المقالات

هنا الشارقة

سباق بلا نهاية 

تولدت الفكرة في دقائق معدودة، لأنها كانت مختمرة في ذهني، أما مسماها فقد استغرق وقتًا لأني لم أرد أن أذهب إلى معناها بقدر ما أردت أن يعبر عن مغزاها والهدف منها، والفكرة باختصار هي استثمار الذكاء الاصطناعي في مجالات الرياضة، وقد تحولت من خيال التفكير إلى حيز التدبير عندما شرفنا في المجلس الرياضي بزيارة الشيخ سعود بن سلطان القاسمي مديرعام دائرة الشارقة الرقمية، حيث بحثنا سبيل التنفيذ في اطار التعاون المرتقب بين الدائرة والمجلس،فكان العنوان الذي حمل اسم "فريق المستقبل".
** .. فالعمل سيقتضي تشكيل مجموعة أفرادها يمثلون قطاعات عدة، ليس فقط من ادارات الجهتين أو الألعاب المختلفة بالأندية فحسب ،وانما أيضًا ممثلي جهات أخرى من أصحاب الخبرة والشراكة في المسؤولية المجتمعية بالإمارة كمؤسسة ربع قرن ومدينة الشارقة للإعلام "شمس" وغيرها ، هكذا جاء مسمى "الفريق" الذي ستكون روحه حاضرة من اللحظة الأولى، أما مسمى "المستقبل" فليس بحاجة لأسباب، لأن الذكاء الاصطناعي - بلا جدال- سيكون أساس معظم مجالات الإبداع قريبًا جدًا.      
**وإلحاقا بالفكرة المستقبلية ودعما لها ،سيكون الـ "ِِِAI " هو الموضوع الرئيسي في الملتقى السنوي الثالث للمجلس باعتباره هدف وطني يستحق البحث العميق والتخطيط المبكر لاستثماره في رياضتنا ،وان شاء الله حتى ذلك الحين سنكون قطعنا شوطًا في هذاالسبيل ،من خلال ورش العمل والندوات لكي نبدأ من حيث انتهى الآخرون لا من الصفر،ومما يجعلني أستبشر خيرًا بخصوص هذه الفكرة وهذا الفريق أننا - والحمد لله - لا نعاني نقصًا في الكوادر والمواهب والكفاءات الواعدة، ولعل كم الإبتكارات والمخترعات التي قدمها أبناء الإمارة في النسخة الماضية من "عطلتنا غير" وسواها من البرامج قد برهن على هذه الحقيقة المدهشة.
**انها رؤية استراتيجية تعزز من كفاءة العمل وتساهم في تحقيق خطط المجلس على صعيد الإرتقاء بمردود الرياضة، وهي بحاجة لأدوات وعناصر وستمر بخطوات ومراحل حددها مبدئيًا تطبيق الذكاء الإصطناعي نفسه من خلال 7 محطات هي 1 - التنظيم ، 2- التطبيقات، 3- الدعم التقني ، 4 - التدريب، 5- التطوير ، 6- الشراكات ،7- الحوكمة ،ومن تحتها جاء في التفاصيل 19 تخصصاً ومجالاً للتنفيذ الميداني ،ما يعني أن الكرة ستكون في ملعبنا طول الوقت لنقوم بواجبنا في هذاالسبيل الذي دخلنا فيه مع العلم والذكاء في سباق، لكنه كما يبدو ، بلا خسارة وبلا نهاية .        
 

هنا الشارقة

إشراقة بحرية 

هذه المرة أشرقت الشارقة من الواجهة البحرية لها عبر بحيرة خالد، وهي تنظم للمرة الـ 23 جائزتها الكبرى لمونديال زوارق الفورمولا 1، وكالعادة في مثل هذه المحافل الدولية، كانت مثيرة ومبهرة وممتعة، بعد ان وفرت للمتسابقين وفرقهم أفضل ميدان للتنافس،ولجمهور وعشاق الرياضات البحرية أجمل مسرح وأكبر مدرج للحدث العالمي، وهذه الحقيقة التي أصبحت من مسلمات الضيافة الشرجاوية، ليس باعثها فرط حبي للشارقة وبلدي الامارات، بقدر ماهي شهادة نطقت بها ألسن وشفاه المهنئين بالنجاح من المنظمين والمراقبين الدوليين.
**كانت سعادتي كبيرة بالتنظيم الرائع لكل برامج وفعاليات الأسبوع البحري للبطولات العالمية، لا سيما وأنها توجت بإنجاز غير مسبوق يكافئ كل النجاحات التي ظهرت علاماتها برًا وبحرًا، فالمنافسة الشرسة التي خاضها فريق الامارة الباسمة، والتي حبست الأنفاس تكللت بوصافة مستحقة للمرة الأولى،وبالنظر لحداثة تكوين الفريق مقارنة بمنافسيه،سندرك أنه سبق زمانه، وأن اللقب العالمي أصبح على بعد موجة واحدة لا خطوة.
**ولا أعتقد أنها كانت مصادفة بأي حال، أن يبادر سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ، قبل أيام قليلة من انطلاق الحدث العالمي ،إلى الأمر بإنشاء بحيرة كلباء في درة الساحل الشرقي، فسموه بحكمته ورؤيته البعيدة"حفظه الله"، اختار الزمان والمكان المناسبين ليعرف العالم كله أن الرياضات البحرية العالمية أصبح لها في الشارقة بدل البحيرة بحيرتين وبدل العاصمة عاصمتين.
** ولا يفوتني أن أتطرق للفعاليات المصاحبة للمونديال البحري، فقد تكفلت في مجملها بإشراقات من نوع آخر، فالجولات السياحية التي بدأت منذ استضافة النسخة الأولى قبل 22عامًا تواصلت بزيارات لأبرز وأحدث معالم المدينة، والأبعاد الثقافية والمجتمعية للحدث ازدادت عمقًا وعرضًا وطولاً،وتجلت بمبادرة المشاركين إلى زراعة مئة شجرة في محمية المنتثر، وفي ترحالهم بالبوادي عبر "السفاري"،وفي مطالعتهم للنجوم والأجرام السماوية من أكاديمية علوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك.
 ** أخيرًا ..بكل الفخر والأعتزاز بما تحقق،أرفع أسمى أيات الشكر والامتنان لراعي الحدث منذ ميلاده سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد ونائب الحاكم، وسمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي نائب الحاكم لحضوره حفل الختام وتتويجه للأبطال ،وكل التقدير والعرفان للجنة العليا المنطمة للحدث برئاسة سعادة خالد جاسم المدفع رئيس هيئة الانماء التجاري والسياحي ،رئيس نادي الشارقة الدولي ،ولكم مني خالص الدعوات وأطيب الأمنيات إلى أن ألقاكم في إشراقة شرجاوية جديدة .
 
 
 

هنا الشارقة

يد من ذهب 

كل عام والإمارات بقيادتها الرشيدة وحكومتها النموذجية وشعبها الجميل بوحدته وتجانسه بخير ..وعسى البطولة الآسيوية التي حققتها اليد الشرجاوية أن تكون هدية متواضعة في هذه المناسبة الوطنية الغالية .
 أما بعد فإذا كان للمجد طرفين فقد طالته يد الشارقة من حديه، وإذا كان للطموح سقف بعيد، فقد بلغت تلك اليد الذهبية أفقه الآسيوي بجدارة، ولم يعد باقيًا لها إلا "العالمي"، وإذا حافظت على جذوة هذا الطموح المتجدد لا أستبعد أن تبلغه يوماً،نعم ..هذا يقيني مع هذا الجيل الذي لم تتوقف قاطرة إنجازاته عند محطة معينة ولم تعق مسيرته عقبة من أي نوع، فهم نهمون للفوز والانتصارات ،ولا يشبعون من الألقاب والبطولات .
..وكثيرون يتساءلون عن سر هذه التجربة الشرقاوية الفريدة، لا سيما وأنها حققت لنفسها إرثًا تاريخيًا خالدًا بانجازات قياسية، خصوصًا على الصعيد المحلي حيث أصبح احتكارها للبطولات في كل موسم شيئًا عاديًا ..والإجابة التي تحضرني قد تلخصها معادلة سحرية تكاملت عناصرها بطريقة استثنائية ،وهي 1- الرؤية 2- المنظومة 3- الشغف ٤- الروح .. فاليد الشرجاوية بكل مراحلها تعمل برؤية واحدة، ضمن منظومة واحدة، والروح التي في أبدانهم لفريق واحد وأسرة واحدة مهما اختلفت الأعمار أو تباينت الأجيال،ومن السهولة بمكان إدراك هذه الأشياء لأنها سلالة امتدت عبر رجال عظام أسسوا البناء وحافظوا عليه من جيل إلى جيل ابتداء بطيب الذكر "أحمد ناصر الفردان" الذي زرع لبنتها، حتى ابن اللعبة الذي تبوأ قيادة دفتها "محمد عبيد الحصان".    
وسيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بحكمته البليغة اختصر كل هذه المعاني في كلمته عند استقباله للأبطال، فالرياضة رسالة كاملة متكاملة، لا يجب ان تنتقص من ألعابها لعبة، أو تجتزيء من عناصرها عنصرًا، فلا بد كما قال سموه أن تتكامل كل العوامل وأن تتضافر كل الجهود، داخل الملعب وخارجه، من منظومة الفريق إلى الإدارة إلى الجمهور والإعلام بكل وسائله ،وعساكم لا حظتم كيف أن سموه يعول دائماً على العنصر البشري، باعتباره العنصر الفاعل، وكيف أن الثقافة حاضرة في تكوينه طول الوقت لتصنع قيمه وأفكاره وأهدافه، فالمستوى الفني بلا أخلاق لا يدوم ،والروح العالية بلا غاية لا تبرح مكانها، والرسالة الإعلامية ان كانت بلا مضمون لن تحدث مفعولها.
ختاماً..اللهم بارك في قائدنا وقدوتنا..ومبارك لنا جميعًا عيد وحدتنا .    
 

هنا الشارقة

في بيتنا بطل 

في أسبوع واحد عايشت حدثين كل منهما أحلى من الآخر، الأول كان الاحتفالية الجميلة التي نظمها نادي الحمرية لتوزيع المكرمة السخية التي كافأ بها سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أبطال النادي في موسم 23-2024 ، والثاني كان لحظة تحقيق انجاز لقب آسيا لأول مرة من فريق البطولات الشرقاوي لكرة اليد ، ومن الأول إلى الثاني انطلقت مشاعر الفرح والفخر والزهو من عقالها لتجتاز كل الحدود ،فالمجد الشرقاوي تمدد واستطال من السقف المحلي الى الأفق القاري،وعقد الانجازات الذي يزين عنق الإمارة الباسمة أصبح حديث القاصي والداني في آسيا ،ومن حسن حظنا وفألنا الحسن أن تحظى الشارقة بتقديم هذه الفرحة الوطنية الكبيرة لشعب الإمارات وهو يحتفل بالعيد الـ 53 للإتحاد ، فليس هناك ما هو أجمل من استقبال العيد بانجاز ،والاحتفال بالإنجاز في عيد 

وفي هذه اللحظة، لا أريد أن تسوقني مشاعري وحدها ،فاسترسل مع الانجاز الآسيوي الذي يستحق وقفة خاصة ، ومقالًا مستقلًا ،خصوصًا وأن تداعيات الفرح به ستتواصل حتى يتم الاحتفال بالأبطال وتكريمهم من "حكيم الشارقة وحاكمها"، صاحب الفضل في كل ما تشهده الإمارة من منجزات في كل المجالات ، ولذا ساحاول أن استعيد توازني مؤقتا ،لأسجل وارصد معالم وأسباب فرحتى باحتفالية الحمرية في السطور التالية :

- كانت المناسبة عنوانها الرئيسي هو "الإمتنان" لراعي الرياضة والرياضيين بالإمارة ، وقد تجلى ذلك في كل فقرات الحفل ومشاهده من كلمة سعادة حميد الشامسي رئيس مجلس إدارة النادي إلى مراسم التكريم التي شملت أبطال سبع رياضات ، بالإضافة إلى التكريم الخاص بالجائزة العلمية التي حاز عليها النادي في مجال الإستدامة

- سعدت كثيرًا بمحتوى الكلمة التي عبر بها البطل زايد سيف العليلي عن مشاعر زملائه في هذه المناسبة، لأنها برهنت على وصول الرسالة وأداء الأمانة ،ولأنها حملت وعدًا مخلصًا من "عيال سلطان" للوالد الفاضل صاحب مقولة "عيالي وبحفظهم "، كي تستمر الإنجازات وتتواصل من جيل إلى جيل

- وأخيرًا..لأن الإحتفالية كانت "عائلية جدا"،وتجلت فيها حرارة الدفء الأسري، ابتداء من المقام الرفيع للأسرة القاسمية بالوالد العطوف وحرمه الأم الرؤوم حتى أسر كل الأبطال الذين لعب أباؤهم وأمهاتهم الدور الأكبر في صناعة بطولاتهم، لا سيما وأن العنوان الجامع لمشاعرهم جميعًا هو "في بيتنا بطل"

هنا الشارقة

نسخة إستثنائية 

حمدت الله حمدًا كثيرًا على النجاح الكبير الذي شهدته النسخة الرابعة من دورة كلباء للألعاب الشاطئية،لا سيما وأنني إلى الآن، مازلت أتلقى التهاني والتبريكات بمناسبة هذا النجاح من داخل الامارات وخارجها ،وأكثر ما أسعدني هو اتفاق المهنئين جميعا على أن الدورة أصبحت مهرجانا شعبيًا وعيدًا رياضيا بالنسبة لجمهور درة الساحل الشرقي، الذي بات ينتظرها من عام إلى عام ، فهذا الهدف بالذات هو الذي كنا نرجوه ونتمناه من لحظة تدشين النسخة الأولى في 2021 ، لأنه يترجم عمليًا رؤية سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ،بالنسبة لفعالية مجتمعية لها أبعاد عديدة كهذه الدورة .    
**واحقاقًا للحق أسجل أن هذه الدورة سبقت عمرها بهذه الصورة، لأنها ولدت كبيرة بمقومات وأسباب تخصها من اللحظة الأولى، فهي على ساحل رائع تحتضنه الأشجار والجبال، وكل مافيها من معالم ومنشآت آية في الحسن والجمال، واكتملت العوامل والعناصر المطلوبة للنجاح على أفضل ما يكون، بفضل الرعاية الكريمة التي حظيت بها من سمو الشيخ عبد الله بن سالم القاسمي نائب حاكم الشارقة ،ثم بالإعداد الجيد والتنسيق الرائع الذي تكفلت به اللجنة المنظمة برئاسة الأخ عبد الملك جاني وبقية فرق العمل ،فروح الفريق كانت حاضرة طول الوقت، والإبداع حافز يتجدد من نسخة لأخرى،لإضافة المزيد من الألعاب الشاطئية والفعاليات الجماهيرية،ولذا كانت المحصلة رائعة ومدهشة ،لكن هذا لم يحل دون طرح السؤال المتجدد"وماذا بعد?"
** وبلغة الأرقام يمكن الوقوف على حقيقة أن البطولة تجاوزت حدودها المحلية إلى الإقليمية والدولية بمشاركة 4 ألاف لاعب ولاعبة من مختلف الجنسيات،وبارتفاع عدد المسابقات والفعاليات لتشمل 23 لعبة عبر 7 باقات متنوعة، وبزيادة أعداد المدرجات وسعتها لتستوعب أكثر من الفي متفرج ، فهذه الأرقام مجتمعة قلما تشهدها دورة شاطئية ،ويحق لإمارة الشارقة والمجلس الرياضي أن يفخر بها خصوصًا إذاأخذنا في الاعتبار ان البداية كانت بـحوالي 500 لاعب ولاعبة وبسبع ألعاب فقط .
** أخيرا وليس آخرا ..الشكر مستحق وواجب لكل من الشيخ سعيد بن صقر القاسمي والشيخ هيثم بن صقر القاسمي على حضورهما ومتابعتهما ،وكل العرفان والامتنان لجمهور كلباء الجميل المضياف فلولاه ما حظينا بكل هذا النجاح، ومن جانبنا نعد الجميع بمواصلة التقدم لأعلى وإلى الأمام لأن طموحنا مع دورة كلباء الشاطئية لا يعترف بسقف نسخة معينة،حتى لو كانت استثنائية.

 

هنا الشارقة

رياضة القراءة 

هذه المرة لم أخرج من حفل افتتاح معرض الشارقة الدولي للكتاب كما دخلت، أو بالأحرى كما تعودت ،إذ لم اكتفي بزيارة أجنحته وانتقاء مختاراتي من الكتب ،وانما وجدتني مشحونًا بأفكار كثيرة وطاقة كبيرة باتجاه توظيف "القراءة" لتكون من ركائز التأسيس الرياضي، شأنها شأن اللياقة والمهارة والسرعة وخلافه، وجاءني الإلهام بهذه الأفكار سريعًا متدفقًا، وانا استمع إلى كلمة سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وهو يفتتح فعاليات المعرض،الذي احتفظ بعرشه العالمي في بيع وشراء حقوق النشر للعام الرابع على التوالي ، صحيح أن الثقافة حاضرة طول الوقت في كل مجالات الحياة بالشارقة ، بفضل نهج ورؤية سموه، إلا أنني تطلعت لأن تصبح القراءة عند الأجيال الجديدة من الرياضيين، غاية وجزءاً لا يتجزأ من مقومات احترافهم، فلا تكون عادة عابرة أو هواية مؤقتة، والأهم في هذا الإلهام "القاسمي" أن تكون القراءة من خلال "الكتاب" بالذات وليس أي وسيلة بديلة أخرى 

أدرك وأقدر جيدا قيمة وأهمية القراءة، وأعرف إلى أي مدى أسهمت في تجربتي وتكويني، لكني أدرك أيضا ولحد اليقين، أن أعدادا كبيرة من الرياضيين لم تعد تقدر قيمة القراءة ،وأنها لا تمارس هذه المهارة - ولا أقول العادة - إلا عند الضرورة أو الدراسة،والفارق كبير جدًا بين المطالعة المدرسية والقراءة المعرفية، فالأولى واجب يراه البعض ثقيلاً ،والثانية هوى وشغف ومتعة لا نهاية لها، فهل هذا هو الحال عند الأجيال الجديدة ؟ ..بصيغة أخرى، هل مازالت لغتنا العربية ، لغة القرآن الكريم، حاضرة في حياة أبنائنا كما نحب وكما نتمنى ؟..إذا كانت الإجابة كما أعتقد، فنحن بحاجة ماسة لإنقاذ عربية عروبتنا ،وما من سبيل سوى القراءة.. ثم القراءة.

من بين ما قاله قدوتنا الحاكم الحكيم وظل عالقا بذاكرتي :"أن الأمة ستظل بخير مادامت الثقافة بخير، وان الحفاظ على اللغة العربية هو حفظ لأبنائنا وتاريخنا،وان الكتاب هو سر نجاح الأمم وسر نهضتها "، ومما أثار إعجابي ،وجعلني أزهو بشارقتي وصف الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي (شخصية العام الثقافية) للشارقة بأنها نخلة باسقة في صحراء عروبتنا .

نعم القراءة حاضرة في الفعاليات الثقافية للمجلس، لكن كيف تصبح هي نفسها رياضة ؟ أو عنصرا من عناصرها هذا هو الهاجس الذي يطاردني حاليا ،وان شاء الله، في وقت قريب سأجد الإجابة.

هنا الشارقة

طريق خورفكان 

بجمال الطبيعة وسحر المكان "خورفكان" آية من آيات الرحمن في إمارة الشارقة، فعلى ساحلها تهيم الجبال في عشق البحر ،، وفي سمائها يستريح السحاب من بعد المطر،كما تشعُ النجوم ويطل القمر فيحلو السهر.. هكذا هي من قديم الزمان، ولما تعهدها سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، تجلى في واديها ابداع البشر في قهر الحجر، فزادها حسنا وجمالا وأصبحت بما نراه عليها الآن من حداثة وتطور وعمران ،بمشروعات ومنشآت وحدائق ومتنزهات وسدود وطرق وأنفاق وجسور وصروح من كل شكل ولون ، مما يسعد الناظرين سواء كانوا مواطنين أو مقيمين أو سائحين

 وانتزعت خورفكان مكانها المميز على خارطة أنشطة المجلس الرياضي بفضل كل ما تتمتع به من صفات ،فهي حاضرة دائما بفعاليات رياضية ومجتمعية على مدار شهور العام ، أن لم يكن بسباق للجري فبطواف للدراجات أو بمهرجان لإحياء مناسبة من المناسبات ، وكثيرا ما نحار في المفاضلة بين مكان ومكان، أيكون في أحضان الطبيعة متاخما للجبال في شيص أو المقصار، أم يكون بجوار أحد مشروعاتها العملاقة كنفق السدرة وسد الرفيصة ، أم يكون في صحبة ارثها التاريخي الذي يباهي به حصنها وبرجاها الرابي والعدواني !؟ وفي الحقيقة ما دعاني للحديث عنها سوى تداعي المعاني إذ وجدتها في شهر أكتوبر الماضي تحتضن ثلاث بطولات على التوالي يتنافس فيها العداؤون والدراجون مع الساعة وضدها في صعود الجبال وهبوطها ، في السفح يجتازون التلال وفي الأعالي يجاورون السحب

ومن أكثر الأشياء المحفورة في ذاكرتي بخصوص خورفكان ، قصة ذاك التحدي الذي خاضه سيدي "الحاكم الحكيم "مع جبالها الشماء إذ كانت تعترض سبيل السيارة على الأرض كما تعوق مسار الطائرة العمودية في السماء !،ورغم كل الحسابات والتخمينات المحبطة كان التحدي عبر ماراثون طويل الأمد والمدى، حسابه بشهور وسنين لا بدقائق وساعات.. لكن.. بالعزيمة والإرادة، وبالدأب والجلد ،وبالتحمل والصبر، تفتت الصخر واخترقت الأنفاق صلب الحجر

 هكذا قهر الطريق الجديد عقبتي الزمان والمكان باختصار الوقت والمسافة، ما بين الشارقة وخورفكان من ساعة ونيف إلى دقائق وثوان ،وهو ليس مجرد طريق يقدر طوله بعشرات من الكيلومترات وكلفته بلغت ستة مليارات، انما هو رمز باق لواحد من أصعب وأقوى التحديات، وقصته الملهمة ستبقى لنا دائمًا مثلاً وعبرة ، للعزم الذي لا يلين والحلم الذي لا يعرف المستحيل

هنا الشارقة

خلوة حلوة 

سعدت وشرفت بالمشاركة في خلوة مستقبل الرياضة التي نظمتها وزارة الرياضة ، إذ برهنت على نية صادقة لتصحيح المسار وعزم أكيد لتحقيق طموح القيادة الرشيدة بالنسبة للرياضة، لا سيما وأنها حملت في طياتها رسائل مباشرة وصريحة لكل عناصر الحركة الرياضية بأننا جميعًا "أسرة واحدة"، يجمعنا قارب واحد، بهّم واحد وهدف واحد وحلم واحد .. وأننا أيضا "شركاء" في مسؤولية صناعة المستقبل الأفضل، وأنه لا طموح، ولا نجاح، ولا أمل يرتجى من دون تلك الشراكة، وهذه المعاني الجميلة كلها أكد عليها معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي في كلمته الافتتاحية، التي خاطبت العقول والقلوب معًا ،وبعثت حالة من البشر والتفاؤل .  
**جاءت الخلوة في وقتها المناسب لتشحن مؤسسات الحركة الرياضية بطاقة إيجابية طويلة الأمد، طاقة مفعولها مستمد من المظلة الحكومية الواسعة للحدث، والرؤية الاستراتيجية التي تستهدف التفوق الأولمبي بحلول عام 2031، ومن الحضور النوعي لكوكبة الرموز والشخصيات التي أثرت جلسات العصف الذهني، والتي كانت في الوقت نفسه شاهدة على حيثيات تلك الوقفة التاريخية بزمانها ومكانها وموضوعاتها، والأهم بتوصياتها التي من شأن العمل بها أن يحقق النقلة النوعية المنشودة لرياضتنا .      
**كانت النخب الحاضرة مميزة للغاية بفضل تنوع مشاربها وتخصصاتها ،وأثار اعجابي بوجه خاص مشاركة كل من معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي ،ومعالي الدكتور سلطان بن سيف النيادي وزير الدولة للشباب، إذ أنهما كانا خير مثال وخير نموذج للشخصيات الملهمة المبدعة في جلستى "القوة الناعمة للرياضة" و"مبادرات التمكين والتحفيز" ،فالذاكرة الجمعية تحفظ جيدًا ما تكفلت به إدارة "الهاشمي" لمكتب اكسبو 2020 من رواج دولي ونجاح عالمي ،كما تحفظ أيضًا انجاز "النيادي" كرائد فضاء حقق الحلم وقهر المستحيل .    
**وماذا بعد؟..
سؤال يقفز إلى الواجهة بإجابات محبطة بعد كل ملتقى من هذا النوع ،لكنه هذه المرة يأتي مشفوعًا بموجة عالية من التفاؤل، لأن الخلوة كانت حقاً حلوة، واختلفت في معطياتها شكلاً وموضوعًا عما سبقها من ملتقيات، ولذا حرصت على تقديم كل ما في جعبتي من أفكار وأطروحات بخصوص التمثيل الدولي، وبرامج المنتخبات، ومراكز الأداء العالي، والخدمة الوطنية، والتفرغ الرياضي، وتطوير الكوادر، واستثمار الكفاءات وسواها مما كان ومازال يعتمل في ذهني لأجل الخلاص من معوقات حاضرنا وتحقيق طموحات المستقبل .
** المناخ مختلف.. والأمل كبير ..وان شاء الله ،بتعاوننا وتكاملنا سنحقق كل أحلامنا.
 

هنا الشارقة

ملحمة كلباء 

حكم وعدل، وقال وفعل، ووعد فأوفى سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ،فمن بعد افتتاح طريق خورفكان الجديد أعلن سموه أن الوجهة القادمة ستكون شطر مدينة كلباء لتشملها يد البناء بكل ما يحقق الرفاه والرخاء لأهلها وزوارها ، وقد كان ، فمن يشاهد درة الساحل الشرقي الآن ، سيشهد بأنها آصبحت، بحق، آية في الجمال والعمران ،إذ شملتها أنامل فنان وأعادت رسم معالمها بألوان الحضارة والمدنية من دون أن تمس تراثها الذي تمتد جذوره في أعماق التاريخ ، فكانت لبنات البناء والتشييد إلى جانب لمسات الترميم والتجديد، فجاورت الحدائق المعلقة برج الساعة، وعانقت بحيرة الحفية السوق القديم،وأطل بيت الشيخ سعيد بن حمد القاسمي بعراقته الآسرة على محمية القرم بطبيعتها الساحر

 ويستحق ما شهدته المدينة عنوان "ملحمة كلباء"، إذ أن ما حققته ابداعات "سلطان" في أرجاء هذا المكان الرابض مابين البحر والوادي والجبل، لا تتكفل بتحقيقه إلا واحدة من ملاحم البشر التي يذكرها التاريخ ويرويها الرواة ،وبصراحة.. استحيت أن أذكر ما يخص التحديثات الرياضية بكلباء قبل أن استعرض ما سبق، لأن ما شهدته بنيتها التحتية جزءٌ من كل وغيضٌ من فيض ما شهدته المدينة الجميلة، التي أصبحت قبلتنا في كثير من أنشطة وفعاليات المجلس الرياضي، فمنذ أيام ودعنا بطولتي القوى والبادل في الحفية وبعد أيام ستنطلق الدورة الشاطئية، وتقريبا لا يمر شهر من شهور العام إلا وللرياضة حظ في كلباء

ومن حق الرياضيين أن يزهو بكل ما شهدته المدينة من مستحدثات ،في الناديين النموذجيين اللذين يحملان أسمها ،والاستاد الحديث للكرة وصالة الألعاب التي تحوي وتأوي الفردي والجماعي ،وحدائقها ومتنزهاتها بما فيها من مضامير للمتريضين جرياً ومشياً أو بدراجاتهم، وغيرها وسواها مما شملته مكارم صاحب السمو الحاكم الحكيم.. واشرفت عليه ونفذته هيئة تنفيذ المبادرات "مبادرة"ودائرة الأشغال،وتابعته وباشرته الإدارة الهندسية بالمجلس بالتنسيق مع الدوائر الخدمية الأخرى ،والشكر مستحق لهم جميعً

ولا يفوتني في خاتمة هذا المقال أن أشيد بجهود كل من سعادة الشيخ سعيد بن صقر القاسمي وسعادة الشيخ هيثم بن صقر القاسمي ، فهما يدعمان ويحضران ويتابعان ويعززان كل ما تشهده المدينة من مشروعات وفعاليات ،ولا تكتمل المنظومة الكلباوية إلا بذكر جمهورها الرياضي المضياف الذي كتب لبطولاتنا كل ما كسبته من أوصاف ،ومعهم وبهم جميعًا ستستمر فصول "ملحمة كلباء