المقالات
هنا الشارقة
زعامة حقيقية
استعدنا شعورًا بالزهو والفخر، وعشنا كل معاني الفرح بالنصر الكبير الذي حققه العين "سفير كرة الإمارات المفوض للتمثيل الدولي" على الهلال السعودي في الدور نصف النهائي لدوري أبطال آسيا ، إذ توفرت لملحمة الفوز في موقعة الإياب بالرياض كل عناصر الإبهار الكروي، ليس فقط بموجب الحسابات الحرجة للمباراة وقوة المنافس وجمهوره الحاشد، فكل هذه العناصر كانت معلومة سلفاً ومتوقعة ، انما بفضل السياق الدرامي المشوق الذي سارت به أحداث المباراة، فمن دقيقتها الأولى شهدت هدفا هلالياً مبكراً ،أنذر بسيناريو مخيف لإجهاض الأمل العيناوي، لكن بطل الامارات كان على موعد جديد مع التاريخ، واستطاع ببسالة لاعبيه أن ينتزع بطاقة التأهل للنهائي القاري، مؤكدا أنه "زعيماً بحق" عندما تشتعل حسابات الزعامة، "وزعيماً بجدارة" عندما تتأزم الأمور وتقتضي جرأة وعزماً وجسارة
هكذا يكون التمثيل الدولي المشرف، وهكذا تندمج كل أطياف الجمهور لتكون ائتلافا وطنياً خلف ممثل الدولة، كما لو كان الفريق هو "المنتخب" بكل ما يستدره من مشاعر الانتماء والولاء، وهي حالة جسدها العين مراراً ..عندما حقق اللقب الآسيوي في 2003،وعندما وصل الدور النهائي للبطولة نفسها مرتين في 2005 و2016، وعندما بلغ نهائي مونديال الأندية في 2018 وصيفاً لريال مدريد، ولذا كنا معه قلباً وقالباَ، وهو يجتاز منافسيه برشاقة واحدًا تلو الآخر في دور المجموعات بالعلامة الكاملة، وفي دور الثمانية وهو ينتصر على النصر بقيادة رونالدو ، ثم مؤخراً بدور الأربعة وهو يكسر الأرقام القياسية للهلال في "موقعة الزعيمين"
لقد كانت حالة من حالات التفوق الجماعي للاعبي الفريق ككل، ومع ذلك تجلت نجومية فردية تمثلت في جدية القيادة من "الكابتن" بندر الأحبابي، وصلابة ومناعة خالد عيسى "جبل حفيت" في حراسة المرمى ، والمهارة الاستثنائية للمهاجم الهداف سفيان رحيمي ،وأعتقد أن الأرجنتيني كريسبو ببصمته الفنية أدحض عمليًا كل الانتقادات التي طالته من أصحاب النظرة الضيقة في تقييمه ،ولسوف تبقى في الذاكرة تلك الصورة الجميلة لاحتفاء الجمهور السعودي بجمهور العين بعد المباراة ، والتي أراها تتويجا للحالة المثالية التي كان عليها الإعلام الواعي بالبلدين، إذ بلورا محبتهما عملياً وأنهما عينان في رأس واحدة
انها "زعامة حقيقية"،ويكفي أنها أحيت الطموح الآسيوي عند فرقنا الغارقة في المحلية،وان شاء الله تتجدد الفرحة يوم 25 مايو المقبل،ونحتفل باللقب على حساب يوكوهاما مارينوس الياباني بإستاد هزاع بن زايد
هنا الشارقة
الأزمة و الهمة
ماجدوى المعرفة إذا لم نستثمرها في حياتنا؟ وما قيمة الخبرة إذا لم تصقل صاحبها من التجارب التي خاضها؟ وكيف نثبت دعائم دولتنا ونبرهن على صلابتها وقوتها مالم نصادف تحديات فنعبرها، ونواجه أزمات فنجتازها؟ ومالدليل على انتمائنا لها وتفانينا في حبها سوى المشاركة والتعاون، والتكامل والتعاضد، والإيثار والتضحية؟ وفي نهاية هذه المتوالية من الأسئلة، يبرز السؤال الأهم وهو : "ما تقديرنا لنعمة الأمن والأمان إذا لم نعرف كيف نحافظ عليهما؟
في الوقت المناسب ، كما هي عادة سموه، جاءت كلمات سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لتحيي فينا الحماس والهمّة ونحن نواجه تداعيات الأزمة المناخية الطارئة ، وأجاب سموه ببديهته الحاضرة على معظم التساؤلات التي ذكرتها في المقدمة السابقة، وفوق ذلك نصح ونبه الغافلين، وأنذر وحذر العابثين في خطابه البليغ الذي استهله بمقولة "ياغريب كن أديب".. واختتمه بالدعاء لرب العالمين ليحفظ دولتنا وأبنائها من الأشرار والمتربصين، وكانت توجيهات سموه واضحة وحاسمة وقاطعة بسرعة حصر وتقييم الأضرار، وسرعة التحرك لعودة الاستقرار، ورأينا ولي عهده ونائبه سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي يباشر ويتابع، ونائبيه سمو الشيخ عبد الله بن سالم القاسمي وسمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي يتفقدان ميدانيًا كل التدابير والاجراءات، وكل كل المؤسسات المعنية من طوارئ وازمات وشرطة وانقاذ ودفاع مدني ومواصلات وبلديات وجمعيات ،بما فيها الأندية والمراكز الرياضية، جميعها حاضرة ومستنفرة لاجتياز عواقب ذاك المنخفض الجوي الذي لم تصادفه الدولة منذ 75 عاماً
تعلمت الكثير في الفترة التي عملت فيها بالهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث،وأفخر وأعتز بكل ما قمت به خلال رئاستي للمركز الخاص بها في الشارقة،وكنت قلبًا وقالبًا مع فرق العمل وهي تقوم بدورها في التصدي لكل تداعيات "السحابة الخارقة " التي أمطرت علينا في يوم واحد مالم تصادفه لندن في 5 شهور،واستحضرت كل ما حصلته من تجارب وخبرات لمواجهة أسوء سيناريوهات الأزمات،ولم أجد شبيهاً لما حدث، إذ كان سجل المخاطر لا يتعدى استمرار الأمطار "العادية" مع جريان السيول بالوديان لثلاثة أيام على الأكثر، لكنه درس جديد بأزمة جديدة، وكما قيل في الأثر "الأزمة تلد الهمّة ،والهمّة تقوي الأمة"
أخيراً تحية وطنية مخلصة لكل الجهود والمبادرات الخيرية التي بذلت في الأيام الماضية لاجتياز محنتنا الطارئة.. و"تحيا الهمة"
هنا الشارقة
عيد بعد العيد
هلًا ومرحبًا بكل ما يجمعنا ويعزز لحمتنا الخليجية على كل الصعد،وها هي الرياضة،على عهدها، بألعابها ومسابقاتها المتباينة وملاعبها وميادينها المتنوعة، وبما يتمتع به الرياضيون من طاقات وآمال وطموحات، تواصل توثيق عرى صداقتنا ومحبتنا، بكتابة صفحة جديدة من تاريخنا الحافل على ضفاف الخليج، فمن بعد السوبر "الإمارتي – القطري" الذي جمع في نسخته الأولى بين بطلي الدوري والكأس في البلدين، هاهي دورة الألعاب الخليجية للشباب تدشن ميلادها في نفس الأسبوع على أرض الإمارات،وكأننا في "عيد بعد العي
**في المناسبة الأولى اقتسمنا مع أخواننا في قطر كعكة السوبر، فكان لشباب الأهلي درعها على حساب الدخيل، بينما كان للعربي كأسها على حساب الشارقة، وكانت المباراتان على مستوى الآمال المعلقة عليهما وحققتا الهدف المنشود، بغض النظر عمن فاز ومن خسر، ومع تواصل حلقات البطولة، من عام إلى عام، ستصنع هذه البطولة إرثًا كرويًا يجمع جماهير البلدين من خلال أبطالها.
أما فيما يخص المناسبة الثانية فالحديث أوسع وأعم وأكبر وأهم، لأن الدورة الخليجية التي سنحتفل بانطلاق منافساتها غدًا تخاطب حاضرنا ومستقبلنا في آن واحد، من خلال شريحة الشباب التي اصطفتها والتي تقوم عليها كل أمنيات وآمال دول المنطقة ،لا سيما وأنها ستجمع أكثر من 3500 رياضي ورياضية في 25 لعبة، مما يوفر لمولدها زخمًا واعتبارًا غير مسبوق، وقد جاء شعارها "خليجنا واحد وشبابنا واعد" معبراً بكل الصدق والدلالة عن معناها ومغزاها، الذي نتطلع لتجسيده على أرض الواقع عبر أسبوعين حافلين بكل ما تعد به الرياضة من منافسة وندية، ومن متعة وإثارة
**ومع الدورة الخليجية، أحاول أن أغالب نفسي بعدم التطرق للحديث مجدداً عن حاجتنا لمجمع أولمبي يضم كل الألعاب والرياضات، لكني لا أستطيع! فالحاجة ماسة والضرورة ملحة والمسؤولية تحرضني وتدفعني كلما سنحت الفرصة، ولنا أن نتصور كيف يمكننا أن ننظم هذه الدورة الكبيرة بكل ماتشهده من حشد رياضي وجماهيري في مجمع واحد، علاوة على أنها ستكون مركزا للأداء العالي وتجهيز المنتخبات للبطولات، ومن جانبي لن أيأس ولن أمل حتى أرى الحلم حقيقة
**أخيرا ..ثقتنا كبيرة في كفاءة التنظيم الإماراتي للدورة التي حظيت دولتنا الحبيبة باحتضان ميلادها، والتي أمنت لها اللجنة المنظمة كل مقومات النجاح بفضل توجيهات رئيسها سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم رئيس اللجنة الأولمبية ومتابعة نائبه سمو الشيخ راشد بن حميد النعيمي.. وخالص الدعوات بالتوفيق لأبنائنا وبناتنا
هنا الشارقة
بركة العيد
استقبلناه بحب وشوق ولهفة، وها نحن نودعه بأسى وحزن ولوعة، فكل ماهوعذب جميل ينقضي بسرعة ويصبح ذكرى، ومهما اجتهدنا في استثمار ساعات نهاره وليله في العبادة وقراءة القرآن والتقرب إلى الله بالإحسان وفعل الخيرات، ففي كل عام، ينقضي الشهر "الفضيل الكريم المبارك"،وفي القلب أحساس حسير بأن دوماً هناك، ما هو أكثر وأكبر وأفضل وأعمق وأخلص في المناسك والعبادات والطاعات، فاللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا ودعائنا،وأعده علينا ببركة عيدك الفاطر مجدداً لننهل من فيض نوره وخيره وكرمه مزيداً من الحسنات والطيبات، ولنعمل مزيداً من الأعمال والسلوكات التي تغفر بها ذنوبنا ونكفِر بها عن سيئاتنا .."آمين يارب العالمين"
كانت أياماً مبروكة مباركة وجاء عيد الفطر من بعدها ليزيدها خيراً وبركة وبهجة، بلقى حكامنا الكرام، وذوي القربى والأرحام، والأحباب والصحاب، فما أجمل عاداتنا وتقاليدنا التي توارثناها وألفناها في هذه المناسبات حيث نتزاور ونتبادل التهاني والتبريكات ونجدد التواصل والوصال بكل ما يعزز الأواصر والصلات، ونحمد الله كل الحمد، على أن إرث المغفور له بإذن الله الشيخ زايد محفوظ ومقدر ومصون، عند كل من خلفوه من أبنائه ،فهم على نهجه ودربه ،وهم خير خلف لخير سلف، ومثلما كان الشيخ خليفة " يرحمه الله " يقتدي به في حله وترحاله وعمله وصنعه، هاهو قائدنا سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ، يكمل مسيرة الوالد والرمز الخالد في كل قول وفعل وعمل،وبفضل رؤيته وحكمته أصبحت دولتنا الجميلة "الإمارات"بتطورها ونهضتها،وخيرها وجودها،ومواقفها ومبادراتها حديث القاصي والداني في مشارق الأرض ومغاربها، فاللهم احفظ حكامنا وبارك في دولتنا،وأتمم علينا فضلك،ومكنّا من شكر نعمتك .
ومما أحمد الله عليه كثيراً، أني نشأت في الشارقة، حيث المساجد والمآذن والقباب التي تكرس إسلامها وعروبتها،وحيث القلاع والحصون والمنشآت المعبرة عن ارثها وثقافتها، والتي ترى في كل ملمح فيها بصمة حاكمها الحكيم سيدي صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى"حفظه الله "، والتي تستشعر في كل أرجائها روح الأسرة الواحدة من كبيرها إلى صغيرها، والفضل في ذلك يرجع لتوجيهات سموه الحانية "كأب" يشمل كل أبناء الإمارة بفضله وجوده وكرمه ،وإلى لمسات حرمه سمو الشيخة جواهر رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، صاحبة القلب الكبير، "كأم"رؤوم تشمل الجميع بعطائها وعطفها وحنانها،وهذه منة وفضل ونعمة، وذكرها، بالتأكيد، بركة من بركات العيد .
هنا الشارقة
حالة عدم رضا
لأن دائما هناك أمل، لا يتسرب إلى اليأس أبدا ،وأحاول قدر المستطاع أن ألتمس سبيلا جديدا للوصول إلى الصورة المثالية التي أحلم بها لرياضة الامارات، خصوصا وأننا - كمسؤولين- عندما يجمعنا مجلس ما، سواء كان اللقاء رسميا أو وديا، تلتقي مشاعرنا وتتفق كلمتنا على ان المحصلة ليست كما نتمنى،وأن طموحنا أكبر وأكثر بكثير مما بين أيدينا، ما يعني أننا حقا في قارب واحد .. بهدف واحد .. ولنا جميعا وجهة واحدة ، ولكن يبقى السؤال الحائر :لماذا في خانة الفعل تتشعب بنا السبل ، فيصبح كل منا يجدف في اتجاه غير الآخر !؟
مؤخرا تكرر المشهد، عندما التقينا في مجلس سمو الشيخ راشد بن حميدالنعيمي نائب رئيس اللجنة الأولمبية،حيث كانت الصحبة الحلوة والوجوه الباسمة والمشاعر الدافئة، التي جمعت تحت سقف واحد وجوها من أجيال مختلفة وأماكن وجهات متباينة ،وماكانت لتلتقي هكذا لولا ما يتمتع به "بو حميد" من محبة وتقدير واحترام في قلوب الجميع، وكعادتنا في مثل هذه المجالس الرمضانية التي أراها من أجمل أعرافنا الاجتماعية، شرعنا في اجترار الذكريات الجميلة والمناسبات المهمة التي جمعتنا من قبل، لكننا من دون ان نقصد ، تحولنا تدريجيًا لبحث هموم واقعنا الرياضي ،وبدأ كل منا يدلو بدلوه في هذا الاتجاه ، من واقع تجاربه وخبراته - وأيضًا وهو الأهم - من منطلق رؤيته وقناعاته، وكانت المحصلة في النهاية، كما لخصها سمو الشيخ راشد بن حميد بجملة واحدة هي "حالة من عدم الرضا" ! وأنا في طريقي إلى البيت، أخذت استرجع ماقلته بجانب كل ما سمعته من وجهات نظر،وأدركت أننا بأفكارنا وأطروحاتنا نكمل بعضنا بعضًا،وأن مشكلتنا ليست في الخطط والرؤى والأفكار وانما في مراحل صناعة وتنفيذ كل وأي قرار، فدوما تكون هناك استثناءات أو اعتبارات خاصة، تجعل القرار الاستراتيجي الذي يحقق مصلحتنا جميعًا يحيد عن مجراه، مما يجعل النهاية قاسية صادمة، بعيدة بمسافة كبيرة عن البداية الواعدة الحالمة،والأمثلة كثيرة وعديدة،والاستثناءات هي القليلة النادرة
آسف على صراحتي وجرأتي، لكني آسف أكثر على حاضرنا وواقعنا الذي نعاني جميعًا منه بنسب ودرجات متفاوتة ، ولا نملك حياله سوى الشكوى، مع أننا نملك الكثير من الحلول والبدائل،وقيادتنا الرشيدة وفرت لنا كل الإمكانات والوسائل ،والحقيقة التي لا مراء فيها أننا مسؤولون ومساءلون عن حالة عدم الرضا التي نعانيها .
هنا الشارقة
هنا الشارقة
مناجاة رمضانية
هنا الشارقة
بطولة شرقاوية جدا
هنا الشارقة
رسالة وأمانة