المقالات

هنا الشارقة

ملتقى الشريكين 

شرفنا في الشارقة والمجلس الرياضي باستضافة الملتقى العربي للتمويل والاستثمار، كما سعدنا بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الإدارية في تنظيم هذا الحدث، الذي اشتمل على تسع جلسات، بمشاركة نخبة متميزة من الخبراء والمتخصصين في التنظيم والإدارة والتسويق والقانون وغيرها من التخصصات التي تحكم الاستثمار في المجال الرياضي، والفضل، كل الفضل، لسيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على دعمه واهتمامه، وكل ما تتمتع به الإمارة من بنية تحتية متطورة تكفل للرياضة والرياضيين كل ما يتطلعون اليه لإشباع هواياتهم وتحقيق طموحاتهم، فلولا هذا الدعم السخي ما بلغت الشارقة ما بلغته من مكانة تؤهلها لاستضافة مثل هذا الملتقى وسواه من الأحداث والفعاليات الإقليمية والدولية .
** خرج الملتقى بجملة من التوصيات المهمة في الموضوعات الرياضية والاقتصادية التي تصدى لها، وتوقف عند كثير من الممارسات التي تحتاج إلى تصحيح حتى تنجح المؤسسات الرياضية في استقطاب الرعاة والممولين ، وأيضا تلك الأفكار المغلوطة التي تجعل المستثمرين لا يجدون ضالتهم في السوق الرياضي ، والذي خرجت به من محصلة تلك الأطروحات، أنه مالم تكن هناك مصلحة حقيقية وأرباح واضحة للجانبين لن يلتقيان ولن يتفقان ،فوفق منظومة الاحتراف التي لا تعترف بخواطر وعواطف، أو أي حسابات شخصية من أي نوع ،لا بد وان يعمل الرياضيون والاقتصاديون معا كشريكين برغبة خالصة من البداية للنهاية ،بمنطق واحد هو: أن كل منهما بحاجة للآخر.
**وخلال حفل الاستقبال الذي أقيم على شرف ضيوف الامارات والمشاركين بالملتقى، كانت الفرصة مواتية لاطلاعهم على إدارات وأقسام المجلس الرياضي ،ومن بين كل عبارات الثناء والإشادة التي سمعتها ،كان أكثر ما أسعدني اعجابهم بالثقافة التي تحكم المنظومة الشرقاوية بوجه عام ، من حيث استراتيجية العمل والخطط والبرامج التي توزع لأنشطة والفعاليات بما يمكن المواطنين والمقيمين من اشباع هواياتهم على مدار العام ،وخارطة المناطق والمدن التسع والأندية التي تحمل أسمائها ،فهي على حد قولهم ، تغرس آليا كل قيم الولاء والانتماء ،ولا فضل في تلك الثقافة ، كما ذكرت آنفا ،إلا للرؤية البعيدة والحكمة السديدة لوالدنا "الحاكم الحكيم" .
**ختاماً .. الشكر واجب وحق لسمو الشيخ عبد الله بن سالم القاسمي نائب حاكم الشارقة على توجيهاته ومتابعته الدائمة لنا، ولرعايته لذلك الملتقى المهم الذي جمع الشريكين الاستراتيجيين بالشارقة فشرف بها، وشرفت به.
 
 

هنا الشارقة

حالة تفاؤل 

 مفردات عدة تجمعت مع بعضها وصنعت لدي حالة من التفاؤل بما هو قادم بالنسبة للحركة الرياضية في الامارات :

أولها: شروع القيادة الرشيدة إلى اعتماد حقيبة وزارية مستقلة للرياضة، صحيح أننا طرقنا هذا النهج من قبل، لكن أتصور أن القناعة الآن اختلفت، بعد أن تغيرت ظروف واقعنا الرياضي إلى مايسمح بذلك، بل ويقتضيه .

ثانياً : اعتماد قانون جديد للرياضة متوافق مع استراتيجية 2031 ،يتضمن تشريعات أفضل تكفل حوكمة مقننة ومرجعية واضحة بين المؤسسات وبعضها، خصوصاً من بعد تأسيس المجالس الرياضية التي لعبت دورًا كبيرًا في هيكلة وتنظيم الشأن الرياضي في أبوظبي ودبي والشارقة 

ثالثاً: معطيات ميدانية، تبلورت فيها بعض الأشياء المهمة المساعدة.. مثل تطور الثقافة،وتراكم الخبرات ،بفضل مطالعة تجارب الآخرين، مع هضم واستيعاب معظم المتغيرات التي اقتضاها تحول المجتمع الرياضي من الهواية إلى الاحتراف 

 ما سبق كان بمثابة أرضية ومناخ جديدين، نبتت فيهما رؤية مختلفة للواقع، ولعل أهم نتائجها، السعي لاستعادة فاعلية الدور الذي يجب ان تلعبه الهيئة العامة للرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية ،في إدارة دفة الحركة الرياضية "بالتوافق والتراضي، والتنسيق والتكامل" ما بين الجهتين ،وهذه المسألة بالذات وضعتها بين قوسين لأنها العنصر الفاصل والفاعل في النقلة الحادثة، لأن السنوات الماضية شهدت مدًا وجزرًا في هذه العلاقة ما بين الحرارة والفتور، علاوة على فترات من الغياب والجمود لأسباب متفرقة ،لكنها ليست موضوعنا الآن ،فالمهم أننا نعايش تلك الحالة الجديدة ،وهي حالة لا يمكن النظر إليها بمعزل عن الشخصيات التي تأخذ مواقعها حاليا في المناصب المؤثرة في مفاصل الحركة الرياضية 

 ومن مظاهر وعلامات تلك الحالة، أنني مؤخرًا التقيت معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي وزير الرياضة للتباحث بخصوص هموم الحاضر وأعبائه، وطموحات المستقبل وتحدياته،واللقاء كان أكثر من أيجابي بما حفل به من موضوعات وأفكار ورؤى،والأهم من تفاصيل الصورة التي ستكتمل معالمها باتمام سلسلة لقاءات الوزير، تلك القناعة المشتركة بأن رياضتنا لم تتبوأ بعد مكانتها التي تستحقها اقليميا ودوليا ،وأن ضعف المردود يرجع لأسباب تخصنا بالأساس، وبالطبع، قدمت كل ما في جعبتي من أفكار ومقترحات،وأغلبها إن لم يكن كلها، سبق وان تطرقت لها في هذه الزاوية، ويمكن أن يجمعها عنوان "المنتخبات "بتكوينها واعدادها ومنشآتها ومتطلباتها.

** الخلاصة أنني بعد لقاء الوزير أصبحت "متفائلاً" 

هنا الشارقة

صيف لا ينسى 

"عيالي وبحفظهم " .."أنا أعطي عيالي بدون منة " .." لو تدفعون لي ملايين الدنيا في واحد من عيالي لا أقبل" .."في النادي أولادي والأولوية لهم دائماً"..هذا غيض من فيض العبارات المأثورة لسيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، فيما يخص اهتمامه بأبنائه وحرصه على كل ما يبنيهم ويعلمهم ،ويؤسسهم ويؤهلهم لمواجهة المستقبل وتحدياته، وهي كلها بمعانيها البليغة أصبحت شعارات تحكم أداء كل المؤسسات في الشارقة ، فالثقافة السائدة تستهدف الإنسان أولا ً،والرياضة بأخلاقياتها ومبادئها ماهي إلا وسيلة من وسائل بنائه قبل أن تكون ببطولاتها ومسابقاتها غاية في حد ذاتها .
وبصراحة نحن محظيون ومحظوظون بمداخلات سموه التي تخاطب عقولنا وقلوبنا في آن واحد، فبخطها المباشر تزف البشائر،وبنهجها الحكيم تصحح المسار، وبمغزاها البعيد تهيئ السبيل، وتقينا من كل ماهو دخيل على مجتمعنا وعلى ملاعبنا  .        
**ومؤخرًا في احتفالية المجلس الرياضي بختام برنامج"عطلتنا غير "، كانت سعادتنا كبيرة بتحقيق واحدة من أهم غايات سموه بالنسبة إلى أبنائنا ،باستثمار وقت الفراغ والعطلة الصيفية في كل ما يفيدهم ويلهمهم إلى جانب ما يسليهم ويمتعهم ، والمحصلة ،والحمد لله ، كانت حاضرة وظاهرة للعيان من الوهلة الأولى ،فالحفل كانت أكاديمية الشارقة للتعليم بصرحها الأكاديمي مسرحه ..والفيلم التسجيلي رصد غنى الفعاليات وتنوعها وانتشارها في كل أنحاء الإمارة، والأطفال :علي الحمادي وهادف المرزوقي وعلي اللوغاني  وخالد الحمادي كانوا خير مثال للثقافة التي نتوسمها في ابنائنا،ودلالات الأرقام التي استشهد بها د.ياسر الدوخي رئيس البرنامج في كلمته عن كم المشاركين والمتطوعين وكم المبادرات والابتكارات كانت خير شاهداً ودليلاً على النجاح الذي تحقق .
** ومن المعاني المهمة التي حرصت وأحرص دوما على دعمها في مثل هذه البرامج المجتمعية، أن الكل فيها فائز وأنها بلا خاسر، صحيح أن مليحة والشارقة للدفاع عن النفس وكلباء والحمرية والمدام ودبا الحصن كانوا في الواجهة بحكم الفوز بالمراكز الأولى ودروع التفوق، إلا أن كل مشارك وكل ناد ..وكل داعم وكل مساهم.. وكل متطوع وكل عضو بفريق من فرق العمل كان بطلاً في مجاله وفي موقعه،ومن ثم فكلهم كانوا جديرين بالتتويج والاحتفاء بجانب التقدير والثناء.
** أخيرا ..فاذا كانت مشاهد الحفل قد وثقتها الصور، فإن مكتسبات وذكريات "عطلتنا غير" ستبقى حاضرة لأنه كان صيفا لا ينسى .

                        

هنا الشارقة

شكرا سلطان 

برؤيته تعد الاستراتيجيات والخطط وتجري البرامج والفعاليات ..وبتوجيهاته تبنى الأجيال وتتسلح بالعلم والمعرفة وتصقل بالتجارب والخبرات ..وبحكمته تجتمع الأهداف المجتمعية مع المثل العليا في عمل كل الهيئات والمؤسسات..ومن القلب إلى القلب يخاطبنا فتصل كلماته في"خط مباشر" لتشيد صرحًا أو تؤسس بناءً، ولتفتح مجالاً أو تصحح مساراً، ولتوجه شباباً أوتحمي صغارًا .. ولتعين محتاجاً أوتغيث ملهوفاً .. هذا هو "سلطان "والدناومعلمنا وقائدنا وقدوتنا .. فاللهم احفظه لنا وبارك لنا في عمره وعمله وأهله .
**بلغ مؤشر السعادة عند الرياضيين في الشارقة أعلى درجاته بعدما أمر سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مؤخراً بتشييد المدينة الرياضية الجديدة في المنطقة الوسطى بالإمارة ،وهي ليست إلا واحدة من مكارم سموه وأياديه البيضاء التي تمتد بالخير لأبنائه فتوفي الكيل وتجزل العطاء، ويكفينا جوداَ وكرماً،ويغنينا شكرًا وامتنانًا، أن سموه بقلمه حدد مكانها ورسم معالمها، وبأنامله الكريمة وضع مدرجها "الأيقوني" في ميدانها الأوسط ومجمعاتها الأربعة في جهاتها الأربع، ولسوف يبقى يوم الثاني من سبتمبر وتلك المخطوطة التي شرفت بتوقيع سموه على جانبها الأيمن وثيقة تاريخية لمولد هذا الصرح الرياضي الفريد،وذكرى عزيزة لنا ولأبنائنا في الإمارة الباسمة.
**وكعادة سموه في مثل هذه المناسبات ،كانت المكرمة مشفوعة برسائل مهمة توضح وتعلم وتشرح وتنصح ، فالمدينة الرياضية جميلة شكلاً وموضوعاً وستكفل لمرتاديها أعلى درجات الراحة والرفاهية بمنشآتها وملاعبها ومدرجاتها المكيفة ،وستكون ملاذا لكل الأسر والعائلات لكي يستمتع أبناؤهم بممارسة كل وأي رياضة يفضلونها في بيئة نظيفة راقية،ودعا سموه القائمين عليها لاعتماد نظام العضوية للمنتسبين والمشجعين معا، كما وجه باعتماد مرجعية ادارية لمحاسبة المتجاوزين منهم، لأن المنشأة الرياضية شأنها شأن المدرسة في رسالتها المجتمعية،ولن يكون هناك تقصير في الصرف لكن ستصحبه رقابة وتتبعه محاسبة حتى يأخذ كل ذي حق حقه في الرعاية وفي المسؤولية .
** لقد كانت المدينة الرياضية أجمل هدية للرياضة والرياضيين في شارقة الامارات، وان شاء الله بتعاون وتضافر الجهود مابين المجلس الرياضي وبقية المؤسسات والأندية ، ستكون مصنعاً لإنتاج وتفريخ الأبطال، ومسرحًا لاستضافة كبرى البطولات والدورات ،ومحفلاً للإحتفاء بأهم المناسبات والأعياد .
ختامًا ..فالكرة كانت ومازالت في ملاعبنا نحن الرياضيون ،فاللهم وفقنا قولاً وفعلاً كي نرد بعض الدين لوالدنا، وقدرنا محليًا ودوليًا حتى نفي عمليًا بكل ماتعنيه مقولة "شكرًا سلطان" .
 
 

هنا الشارقة

موسم إستثنائي جدا 

لا خلاف على ان الموسم الحالي لكرة الإمارات الذي يحمل الرقم "50" استثنائي جدًا،وذلك لما يحظى به من أهداف وتحديات، سواء بالنسبة إلى المنتخب الذي تنتظره تصفيات كأس آسيا المؤهلة لنهائيات كاس العالم 2026 ، أو بالنسبة إلى الأندية التي سيكون 4 منها على موعد مع مشاركات قارية ودولية ، فهذا أمر لم نشهده منذ أمد بعيد ،ولم نستعيده إلا بفضل الإنجاز المبهر للزعيم العيناوي باحراز لقب دوري أبطال آسيا للمرة الثانية، إذ تقدمت كرة الإمارات على خارطة القارة مجددًا وأصبحت بالمرتبة الرابعة بعد دوريات السعودية واليابان وكوريا ، وان شاء الله يكون سفراؤنا على مستوى الطموحات المعلقة عليهم ، حتى تواصل كرة الامارات تقدمها وارتقائها للأمام ولأعلى.
**وهناك حقيقة البعض يقفز من فوقها أحيانا من دون أن يدري، ألا وهي أن مسابقاتنا المحلية ،والدوري بوجه خاص ،هو قاعدة الانطلاق لمنتخبنا وفرقنا، فإن لم تكن المنافسة قوية والمستوى الفني عاليًا لن يكون تمثيلنا الدولي إلا حضورًا شكلياً تسبقه الأماني وتتبعه حسرات ، وفي هذه الجزئية يحضر اعتباران مهمان.. الأول أن تكون هناك قناعة راسخة بأهمية التمثيل الدولي وضرورة الوصول فيه لأعلى سقف ممكن ،والثاني أن تكون ثقافتنا قائمة على أساس ان التميز الدولي لن يحسم من التميز المحلي ، بل بالعكس،.. والمسألة لا تقتضي إلا تكريسا وتأكيدا على هذه المعاني ، سرًا وعلانية ،عند كل أطراف اللعبة، حتى لا تختل الحسابات أو تتغير القناعات فجأة !
**وعلى صعيد الشارقة ، من دواعي فخرنا وسعادتنا، بالتأكيد ،أن يكون للإمارة 5 أندية لأول مرة في دوري المحترفين، فهذا انجاز تاريخي،وبصراحة، ماكان لهذا الإنجاز أن يتحقق لولا الدعم السخي الذي تحظى به الرياضة في الإمارة الباسمة من سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وان شاء الله تتواصل النجاحات ويكون التوفيق حليف الأندية الخمس، فالهدف ليس واحدًا بالنسبة لكل منها ،والمهمة متباينة الصعوبة، ولكن تبقى المرجعية في السعي بكل اخلاص، والتفاني في بذل الجهد حتى لا تكون هناك أية شبهة بأي تقصير .
**ختاماً ..في الوقت الذي أدعوكم فيه للإستمتاع بموسمنا الاستثنائي، أتمنى ان نتعاون جميعًا، كل من موقعه، في تعزيز حظوظ المنتخب والفرق التي ستمثلنا خارجيًا، لأن التمثيل الدولي له الأولوية.. ومع خالص دعواتي بالتوفيق للجميع.
 
 

هنا الشارقة

مدرسة سلطان 

أهلا بالمدارس والعام الدراسي، وان شاء الله يكون عام خير وبركة بعلم نافع لأبنائنا ودرس مفيد لهم في الدنيا والآخرة، وخير ما نستهل به العام الدراسي الجديد هو الدعاء الذي يقول :"اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بماعلمتنا" .
**في الشارقة، من يدقق سيجد أن مدرسة العلم والتربية والثقافة والمعرفة، أبوابها مفتوحة طول العام بلا بداية أو نهاية محددة ، فكل المؤسسات تعمل وفق منهاج واحد في هذا السبيل من خلال رسالتها التي تضمن تحقيق هذه الأهداف، علاوة على أنها تكمل بعضها بعضا من خلال الأدوار والمسؤوليات المنوطة بها، ومن هذه الوجهة كان ومازال مجلس الشارقة الرياضي يقوم بدوره ،وسيواصله بإذن الله .
** ولأن الغاية هي بناء الإنسان واعداده ليكون مثلا وقدوة، تأخذ الرياضة مكانها في منظومة عمل المجلس لتكون وسيلة وغاية معاً، ونسعى دائما لكي نؤدي رسالتنا من منظور ثقافي يضمن الوفاء بالقيم التربوية والأخلاقية، ولذا كان صيفنا مختلفًا بالنسبة إلى أبنائنا من الرياضيين،الذين يشكل الطلاب سوادهم الأعظم، إذ تبارت الأندية فيما بينها للوفاء ببرنامج "عطلتنا غير"الذي تم توسيع مجالاته، ليحفز مهارات الإبداع والابتكار بشكل أساسي إلى جانب بناء الكوادر والقيادات.  
** ودعوني أشارككم فرحتي بمحصلة عطلتنا، فقد كانت غنية كماً وكيفًا بفضل الأنشطة والفعاليات التي شملت كل ما يسلي ويمتع وبالوقت نفسه يثقف ويعلم، وفي خانة الإبداع والابتكار بالذات كان الحصاد ملفتاً بتقديم 35 اختراعاً صنفت 15منها أصحابها كمخترعين دوليين،وكلها جديرة بالإشارة اليها، لكني سأكتفي بتطبيق رياضي ابتكره 3 مبدعين من البطائح تحت 9 سنوات، حازوا به المركز الأول، هم"علي اللوغاني وناصرالزرعوني وعمر النومان "،كما يحضرني :رقم قياسي باتمام 1200 عمل تطوعي في يوم واحد من 18 منطقة، وتمدد نشاط البرنامج إلى الشقيقة قطر من خلال الحمرية ،ومبادرة "الخاسر الأكبر" التي ابتكرها الذيد لعلاج البدانة والسمنة ، والتجربة المميزة لمليحة في تقييم مهارات القيادة بنهاية كل أسبوع .
**ومع النجاح الذي تحقق للبرنامج بهويته المؤسسية المميزة ،لا يسعني إلا أن أشكر كل فرق العمل بإدارات المجلس والأندية وكذلك المؤسسات التي تعاونت معنا وبخاصة تليفزيون الشارقة ،وباسم الجميع أرفع أسمى آيات الشكر والامتنان لسيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وحرمه سمو الشيخة جواهر ، لاننا كنا ومازلنا ننهل من علم وثقافة مدرسة كبيرة لا حد ولا أمد لها هي"مدرسة سلطان".

هنا الشارقة

البيت الأولمبي 

كان من الجائز أن تبدأ وتنتهي مشاركتنا في دورة باريس للألعاب الأولمبية بحديث متعارف عليه عن حصاد رياضيينا ،وإلى أي مدى كانت المحصلة إيجابية كماً وكيفاً بالمقارنة بما سبقها من مشاركات ،وهنا دعونا نتفق على ان تلك المحصلة - مهما كانت - لن تكافئ طموحنا ، لأن فروق الإمكانات والقدرات مازالت واسعة وكبيرة بين رياضيينا ومنافسيهم في هذا المحفل العالمي الرفيع، ولكن "العائلة" الأولمبية في الإمارات ، ولا أقول "اللجنة"جاءت بفكرة مبدعة جعلت للمشاركة أبعاداً تجتاز حدود الملاعب والميادين ، من خلال "البيت الأولمبي الإماراتي"، فهي فكرة ، كما يقال ،من خارج الصندوق .. تحقق رؤية أوسع للمشاركة، وتبني سقفا أعلى للطموح، كما تفي بأهداف مهمة كثيرة، لا تقل في أهميتها عن الإنجاز الرياضي في حال تحقيقه.
 
**كان للبيت زواره من مختلف المقامات والجنسيات والأعمار ،وكان بتصميمه الشعبي وساحاته التراثية التي بلغت من العدد ثمانية، معبرًا بكل المعاني والدلالات عن الثقافة الإماراتية، من ساحة "البداية" التي تستقبل الضيوف، إلى "المجلس" الذي يحتفي بهم ، إلى "الميدان" الذي يتنافسون فيه ، إلى "الحوي" الذي يسلي أبناءهم، إلى "الإرث" التي يتواصلون فيها بذويهم ،وأخيرا إلى "الدكان" الذي يحملون من بستانه قطوف الذكريات، ولأن البيت كان متميزاً بمكانه قرب ميدان الكونكورد، وعامراً بضيوفه وزواره ،وحافلاً بكل ما يشبع الحواس والجوارح ، لا أعتقد مطلقا أنه بتفاصيله ونقوشه الجدارية سيغادر أو يبارح الرؤية الإماراتية في خطط المشاركات الأولمبية المقبلة، لا سيما بعد النجاح الكبير الذي برهنت عليه ردود الفعل الدولية .
 
**ومن التداعيات الجميلة لرمز "البيت" استوقفتني رموز الأسرة الواحدة التي تسكنه اذ مثلت رياضة الامارات بكل واقعية، ولذا استخدمت مسمى "العائلة الأولمبية" بدلا من اللجنة، فالأم "الحاضنة الأهلية" ممثلة بسمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس اللجنة والشيخ راشد بن حميد النعيمي نائب الرئيس الذي احدث نقلة كبيرة على صعيد العلاقات الدولية .. والأب "الراعي الحكومي " بإشرافه وتمويله كان حاضراً من خلال معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي وزير الرياضة نائب رئيس اللجنة ورئيس المكتب التنفيذي، ولقد اكتملت الصورة بالروح الحلوة التي استشعرناها بين الجهتين من بعد غيبة طويلة،والتي نستبشر بها خيراً وبركة لرياضتنا .
  
** شكرا جزيلا لصاحب الفكرة المبدعة ولكل من أقاموا وعمروا هذا "البيت".  
 

هنا الشارقة

الملتقى الثاني 

من أين وإلى أين نمضي برياضتنا ؟ سؤال لا ولن يغيب عن الخاطر،مهما طال الزمان ،ومهما حققنا من منجزات، لأن سقف الطموح ليس له نهاية معلومة ، فدائما في الأفق البعيد هناك سقف أعلى ،ومعه وبه تولد تحديات جديدة تستفز و تستنفر قدراتنا ، فتدفعنا دفعاً لعبورها واجتيازها .. وهذا المعنى الذي يفلسف استدامة الطموح وتجدده، هو خلاصة الرؤية التي تحكم توجه مجلس الشارقة الرياضي لتنظيم ملتقى سنوي لبحث هموم وشجون رياضة الامارات ، فالسؤال المحوري بخصوص المآل والمصير سيظل قائماً ،ومن ملتقى إلى آخر سيكون الباب مفتوحاً على مصراعيه لرصد الطموحات ومواجهة التحديات أولا بأول ،بحس وحافز وطني خالص، وبهاجس يغلب المصلحة العامة على أي مصالح خاصة ،والله الموفق والمستعان 

كان لا بد من هذه المقدمة، قبل أن أسترسل في التقديم لملتقى الشارقة الثاني لرياضة الامارات ، فلسان الحال كان وما زال يقول : ما جدوى الملتقيات إذا كانت توصياتها بلا مردود في خانة الاستجابة والتنفيذ ؟ وما الذي تحقق من الملتقى الأول حتى نذهب إلى الثاني ثم الثالث وهلم جرا!؟

والإجابة باختصار شديد تقول :أننا مؤمنون بأهمية الدور المنوط بالمجلس كمنبر رياضي داخل الإمارة والدولة ،وبرسالته التوعوية التي يجب ألا تكون مرهونة بمصلحة خاصة قريبة أو مؤقتة ، ومن قبل ومن بعد ، للوفاء بمسؤوليتنا تجاه أبنائنا ومستقبلهم، الذي نتمنى أن يكون امتدادا لحاضرنا الجميل المشرق ،فيكون أكثر جمالا واشراقا ، فهكذا وهكذا فقط، سنشعر بأننا أدينا الأمانة وبلغنا الرسالة ، وكما يقال "ماعلى الرسول إلا البلاغ" .. أو كما يقول المتنبي :"ما كل ما يتمنى المرءُ يدركهُ ،تجري الرياحُ بما لا تشتهي السفنُ" 

** كان الملتقى الأول بهدف احتواء عاقبة الاسراف في الاعتماد على الأجانب ،ومن يقال أنهم "مقيمون" في مسابقاتنا المحلية،لكنه تشعب من خلال اطروحات المشاركين وطرق أبوابا عدة ،ولذا ارتأينا أن يكون "الثاني" أكثر خصوصية وتحديداً ، فكان عنوانه "المنتخبات"، بكل ما يكتنفها ويشملها ويخصها من مرافق ومنشآت ،وخطط وبرامج، وتجارب ومعسكرات، وكوادر وخلافه، كذلك الأدوار المهمة التي تلعبها الأسرة والمدرسة والجامعة والنادي في اكتشاف المواهب ورعايتها حتى تبلغ محطة التمثيل الدولي عبر منتخب ما

ملتقانا الثاني ، امتداد طبيعي للأول ،لأن المنتخبات هي الغاية والرجاء ،واليوم نفتتحه على بركة الله 

وفي امان الله الى ان ألقاكم بعد اجازة صيفية قصيرة

هنا الشارقة

نهج شرقاوي 

من جيل إلى جيل تنتقل دفة القيادة والإدارة من رعيل لآخر في مجالس إدارات الأندية ، ومع كل تغيير تتجدد الطموحات والأماني ،وربما تتبدل معها الرؤى والقناعات، لكن إذا كانت هناك مرتكزات "راسخة ثابتة" وأهداف "محددة واضحة" تحكم الأداء، فلن يكون التغيير إلا في أسلوب الإدارة فقط ، ما يعني أن القاطرة ستظل تسير في طريقها المنشود، لأعلى وإلى الأمام ..بقوة دفع مستمدة من التاريخ والإرث، بعطاء متدفق من الدماء الحارة والوجوه الجديدة، وبطموح مطرد لا يعترف بسقف محدد أو نهاية معلومة .
**جال هذا المعنى في خاطري عندما شرفنا في مجلس الشارقة الرياضي باحتضان الاجتماع الأول لمجلس إدارة نادي الشارقة برئاسة خالد عيسى المدفع ، فـ"الزمان" سجل لحظة مرحلية فارقة في تاريخ النادي، بتسليم وتسلم لراية ودفة القيادة من إدارة لأخرى، كما كان "المكان" معبراً بشكل تلقائي عن وحدة الهدف والغاية عند النادي والمجلس، أما "الموضوع" فكان مباركة ودعم للإدارة المتحمسة الجديدة ،وشكر وامتنان لإدارة لم تبخل بأي جهد وفريق عمل ناجح برئاسة على سالم المدفع، حقق للنادي جملة من المكاسب والمنجزات في مختلف الألعاب وتوجها في الموسم الماضي بالرباعية التاريخية التي كتبت اسم الشارقة في سجل الأرقام القياسية لكرة الإمارات .
** ومع عبارات الترحيب والمباركة والشكر والامتنان التي استهللت بها كلمتي، وقفت كثيراً عند المرتكزات التي ذكرتها في مقدمة هذا المقال ، فهذه المرتكزات ماهي إلا القيم والمثل العليا التي زرعها فينا سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والثقافة السائدة التي تكرس الدور الكبير المنوط بإدارة كل وأي مؤسسة في محيط الإمارة الباسمة ، فالإنسان غاية.. والخدمة رسالة .. والنجاح استدامة .. والمسؤولية أمانة ،وهذه القيم مجتمعة تلخص "النهج الشرجاوي "الذي تحافظ عليه الإدارات المتعاقبة مهما تغيرت الوجوه والأفكار والقناعات من مجلس لآخر، لأنه الإرث الخالد والذكر الباقي ،مع النادي الذي شرف ويشرف بحمل اسم الإمارة .
** ومما أسعدني في الاجتماع وذكيت فكرته، المبادرة التي دعا اليها خالد المدفع بتأسيس "منتدى تواصل الأجيال" ليكون رجالات الإدارات السابقة في تواصل دائم بآلية منتظمة، مما يكفل المرجعية والمشورة بخصوص كل القرارات المصيرية والمهمة التي سيكون على أي إدارة جديدة ان تأخذها في لحظة ما ،والمبادرة بدورها ليست غريبة على "النهج الشرجاوي" .