر واللآلئ التي تذخر بها مدرسة الأخلاق والقيم والمبادئ القاسمية، ولأجل تلك الفرحة الطاغية التي علت الوجوه وملأت قلوب كل "الشرجاوية"، يرخص ويهون كل شيئ ، ومهما بذلنا من جهد في سبيل تحقيق الألقاب والبطولات ،ومهما انتقينا من جميل الكلمات والعبارات لن نفي حاكمنا الحكيم حقه في العطاء، فاللهم اجزه عنا خير الجزاء، وبارك لنا في صحته وعافيته وعمره إلى ما تشاء.
** أخيرا .. باسم كل من شرفوا بهذا الاستقبال أقول لسموه: "شكرا جزيلاً على وقتك الثمين الذي منحته لنا، وشكراً غزيراً على الدروس والعبر التي تكرس المحبة والمودة والوفاء بين كل أبناء الامارات، لقد أسعدتنا بلقائك.. وأسرتنا بعطفك.. وملكتنا بكرمك " .  

هنا الشارقة

أداء ونتيجة 
 
بعض الأسئلة الجدلية تكون اجابتها المنطقية معروفة سلفاً، لكنك مع ذلك تستمتع بما يثار حولها من آن لآخر، والسر في ذلك يكمن في "من" يتحدث وليس في "ما" سيجيب به على هذا السؤال أو ذاك، ومن هذه النوعية كان السؤال الجدلي في عالم كرة القدم ، اللعبة الشعبية الأولى في العالم، الذي يفاضل بين "النتيجة والأداء"، والذي يحلو لبعض المحللين أن يستعينوا بمدلولاته عندما يتحقق الفوز في غياب الأداء والعكس ، إذ يرون العزاء في الأداء الجميل الذي يمتع الجمهور ، "متناسين" أو بالأحرى "متجاوزين" لحقيقة أن الحالة النموذجية تستوجب أن يكون الفوز مشفوعاً بأداء ممتع ،وإلا سيفقد منطقه والقناعة به .
 
**من هذه الزاوية استمتعت بردود النجمين "كاكا والنني " في الندوة الرمضانية التي نظمها مؤخراً نادي الشارقة للصحافة، صحيح أنهما اتفقا في وجهة النظر باتجاه الإجابة المتوقعة ، لكن كان لكل منهما أسلوبه في التعبير، كما كان واضحا تأثر كل منهما بتجاربه وخبراته مع منتخب بلده والأندية التي لعبا لها ، خصوصا عندما تطرق النقاش لآرائهما في أفضل اللاعبين والمدربين والفرق وخططهما بعد الاعتزال ،فـ "كاكا" بدا قانعاً متشبعاً بما قدمه مع "السيليساو" والريال وميلان وغير مستعد للتضحية بالوقت السعيد الذي يقضيه مع عائلته ، بينما كان "النني" المتطلع لفوز فريقه أرسنال ببطولة الدوري الإنجليزي متحفزاً للغاية وعاقد العزم على اكمال مسيرته في مجال التدريب ،ربما ليحقق نصيباً أكبر من الشهرة والنجاح .
 
**وبجانب اللباقة أعجبت برصدهما معا لمفردات ثقافة جديدة في جماليات اللعبة تقوم على السرعة واللياقة والمهارة الجماعية ،التي تقضي باشتراك كل اللاعبين في منظومتي الدفاع والهجوم، وأيضا اتفاقهما على أن جمهور اللعبة بدوره تغير كثيراً، وأصبح يتذوق هذا التطور ويقدره في مقام المفاضلة بين الفرق وبعضها ،فيقارن بين "تكتيك" وآخر بموجب نتيجته ،فلا ينبهر كثيراً بمهارة تستهدف الاستعراض والمتعة من دون أن تحقق للفريق الفوز .
 
**ومع ختام الجلسة ..اختمرت في رأسي أفكار كثيرة لورش عمل باتجاه ضرورة تثقيف اللاعبين وتأهيلهم بالمراحل السنية المبكرة، لمواجهة تحديات المستقبل التي ستكون أكبر وأصعب في الملاعب وخارجها ،وحرصت على تهنئة الأخ طارق علاي مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، لأن "فريق المكتب"، بالموضوعات والضيوف ومحصلة النسخة الـ 12 لجلساته الرمضانية فاز على منافسيه، وظفر عند الجمهور بالأداء والنتيجة معا .  

هنا الشارقة

زايد..ما مات 

تأتي الذكرى في يوم التاسع عشر من الشهر الفضيل كل عام،ويالها من ذكرى عظيمة ،لرحيل القائد المؤسس والرمز الخالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه " ،فله في قلوبنا مساحة كبيرة لا يشاركه فيها أحد ،وله في خاطرنا اعتباراً رفيعاً لا يضاهيه فيه أحد ،وله في حياتنا أمارات وعلامات وشواهد ومنجزات ستظل خالدة إلى يوم الممات،..وكل الشكر والامتنان لقادتنا إذ جعلوا ذكرى وفاته يوماً للعمل الإنساني، كي يستدعي عند الناس كل ماكان يتحلى به زايد من صفات الخير والعطاء والحب والسلام والعفو والتسامح .  
 
_ذكرى .. وأنى تكون لنا الذكرى ؟ ،فالذكرى تكون لمن قد ينسى، أو يتلهى بشؤون الحياة، فيبحر في يم الحاضر الزاهر هاجراً بر ماضيه الزاخر ، انما نحن "عيال زايد" والحمد لله ، نعرف قدره ومنزلته ومكانه ومكانته طول الوقت،ومناقبه ومآثره وخصاله وسجاياه، وقيمه ومثله العليا، كانت ومازالت تحيا بيننا في ارثنا وتراثنا ،وشيمنا وعاداتنا،ومعاملاتنا وسلوكاتنا اليومية، فهو ماثلٌ حاضرٌ في حاضرنا بكل مانراه من رفاه ومدنية في كل أنحاء الإمارات ،وهو راسخٌ شامخٌ في ماضينا بكل ما صنعت يداه من خيروعطاء للبشرية وللإنسانية جمعاء، فنحن أبدا لا ننساه حتى نتذكره .. وأبدا لا يغيب حتى نستحضر ذكراه .
 
_ يقول المثل العربي "من خلف.. مامات " ،وإرث زايد مكرمٌ مقدرٌ،ومحفوظُ مصونُ، عند كل من خلفوه وساروا على نهجه ودربه من أبنائه ،فهم خير خلف لخير سلف، ومثلما كان الشيخ خليفة " يرحمه الله " يقتدي به في حله وترحاله وعمله وصنعه ، هاهو قائدنا سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ، يكمل مسيرة الوالد والرمز الخالد في كل قول وفعل وصنع وعمل داخل الإمارات وخارجها ،بأياد بيضاء تمتد بالخير والإحسان لكل المحتاجين في مشارق الأرض ومغاربها ،وعلاقات طيبة تحفظ الجوار الخليجي والأخوة العربية والمواثيق الدولية، ومواقف سمحاء تدعم الحب والسلام بين كل شعوب العالم .
 
_ختاماً..الحمد لله على زايد ..وعلى خير زايد .. وعلى نسل زايد .. وعلى فعل وعمل وصنع زايد.. وعلى ذكر زايد .. وعلى كل ما خلد اسم زايد .. واللهم أجعل كل ذلك في ميزان حسناته يوم لا ظل إلا ظلك ..واجعلنا ممن يتأسون بفعله وعمله وصنعه إلى أن ترث الأرض وما عليها .." آمين يارب العالمين " 

هنا الشارقة

وتبقى الذكرى 

من الاعلاميين رجالاً صدقوا ماعاهدوا الله عليه في مهنتهم ورسالتهم الاعلامية ،تحلو بالموهبة والاخلاص والنزاهة ،وكتبوا موضوعاتهم في صحفهم بمهارة وبلاغة ومصداقية وكان لهم حظهم من التقدير والثناء عند القراء باختلاف ألوانهم،إذ كانوا يتواصلون مع المسؤولين والجماهير وسواهم من لاعبين ومدربين واداريين وحكام بمنتهى الاحترام والاحترافية،وكان لكثير منهم ملكات خاصة وقدرات استثائية في التعبير والكتابة، صاغوا بها مانشيتات حفظناها، ومقالات تعلمنا منها، كما أطلقوا مسميات للاعبين وفرق مازالت رائجة حتى الآن،كفلوا بها لإعلام الإمارات حضوره وتميزه خليجيا وعربيا ودوليا، وتحملوا في سبيل تطور حركتنا الرياضية كل ما تقتضيه الفعاليات  والبطولات من جهد وتعب، وصبر وسهر، وحماس ودأب

استدعى جملة هذه المعاني نبأ وفاة المغفور له بإذن الله الصحافي البحريني  محمد علي حسين فهو كان من المميزين بين رعيل هذا الجيل،لا سيما وأن عطاؤه شمل تدريس التربية الرياضية، والتحكيم والتعليق في اليد والسلة والطائرة ،بجانب كتاباته التي تطرقت لكل الألعاب تقريبا بأسلوب لا يضاهيه فيه أحد،وباسم كل من عاشروه وزاملوه وقرؤوه، أو التقوا به وكتب عنهم كما هو الحال معي، أدعو له بالرحمة والمغفرة وحسن المآل 

 أحمل لـ "ابو عدنان" كثيراً من الذكريات ،لكن أكثرها حضورا الآن "مانشيت" على غلاف ملحق الاتحاد يقول"طيار ينقذ طفلا من الموت وفريقه من الهزيمة" وتحته صورتان لي بطول الصفحة ،الأولى ببدلة الطيران والخوذة ،والثانية بالزي الرياضي وكرة السلة، أما القصة فكانت من ابداعاته الخاصة حيث لاحظ احتفال زملائي بي بعد المباراة بشكل لافت بعد أن شاركت في آخر 8 دقائق وقدت الفريق ل"ريمونتادا"، فنفذ إلى ماوراء المشهد وعرف أني كنت عائداً لتوي من المطار بعد أن قمت بواجبي في جناح الجو بإنقاذ طفل رضيع ، فهو كان من المولعين بالقصص الصحافية ولا يكتفي بوصف المباريات ونتائجها،وأذكر له أيضا سلسلة أسماها "نجوم ضد الجاذبية" كنت فيها شريكا للطيارين أحمد القيواني وعبد السلام ربيع،وهو الذي لقب حمدان سعيد بـ "النحلة" ويوسف عيسى بـ "الكومبيوتر"،وله مع نجوم هذا الجيل الكثير والكثير من البصمات والمواقف،التي لا تنسى

كان يرحمه الله ، من أولئك الذين أحبوا الامارات فأحبتهم ،وانتموا لها فاحتوتهم ،واخلصوا لها فقدرتهم وكرمتهم ،وان رحلوا عائدين إلى بلدانهم، أو فارقوا هذه الدنيا ،ستبقى ذكراهم العطرة حاضرة في وجداننا وخاطرنا ،عطاءً بثناء ووفاءً بوفاء ، حتى وان ظلت تعذبنا الذكرى 

 

 

هنا الشارقة

صندوق جديد 

سعدت كثيرا بتصدي المجلس الوطني الاتحادي لهموم رياضة الامارات في جلسته التي عقدت مؤخراً لبحث سياسة الهيئة العامة للرياضة،ليس فقط لأن الموضوع مهم وحيوي،وانما لأنه أصبح مؤرقاً جداً بما يستدعيه من شكوى وأسى وما يسببه من ألم وحسرة،وتمنيت في الحال أن تكون الجلسة بما تمخضت عنه من توصيات بداية حقيقية لتغيير مايلزم تغييره وتعديل مايلزم تعديله في واقعنا الرياضي، الذي لا يتناسب مردوده أبداً مع إمكانات الدولة ولا يواكب طموحاتها وتطلعاتها مطلقاًأربعة عقود من الزمان ونيف، أمضيتها حتى الأن مع الرياضة في مختلف ملاعبها وميادين عملها، من لاعب إلى إداري إلى مسؤول،ومطالعة المحصلة الآن تجعلني أقول بملء الفم أن مشكلتنا كانت ومازالت في تحديد هويتنا وما نريده فعلا من الرياضة ! صحيح أن الوسيلة والغاية منها تندمجان معا في رسالتها رغما عن الجميع، لكن هذا لا يعني أن نظل ضائعين إلى هذا الحد في بحث وسائل النهوض بها،والذي لاحظته وخبرته جيداً عبر تلك الرحلة أننا ندور في حلقة مفرغة ننتهي فيها من حيث بدأنا ،وبالله عليكم، كيف نترقب طفرة بمخرجات جديدة ونحن نعيد ونكرر نفس المدخلات !؟ 

مع كامل التقدير للجهد المبذول في بحث المحاور الأربعة التي تم التطرق لها في الجلسة،فالذي أراه أنها تطرقت لكل معوقات العمل،لكنها لم تنفذ إلى الأسباب ولم تقترح حلولاً مبتكرة لها"من خارج الصندوق" كما يقال، ولو دققنا في كل توصية سنجد لها شبيها فيما أطلقناه من استراتيجيات وما انتجناه من قوانين وتشريعات،ما يعني أن المعضلة كانت ومازالت فينا وفي قدرتنا الفعلية على تنفيذ "مضمون وجوهر" تلك التوصيات،ولا أعتقد أني بحاجة لضرب أمثلة ،لأن واقعنا يشي بكل شيئ ،ولعل العضو أحمد عبد الله الشحي لخص كل مانعانيه في كلمته التي استهلها بقوله ان "رياضتنا تحتضر"

 في وقت ما، في سبيل انقاذ مايمكن انقاذه اقترحت انشاء هيئة وطنية مستقلة تتولى الإشراف على المنتخبات برعاية من مجلس الوزراء ،حتى لا تذهب الجهود والنفقات المبذولة سدى،لكن مع المعطيات والمستجدات التي استفحل معها الوضع، أعتقد أن ملف الرياضة بأكمله بحاجة إلى إعادة نظر من الحكومة،ليشمل التغيير الشكل والمضمون معا، فكل الأفكار التي بداخل وخارج  "الصندوق الحالي " للرياضة استهلكناها دون جدوى، وربما آن الأوان لأفكار راديكالية خلاقة و.." صندوق جديد "

هنا الشارقة

الطموح بلا سقف 

 بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك بعد أيام ،أهنئكم جميعا بالشهر الفضيل،وأدعو الله أن يعيده علينا بالخير واليمن والبركات، وان تحقق رياضة الامارات كل ماتصبو اليه من طموحات،وتواصل مسيرة تطورها ونهضتها في ظل قيادتها الرشيدة برئاسة سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان "حفظه الله"، واخوانه أصحاب السمو حكام الامارات .. وتهنئة خاصة لسيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة "رعاه الله "وحرمه، وولي العهد ونائبيه  .."أمين".

 بحمد الله وتوفيقه،وبإخلاص وتفاني المنظومة الذهبية لكرة اليد في الشارقة،أضاف الفريق المتربع على عرش اللعبة بالإمارات برونزية جديدة إلى تاجه المرصع بالنجوم المحلية والخليجية والآسيوية،والحمد الله على الإنجازات والبطولات التي تحققها فرق أندية الإمارة في مختلف الألعاب من عام إلى عام ،وان شاء الله بتضافر الجهود وبتعاون كل أعضاء المنظومة الرياضية في الشارقة مع المجلس الرياضي سيتواصل العطاء لتحقيق المزيد من الإنجازات،لنرد بعض الدين لسيدي صاحب السمو حاكم الشارقة،على أياديه البيضاء ودعمه الذي لا حدود له،على الرياضيين وغير الرياضيين في الإمارة الباسمة .   

كالعادة تابعت بشغف مسيرة الفريق الذهبي في البطولة الخليجية لأبطال الكؤوس بالبحرين،حتى انتزع الفوز في المباراة الختامية التي جمعته بالعربي القطري،لاسيما وأنه ارتقى ببرونزيته إلى منصة التتويج التي كانت عزيزة عليه في مشاركاته الست السابقة،وسعدت كثيراً بثناء الجماهير والمراقبين على أداء الفريق،وبالجوائز الفردية التي حققها مصباح الصانعي وأحمد عبد الله ،وأخذ المركز الثالث اعتباره في خاطري بعد أن استدركت أن الجهاز الفني للفريق تم استبداله قبل اسبوعين فقط من انطلاق البطولة بتولي السعيدي التونسي محل الجزائري سفيان،وأن البطل الكويتي والوصيف البحريني هما بطل ووصيف بطولة آسيا في نسختها الماضية،مايعني ان البطولة الخليجية كانت تكراراً للبطولة القارية الكبيرة ،وأن الشارقة صنع لنفسه مكاناً ومكانة جديدة بين أبطال آسيا.    

 لكن، ودائما هناك "لكن ، .."هل هذا هو سقف الطموح" ؟

الإجابة الحاضرة بكل ثقة هي "لا"،خصوصاً إذا كانت المرجعية مرتبطة بفريق يتمتع بإرث كبير من البطولات والألقاب، كما هو الحال مع الشارقة،والثقافة الجديدة التي أحاول أن أزرعها مع اخواني بالمجلس الرياضي بالنسبة لكل أندية الإمارة، في اليد وسواها من الألعاب، أن الطموح الحقيقي ليس له سقف ، وقدر البطل أن يظل جائعا متعطشا للألقاب فيطمح للافضل والأعلى إلى مالانهاية . 

هنا الشارقة

القائد الإنسان 

 تزاحمت الأفكار والمعاني الجميلة في رأسي عند استقبال يوم الحادي عشر من مارس ،يوم ميلاد سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله "،ولم أدر من أين أبدأ فمبادرات ومشروعات سموه داخل الدولة وخارجها، يتحدث بها المواطن والمقيم ويتغنى بها القاصي والداني في مشارق الأرض ومغاربها،.. كماتسابقت السجايا والخصال الطيبة في خاطري كي تعبر عما أحس به من مشاعر تفيض بالحب والتقدير والوفاء ،ووجدت بعد تفكير عميق أن أكثر ما يميز سيدي القائد هو فطرته الإنسانية السمحاء،تلك الفطرة التي تحضر لتطبع بصمتها على كل فعل وعمل يقوم به،ولعل اشراف سموه بنفسه مؤخراًعلى تجهيز مساعدات الإغاثة للمتضررين من الزلزال في سوريا وتركيا خير دليل وخير مثال .  

 ربما يكون انتمائي للرياضة والرياضيين داعيا للحديث بالأساس عن دعمه ومنجزاته في هذا المجال، لكني أدركت في الحال أن الرياضة ليست إلا رافداً واحداً من روافد عطاءات سموه التي تشمل أبناء الإمارات في كل مجالات العمل والبناء،ومع ذلك، فمهما استرسلت في ذكر اسهامات وبصمات سموه في هذا المجال الضيق لن أحصيها،فهناك طفرات متلاحقة حققتها إمارة أبوظبي من خلال استضافتها للعديد من البطولات الدولية والعالمية في مختلف الألعاب ،..وهناك مواقف لانهاية لها في دعم الأسوياء والمعاقين على حد سواء،والصور والمشاهد تمتد من مقاعد المتفرجين في المدرجات إلى منصات التتويج والتكريم في أرفع المناسبات والمقامات،..وهناك مبادرات عديدة جعلت من الرياضة رسالة انسانية نبيلة لشعوب العالم ،وماراثون زايد الخيري واحداً منها ليس إلا ،..وهناك مشروعات فذة تشهد لسموه بالرؤية البعيدة في اجتياز الرياضة لحدودها المحلية و"الجوجيتسو" وماشهدته من انجازات قارية وعالمية تشهد بذلك ،وأخيراً وليس آخراً لا أنسى شخصياً دوره في تشييد القلعة العيناوية بانجازاتها المحلية والقارية ، .. وإذا أوجزت من باب الاختصار، ستحضر البلاغة لتسجل لسموه بواقعية ،أنه نهل من نبع زايد فتحلى بخصاله وصفاته،  فكان حقاً "خير خلف لخير سلف" .

             
لقد تبوأت الإمارات بفضل رؤى وتوجيهات سموه، مكانها ومكانتها في مختلف مؤشرات التنافسية العالمية، وأصبحت "قبلة العالم" بما تجسده على أرضها من معالم حضارية،وبما تقدمه للبشر من قيم انسانية،وأتصور أنهم لو بادروا إلى ابتكار مؤشر جديد لقياس وتقدير حب الشعوب لزعمائهم وقادتهم،سيكون سموه بمحبته الراسخة في قلوبنا بالمرتبة الأولى بجدارة ..فاللهم أتمم نعمتك عليه وعلينا،واسعدنا ومتعنا بـ"القائد الإنسان" .