المقالات
هنا الشارقة
بيت القصيد
هنا الشارقة
شكرا سلطان
هنا الشارقة
الملك هو الملك
هنا الشارقة
سباق بلا نهاية
من السهولة بمكان ملاحظة أن "الثقافة" ركن أساسي في كل مجالات العمل بإمارة الشارقة ، فهي حاضرة شكلا وموضوعا في صروح المباني والمنشآت وفي الخطط والبرامج التي تشملها كل مشروعات التنمية والتطوير، ولأن الثقافة مفرداتها فكر وسلوك وقيم ومبادئ وعادات وتقاليد يتم تأسيسها من الصغر،كان العنصر البشري هو الوسيلة والغاية معاً في بناء إرثها والمحافظة عليه من جيل إلى جيل ،وغني عن البيان، أن هذه البصمة الثقافية طبعها فينا جميعا سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ،بتوجيهاته ونصائحه كقائد ووالد ومعلم ،وبالأسوة الحسنة التي نراها في خصاله ومناقبه وأفكاره ومبادئه، فهي والحمد لله ثقافة أصيلة ومتأصلة فينا ، وكما حملها لنا آباؤنا سنحملها بدورنا لأبنائن
كان لابد من هذه المقدمة قبل أن آخذكم إلى قاعة الدانة في ضيافة النورس،حيث احتفلنا مؤخراً في مجلس الشارقة الرياضي بختام النسخة الأولى من "سباق الأندية للترشيد" ،إذ كان السباق كما يوحي اسمه ، في مجال اجتماعي ومغزاه اقتصادي بالمقام الأول ،البطل فيه هو الأكثر ترشيدا في استهلاك موارد الطاقة من ماء وكهرباء وخلافه،أما الرياضة فقد كانت حاضرة بمعنى السباق وروح المنافسة التي احتدمت بين الأندية وروادها في فئاته المختلفة،وحقا كانت سعادتي كبيرة بالأرقام التي رصدت أعداد ورش العمل والمحاضرات والمبادرات، إلا أن سعادتي كانت أكبر بالمواهب القيادية الشابة وابداعاتهم ،التي أسفرت عن أفكار خلاقة ومشروعات بناءة في مختلف مجالات الترشيد
لأن الإمارة الباسمة تزهو وتباهي بكونها تضم أكبر عدد من الأندية الرياضية والتخصصية ، ولأننا تربينا على أن للرياضة رسالة ثقافية تتجاوز بشموليتها حسابات الفوز والخسارة الضيقة ، كانت قناعتنا كبيرة بالدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه سباق الترشيد في خلق عادات وسلوكيات جديدة تحافظ على مقدرات الوطن ومكتسباته ،لاسيما وأن الدراسات الإجتماعية اثبتت أن منظومة القيم والمبادئ التي يتم زرعها مبكرا في عقول ومدارك الصغار هي التي ترسخ ويمتد أثرها فتصبح مفردات ثقافة الأجيال والمجتمعات
**في لحظات تتويج الفائزين،تداعت خواطر كثيرة من وحي سباق الترشيد ،أهمها أن الكل فائزون بنسب ودرجات متباينة، وأن المنظمين والمحكمين والمشاركين جميعهم أبطال ،وأن سباقا فريدا كهذا ، مع مصادر متنوعة ومتجددة باستمرار للطاقة ، لا يمكن أبدا أن تنتهي تحدياته ، فهو حقا سباق بلا نهاية
هنا الشارقة
هنا الشارقة
نقلة نوعية
بعناية الله وتوفيقه ، لن يكون انتقال مجلس الشارقة الرياضي من مقره بمنطقة الغبيبة إلى مقره الجديد بطريق "مليحة" مجرد نقلة مكانية ، استدعتها مستجدات العمل وتحدياته التي تزداد وتتسع يوما بعد يوم ،وان شاء الله سيكون يوم الإفتتاح الرسمي تاريخاً فارقاً بين ما قبله وما بعده على صعد كثيرة في سبيل تحقيق الرسالة المجتمعية للرياضة في امارتي الحبيبة الشارقة ، حيث أخذنا على عاتقنا كأسرة وكفريق عمل في المجلس أن تكون النقلة "نوعية" بالمقام الأول ، لنحقق بها المزيد من آمال وطموحات أبناء الشارقة، في الغد الأفضل للرياضة بكل أنشطتها والرياضيين بكل فئاتهم ،فهذا هو التكليف الذي أمر به سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ،وهذا هو الوعد الذي قطعناه على أنفسنا والعهد الذي سنبذل قصارى جهدنا للوفاء بكل واجباته والتزاماته ،بغض النظر عن اعتبارات الزمان والمكان .
تزامنت مع الانتقال للمقر الجديد أحداث كثيرة ، منها بدء الموسم الرياضي الجديد ،فعلى الرغم من أن رياضة الإمارات لم تعد تعترف بفارق زمني بين موسم وآخر لكثرة الأنشطة والفعاليات ،إلا أن هذا الموسم سيكون له اعتبار خاص في مجلس الشارقة الرياضي لأن جل أنشطته ستكون تفعيلا وإحياءً لكل المعاني التي أهلت الشارقة كمدينة للفوز بجائزة "عاصمة الثقافة الرياضية العربية لعام 2022 "، فمثلما كان التقدير حاضرا للشارقة كأجدر مدينة عربية تفوز بالجائزة في دورتها الأولى ، سيكون الإمتنان من جانبنا حاضراً من خلال فعاليات الملتقى العربي الذي سيقام في شهر نوفمبر المقبل تحت شعار "ثقافتنا تجمعنا" ،فـ "شارقة الإمارات" ستكون "شارقة العرب " جميعا وهي تحتضن الأشقاء من المحيط إلى الخليج، وبحسن التنظيم والضيافة ستضع الإمارة الباسمة بصمتها وتصنع لضيوفها في مختلف أرجائها ذكريات لا تنسى مع الفعاليات التي ستجمع بين الرياضة والثقافة ، والتراث والحداثة ،وبإذن الله ستكون على مستوى كل الطموحات المعلقة عليها في هذا المحفل العربي الكبير .
إذا كانت الدنيا رحلة كما يقال ..فالمتعة ليست في نهايتها ،وانما في الرحلة نفسها بكل ما فيها من مشاق ومهام وتبعات، ولن تكتمل السعادة ببلوغ لحظة النهاية إلا إذا كان للمرء فيها منذ البداية رسالة عليه أن يوصلها ،لاسيما إذا وضع في حسبانه ان النجاح مجرد محطة لا وجهة .. فاللهم بارك عملنا، ومتعنا بالرحلة، وأعنا على توصيل الرسالة
هنا الشارقة
هنا الشارقة
هنا الشارقة
سلطان السعادة
لو تسنى لنا قياس مؤشر السعادة في أندية الشارقة سنجده الآن في أعلى درجاته ،لا سيما من بعد أن أمر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بـ 27 مليون درهم لتكريم الفرق الحائزة على البطولات في الموسمين الماضي والحالي ، ولن أتوقف عند توقيت المكرمة التي جاءت في وقتها أو عند المعنى والمغزى اللذين تحققهما بإثابة المتميزين وتحفيز الآخرين، فهذه شيمة سموه، وهذا دأبه وتلك عادته الـتي ألفناها منذ أن وعينا على طبائع الأسرة القاسمية العريقة التي تحيط كل أبناء الإمارة بالعطف والرعاية والحب والإهتمام، انما الذي أود أن القي الضوء عليه اليوم فهو سر وجوهر تلك الطفرة الرياضية التي تعيشها أندية الشارقة ،والتي ندعو الله أن تستمر وتتواصل إلى مالانهاية
** في وقت ما ، بلحظة ما ، عندما هبت على رياضتنا عاصفة الإحتراف ،كان السيل جارفاً وأخذ مأخذه في معظم أندية الدولة ،فاقتلع كثيراً من قلاع وحصون ألعاب عتيدة ليبني صرحاً غير مسبوق للعبة الشعبية الأثيرة "كرة القدم"،التي كانت ولا زالت تستأثر بجل الدعم والإهتمام على حساب شقيقاتها ،فا نكمشت وكادت تتللاشى ألعاب مهمة كثيرة كانت تحظى بإقبال كبير من الشباب ، بسبب تقليص نفقاتها ومبادرات تجميدها أو إلغائها ، لكن الحمد لله ،كانت الصورة في الشارقة مختلفة تماما منذ اللحظة الأولى بفضل الرؤية البعيدة لحاكمها الحكيم ، الذي رأى مبكراً الجفاء الذي سيخلفه السيل ،والخراب الذي قد تحدثه العاصفة في نفوس وعقول اللاعبين،عوضا عما ستصادفه الملاعب والميادين، فظلت الرسالة التربوية السامية في مختلف الألعاب كما هي ، بل تم التأكيد على كل ما تم زرعه وتأسيسه في مرحلة الهواية "المظلومة" ،وكانت توجيهات سموه حاضرة على أرض الواقع بأندية جديدة ومنشآت حديثة وبنية تحتية متطورة ، تستوعب كل الإهتمامات والهوايات والطاقات
** ولو تسنى لأحد أن يدقق في كم وكيف البطولات التي شملتها المكرمة ،والفرق المعنية بها في الـ 17 نادياً، سيجد أن الحظ الأكبر والنصيب الأوفر كان لفرق الألعاب الموصوفة ظلماً بـ"الشهيدة "،فحالها في الشارقة "غير" ،ومستقبلها الواعد ليس منفصلا عن ماضيها الزاخر ،وحاضرها الزاهر الذي يغمرنا جميعا بالفرح والسعادة
باسم كل الرياضيين الذين أسعدونا بإنجازاتهم أتقدم بخالص الشكر والإمتنان لـ"سلطان السعادة" الذي كفل لألعابهم.. ولهم ..ولنا ، كل أسباب السعادة
عيسى هلال الحزامي