المقالات

هنا الشارقة

مئوية غير عادية 

بعد يومين ستنطلق فعاليات لا أول ولها ولا آخر في الشارقة ، احتفالاً بمرور مائة عام على مكتباتها العامة ، ولسوف تستمر الفعاليات عبر برنامج حافل لمدة عام كامل، ولا عجب ولا غرابة في ذلك فالمناسبة تستحق ،وإذا كانت المكتبة هي بيت الكتاب ومورد الثقافة ومنهل العلم ومنبع المعرفة ،فالشارقة هي الأم الحاضنة بكل الدعم والحب لهذا البيت وهذا المورد وذاك المنهل وذاك النبع، وحاكمها سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى ، هو صاحب مشروعها الثقافي الكبير الذي امتد أثره وتأثيره من المستوى المحلي إلى الإقليمي والقاري والدولي .
 
**تأتي احتفالية الإمارة الباسمة بمئوية مكتباتها لتؤكد ريادتها في عالم الثقافة والمعرفة ،ولتعزز بها كل مكتسباتها في هذا المجال الذي توجت فيه بالعديد من الجوائز والألقاب التي تكافئ عطائها المتنوع والمتجدد عبر عقود من الزمان ، فالمكتبة القاسمية التي "ضخّ قلب الشارقة" علومها ابتداء من عام 1925 ،اتسعت وتشعبت شرايينها في أرجاء الإمارة كافة لتغذي أجيالًا وأجيالاً بكل ألوان ومجالات المعرفة ، كما رسخت عندهم جميعاً أن العلم أساس التنمية، وأن المكتبة ركنًا رئيسيًا في البناء الثقافي للإمارة .    
 
**والمناسبة التاريخية تستدعي من ذاكرتي صورًا عدة، كان فيها الكتاب حاضراً طول الوقت، إما في مراحل الدراسة أو في مطالعاتي الخاصة التي جعلتني أدمن القراءة ،حتى أشبع نهمي وشغفي بكل ما يخص مهارات القيادة والتنمية الذاتية ، ومن الاستعارة في البداية إلى الشراء والاقتناء في مرحلة تالية أصبح لدي مكتبة، لي مع كل كتاب فيها رحلة وقصة وذكرى، وبعضها بمجرد أن أرى غلافه أو اقرأ عنوانه أتذكر محتواه ،وهناك عبارات لكتاب معينين لا تبرح ذاكرتي أبدا واستشهد بها كثيرا في الندوات التي أشارك فيها، وبخاصة كاتبي المفضل "جون ماكسويل" الذي تحتل كتبه أكبر مساحة في مكتبتي .
 
**ولا اعتقد أن المكتبة وكتبها بحاجة إلى حافز من أي نوع عند أبناء الشارقة ،فنحن كما يقال، تربينا على حبها ، ورغم ذلك، نحرص في المجلس الرياضي على دعمها وتكريس عادة القراءة في كل أنشطتنا ، وبخاصة تلك التي تستهدف بناء الكوادر والقيادات ، وقطعا وبالتأكيد سيكون للمجلس ولأندية الإمارة، التي تزهو بمسماها" الرياضي الثقافي" دورها واسهاماتها في الاحتفالية الشرجاوية بالمكتبات ،لأنها حقا مئوية غير عادية.
 

هنا الشارقة

استثمارات سلطان 

في إمارة شخصيتها واضحة كالشارقة من السهولة بمكان أن تتعرف على هويتها من تصاميم المباني والمنشآت ومن المساجد التي تستقبلك بمآذنها وقبابها في كل مدينة وكل ضاحية، فهي "عربية إسلامية".. تزهو بماضيها، وتختال بحاضرها، وتسابق الزمن نحو مستقبلها، وإذا أمعنت النظر فيما تراه، وتدبرت كل ما تتمتع به في حلك وترحالك من مرافق وطرق وخدمات، ستدرك أن تلك الاستثمارات الظاهرة في الزمان والمكان والإنسان، من صنع حاكمها سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، فالرؤية رؤيته والبصمة بصمته، وإذا قال قائل أن الشارقة "سرها في سلطانها" فقد أوجز وأبلغ وصدق .  
** كانت المعاني السابقة هي فحوى المحاضرة التي ألقيتها مؤخرًا في منتدى الرياض الدولي للاستثمار الرياضي، الذي أقيم بمشاركة نخبة من القادة وصناع القرار والمستثمرين من مختلف دول العالم ،وحرصت على ان أحدثهم بلغتهم وبالمفردات والأرقام التي يعرفون دلالاتها في مشروعاتهم ، لكني حرصت أكثر على إظهار كل ما يميز ثقافتنا "الشرجاوية" في الاستثمار الرياضي ، وذكرت أن "رؤية سلطان" تستهدف القاسم المشترك الأعظم في كل مجالات العمل ، ألا وهو " الإنسان " بفكره وقيمه وامكاناته وقدراته، وأوضحت أن الأنشطة والفعاليات التي ننظمها تستثمر في كل هذه النواحي بخطط وبرامج مستدامة على مدار العام، وأن الإمارة تتمتع ببنية تحتية متميزة ،وتضم 24 ناديًا رياضيًا ومتخصصًا ،وأنها ستشهد قريبا ميلاد مدينة رياضية متكاملة في قلب منطقتها الوسطى .
**وشعرت بالفخر وهم يثنون على النهج الشرجاوي الذي يستهدف العنصر البشري، وسعدت كثيًرا بأسئلتهم التي كانت تستفسر عن وسائلنا في الوصول لكل فئات المجتمع وأعضاء كل أسرة، وعرفت أنني أصبت الهدف عندما وجدتهم يؤكدون حاجتهم لفعل الشيء نفسه مع أبنائهم في دولهم ،واكتملت الرسالة شكلًا وموضوعًا بعدما شاهدوا الفيلم التسجيلي الذي استعرض أهم معالم ومنشآت الشارقة، وأبرز الفعاليات المحلية والدولية، وكم وكيف العائدات التجارية والسياحية والاقتصادية التي تتحقق سنويًا، وحمدت الله كثيرًا على انطباعاتهم الإيجابية ونجاحي في مهمتي التي استثنوني فيها بخمس دقائق إضافية عن العشرين المقررة لكل جلسة من الجلسات العشر للمنتدى، فكل دقيقة لها ثمنها ووزنها عند أولئك المستثمرين .
** ختامًا .. كل الشكر للأخوة في وزارتي الاستثمار والرياضة بالشقيقة السعودية على الدعوة الكريمة، ومن قبل ومن بعد، كل العرفان والامتنان لـ"استثمارات سلطان" .                
 

هنا الشارقة

إشراقة سياحية 

**من السهولة بمكان ملاحظة أن الحلقات موصولة في المنظومة الشرجاوية ،فكل المجالات تنسجم مع بعضها البعض ،من خلال هيئاتها ومؤسساتها عبر الخدمات والأنشطة والفعاليات التي تقدمها وتقوم بها ، ولذا من الصعب أن تجد حدثا في أي مجال بلا أصداء في مجالات عدة أخرى، فالمشهد العام تحكمه آلية مستدامة تؤمن كل ما قد يندرج تحت عناوين "التنسيق والتعاون والتكامل" ،ولست بحاجة للإشارة إلى ان هذه الثقافة السائدة أسسها وزرعها فينا القائد والوالد والمعلم سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ، فمفهوم الأسرة الواحدة حاضر طول الوقت ،والكل يعمل للكل ،وهذه منة ونعمة وفضل من الله .
**وتظاهرة "أسبوع نجوم كرة القدم " التي تنظمها هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة للعام الثاني عل التوالي ، هي واحدة من جملة هذه الفعاليات التي تعكس روح الإمارة وسمتها وثقافتها ،فالحدث رياضي من خلال نجومه وبطولاته وملاعبه ، لكنه في الوقت نفسه سياحي ومجتمعي وترويجي "بامتياز" ،ولو دققت في تفاصيله، أو في المؤسسات والجهات الضالعة فيه، أو حتى في روافده وأصدائه وتجلياته ستدخل في متاهة بلا نهاية! فالفكرة حقًا عبقرية، وتملك مقومات استمرارها لتصبح من أيقونات الإمارة المميزة لها دوليًا على الصعيدين السياحي والرياضي .
**وحدث بهذا التنوع والثراء جدير بأن يحظى برعاية سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة رئيس المجلس التنفيذي، كما أنه يستحق كل ما يصادفه من رواج واهتمام ومتابعة ،سواء من جماهير كرة القدم المحبة لنجوم وأساطير اللعبة وهي تجدد وصالها مع الملاعب من جديد، أو من جماهير رياضات البادل والفوت جولف والمسابقات الإليكترونية التي سترى بدورها أولئك النجوم وهم يدورون في أفلاك أخرى ، ولعل الأرقام التي رصدت أعداد الدول بالعشرات والنجوم بالمئات والجماهير بالآلاف قد جسدت عمليًا أصداء الحدث ،الذي ظهرت علامات نجاحه من قبل ان تنطلق فعالياته.
** انها "اشراقة سياحية" تستحق شكر هيئة الإنماء التجاري والسياحي برئاسة سعادة خالد جاسم المدفع ،لاسيما وأنها جعلتنا ندرك أن نجوم الأسبوع ليسوا فقط أولئك الذين قدموا للإمارة الباسمة من كل حدب وصوب ،وانما أيضا هؤلاء المخلصون المنتمون لأرضها بكل الأسابيع.. في كل الهيئات والمؤسسات .. ممن يتعاونون مع بعضهم البعض، في صنع حاضرها الزاهر وإبداع مستقبلها الواعد .
 
 

هنا الشارقة

بطولة مختلفة 

ننظم في مجلس الشارقة الرياضي بطولات عدة كل عام ،تتباين في هوياتها وأهدافها وألعابها ، لكن البطولة التي سأصحبكم اليها اليوم من أقرب وأحب البطولات إلى قلبي ، ربما لأنها تخص اللعبة التي ارتبطت بها منذ الصغر وصنعت لي أحلى ذكرياتي ، وربما لأنني أرى فيها كل ما كنت أحلم به وأتمناه وقتما كنت ناشئا، ربما وربما، لكن الشيئ الأكيد أنها بطولة مختلفة عن غيرها في أشياء أخرى كثيرة، وهذا ما سأوضحه في الفقرات القادمة من هذا المقال .
** البطولة الدولية لشباب السلة، التي احتفلنا منذ أيام قليلة بختام نسختها الخامسة ، ولدت كبيرة بفكرتها التي تجسد واحدة من أبرز وأهم توجيهات سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، فهي تستهدف مستقبل أبنائنا بإعدادهم وتطوير مستوياتهم من خلال الاحتكاك بنظرائهم من مختلف الدول، كما أنها توفر فرصة عظيمة لكل الكوادر العاملة تحت لواء اللجنة المنظمة كي تصقل مهاراتها وقدراتها ،وفوق هذا وذاك للبطولة أبعاد أخرى تظهر وتتجلى من نسخة إلى أخرى، ولعل أهم هذه الأبعاد مكانها المميز في مدينة خورفكان الجميلة ،وزمانها المثالي في شتاء الإمارات البديع،وأكثر ما أسعدني من هذه الوجهة الدعائية، ما ترتب على كل ما سبق من مكاسب ترويجية، فالضيافة المميزة والبرنامج الترفيهي الحافل بالفعاليات حفز الأندية المشاركة لإصطحاب أسر اللاعبين ضمن بعثاتهم، فأصبحت الشارقة ملتقاهم للإستمتاع وصنع الذكريات الجميلة.
**وبلغة الأرقام التي لا تعرف الكذب، أوثق للنسخة الخامسة أنها شهدت مشاركة 500 لاعب مثلوا 35 فريقًا من 10 دول في مسابقاتها الثلاث، وأن قسم البطولة تم القاؤه في حفل الافتتاح بـ7 لغات (العربية والإنجليزية والفرنسية والروسية والإسبانية والصربية والهندية) ما جعل كل الفرق تحس بهويتها وانتمائها، ومن أبرز علامات النجاح أن أكاديمية "نكست هوبس"الإسبانية طلبت انتداب اللاعبين محمد جاسم من الشارقة "تحت 12 سنة" وعبد الله الشحي من الحمرية "تحت 14 سنة" للمشاركة في بطولات جولتهم الأوروبية العام المقبل .
* أخيرًا الشكر مستحق وواجب لكل المساهمين في هذا النجاح، وأخص بالذكر أكاديمية "جام" وإداراتي نادي خورفكان واتحاد كرة السلة، وفريق العمل بالمجلس الرياضي، وكذلك الجهات والمؤسسات المحلية بالمدينة ،فالتعاون كان على أكمل وجه فيما بينهم، ولولا جهودهم المخلصة ما تواصلت حلقات البطولة، وما لاحظنا تميزها واختلافها عن سواها .
 
 

 

هنا الشارقة

شكر و امتنان 

قررت قرينة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي نقل مسؤولية تنظيم جائزة التميز الرياضي التي تحمل اسم سموها إلى مؤسسة مؤسسة الشارقة لرياضة المراة التي تترأسها، وذلك في إطار رؤية مستقبلية جديدة لتوسيع نطاق الجائزة وتعزيز دورها في دعم الرياضة المجتمعية بالإمارة ..ومع كلمات شكر رقيقة لفريق العمل الذي شرفت برئاسته،أثنت سموها على الإنطلاقة المؤثرة للجائزة في دورتها الأولى، وعلى الإخلاص الذي كان حاضرًا في كل مراحل تنظيمها، وعلى الشغف الذي تحلى به الفائزون وهم يعتلون منصة التكريم كنماذج انسانية مشرفة لكل من يريد أن يجعل الصحة والرياضة ضمن أولوياته.
** وبأسمى أيات التقدير والعرفان أتقدم لسموها ببالغ الشكر والإمتنان على عبارات الإشادة التي أخجلت تواضعنا في مجلس أمناء الجائزة، والتي كانت بمثابة وسام شرف لكل عضو بفريق العمل، وبالطبع وبالتأكيد، لن يتوانى مجلس الشارقة الرياضي عن تقديم كل وأي دعم ممكن لمؤسسة الشارقة لرياضة المراة في سبيل تحقيق الرؤية المستقبلية الجديدة، التي نبارك الشروع فيها لتطوير الجائزة وتعزيز أثرها الإيجابي وتحقيق كل أهدافها النبيلة، لا سيما وأن كل روافد العمل الرياضي بالإمارة تتجمع بالنهاية في قناة واحدة لتحقيق مصلحة واحدة ، وكلنا أعضاء في أسرة واحدة كذلك ،ونشرف جميعًا بالعمل وفق توجيهات ورؤى سيدي صاحب السمو الوالد والحاكم الحكيم وحرمه الأم الرؤوم صاحبة القلب الكبير.
**ولأن الشيئ بالشيئ يذكر، فقد ذكرتني تلك الرسالة بالكلمة التي خاطبت بها سموها حفل تتويج الفائزين بالدورة الأولى للجائزة، فقد كانت جامعة لكل ما تقتضيه الرسالة الرياضية بأي مجتمع ينشد الرقي والتطور:"من بيئة تكرس القيم ولأخلاق ..وشباب يتحلى بروح المثابرة والشغف والتحدي.. وأنشطة تزرع في صاحبها الانضباط والإلتزام والقيادة ولا تكتفي بصحته البدنية واحراز البطولات والألقاب"، ووقتها سجلت في هذه الزاوية أن جملة هذه المعاني تصيغ باختصار مفردات ثقافة الفرد والجماعة في البيت والمدرسة والنادي والمؤسسة وجهة العمل أيا كانت لأنها خاطبت عقل وقلب كل انسان وحددت له دوره وواجبه .
** ختامًا ..ندعو الله بالتوفيق، والثقة كبيرة في النجاح الذي ستشهده الدورات المقبلة للجائزة ، خصوصًا وأنها ولدت كبيرة من لحظة ميلادها عندما شرفت بمسمى "الشيخة جواهر" ، حيث يستدعي اسم سموها التميز في كل شيئ، لا في الرياضة وحسب .
 
 

هنا الشارقة

خليجنا واحد 
 
25" دورة من بطولة كأس الخليج صنعت لنا إرثًا جميلًا وتاريخًا حافلًا ،وهاهي النسخة "26" تضيف فصلًا جديدًا عامرًا بالأحداث والمفارقات من يومها الأول، لقد نشأنا على حب هذه البطولة وصنعت لنا ذكريات لا تنسى في كل مرحلة من مراحل عمرنا، وربما يكون هذا هو سرها الخفي فهي عاصرت نهضة وتطور كل دول المنطقة، ونحن بدورنا عاصرناها وتفاعلنا معها بكل جوارحنا، فصرنا نترقبها بشوق ولهفة، ونتابعها بحماس وشغف لا نهاية لهما ، وأراني لا أبالغ أبدًا إذا اعتبرت كأسها "كأس الذكريات".. ذكرياتها الخالدة في وجداننا قصصًا وحكايات، وذكرياتنا المتجددة مع دوراتها، عبر الأجيال لسنوات وسنوات.
**على أرض الكويت الشقيقة ووسط شعبها الكريم المضياف ،أشعلت الدورة شمعتها الجديدة وشرفت بحضور أميرها صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح ، الذي وعد فأوفى شكلاً وموضوعًا منذ اللحظة الأولى ، فكل مارأيناه في حفل افتتاحها الرائع عبر بجلاء عن تراثنا الغني برًا وبحرًا، وعن مستقبلنا الواعد هدفًا وحلمًا، كما أكد من خلال الأوبريت الغنائي والعروض الاحتفالية أننا حقا إخوة وأهل تجمعنا أرض واحدة وخليج واحد .. "واللهم احفظ لحمتنا ووحدتنا، وبارك لنا في حكامنا وقادتنا".  
** وكعادة البطولة معنا ، احتفظت بخصوصيتها وصفاتها التي تميزها عن غيرها من البطولات، فالألقاب والعروض والنتائج السابقة لا محل لها من الإعراب في مبارياتها،والتعادل الذي كان سيد الموقف في مباراتي الإفتتاح بين الكويت وعمان ومنتخبنا ونظيره القطري، لم يكن له أي ارتباط بالألقاب القياسية لـ"الأزرق" صاحب الأرض، ولا بالنتائج الفارقة الأخيرة للأحمر العماني ، كما أن اقتسام النقطتين بالتعادل الأحادي كان استثنائيا جدا بين "الأبيض والعنابي" ، خصوصا إذا نظرنا له بمرجعية نتائج تصفيات المونديال ذات الأربعات والخمسات ،لكن الأكيد الذي لا خلاف عليه أن البطولة مازالت حبلى بالمفاجآت ،وأن بطلها سيكشف عن وجهه في لحظة ما بلا أي مقدمات !        
** أعود إلى حديث الذكريات، وأمنيكم وأمني نفسي بذكرى سعيدة جديدة كتلك التي عشناها مع منتخبنا في "خليجي 18 " بالإمارات و"خليجي 21 " بالبحرين ،فمعها وبها سننسى مرارة كأس "خليجي 20 " ،ونستبشر خيرًا بـ "الأبيض" الذي يسعى بحماس ودأب لتكرار انجاز "مونديال 90" وتحقيق لقب آسيا العنيد ،والفرصة سانحة والحمد لله، والأمل كبير في شبابنا الذي لا تنقصه المهارة والموهبة، ومع خالص الدعاء بالتوفيق لمنتخبنا في كل مواجهاته القادمة .    
 

هنا الشارقة

سباق بلا نهاية 

تولدت الفكرة في دقائق معدودة، لأنها كانت مختمرة في ذهني، أما مسماها فقد استغرق وقتًا لأني لم أرد أن أذهب إلى معناها بقدر ما أردت أن يعبر عن مغزاها والهدف منها، والفكرة باختصار هي استثمار الذكاء الاصطناعي في مجالات الرياضة، وقد تحولت من خيال التفكير إلى حيز التدبير عندما شرفنا في المجلس الرياضي بزيارة الشيخ سعود بن سلطان القاسمي مديرعام دائرة الشارقة الرقمية، حيث بحثنا سبيل التنفيذ في اطار التعاون المرتقب بين الدائرة والمجلس،فكان العنوان الذي حمل اسم "فريق المستقبل".
** .. فالعمل سيقتضي تشكيل مجموعة أفرادها يمثلون قطاعات عدة، ليس فقط من ادارات الجهتين أو الألعاب المختلفة بالأندية فحسب ،وانما أيضًا ممثلي جهات أخرى من أصحاب الخبرة والشراكة في المسؤولية المجتمعية بالإمارة كمؤسسة ربع قرن ومدينة الشارقة للإعلام "شمس" وغيرها ، هكذا جاء مسمى "الفريق" الذي ستكون روحه حاضرة من اللحظة الأولى، أما مسمى "المستقبل" فليس بحاجة لأسباب، لأن الذكاء الاصطناعي - بلا جدال- سيكون أساس معظم مجالات الإبداع قريبًا جدًا.      
**وإلحاقا بالفكرة المستقبلية ودعما لها ،سيكون الـ "ِِِAI " هو الموضوع الرئيسي في الملتقى السنوي الثالث للمجلس باعتباره هدف وطني يستحق البحث العميق والتخطيط المبكر لاستثماره في رياضتنا ،وان شاء الله حتى ذلك الحين سنكون قطعنا شوطًا في هذاالسبيل ،من خلال ورش العمل والندوات لكي نبدأ من حيث انتهى الآخرون لا من الصفر،ومما يجعلني أستبشر خيرًا بخصوص هذه الفكرة وهذا الفريق أننا - والحمد لله - لا نعاني نقصًا في الكوادر والمواهب والكفاءات الواعدة، ولعل كم الإبتكارات والمخترعات التي قدمها أبناء الإمارة في النسخة الماضية من "عطلتنا غير" وسواها من البرامج قد برهن على هذه الحقيقة المدهشة.
**انها رؤية استراتيجية تعزز من كفاءة العمل وتساهم في تحقيق خطط المجلس على صعيد الإرتقاء بمردود الرياضة، وهي بحاجة لأدوات وعناصر وستمر بخطوات ومراحل حددها مبدئيًا تطبيق الذكاء الإصطناعي نفسه من خلال 7 محطات هي 1 - التنظيم ، 2- التطبيقات، 3- الدعم التقني ، 4 - التدريب، 5- التطوير ، 6- الشراكات ،7- الحوكمة ،ومن تحتها جاء في التفاصيل 19 تخصصاً ومجالاً للتنفيذ الميداني ،ما يعني أن الكرة ستكون في ملعبنا طول الوقت لنقوم بواجبنا في هذاالسبيل الذي دخلنا فيه مع العلم والذكاء في سباق، لكنه كما يبدو ، بلا خسارة وبلا نهاية .        
 

هنا الشارقة

إشراقة بحرية 

هذه المرة أشرقت الشارقة من الواجهة البحرية لها عبر بحيرة خالد، وهي تنظم للمرة الـ 23 جائزتها الكبرى لمونديال زوارق الفورمولا 1، وكالعادة في مثل هذه المحافل الدولية، كانت مثيرة ومبهرة وممتعة، بعد ان وفرت للمتسابقين وفرقهم أفضل ميدان للتنافس،ولجمهور وعشاق الرياضات البحرية أجمل مسرح وأكبر مدرج للحدث العالمي، وهذه الحقيقة التي أصبحت من مسلمات الضيافة الشرجاوية، ليس باعثها فرط حبي للشارقة وبلدي الامارات، بقدر ماهي شهادة نطقت بها ألسن وشفاه المهنئين بالنجاح من المنظمين والمراقبين الدوليين.
**كانت سعادتي كبيرة بالتنظيم الرائع لكل برامج وفعاليات الأسبوع البحري للبطولات العالمية، لا سيما وأنها توجت بإنجاز غير مسبوق يكافئ كل النجاحات التي ظهرت علاماتها برًا وبحرًا، فالمنافسة الشرسة التي خاضها فريق الامارة الباسمة، والتي حبست الأنفاس تكللت بوصافة مستحقة للمرة الأولى،وبالنظر لحداثة تكوين الفريق مقارنة بمنافسيه،سندرك أنه سبق زمانه، وأن اللقب العالمي أصبح على بعد موجة واحدة لا خطوة.
**ولا أعتقد أنها كانت مصادفة بأي حال، أن يبادر سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ، قبل أيام قليلة من انطلاق الحدث العالمي ،إلى الأمر بإنشاء بحيرة كلباء في درة الساحل الشرقي، فسموه بحكمته ورؤيته البعيدة"حفظه الله"، اختار الزمان والمكان المناسبين ليعرف العالم كله أن الرياضات البحرية العالمية أصبح لها في الشارقة بدل البحيرة بحيرتين وبدل العاصمة عاصمتين.
** ولا يفوتني أن أتطرق للفعاليات المصاحبة للمونديال البحري، فقد تكفلت في مجملها بإشراقات من نوع آخر، فالجولات السياحية التي بدأت منذ استضافة النسخة الأولى قبل 22عامًا تواصلت بزيارات لأبرز وأحدث معالم المدينة، والأبعاد الثقافية والمجتمعية للحدث ازدادت عمقًا وعرضًا وطولاً،وتجلت بمبادرة المشاركين إلى زراعة مئة شجرة في محمية المنتثر، وفي ترحالهم بالبوادي عبر "السفاري"،وفي مطالعتهم للنجوم والأجرام السماوية من أكاديمية علوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك.
 ** أخيرًا ..بكل الفخر والأعتزاز بما تحقق،أرفع أسمى أيات الشكر والامتنان لراعي الحدث منذ ميلاده سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد ونائب الحاكم، وسمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي نائب الحاكم لحضوره حفل الختام وتتويجه للأبطال ،وكل التقدير والعرفان للجنة العليا المنطمة للحدث برئاسة سعادة خالد جاسم المدفع رئيس هيئة الانماء التجاري والسياحي ،رئيس نادي الشارقة الدولي ،ولكم مني خالص الدعوات وأطيب الأمنيات إلى أن ألقاكم في إشراقة شرجاوية جديدة .
 
 
 

هنا الشارقة

يد من ذهب 

كل عام والإمارات بقيادتها الرشيدة وحكومتها النموذجية وشعبها الجميل بوحدته وتجانسه بخير ..وعسى البطولة الآسيوية التي حققتها اليد الشرجاوية أن تكون هدية متواضعة في هذه المناسبة الوطنية الغالية .
 أما بعد فإذا كان للمجد طرفين فقد طالته يد الشارقة من حديه، وإذا كان للطموح سقف بعيد، فقد بلغت تلك اليد الذهبية أفقه الآسيوي بجدارة، ولم يعد باقيًا لها إلا "العالمي"، وإذا حافظت على جذوة هذا الطموح المتجدد لا أستبعد أن تبلغه يوماً،نعم ..هذا يقيني مع هذا الجيل الذي لم تتوقف قاطرة إنجازاته عند محطة معينة ولم تعق مسيرته عقبة من أي نوع، فهم نهمون للفوز والانتصارات ،ولا يشبعون من الألقاب والبطولات .
..وكثيرون يتساءلون عن سر هذه التجربة الشرقاوية الفريدة، لا سيما وأنها حققت لنفسها إرثًا تاريخيًا خالدًا بانجازات قياسية، خصوصًا على الصعيد المحلي حيث أصبح احتكارها للبطولات في كل موسم شيئًا عاديًا ..والإجابة التي تحضرني قد تلخصها معادلة سحرية تكاملت عناصرها بطريقة استثنائية ،وهي 1- الرؤية 2- المنظومة 3- الشغف ٤- الروح .. فاليد الشرجاوية بكل مراحلها تعمل برؤية واحدة، ضمن منظومة واحدة، والروح التي في أبدانهم لفريق واحد وأسرة واحدة مهما اختلفت الأعمار أو تباينت الأجيال،ومن السهولة بمكان إدراك هذه الأشياء لأنها سلالة امتدت عبر رجال عظام أسسوا البناء وحافظوا عليه من جيل إلى جيل ابتداء بطيب الذكر "أحمد ناصر الفردان" الذي زرع لبنتها، حتى ابن اللعبة الذي تبوأ قيادة دفتها "محمد عبيد الحصان".    
وسيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بحكمته البليغة اختصر كل هذه المعاني في كلمته عند استقباله للأبطال، فالرياضة رسالة كاملة متكاملة، لا يجب ان تنتقص من ألعابها لعبة، أو تجتزيء من عناصرها عنصرًا، فلا بد كما قال سموه أن تتكامل كل العوامل وأن تتضافر كل الجهود، داخل الملعب وخارجه، من منظومة الفريق إلى الإدارة إلى الجمهور والإعلام بكل وسائله ،وعساكم لا حظتم كيف أن سموه يعول دائماً على العنصر البشري، باعتباره العنصر الفاعل، وكيف أن الثقافة حاضرة في تكوينه طول الوقت لتصنع قيمه وأفكاره وأهدافه، فالمستوى الفني بلا أخلاق لا يدوم ،والروح العالية بلا غاية لا تبرح مكانها، والرسالة الإعلامية ان كانت بلا مضمون لن تحدث مفعولها.
ختاماً..اللهم بارك في قائدنا وقدوتنا..ومبارك لنا جميعًا عيد وحدتنا .