هنا الشارقة
البيت الأولمبي
كان من الجائز أن تبدأ وتنتهي مشاركتنا في دورة باريس للألعاب الأولمبية بحديث متعارف عليه عن حصاد رياضيينا ،وإلى أي مدى كانت المحصلة إيجابية كماً وكيفاً بالمقارنة بما سبقها من مشاركات ،وهنا دعونا نتفق على ان تلك المحصلة - مهما كانت - لن تكافئ طموحنا ، لأن فروق الإمكانات والقدرات مازالت واسعة وكبيرة بين رياضيينا ومنافسيهم في هذا المحفل العالمي الرفيع، ولكن "العائلة" الأولمبية في الإمارات ، ولا أقول "اللجنة"جاءت بفكرة مبدعة جعلت للمشاركة أبعاداً تجتاز حدود الملاعب والميادين ، من خلال "البيت الأولمبي الإماراتي"، فهي فكرة ، كما يقال ،من خارج الصندوق .. تحقق رؤية أوسع للمشاركة، وتبني سقفا أعلى للطموح، كما تفي بأهداف مهمة كثيرة، لا تقل في أهميتها عن الإنجاز الرياضي في حال تحقيقه.
**كان للبيت زواره من مختلف المقامات والجنسيات والأعمار ،وكان بتصميمه الشعبي وساحاته التراثية التي بلغت من العدد ثمانية، معبرًا بكل المعاني والدلالات عن الثقافة الإماراتية، من ساحة "البداية" التي تستقبل الضيوف، إلى "المجلس" الذي يحتفي بهم ، إلى "الميدان" الذي يتنافسون فيه ، إلى "الحوي" الذي يسلي أبناءهم، إلى "الإرث" التي يتواصلون فيها بذويهم ،وأخيرا إلى "الدكان" الذي يحملون من بستانه قطوف الذكريات، ولأن البيت كان متميزاً بمكانه قرب ميدان الكونكورد، وعامراً بضيوفه وزواره ،وحافلاً بكل ما يشبع الحواس والجوارح ، لا أعتقد مطلقا أنه بتفاصيله ونقوشه الجدارية سيغادر أو يبارح الرؤية الإماراتية في خطط المشاركات الأولمبية المقبلة، لا سيما بعد النجاح الكبير الذي برهنت عليه ردود الفعل الدولية .
**ومن التداعيات الجميلة لرمز "البيت" استوقفتني رموز الأسرة الواحدة التي تسكنه اذ مثلت رياضة الامارات بكل واقعية، ولذا استخدمت مسمى "العائلة الأولمبية" بدلا من اللجنة، فالأم "الحاضنة الأهلية" ممثلة بسمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس اللجنة والشيخ راشد بن حميد النعيمي نائب الرئيس الذي احدث نقلة كبيرة على صعيد العلاقات الدولية .. والأب "الراعي الحكومي " بإشرافه وتمويله كان حاضراً من خلال معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي وزير الرياضة نائب رئيس اللجنة ورئيس المكتب التنفيذي، ولقد اكتملت الصورة بالروح الحلوة التي استشعرناها بين الجهتين من بعد غيبة طويلة،والتي نستبشر بها خيراً وبركة لرياضتنا .
** شكرا جزيلا لصاحب الفكرة المبدعة ولكل من أقاموا وعمروا هذا "البيت".