المقالات

هنا الشارقة

ضجيج بلا طحين 
تذهب مجالس إدارات، وتجيئ مجالس أخرى في مختلف الأندية والإتحادات، وتتغير أفكار وتتحول اتجاهات، وتتبدل رؤى وقناعات في مختلف القضايا والموضوعات، إلا أنهم، كما هم، "لا يتغيرون ولا يغيرون" ..لايتغيرون في طبائعهم وميولهم وانتماءاتهم، ولا يغيرون شيئا مما نعانيه في رياضتنا من هموم ومشكلات وقضايا.
ربما اختلفت مجالسهم فتراهم متقابلين أو متجاورين، لكنهم، بنفس الوجوه والأفكار والنوايا والإنتماءات، تراهم بأحد البرامج جالسين على مقاعدهم متنافرين متنابزين، يثرثرون ويتفلسفون، يتهاوشون ويتضاربون، وربما تغيرت بين موسم وآخر مسميات برامجهم، التي يقال أنها لبحث وتحليل ما جاء في المباريات، لكن الإثارة الرخيصة والجدال العقيم والضجيج العميم، تشرد بنا رغما عنا، بعيدًا بعيدًا عن درب الصواب والمنطق والرشاد.
ومع حلقات تتجاوز في وقتها أعمار المباريات بساعات، ونقاشات وخزعبلات في كل الإتجاهات، تصبح "الحبة قبة" و"النملة جملاً" ،وتولد في لحظات فتن ومؤامرات، وبدلاً مما كانت بين أيدينا مشكلة واحدة في بداية الحلقة، تجد في نهايتها - بقدرة قادر- مشكلات!، فلكل امرئ منهم - إلا من رحم ربي عملًا بالإستثناءات – "أجندة" مصالح ومآرب وغايات، إن لم تكن بنسبة من عقد سيتم فسخه هنا لتحريره هناك للاعب أو مدرب، فبصفقة عبر إعارة، أو سمسرة بموجب احلال، أو عمولة مقابل انتقال، وكله شغال !.
وهكذا دواليك من حلقة لأخرى، تختلف السيناريوهات باختلاف الموضوعات، لكن طاقم البرنامج وقائدهم، كل واحد فيهم فاهم وعارف، وحافظ دوره جيداً في "مسلسل الضجيج".. ذاك المسلسل المكسيكي الذي لا تنتهي حلقاته ،الذي ابتليت به رياضتنا، والذي مهما غبنا عنه، زهقا وكمداً، نرجع فنجده مثلما تركناه، عند عنوانه القديم "ضجيج بلا طحين " .
كنت أتوقع مع الشهر الفضيل أن تختلف النبرة ويقل الضجيج، وأن يرتقوا بالحوار عملًا بتوجيهات القادة الكبار، لكن هيهات، فمع قضية "شاهين" أشهرت السكاكين، ورغم اعترافهم جميعًا بتضارب الروايات والبيانات، وقلة المعلومات والبراهين، أخذت ألسنتهم تلوك بالغث والسمين في مقامات الوطنية والولاء والإخلاص والمخلصين، وتباروا جميعًا متناسين أن في تاريخنا أكثر من شاهين، وأنه بخلاف سواه من السابقين، نال جزاءً لم يناله نظراؤه من المتجاوزين .
ختامًا.."اللهم احفظ جميع المشاهدين من المدعين والمحرضين، واحفظ رياضتنا من المترصدين والمتربصين" .. آمين.

عيسى هلال الحزامي

هنا الشارقة

ثقافة خاطئة 

**اولا ..كل عام وأنتم بخير ،بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك ،..أعاده الله علينا جميعا بالخير واليمن والبركات .. "آمين".
**أيام قليلة وتبدأ مشاركة أنديتنا في دوري أبطال آسيا ، تلك المسابقة الأثيرة نظرياً  بدعم واهتمام أنديتنا، لكنها عملياً لا تحظى مطلقاً بما تستحقه من هذا أو ذاك ، فكثيرا ما نسمع في تصريحات المسؤولين في اتحاد الكرة والأندية مايعبرعن أهميتها واعتبارها ، بينما الذي نراه على أرض الواقع ينافي ذلك وينقضه ، فالبرمجة التي تسبق انطلاقة الموسم لا تراعي تكافؤ الفرص بين سفراء كرة الإمارات في البطولة وسواهم من الأندية ، فنجدها تدفع ضريبة المشاركة فيها بلعب مضغوط ، يصل في بعض الأحيان لحد لعب مباراة كل ثلاثة أيام ،وهذه قدرة لا ينهض للقيام بها سوى أعتى الفرق المحترفة في أوروبا ،ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه، ففرقنا حقاً وصدقاً ، لا طاقة ولا قوة لها تفي بعبء كبير كهذا ،وقلوبنا مع أنديتنا الثلاث :الشارقة والجزيرة وشباب الأهلي ،وهي تواجه هذه المشكلة ،..أضف إلى ذلك أن أنديتنا ، بكل صراحة وشفافية ، لا تضع في حسابها أهمية واعتبار هذه البطولة كما يجب ،فبمجرد أن تزاحمها بطولة محلية ما ، يتم تفضيل الأخيرة عليها ،كمحصلة لثقافة "قصيرة النظر" مفادها :أن البطولة المحلية قريبة ممكنة ،بينما الآسيوية بعيدة وشبه مستحيلة!      
**انها حقا ثقافة خاطئة ،استبدلنا فيها المهم بالأهم ،وكما ترون ، نحن جميعا اشتركنا في صنعها وتكريسها ، بفعل ماتعودنا عليه كل موسم ،فثقافتنا هي عاداتنا وتقاليدنا التي ألفناها ،والتي نمارسها من دون تفكير ،ولذا إذا لم نتوقف لنراجع الأمر وإعادة النظر في مفرداتها التي رسخت في طباعنا ، لن يتغير من الأمر شيئ ،وسنظل نفقد من عام إلى عام مقاعدنا في البطولة ، التي أصبحت مقعدين ونصفين بعدما كانت أربعة مقاعد كاملة .
**أشعر بخجل كبيرعندما أطالع تاريخ البطولة منذ ارتدت ثوبها الإحترافي عام 2003، إذ لا يوجد في جعبتنا سوى لقباً وحيدًا حققه العين في نسختها الأولى ،مع أننا منذ هذا التاريخ لم نغب عاماً عنها ،.. ولذا لابد من وقفة صادقة  نبحث فيها الحلول والمخارج الممكنة ،وهي كثيرة وسهلة بالمناسبة ،وسبقنا إليها بعض جيراننا ،فقط تحتاج منا التنسيق والتعاون والتضحية لنسهم فيها جميعا كل من موقع مسؤوليته بما يمليه الواجب الوطني .
 

عيسى هلال الحزامي

هنا الشارقة

 سقف بلا أعمدة
قدرنا مع منتخبنا أن نواصل معه التحليق من أمل لآخر حتى وان كانت مساحة ذاك الأمل ، تضيق وتنكمش وتتضاءل إلى حد الإختفاء ! ، فلا يمكن بأي حال أن نرفع الراية البيضاء ونستسلم لليأس في تصفيات المونديال القادم ،حتى وان كانت علامات هذا اليأس تظهر وتزيد وتتكاثر لدرجة أننا لا نرى في الأفق شيئا سواها !
*وقدرنا مع منتخبنا لن يتغير أو يتبدل ، لأن هذا القدر مرهون بمشاعر وطنية أصيلة خالصة مخلصة ،فمهما كان حاله سنظل خلفه ولن نتخلى عنه ،ولكن يبقى السؤال المؤرق، المحير، المعجز حاضراً بخصوص سر هذه الحالة المتردية لمستواه ،والتي لا تجعله على مستوى الطموحات المعلقة عليه ،وهي حالة نراوح فيها منذ 5 سنوات تقريباً ،لأن آخر صورة مثالية أذكرها للمنتخب كانت في مرحلة المدرب الوطني مهدي علي الذي انتهت علاقته به في مارس 2017 .  
** لا أدعي العلم ببوطن الأمور أكثر من سواي ،ولا أدعي كذلك أني أعرف علة المنتخب بكل أعراضها ،ولذلك تحضرني التساؤلات أكثر مما تحضرني الإجابات بخصوص هذه الحالة ،لكن الذي أراه يقيناً ، اننا أمام ظاهرة مزمنة وليس مجرد حالة عارضة ،وأكبر دليل على ذلك أن المنتخب منذ التاريخ الذي ذكرته مرت عليه ادارتان ،وتعاقب عليه 6 مدربين قبل أن يتولى "سابعهم" أروابارينا زمام الأمور ،ولم يتغير من أمره شيئ ،ولا أعتقد أننا سنتخلص من تلك الظاهرة ،بتغيير إدارة أو مدرب ،أو بتجنيس كالذي عملناه ،ولعل الصورة التي ظهر بها "الأبيض "مؤخرا أمام الشقيق العراقي كشفت ذلك .
*الذي أراه ،أننا ضحية ثقافة خاطئة في تعاملنا مع المنتخبات بوجه عام ،وليس المنتخب الكروي وحده ،خصوصا إذا أخذنا في الإعتبار أن كرة القدم هي المحظية والأثيرة بجل الدعم والإهتمام ،وإذا اتفقنا على هذه الحقيقة فهذا معناه إننا أمام أزمة تخص رياضة الإمارات ككل ، وبناء عليه فهي لا تخص اتحاد الكرة وإدارته ولجانه، أوالمنتخب ومدربه ولاعبيه، بقدر ماتخص منظومتنا الرياضية كلها ، لأنها أزمة ثقافة ورؤية بالأساس ،..لنعترف بأن سقف طموحنا الكبيرمرفوع من غير أعمدة حقيقية يقوم عليها ،وإلا لما سقط علينا مع كل ريح آتية ،مهما كانت واهية!
*بصراحة ،لست متفائلا بالخلاص من أزمتنا لأننا نعالج أعراضها لا أسبابها ، فدعونا هذه المرة نترك الأطراف ونذهب إلى "الرأس" .

عيسى هلال الحزامي

هنا الشارقة

جائزة نوعية 

 

ي ضيافة عمان عاصمة دولة "النشامى" عشت لحظة تاريخية جميلة ، في حفل تتويج الشارقة بجائزة عاصمة الثقافة الرياضية العربية لعام 2021 ،وكانت سعادتي كبيرة بأمور كثيرة اجتمعت في حفل التكريم ، الذي حظى برعاية الدكتور بشير الخصاونة رئيس الوزراء وحضور محمد فارس النابلسي وزير الشباب وأشرف محمود رئيس الإتحاد العربي للثقافة الرياضية ، أهمها ما يلي 

* أولاً: أنها جائزة نوعية بمعايير خاصة تكافئ "الفكر والرؤية" التي يعمل بها مجلس الشارقة الرياضي قبل "كم وكيف" الأنشطة والفعاليات ،وهذه شهادة ضمنية بالنجاح في ترجمة توجيهات سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ،فسموه صاحب الفكر والرؤية ،والمثل والقيم والمبادئ التي تحكم استراتيجية المجلس، كما ان الشارقة كإمارة ، بكل ما يميز ثقافتها ومعالمها وناسها ،تحمل بصمة سموه،وإذا جاز لي أن اختصر بقليل من البلاغة كل ذلك ، سأقول "أن الشارقة الزمان والمكان والإنسان هي بصمة سلطان الخالدة في الخاطر والوجدان " 

* ثانيا: أن الجائزة زاوجت بين الثقافة والرياضة ،بحكم مسمى الإتحاد العربي وطبيعة أنشطته ،لكنها في الوقت نفسه أصابت هدفا شرقاوياً في الصميم،لأن الرياضة والثقافة في الإمارة الباسمة وجهان لعملة واحدة طول الوقت ،ولعل هذه السمة واضحة شكلياً في مسميات الأندية التي تحمل صفة "الثقافي" ،لكن عملياً  وهو الأهم ، ستجد رسالة تربوية أرساها وأسسها صاحب السمو  "الحاكم الحكيم" ، رسالة تربو وتسمو في قيمها ومبادئها على كل معاني التنافس والشحناء التي قد تشهدها البطولات والمسابقات ،مايعني أن الجائزة كافأت أكثر سمة بارزة في  سمات الرياضة الشرقاوية

*ثالثا: أن الجائزة لها بعدعربي ،كلنا بحاجة إلى دعمه وترسيخه ،في كل المجالات وليس في الرياضة وحدها ،التي قد تكون أكثر المجالات رواجاً واقبالاً،وقد تجلت للعروبة معاني جميلة أحسها المشاركون جميعا وسعدوا بها  أبرزها من خلال تشكيلة الجوائز والألقاب التي صنعت باقة  منتقاة للمكرمين من المحيط إلى الخليج ،وتالياً في الحفل نفسه الذي كان شطره الأول في النصف العربي الأفريقي بجمهورية مصر العربية ، حيث تم إعلان قائمة الفائزين ،وشطره الثاني في النصف العربي الآسيوي بالمملكة الأردنية حيث جرت مراسم التتويج 

*  أخيراً لقد جاءت الجائزة في وقتها وذهبت لمكانها ،لكنها لم تكن الأولى وبإذن الله لن تكون الأخيرة

عيسى هلال الحزامي

 

 

 

هنا الشارقة

 

السجادة الحمراء
 
** في لحظة فارقة بين ما قبلها وما بعدها ،في مشواري الرياضي ، عندما قررت اعتزال لعب كرة السلة والتحول إلى التدريب أو العمل الإداري بالنادي ، تصورت أن طريقي سيكون سهلاً مفروشاً بالورود ،إذ اعتقدت أن خبرتي الماضية ك "كابتن" ومعايشتي لعدد غير قليل من المدربين الدوليين والإداريين المتميزين ، بالإضافة إلى امكاناتي الشخصية، ستعينني في تثبيت أقدامي وتحقيق النجاح الذي أنشده بسرعة في محطتي الرياضية الثانية، لكني أدركت عملياً أني كنت واهماً جداً ،لأن المسألة لم تكن مرهونة بما ذكرته، أو بدورات دراسية يخوضها اللاعب فيصبح بين عشية وضحاها مدرباً أو إدارياً ، خصوصاً إذا كان طموحه كبيراً كحالي وقتذاك ،لا يريد أن يكون مدربا "والسلام"، أو إدارياً لا يدري به أحد !
** خلاصة القول ،ودون الدخول في تفاصيل لا طائل منها ، أنه لم تكن في انتظاري "سجادة حمراء "على باب النادي، فقد كانت التحديات والعقبات والمهام التي تتطلبها النقلة أكبر وأكثر بكثير مما تصورت ،ولذا استشعرت بمجرد أن توليت المسؤولية في مجلس الشارقة الرياضي، ضرورة وأهمية أن يعد اللاعب نفسه مبكراً لهذه النقلة الفارقة ،ومن هنا ولدت أفكار  برامج :مدرب المستقبل ،و"تمكين " لاعداد الاداريين ،و"واعد" لاكتشاف وتأهيل الكوادر  مابين ١٢ و١٧ سنة ،التي تشرف عليها إدارة شؤون الرياضة والتطوير بالمجلس.  
** ولأن الحلقات موصولة في المنظومة الشرقاوية ،تجلت أمامي صورة ملهمة لسمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة ،وهو يستقبل عبد العزيز العنبري بعد ساعات قليلة من اقالته من تدريب فريق الشارقة لكرة القدم ، وكيف قام سموه بتحفيزه لمواصلة صقل مهاراته وخبراته الفنية بدورات متقدمة في أوروبا ،إذ كان في ذاك الإستقبال بتوقيته ومدلوله رسالة قوية وعميقة في اتجاه بناء القيادات ودعمها والمحافظة عليها ، فالمدرب الوطني الناجح الذي حقق للشارقة بطولة الدوري الغائبة منذ سنوات، لا يجب أن يتوقف طموحه عند محطة معينة،والأهم في هذا المشهد أن المبادرة والدور والرعاية كانت من القيادة الرشيدة.
** بمحصلة كل ماذكرته آنفاً ،حرصت عند لقائي مؤخراً بالمشاركين في الدورة الأولى لبرنامج مدرب المستقبل ، على تشجيعهم حتى يستثمروا الفرصة كما يجب ،ليحدد كل منهم وجهته مبكراً قبل الإعتزال ، ويعرف ما تقتضيه مهمته الجديدة من مهارات وامكانات وقدرات،حتى يغزل "بنفسه لنفسه" تلك السجادة الحمراء ! .

عيسى هلال الحزامي

هنا الشارقة

 

رسالة وطنية

لا يكفي ،بل لا يجب ، بالنسبة لقائد فريق العمل أن يعي وحده الرؤية التي تحكم ذاك العمل ، فمن آن لآخر عليه أن يشرك أعضاء الفريق في تفاصيل هذه الرؤية وجدواها والهدف منها ،حتى يعمل كل فرد في هذا الفريق بقناعة تامة بالدور الذي يقوم به، وبتكرار التجارب والمهام ، تتحول ثقافة العمل إلى عقيدة تحكم السلوك طول الوقت ،..وقد يبدو الكلام تنظيراً، أو تعليباً لفكرة مستحدثة ، لكننا هنا في الشارقة ،سعينا لتحويل هذه النظرية إلى حقيقة وواقع ،ونحمد الله على ماتحقق في هذا السبيل حتى الآن

من أحدث الشواهد والأمثلة التي أسعدتني بتحقق هذا المعنى، مبادرة كل أندية الإمارة للمشاركة في فعاليات اليوم الرياضي الوطني باكسبو،فمن دون توجيه صريح أو إملاء مباشر كانت المشاركة التي كفلت لأندية الشارقة حضوراً استثنائياً مميزاً في هذه المناسبة التي تعبر عن لحمة الوطن والدور الذي يجب أن تلعبه الرياضة في تحقيق هدف نبيل كهذا ، فالتوجيهات والرؤى السامية لسيدي صاحب السمو حاكم الشارقة فيما يخص كل ماهو وطني وأخلاقي وانساني ،صارت ضمن الثقافة والسلوك العام ،وهذا مما يبعث السرور والسعادة بالنسبة لمردود استراتيجية المجلس الرياضي ،والمعاني التي يعمل على تكريسها لدى الأندية منذ تأسيسه

 ومؤخراً ،كان في الطواف الدولي للدراجات ، معنى آخر مهم في هذا الإتجاه،ربما جاء وقت الإفصاح عنه ، لاسيما وأن حفل تكريم شركاء النجاح الذي جرى في نهاية الأسبوع الماضي كان آخر مشاهد نسخته السابعة فقد تساءل أحد الإعلاميين في مؤتمر اطلاق الحدث عن غياب فريق يمثل الشارقة في الطواف ؟خصوصاً وأن الدورات السابقة شهدت صورا لذلك

 والسر الذي آن الأوان لكشفه ، أننا فاضلنا بين "مسمى صوري" لفريق من محترفين أجانب ،وبين مشاركة وطنية من شقين: الشق الأول للمنتخب الوطني في الطوف الدولي ،والشق الثاني لفرق شباب الأندية في الطواف المحلي الذي أطلقناه بالتزامن مع الدولي، فكانت الغلبة للمصلحة الوطنية بمعناها الحقيقي والأصيل ،بعيداً عن المسمى والشكل الذي قد يحمله فريق باسم الشارقة وهو فارغ عملياً من معناه ومضمونه

* الثقافة الشرقاوية،قد تكون مختلفة ، لكنها واقعية وموضوعية لأقصى درجة ،فالحدث الدولي يجب استثماره لأقصى درجة بالنسبة لأبنائنا وكوادرنا،لاسيما وأننا بلغنا سقفه من حيث الدعاية والترويج الدولي .. فهل وصلت الرسالة ؟ 

عيسى هلال الحزامي

 

    

 

 

 

 

 

 

هنا الشارقة

توأمان 

 لاخلاف على أن القنوات مفتوحة بين كل قطاعات العمل ومجالات النشاط في أي مجتمع ،ولكن هناك فرق كبير ما بين أن تكون هذه القنوات مفتوحة عشوائياً بحكم طبيعة العمل والنشاط ،وبين أن تكون التداخلات بينها مقننة

بنسب معلومة، ومستهدفة منذ اللحظة الأولى، بحيث تنسجم وتتكامل مع بعضها فتصنع في النهاية مجتمعاً أقرب إلى المثالية

هذه الصورة ارتسمت في مخيلتي لحظة استلام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لشهادة اعتماد الشارقة مدينة صحية للمرة الثانية من منظمة الصحة العالمية، فشهادة كهذه لا تكافئ القطاع الصحي وحده، مع التسليم بأن القطاع شهد نقلات نوعية كبيرة في خدماته ومنشآته ،فالحقيقة الأكيدة أن التفوق بمعناه المطلق، محصلة ثقافة عامة تحكم المشهد برمته، ثقافة جمعت مردود كل قطاع بجانب الآخر، فكان بين أيدينا في النهاية هذه اللوحة الجميلة للمجتمع الشرقاوي، وأكبر دليل على ذلك هو كم وكيف الجوائز والألقاب والشهادات التي نالتها الإمارة في مختلف القطاعات والمجالات ،فلو لم يكن هناك تنسيق وتعاون وتكامل،ما تحققت تلك المنجزات، ولو لم تكن رؤية وتوجيهات الحاكم الحكيم حاضرة منذ البداية ،ما كانت للموضوع حيثية بالمرة 

استحقت الشارقة الشهادة العالمية بعد أن استوفت شروط ومعايير المدن الصحية بنسبة 100% ،وفي هذا على نحو ما ذكرت تقديراً ضمنياً لأداء وناتج كل القطاعات الأخرى،ولكن ألا ترون أن القطاع الرياضي بالذات له حصة استثنائية كبيرة جداً في مقام الحديث عن الصحة ؟

القناعة الراسخة لدي أن الصحة والرياضة وجهان لعملة واحدة، وهذه القناعة تعبر عنها الفعاليات التي يحرص المجلس الرياضي على تنفيذها سنوياً ،والتي يراعي فيها التنوع والشمولية بحيث تصبح الرياضة ثقافة مجتمعية ،يمارسها كل أعضاء الأسرة ، في كل أنحاء الإمارة، "والحمد الله" ،شهد العام الماضي طفرة كبيرة على هذا الصعيد بتنظيم 1648 فعالية ،بمشاركة 30 ألف مشارك تقريباً من مختلف الأعمار والجنسيات ،وقد كان هذا النهج أحد أهم الأسباب التي أهلت الإمارة للفوز بجائزة الاتحاد العربي للثقافة الرياضية لعام 2021 .حيث أشارت الجائزة إلى القيم المجتمعية التي يتبناها المجلس في تنظيمه للفعاليات

أخيرا وليس آخراً..  الحقيقة الأكيدة أن رقي وتقدم الدول أصبح يقاس بثقافة وعادات شعوبها الصحية والرياضية معاً ، مايعني أن الرياضة والصحة توأمان ،فلا صحة بدون رياضة، ولا رياضة بدون صحة .  

عيسى هلال الحزامي

هنا الشارقة

جلسة استشارية

لا تكتمل منظومة عمل أية مؤسسة مالم يتم في مرحلة ما تقييم عملها ومراجعته ،فالتغذية الراجعة أو ما يعرف بالـ "Feed Back " أهم وسيلة لمواصلة المسيرة وأنت على بصيرة كاملة بالإيجابيات التي عليك أن تحافظ عليها ،وأيضا ، بالسلبيات التي عليك أن تتخلص منها، وهذه الثقافة من المفردات التي أرسى دعائمها سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمدالقاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في الإمارة الباسمة ،فلا عمل بدون مراجعة ولا أداء بدون متابعة ورقابة ، حتى تحقق كل مؤسسة هدفها الذي وجدت من أجله وتحقق رسالتها في خدمة أبناء الإمارة على الوجه الأكمل . 

، وفي اطار تلك الثقافة ، كان لمجلس الشارقة الرياضي وقفة من هذا النوع يوم الخميس الماضي ، حيث كانت استراتيجية عمله قيد المناقشة تحت قبة المجلس الإستشاري للإمارة برئاسة سعادة علي ميحد السويدي والسادة أعضاء المجلس ،وبعد خمس ساعات تقريباً من البحث الرصين والنقاش الموضوعي، خرجنا بمحصلة غنية من الآراء والأفكار والمقترحات التي من شأنها أن تثري العمل ،وتقومه ،وتحقق للمسيرة الرياضية مزيداً من النجاح والكفاءة والفاعلية ،وقريباً جدا سوف تتحول معظم هذه الأطروحات من خانة الفكرة إلى حيز التنفيذ ، لا سيما وأن أغلبها كان مشفوعاً بتوصية من المجلس لتحظى بلجنة عليا وغطاء حكومي .             

، كان الحصاد وفيراً في خانة المشروعات المستقبلية التي تمت إجازتها ، لكن يكفي في هذه العجالة أن أزف للجميع نبأ انشاء مدينة أولمبية متكاملة في الشارقة ،فهذه وحدها ستتكفل بنقلة نوعية عظيمة في البنية التحتية للمنشآت الرياضية ،مايؤهل الإمارات لإستضافة الدورات العالمية والأولمبية مستقبلا ًبكل ثقة .

وسوى المدينة الأولمبية هناك الكثير، لكن دعونا نكشف النقاب عنها تباعا في الوقت المناسب.

، ونعم ، شعرت بسعادة كبيرة عندما تمت الإشادة باستراتيجية عمل المجلس وأداء فريق العمل الإداري ،لأن هذا معناه أن اجتهادنا في محله ويجد التقدير ، لكن ،حقاً وصدقأً ،كانت سعادتي أكبر وأكثر بذاك الدعم السخي وتلك الحماسة الجياشة التي اتسم بها النقاش طول الوقت ،حيث تجلت النوايا الطيبة المخلصة ،والجهود الصادقة الأمينة ،التي تستشرف مستقبلاً أفضل للرياضة والرياضيين في الشارقة من خلال البنية التحتية والخدمات ،وحضوراً دولياً مشرفاً يتكفل برفع العلم وارتقاء منصات التتويج في البطولات ،فهكذا تتكامل الأدوار بين المؤسسات، وهكذا ،وهكذا فقط ،تتحقق الأحلام والطموحات .      

عيسى هلال الحزامي

 

    

 

هنا الشارقة

مونديال أأمن دولة 

نجحت العاصمة الجميلة أبوظبي في استضافة النسخة 18 لمونديال الأندية بامتياز ،وأضافت لسمعة الإمارات العالمية في التميز التنظيمي مزيداً من الألق والبريق ،لاسيما وأنها كانت ملاذ "الفيفا " عندما اعتذرت يوكوهاما اليابانية فجأة عن عدم تنظيم البطولة عشية ظهور "أوميكرون" المتحور الجديد لفيروس "كورونا"، فما أشفقت منه اليابان قاهرة الزلازل والمنتصرة على الكارثة النووية وعواقبها في هيروشيما وناجا زاكي، أستقبلته الإمارات بصمود ومرونة ومناعة موازية للشجاعة والجرأة والمروءة ، التي اتسم بها قرار الاستضافة ،وما كان للتنظيم أن يتم بهذه الكفاءة،وذاك الجمال - والأهم - بتلك الثقة الدولية، لولا المكانة التي انتزعتها واستحقتها الإمارات بين دول العالم، ومؤخراً جاء احتلالها للمرتبة الأولى بين الشعوب ،وللمرتبة الثانية بين الدول في مؤشر "غالوب" للأمن والنظام على مستوى العالم في 2021 ليجسد هذه الحقيقة بنسبة بلغت 95 بالمائة ،حيث لم تنافسها على هذه المكانة سوى النرويج،..فاللهم أتم نعمتك علينا بالأمن والأمان حتى ترث الأرض وما عليها . 

لقد قدمنا للعالم درساً في كفاءة التنظيم وجودته ،لكن دعونا نعترف بأننا بحاجة لدروس عدة في كفاءة اللعب والتمثيل الدولي لكرة الإمارات ،وحديثي هنا لا يقتصر على الجزيرة الذي تراجع كثيراً ، شكلاً وموضوعاً عما كان عليه في آخر ظهور له على مسرح البطولة العالمية في 2017 ،وقتما تجاوز بطلي نيوزيلندا واليابان وخرج من الدور نصف النهائي بخسارة مشرفة أمام ريال مدريد ، وانما يتمدد ليشمل فرقنا جميعا ليصل في النهاية إلى منتخبنا ،فالحال هو نفسه رغم اختلاف المناسبات والمسميات ،فالشجرة تشعبت فروعها لكن جذورها وأصولها واحدة ،وبناء عليه ،يجب أن ننظر للجزيرة كحالة ضمن ظاهرة عامة، لا كحالة عارضة وخاصة ،لأن كرتنا تعاني ،وتظهر علتها كالشمس عند التمثيل الدولي ،ولكل من قد يخالفني الرأي ،أقول: يجب أن تكون المرجعية في هذه المسألة بالقاعدة لا بالاستثناء ،وبالاستمرارية والاستدامة لا بل بالعشوائية والمصادفة ! .

كرتنا "تنافسياً" تستحق مكانة أعلى وأكبر ..مكانة تناظر ما يتحقق "تنظيمياً" وأكثر ،وهذا لن يتحقق إلا إذا استوعبنا كل الدروس المريرة التي مررنا بها ،من مشاركات أنديتنا الضعيفة في دوري آسيا ، إلى مشاركات المنتخب المتداعية في تصفيات المونديال ،وحتى لا أترككم في حيرة البحث عن العلة والسبب ، أسجل أني أراها في "اللاعب" لا في "اللعبة"، .. واللبيب بالإشارة يفهم !

عيسى هلال الحزامي