المقالات

هنا الشارقة

القادم أفضل
نعم ، أصبنا بحسرة كبيرة ولوعة مريرة بسبب الخروج من تصفيات مونديال 2022 بهذا السيناريو الدرامي أمام أستراليا، لكن في الوقت نفسه، يجب أن نسعد وأن نتفاءل بميلاد جيل جديد من الشباب قادر على تحقيق الطموحات، فحارب ورفاقه دماؤهم حارة ويتمتعون بالثقة والموهبة، والأمل فيهم كبير .
 
ونعم رأينا الدموع في عيون المشجعين وهم يشيعون ذاك الخروج الحزين للأبيض، لكن الجمهور هذه المرة لم يكن مستاءً من الأداء، وتفاعل وآزر بحرارة مجسداً كل معاني الولاء، وفي عودته وفي اخلاصه ووفائه كل العزاء .
 
لا أريد التقليب في صفحات الماضي، فأفتح جراحاً التأمت، ولا أن ألوم مؤسسات أو مسؤولين بعينهم، فندخل في مهاترات أونعود لهواية جلد الذات ، خصوصاً وأن قناعتي الراسخة أن كل الجهود التي بذلت، كانت وطنية مخلصة وكانت تنشد الصواب، وأننا جميعاً، مهما اختلفنا، سنبقى في قارب واحد، بمصلحة واحدة وهدف واحد .
 
لكن، دعونا قبل أن نولي وجوهنا شطر المستقبل، نعترف أمام أنفسنا على الأقل، بأننا أهدرنا وقتاً طويلاً في رحلة استعادة هويّة المنتخب، وأننا دفعنا ثمناً فادحاً لعدم استقراره في السنوات الأربع الماضية، إذ لا يمكن لأي فريق ،سواءً كان لناد أو منتخب أن يحافظ على كيانه ومستواه مع 7 تغييرات متوالية لجهازه الفني، لاسيما وأنه تزامن معها تغيير 4 لجان للمنتخبات، فمثلما كانت هذه التغييرات وسيلة لتصحيح مساره، كانت في الوقت نفسه سبباً مباشراً لبلائه، وعرضاً واضحاً من أعراض مرضه واعتلاله، ويكفي للتدليل على ذلك ما رأيناه  من عروض باهتة ونتائج غريبة في الدورين الأول والثاني للتصفيات، والتي كانت محصلتها التفريط في كل ما هو وارد وممكن، والتشبث بكل ما هو صعب ومستحيل!
 
نحن الآن على أعتاب مرحلة جديدة في مسيرة المنتخب، تقتضي منا وقفة مخلصة وكلمة سواءً، نستوعب فيها كل ما مررنا به من تجارب وخبرات بلا عودة لارتكاب نفس الأخطاء، وهذا لن يتحقق إلا إذا تحلينا بمزيد من الشفافية وأصبحنا جميعًا رقباء على أنفسنا، فدعونا نصطف جميعاً خلف "الأبيض" كشركاء، بلا مصالح خاصة، ولا أهواء.
 
الخلاصة ..نعم ودع منتخبنا المونديال، لكنه عاد إلينا واستعدناه كما نتمناه.. وثقتنا كبيرة في إدارة اتحاد الكرة برئاسة سمو الشيخ  راشد بن حميد النعيمي وفي الجهاز الفني الحالي بقيادة أروابارينا، والقادم أفضل بإذن الله.
عيسى هلال الحزامي

هنا الشارقة

شارقة العرب

 

في كل مرة توجت فيها الشارقة بجائزة ثقافية كان الباعث والمجال كفيلين بإظهار أفضليتها وعلامات جدارتها ،فالفنون والعلوم والآداب باختلاف روافدها ،والتاريخ والتراث بعمقهما وثرائهما ،والقيم والمثل العليا التي يباهي بها البشر في كل زمان ومكان ،كانت حاضرة دائما لتقدم السبب وتصوغ النتيجة ،أما هذه المرة وهي تفوز بجائزة "عاصمة الثقافة الرياضية العربية "،فأراها سلكت درباً لم تسلكه من قبل في سبيل استحقاق الجائزة ألا وهو "درب الرياضة" ،ذاك الدرب المجهول البعيد ،الذي لم يفطن إليه إلا سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ،برؤيته البعيدة وحكمته السديدة  

 من اللحظة الأولى التي شرفت فيها برئاسة مجلس الشارقة الرياضي ،كانت توجيهات سموه تقضي بالمزاوجة بين الثقافة والرياضة ،بحيث تكون للأنشطة والفعاليات الرياضية رسالة تربوية مستدامة تكرس المبادئ والقيم والمثل العليا ،ومن ثم تأتي بعدها اعتبارات المنافسة لتحقيق الألقاب والبطولات، ولذا كانت سعادتي غامرة ،واستولت عليّ مشاعر الإعتزاز والفخر في لحظات التكريم التي امتدت من الإمارات حيث تلقيت النبأ ،إلى الأردن حيث تم التتويج ، إلى مصر حيث تم الاحتفاء بالشارقة كأول مدينة عربية تحظى باللقب في دورات الجائزة .

 وسوف تصبح شارقة الإمارات "شارقة العرب" جميعاً ،حين ترفع شعار "ثقافتنا تجمعنا "،وهي تستقبل شباب الوطن من المحيط إلى الخليج لإحياء فعاليات الملتقى العربي في يوليو ونوفمبر المقبلين، ومثلما كانت حاضرة بإرثها وجدارتها في الاستحقاق والتكريم ستكون حاضرة بسمعتها وكفاءتها في التنظيم والضيافة ،لتصنع للجميع ذكريات لا تنسى مع الفعاليات التي ستجمع بين الرياضة والثقافة، والتراث والحداثة ،وبإذن الله ستكون على مستوى كل الطموحات المعلقة عليها في هذا المحفل العربي الكبير

 

 

 وهناك ملمح مهم للغاية ،وهو أن جائزة من هذا النوع لا يمكن النظر لها أبداً إلا من "منظور سلطان" للمشروع الثقافي الكبير لإمارة الشارقة، بعمقه المحلي ، وبعده العربي، وأفقه العالمي ،فالشارقة الزمان والمكان والإنسان هي  بالفعل " بصمة سلطان "،وهي بصمة جعلت الثقافة حاضرة في كل فعل وعمل تشهده الإمارة الباسمة ،كما أن رموزها وعلاماتها تلمحها العين من الوهلة الأولى في كل صرح أو مرفق أو منشأة

 أخيراً وليس آخراً ..الشكر موصول للاتحاد العربي للثقافة الرياضية ،والمكتب التنفيذي لوزراء الشباب والرياضة العرب على الجائزة التي صادفت أهلها،..ومن قبل ومن بعد، يبقى الإمتنان لراعي الثقافة "سلطان".

عيسى هلال الحزامي

هنا الشارقة

عملاق لاينام
توقفت عجلة التاريخ عند اللحظات الدرامية المثيرة التي شهدت "ريمونتادا" مانشستر سيتي أمام استون فيلا في ختام بطولة الدوري الإنجليزي ،صحيح أن الفريق نفسه فعلها قبل ذلك، عندما اجتاز كوينز بارك رينجرز في عام  2012 ، إلا أنه هذه المرة جرد الاستثناء من كل حيثياته ،وبرهن أنه هو نفسه الاستثناء الذي يكسر القواعد في عالم كرة القدم فيجعل المستحيل ممكناً ، فمن بعد أن كان خاسراً بهدفين نظيفين حتى الدقيقة 76 استطاع في غضون 5 دقائق فقط أن يقلب النتيجة من خسارة وشيكة الى فوز دراماتيكي بالثلاثة ، ليعانق بذلك لقبه الرابع في آخر 5 مواسم ،وليرفع غلته إلى 29 لقباً عبر تاريخه .
 
**ولا يمكن بأي حال أن يتم النظر إلى هذا الإنجاز إلا كحبة من حبات عنقود طويل يضم 17 لقباً ،هي حصاد "القمر السماوي" في حقبة امتلاك سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة له ، فمنذ الثاني من سبتمبر 2008 حدثت النقلة التاريخية في مسيرة هذا النادي بتحقيق قفزات نوعية متلاحقة شملت كيانه وبنيانه، قبل أن تشمل الفريق بلاعبيه والمدربين الذين تعاقبوا عليه ،فكان هذا التاريخ علامة فارقة بين ماقبله وما بعده على كل الصعد ، ويكفي للتدليل على ذلك أن النادي حقق في 14 عاماً مالم يحققه طوال تاريخه البالغ 128 سنة !
 
**وهناك جملة من الدروس في ملحمة "السيتي" تصلح أن تكون خارطة طريق لتحقيق أي نجاح ، أولها :الرؤية البعيدة التي ترصد الهدف بدقة وتخطط جيداً لتحقيقه ،ثانياً :العمل بروح الفريق من كل العناصر دون أي تقصير ،ثالثاً ورابعاً وخامساً وحتى النهاية : الإيمان بأنه لا يوجد مستحيل إذا صدق العزم وبُذل الجهد بتفان للرمق الأخير .
 
**سعادتنا حقا كبيرة وعظيمة بالإنجازات التي حققها مانشستر سيتي في ظل الملكية الإماراتية ، والتهنئة نزفها من القلب لسمو الشيخ منصور بن زايد الذي جلب لنا هذا الفخر ،والذي جعل كل الإنجليز يحفظون مقولته التي أجاب بها لصحيفة "ديلي ميل" عن سبب اختياره لمانشستر سيتي بالذات كي يشتريه إذ قال: "شعرت أنه عملاق نائم وأنه بحاجة لمن يوقظه " ! ، ومن الواضح أن سموه لم يكتفي بإيقاظ ذاك العملاق وحسب ،وانما جعله متعطشاً نهماً للألقاب، ولا يعرف للنوم سبيلاً !
عيسى هلال الحزامي
 

هنا الشارقة

دوامة السباحة

تستحق الأزمة المزمنة التي يواجهها اتحاد السباحة منذ انتهاء الدورة الماضية لمجلس إدارته أن تحمل عنوان "صدق أو لا تصدق" ، لأنها بظروفها الغريبة وبتعقيداتها المصطنعة التي استهلكت عامين تقريباً ،أصبحت جديرة بدخول موسوعة "غينيس" بوصفها أطول جمعيةعمومية مؤجلة في التاريخ الأولمبي

عذرا للبداية الساخرة، فشر البلية ما يضحك أحياناً ،لكن السخرية هذه المرة حاضرة رغما عني وعن الجميع ،وأراها تدين واقعنا الرياضي بكل حيثياته ومؤسساته ،فالمشكلة الصغيرة التي طالت اعتماد النظام الأساسي للاتحاد ،والتي كان من الممكن أن تنتهي في مهدها بإجراء داخلي من مجلس الإدارة ،في اللحظة الأولى لميلادها في صيف عام 2020 ، أصبحت بفعل المداولات والمخاطبات التي تختبئ خلف الحوكمة مثل كرة الثلج التي تكبر وتتضخم كلما تدحرجت ،والملاحظ أنها لا تندفع طواعية وانما بفعل فاعل !.
 
 من يستغرق في تفاصيل هذه الأزمة سيكتشف - بكل أسف - ما تعانيه مؤسساتنا من رعونة وتقاعس ،وكيف يسمح هذا التقاعس بتدخل دولي ينتهك سيادتنا الرياضية ،فيظهرنا بمظهر العاجزين عن حل مشكلاتنا الداخلية، فعندما لم ينجح مجلس الإدارة في صياغة نظامه الأساسي كما يجب ،لم تحل الجمعية العمومية المشكلة ، وحتى عندما بلغت عتبة اللجنة الأولمبية الوطنية في مرحلة تالية، رأينا تحفظات وملاحظات لانهاية لها ،ومرت شهور من دون أن نتقدم خطوة واحدة ، ولاأدري حتى الآن لماذا ظلت الهيئة العامة للرياضة كجهة مرجعية عليا خارج المشهد ،فالإحتراز من شبهة التدخل الحكومي لا يحول دون قيامها بدورها الرقابي، لاسيما وأنها تدخلت سابقاً بحكمة وفي الوقت المناسب ،عندما واجهنا أزمة ألعاب القوى ؟
 
 ماعلينا ، فرغم انقضاء نصف مدة الدورة الأولمبية الحالية ، فوجئنا مؤخراً بتأجيل عمومية 21 مايو الجاري لأجل غير مسمى من قبل اللجنة الأولمبية ، بدعوى أن بعض بنود النظام الأساسي لا تتوافق مع دليل الحوكمة ، لتدخل الأزمة في دوامة جديدة .
 
 أسئلة كثيرة تولدت مع اتساع دوائر تلك الأزمة مثل: من المتسبب فيها ؟ .. ولمصلحة من؟.. ولماذا لجأنا للاتحاد الدولي؟..ومتى نصل إلى كلمة النهاية ؟.. لكن لعل السؤال الأهم والجامع والشامل هو "لماذا أصبحنا قليلي الحيلة هكذا وغرقنا في تلك الدوامة " ؟
 
..للأسف هناك اجابة واحدة تحضرني لكل تلك الأسئلة،وهي ليست "سوء التقدير" كما قد يتصور البعض، وانما "سوء النوايا"!
عيسى هلال الحزامي
 
 
 

هنا الشارقة

الراحل.. الخالد

لأن طبع الدنيا الفراق ،ولأن كل نفس ذائقة الموت ،سوف نتقبل بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ،فراق المغفور له بإذن الله صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ،وندعو الله مخلصين له الدعاء، ان يغفر له ويسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء، كما ندعوه أن يلهمنا جميعا الصبر والسلوان على رحيله

**إذا كان في الذكرى بعض العزاء .. فعسى العزاء يكون في منجزات سموه الباقيات وأياديه البيضاء وسجاياه السمحاء، التي يشهد بها القاصي والداني في مشارق الأرض ومغاربها ،والتي ستكون بإذن الله في ميزان حسناته يوم العرض العظيم

وإذا كان للسلوى مكان في قلوبنا.. فالسلوى ستكون في أن خليفة "خليفة" هو صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، فهو خير خلف لخير سلف ،مثلما كان يرحمه الله خير خلف من خير سلف ،فدولتنا الحبيبة في أيد أمينة ،والرسالة هكذا موصولة، والأمانة محفوظة ،والعهد متجدد، والحلم مستمر ،والطموح باق إلى ما شاء الله ، فكل مكتسبات الوطن التي حققها القائد والرمز الخالد "الشيخ زايد" حفظها وأضاف اليها المغفور له بإذن الله "الشيخ خليفة" ،وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، على الدرب والصراط المستقيم، من بعدهما ،ليحفظ لدولتنا الرخاء والنماء والعزة والكبرياء

ثمانية عشر عاماً من العطاء المخلص للإمارات وشعبها ،أمضاها المغفور له في بناء الإنسان ورفع البنيان ،وصدقته ستبقى جارية بيننا بالبر والخير والإحسان الذي فعله وصنعه ،فالقادة المخلصون من شاكلة سموه  لا يرحلون ولا يغيبون إلا بأجسادهم، بينما تبقى أعمالهم صروحاً شاهدة في حاضر الوطن ومستقبله ، وتظل ذكراهم عطرة خالدة في بال كل من عاصره ،كما أن أرواحهم النقية تبقى هائمة بيننا لنستلهم منها كل ما يعيننا على مواجهة مصاعب الدنيا وهمومها

اللهم ارحم أبانا "الشيخ خليفة"، وأجزه عنا خير الجزاء ، فقد كان نعم الوالد

 اللهم اغفر لقائدنا "الشيخ خليفة"، وتقبل دعاء شعبه الذي أحبه ، فقد كان نعم الرئيس

اللهم أكرم عبدك "خليفة" كما أكرمت النبيين والصديقين والشهداء ، فقد كان نعم المعين للمحتاجين واللاجئين والمعوزين

 ..واللهم تقبل دعاءنا لفقيدنا "الشيخ خليفة"، واعف عنه وطيب ثراه وأكرم مثواه يا أرحم الراحمين ..  "وإنا لله وإنا إليه راجعون" .

عيسى هلال الحزامي

 

 

 

هنا الشارقة

"قل خيرا"
**ليس بمقدور أي إدارة أن تجبر مدرب على اتمام عقده للنهاية ،والعكس صحيح ،فإذا وصلت العلاقة الى طريق مسدود مابين المدرب واللاعبين لن يكون أمام الإدارة إلا التغيير مهما كانت العواقب، ومن عند هذه الحقيقة التي تفرضها طبيعة العلاقة المحكومة بعقد ،والمرهونة بهدف ،والمتغيرة وفق حسابات العرض والطلب "ماديا"، والنجاح والفشل "مهنيا "، ستظل ظاهرة تغيير المدربين حاضرة رغما عن الجميع ، سواء كان حديثنا عن فريق يخص نادياً أو منتخباً يمثل دولة ،والأمثلة حاضرة بالجملة لمن يحفل بها ويتعلم منها.
** وفيما عدا الشرط الجزائي والضوابط المنصوص عليها في طريقة وأسباب انهاء العقد ، تبقى الإعتبارات الإنسانية والأخلاقية "هامشية جداَ" في مشاهد الفصل الأخير لنهاية العلاقة بين أي مدرب وأي إدارة ، خصوصاَ إذا كان المدرب أجنبياً لا وطنياً ، لأن الخواطر والحسابات العاطفية التي يتم استحضارها مع "ابن البلد" لا وجود لها مع الأجنبي مطلقاً ،وحتى أقطع الطريق على كل من قد يخالفني الرأي، أسجل أن هذه هي القاعدة التي تحكم العلاقة ،وان كل ما يشذ عنها في بعض التفاصيل ، سيكون من باب الإستثناءات .
**  بصراحة ، ليس موضوعي الأساسي هو تلك الظاهرة التي لا خلاص منها ،انما الذي يعنيني هذه المرة هم "الدخلاء" الذين يحشرون أنوفهم في هذه العلاقة الثنائية، ويخالفون قول رسولنا الكريم فلا يقولون خيرا و لا يصمتون ، فهؤلاء هم الذين يثيرون الأدخنة بغير نار ،ويروجون الشائعات بلا اساس ،ويعكرون المياه ليحلو لهم الصيد فيها !
** يذهب المدرب أو يبقى،نفوز بالمباراة أو نخسرها ، تأتي البطولة أو لا تأتي ،فالتنافس الشريف لا يفسد للود قضية ،ولا ينبغي أبدا أن نفتح الباب لأصحاب المصالح الشخصية والاجندات الخفية .
 
**  الرياضة تُعلمنا الكثير ،وتعلمنا منها الكثير ،فيما يخص القيم والمبادئ التي يجب ان تسود في سلوكاتنا مع بعضنا ، سواء كنا في علاقات عادية أو مسابقات تنافسية كالبطولات وخلافه ،لكن للأسف هذا البعد الأخلاقي غائب عند كثيرين ،ممن يتعمدون اللعب خارج الملعب بكل ماهو مشروع وغير مشروع ،فتجدهم يمددون وقت المباراة لتبدأ قبل موعدها بأيام ،ويختلقون المشكلات ويصدرونها لمنافسيهم ، متناسين أن ما بيننا أكبر وأهم من أي مسابقة أوبطولة ،وأغلى وأبقى من أي أنجاز أو لقب .
عيسى هلال الحزامي

هنا الشارقة

عيدية الرياضيين
** بمناسبة عيد الفطرالمبارك ..أهنئ سيدي صاحب السمو رئيس الدولة ونائبه وحكام الإمارات وأولياء العهود ،وتهنئة خاصة لصاحب السمو حاكم الشارقة وحرمه ،وولي العهد ونائبيه ،أعاده الله عليكم وعلينا بالخير والسلام ،والأمن والأمان، واليمن والبركات .
**أحاول في كل مرة أتواصل فيها معكم،أن استغرق في أكثر هموم ومشكلات رياضة الإمارات إلحاحاً ،حتى نشترك جميعا ، كل من موقعه في علاجها، وذلك لقناعة راسخة مفادها: أن الحل المثالي والشامل لا يمكن أن يكون بمبادرة فردية أو عمل غير جماعي ،خصوصا إذا أخذنا في الإعتبار ان الرياضة منظومة تقوم على تكامل المؤسسات ،وأن نجاحها في تحقيق رسالتها المجتمعية لن تضمنه جهة واحدة مهما تعاظم دورها من حيث التأثير في الجماهير، أو ارتفع مكانها في الهرم الإداري بحيث تملك قدرة التغيير بموجب قوانين أو قرارات .
** تحدثت في مقالات سابقة عن الثقافة الخاطئة التي كنا ضحيتها ، وعن ضرورة تصحيح المسار، وعن أخفاقاتنا الدولية المتكررة ،وأننا بحاجة إلى وقفة صادقة ،وهذه المرة أريد أن أقترب أكثر من بيت الداء ،وأذكركم وأذكر نفسي ، بالأية الكريمة التي يقول فيها الحق سبحانه وتعالي: "أن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " .. والذي دعاني للإستشهاد بتلك الآية هو ما أراه من مشاهد مكرورة لمبادرات قديمة لم تجد معنا،ولم تغير من حال رياضتنا شيئا، فمع كامل التقدير لتلك الجهود المخلصة التي تأخذ صورة ندوة أو مؤتمر ،والتي تنتهي بانتاج مبادرة أو تبني رؤية ما،فالذي أراه أننا نعيد أنفسنا ،ونسلك نفس السبل التي سلكناها من قبل،وباختصار "لا جديد تحت الشمس"، ولا أدري كيف ننتظر مخرجات جديدة بينما نستخدم في كل مرة نفس المدخلات ؟!
**اسمحوا لي أن أنتهز فرصة الحراك الحالي ،بتجديد الدعوة لذاك المشروع الوطني الذي أسميته "هيئة المنتخبات الوطنية" ،فهي بمغزاها الكبير وهدفها البعيد فكرة من خارج الصندوق ،وستتكفل بتحقيق التغيير المطلوب في كل مدخلات الحركة الرياضية ، وهي كما أرجو وأتمنى ستكون "هيئة مستقلة" ، تعمل فيها كل المؤسسات بتنسيق وتكامل لتحقيق هدفها الوطني ،وأقترح لسيادتها ونفوذها واتساع صلاحياتها أن تتبع وزارة شؤون الرئاسة ،..وقبل أن يسترسل بعضكم في نبذ الفكرة أو نقدها ،أوضح أنها ليست وليدة اللحظة ،فهي محصلة تفكير عميق، وبحثت كل تفاصيلها ومتطلباتها،..وإذا تمت إجازتها ستكون بحق أفضل عيدية للرياضة والرياضيين .  

عيسى هلال الحزامي

هنا الشارقة

حكمة سلطان

أسعد كثيراً بالبطولات التي تحققها أندية الشارقة، لكن هناك سعادة داخلية مساحتها أكبر أحسها مع بطولات الألعاب الموصوفة مجازاً بالشهيدة أو المظلومة ،لا لشيء سوى أنني أدرك في قرارة نفسي أنها ليست عملياً بشهيدة ولا بمظلومة،انما هي ضحية ثقافة خاطئة ساقتها إلينا عاصفة الاحتراف وقتما هبت على رياضتنا ، وجردتها من رداء الهواية

أقول ذلك ،رغم ان الأسبوع الماضي شهد الحسنيين على صعيد الإمارة ، بتأهل فريق البطائح لكرة القدم لدوري المحترفين لأول مرة في تاريخه ،وفوز فريق الشارقة لليد بكأس صاحب السمو رئيس الدولة للمرة التاسعة وتحقيق "سوبر هاتريك" بالنسبة لألقاب الموسم

 ففي غفلة من الزمن، ودون وعي من البعض، استحوذت كرة القدم على نصيب الألعاب الأخرى من الدعم والاهتمام والرعاية ،فوجدنا أندية تبادر إلى تقليل موازنات هذه الألعاب ،وأخرى تقوم بتجميدها أو إلغائها ،وكانتالمحصلة أنها أصبحت في سبيلها للانقراض بعد أن انكمشت كماً وكيفاً وتضورت جوعاً وفقراً ،والذي يؤسف له أن ذلك حدث بهوى من الأندية ومقاومة يائسة من الإتحادات المعنية واستسلام من الإعلام !    

لكن ، الحمد لله ، كان الحال في الإمارة الباسمة  "غير" ،إذ كانت حكمة سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة حاضرة ، فحفظت لهذه الألعاب مكانها ومكانتها ،وحمتها من غول الإحتراف الذي لم يعرف سبيله إليها ،إذ كانت توجيهات سموه، تقضي بمواصلة دعمها وتلبية كل احتياجاتها ،بل على العكس مما يجري في أماكن أخرى، بالتوسع فيها وانشاء ملاعب وصالات جديدة لها في مختلف أرجاء الإمارة ،عوضا عن تشييد أندية متخصصة لرعاية الرياضات الحديثة التي عرفت سبيلها الى شبابنا ، الأمر الذي يجعلنا نقول بكل ثقة انه لا توجد لعبة رياضية في الشارقة إلا ولها ملعبها أو ميدانها أو ناديها

  ومع المد الشرقاوي الذي تجلت علاماته في كم البطولات التي تم تحقيقها في تلك الألعاب ،والتي وصلت لحد احتكار ألقابها في معظم المراحل السنية لسنوات، تجلت عمليا الرؤية البعيدة لصاحب السمو حاكم الشارقة ، ورسخت معاني كثيرة ما كانت لترسخ لولا أن برهنت عليها البطولات والألقاب ،فالرياضة وفق الثقافة الشرقاوية لها رسالة مجتمعية تشمل كل أبناء الإمارة ،فهي خدمة قبل أن تكون بطولة ،ووسيلة قبل أن تكون غاية،والأهم من هذا كله أنها ليست كرة قدم "وبس"    

عيسى هلال الحزامي         

هنا الشارقة

"هذا ما يحبه زايد"
** الكلمات ترفضها الآذان ،والمشاعر تحرق الوجدان ،والدموع تملأ المحاجر ،والكلمات تغص في الحناجر ،والسكون يعم المكان إلا من كلمات "اللهم لا اعتراض ..اللهم لا اعتراض" على فراق زايد .
نضحك كثيراً.. ونضيع كثيراً، ونحن من تربى على يد زايد ،ومن شرب من مشارب زايد، وكأننا لسنا بأوفياء لزايد! .. أدعو الجميع.. أيتها الأم ،أيها الأب،أمسك القلم وأجلس أبنائك حولك، وسطِر: هذا ما كان يحبه زايد ..هذا ما كان لا يحبه زايد ،ولنجمع تلك الأوراق، لا لنضعها على الرفوف ،ولا لنتغنى بها على الدفوف، وانما لنضعها في الصدور،ونكتبها في مقدمة الدستور، فهكذا نكون أوفينا لزايد.
 
**لا تأتي ذكرى رحيل القائد الوالد والرمز الخالد الشيخ زايد، يوم التاسع عشر من شهر رمضان المبارك، إلا وتحضرني في الحال تلك العبارة المؤثرة ،التي صرت احفظ كلماتها عن ظهر قلب، لسيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في مقام رثاء فقيد الوطن والأمة والعالم ، لاسيما وأنني منذ سمعت سموه يقولها في ذكراه ،أحرص على العمل بكل ما فيها ،وأتحرى كل ما أحبه زايد ،وكل ما دعانا إليه في شتى مجالات الحياة ،وها أنا أكرر العبارة في ذكرى وفاته حتى تتجدد دعوة صاحب السمو حاكم الشارقة فنعمل جميعا كل ماكان يحبه زايد.  
 
**كان المغفور له بإذن الله من حكماء هذا الزمان ، "ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً" كما يقول الحق سبحانه وتعالى ، ولذا ستظل كلماته ومآثره محفورة في الخاطر والوجدان شأنها شأن البنيان الذي أسس به دولة الإمارات التي أصبحت "بحمد الله " آية في الحضارة والعمران ،ويكفي أنه كان والداً لكل شعبه قبل ان يكون قائداً ،وأن سيرته العطرة وأياديه البيضاء تعطر الألسن وتتناقلها الشفاه في كل الأرجاء ،وصدق من قال أنه كان هبة من الله للإنسانية جمعاء.  
 
**ونحمد الله حمداً كثيراً مباركاً فيه ، أن غرس وإرث زايد : من قيم الخير والأمن والسلام ،ومن خصال الحب والإخلاص والوفاء،ومن سجايا المروءة والبر والإحسان ،ومن سمات العطاء والجود والكرم،.. كلها ذات جذور أصيلة وعميقة ،وفروعها موصولة وممدودة في كل أجيال زايد .
 
**أخيراً وليس آخراَ .."اللهم أهلنا ومكننا، من فعل وعمل كل ما كان يحبه زايد".  

عيسى هلال الحزامي