المقالات

هنا الشارقة

الأزمة و الهمة 

 

ماجدوى المعرفة إذا لم نستثمرها في حياتنا؟ وما قيمة الخبرة إذا لم تصقل صاحبها من التجارب التي خاضها؟ وكيف نثبت دعائم دولتنا ونبرهن على صلابتها وقوتها مالم نصادف تحديات فنعبرها، ونواجه أزمات فنجتازها؟ ومالدليل على انتمائنا لها وتفانينا في حبها سوى المشاركة والتعاون، والتكامل والتعاضد، والإيثار والتضحية؟ وفي نهاية هذه المتوالية من الأسئلة، يبرز السؤال الأهم وهو : "ما تقديرنا لنعمة الأمن والأمان إذا لم نعرف كيف نحافظ عليهما؟ 

في الوقت المناسب ، كما هي عادة سموه، جاءت كلمات سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لتحيي فينا الحماس والهمّة ونحن نواجه تداعيات الأزمة المناخية الطارئة ، وأجاب سموه ببديهته الحاضرة على معظم التساؤلات التي ذكرتها في المقدمة السابقة، وفوق ذلك نصح ونبه الغافلين، وأنذر وحذر العابثين في خطابه البليغ الذي استهله بمقولة "ياغريب كن أديب".. واختتمه بالدعاء لرب العالمين ليحفظ دولتنا وأبنائها من الأشرار والمتربصين، وكانت توجيهات سموه واضحة وحاسمة وقاطعة بسرعة حصر وتقييم الأضرار، وسرعة التحرك لعودة الاستقرار، ورأينا ولي عهده ونائبه سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي يباشر ويتابع، ونائبيه سمو الشيخ عبد الله بن سالم القاسمي وسمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي يتفقدان ميدانيًا كل التدابير والاجراءات، وكل كل المؤسسات المعنية من طوارئ وازمات وشرطة وانقاذ ودفاع مدني ومواصلات وبلديات وجمعيات ،بما فيها الأندية والمراكز الرياضية، جميعها حاضرة ومستنفرة لاجتياز عواقب ذاك المنخفض الجوي الذي لم تصادفه الدولة منذ 75 عاماً 

تعلمت الكثير في الفترة التي عملت فيها بالهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث،وأفخر وأعتز بكل ما قمت به خلال رئاستي للمركز الخاص بها في الشارقة،وكنت قلبًا وقالبًا مع فرق العمل وهي تقوم بدورها في التصدي لكل تداعيات "السحابة الخارقة " التي أمطرت علينا في يوم واحد مالم تصادفه لندن في 5 شهور،واستحضرت كل ما حصلته من تجارب وخبرات لمواجهة أسوء سيناريوهات الأزمات،ولم أجد شبيهاً لما حدث، إذ كان سجل المخاطر لا يتعدى استمرار الأمطار "العادية" مع جريان السيول بالوديان لثلاثة أيام على الأكثر، لكنه درس جديد بأزمة جديدة، وكما قيل في الأثر "الأزمة تلد الهمّة ،والهمّة تقوي الأمة"

 أخيراً تحية وطنية مخلصة لكل الجهود والمبادرات الخيرية التي بذلت في الأيام الماضية لاجتياز محنتنا الطارئة.. و"تحيا الهمة" 

هنا الشارقة

عيد بعد العيد

هلًا ومرحبًا بكل ما يجمعنا ويعزز لحمتنا الخليجية على كل الصعد،وها هي الرياضة،على عهدها، بألعابها ومسابقاتها المتباينة وملاعبها وميادينها المتنوعة، وبما يتمتع به الرياضيون من طاقات وآمال وطموحات، تواصل توثيق عرى صداقتنا ومحبتنا، بكتابة صفحة جديدة من تاريخنا الحافل على ضفاف الخليج، فمن بعد السوبر "الإمارتي – القطري" الذي جمع في نسخته الأولى بين بطلي الدوري والكأس في البلدين، هاهي دورة الألعاب الخليجية للشباب تدشن ميلادها في نفس الأسبوع على أرض الإمارات،وكأننا في "عيد بعد العي 

**في المناسبة الأولى اقتسمنا مع أخواننا في قطر كعكة السوبر، فكان لشباب الأهلي درعها على حساب الدخيل، بينما كان للعربي كأسها على حساب الشارقة، وكانت المباراتان على مستوى الآمال المعلقة عليهما وحققتا الهدف المنشود، بغض النظر عمن فاز ومن خسر، ومع تواصل حلقات البطولة، من عام إلى عام، ستصنع هذه البطولة إرثًا كرويًا يجمع جماهير البلدين من خلال أبطالها.

أما فيما يخص المناسبة الثانية فالحديث أوسع وأعم وأكبر وأهم، لأن الدورة الخليجية التي سنحتفل بانطلاق منافساتها غدًا تخاطب حاضرنا ومستقبلنا في آن واحد، من خلال شريحة الشباب التي اصطفتها والتي تقوم عليها كل أمنيات وآمال دول المنطقة ،لا سيما وأنها ستجمع أكثر من 3500 رياضي ورياضية في 25 لعبة، مما يوفر لمولدها زخمًا واعتبارًا غير مسبوق، وقد جاء شعارها "خليجنا واحد وشبابنا واعد" معبراً بكل الصدق والدلالة عن معناها ومغزاها، الذي نتطلع لتجسيده على أرض الواقع عبر أسبوعين حافلين بكل ما تعد به الرياضة من منافسة وندية، ومن متعة وإثارة

**ومع الدورة الخليجية، أحاول أن أغالب نفسي بعدم التطرق للحديث مجدداً عن حاجتنا لمجمع أولمبي يضم كل الألعاب والرياضات، لكني لا أستطيع! فالحاجة ماسة والضرورة ملحة والمسؤولية تحرضني وتدفعني كلما سنحت الفرصة، ولنا أن نتصور كيف يمكننا أن ننظم هذه الدورة الكبيرة بكل ماتشهده من حشد رياضي وجماهيري في مجمع واحد، علاوة على أنها ستكون مركزا للأداء العالي وتجهيز المنتخبات للبطولات، ومن جانبي لن أيأس ولن أمل حتى أرى الحلم حقيقة  

**أخيرا ..ثقتنا كبيرة في كفاءة التنظيم الإماراتي للدورة التي حظيت دولتنا الحبيبة باحتضان ميلادها، والتي أمنت لها اللجنة المنظمة كل مقومات النجاح بفضل توجيهات رئيسها سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم رئيس اللجنة الأولمبية ومتابعة نائبه سمو الشيخ راشد بن حميد النعيمي.. وخالص الدعوات بالتوفيق لأبنائنا وبناتنا

 

هنا الشارقة

 

بركة العيد 

استقبلناه بحب وشوق ولهفة، وها نحن نودعه بأسى وحزن ولوعة، فكل ماهوعذب جميل ينقضي بسرعة ويصبح ذكرى، ومهما اجتهدنا في استثمار ساعات نهاره وليله في العبادة وقراءة القرآن والتقرب إلى الله بالإحسان وفعل الخيرات، ففي كل عام، ينقضي الشهر "الفضيل الكريم المبارك"،وفي القلب أحساس حسير بأن دوماً هناك، ما هو أكثر وأكبر وأفضل وأعمق وأخلص في المناسك والعبادات والطاعات، فاللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا ودعائنا،وأعده علينا ببركة عيدك الفاطر مجدداً لننهل من فيض نوره وخيره وكرمه مزيداً من الحسنات والطيبات، ولنعمل مزيداً من الأعمال والسلوكات التي تغفر بها ذنوبنا ونكفِر بها عن سيئاتنا .."آمين يارب العالمين"

 كانت أياماً مبروكة مباركة وجاء عيد الفطر من بعدها ليزيدها خيراً وبركة وبهجة، بلقى حكامنا الكرام، وذوي القربى والأرحام، والأحباب والصحاب، فما أجمل عاداتنا وتقاليدنا التي توارثناها وألفناها في هذه المناسبات حيث نتزاور ونتبادل التهاني والتبريكات ونجدد التواصل والوصال بكل ما يعزز الأواصر والصلات، ونحمد الله كل الحمد، على أن إرث المغفور له بإذن الله الشيخ زايد محفوظ ومقدر ومصون، عند كل من خلفوه من أبنائه ،فهم على نهجه ودربه ،وهم خير خلف لخير سلف، ومثلما كان الشيخ خليفة " يرحمه الله " يقتدي به في حله وترحاله وعمله وصنعه، هاهو قائدنا سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ، يكمل مسيرة الوالد والرمز الخالد في كل قول وفعل وعمل،وبفضل رؤيته وحكمته أصبحت دولتنا الجميلة "الإمارات"بتطورها ونهضتها،وخيرها وجودها،ومواقفها ومبادراتها حديث القاصي والداني في مشارق الأرض ومغاربها، فاللهم احفظ حكامنا وبارك في دولتنا،وأتمم علينا فضلك،ومكنّا من شكر نعمتك .

  ومما أحمد الله عليه كثيراً، أني نشأت في الشارقة، حيث المساجد والمآذن والقباب التي تكرس إسلامها وعروبتها،وحيث القلاع والحصون والمنشآت المعبرة عن ارثها وثقافتها، والتي ترى في كل ملمح فيها بصمة حاكمها الحكيم سيدي صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى"حفظه الله "، والتي تستشعر في كل أرجائها روح الأسرة الواحدة من كبيرها إلى صغيرها، والفضل في ذلك يرجع لتوجيهات سموه الحانية "كأب" يشمل كل أبناء الإمارة بفضله وجوده وكرمه ،وإلى لمسات حرمه سمو الشيخة جواهر رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، صاحبة القلب الكبير، "كأم"رؤوم تشمل الجميع بعطائها وعطفها وحنانها،وهذه منة وفضل ونعمة، وذكرها، بالتأكيد، بركة من بركات العيد .  

هنا الشارقة

حالة عدم رضا 

لأن دائما هناك أمل، لا يتسرب إلى اليأس أبدا ،وأحاول قدر المستطاع أن ألتمس سبيلا جديدا للوصول إلى الصورة المثالية التي أحلم بها لرياضة الامارات، خصوصا وأننا - كمسؤولين- عندما يجمعنا مجلس ما، سواء كان اللقاء رسميا أو وديا، تلتقي مشاعرنا وتتفق كلمتنا على ان المحصلة ليست كما نتمنى،وأن طموحنا أكبر وأكثر بكثير مما بين أيدينا، ما يعني أننا حقا في قارب واحد .. بهدف واحد .. ولنا جميعا وجهة واحدة ، ولكن يبقى السؤال الحائر :لماذا في خانة الفعل تتشعب بنا السبل ، فيصبح كل منا يجدف في اتجاه غير الآخر !؟

مؤخرا تكرر المشهد، عندما التقينا في مجلس سمو الشيخ راشد بن حميدالنعيمي نائب رئيس اللجنة الأولمبية،حيث كانت الصحبة الحلوة والوجوه الباسمة والمشاعر الدافئة، التي جمعت تحت سقف واحد وجوها من أجيال مختلفة وأماكن وجهات متباينة ،وماكانت لتلتقي هكذا لولا ما يتمتع به "بو حميد" من محبة وتقدير واحترام في قلوب الجميع، وكعادتنا في مثل هذه المجالس الرمضانية التي أراها من أجمل أعرافنا الاجتماعية، شرعنا في اجترار الذكريات الجميلة والمناسبات المهمة التي جمعتنا من قبل، لكننا من دون ان نقصد ، تحولنا تدريجيًا لبحث هموم واقعنا الرياضي ،وبدأ كل منا يدلو بدلوه في هذا الاتجاه ، من واقع تجاربه وخبراته - وأيضًا وهو الأهم - من منطلق رؤيته وقناعاته، وكانت المحصلة في النهاية، كما لخصها سمو الشيخ راشد بن حميد بجملة واحدة هي "حالة من عدم الرضا" !           وأنا في طريقي إلى البيت، أخذت استرجع ماقلته بجانب كل ما سمعته من وجهات نظر،وأدركت أننا بأفكارنا وأطروحاتنا نكمل بعضنا بعضًا،وأن مشكلتنا ليست في الخطط والرؤى والأفكار وانما في مراحل صناعة وتنفيذ  كل وأي قرار، فدوما تكون هناك استثناءات أو اعتبارات خاصة،  تجعل القرار الاستراتيجي الذي يحقق مصلحتنا جميعًا يحيد عن مجراه، مما يجعل النهاية قاسية صادمة، بعيدة بمسافة كبيرة عن البداية الواعدة الحالمة،والأمثلة كثيرة وعديدة،والاستثناءات هي القليلة النادرة     

 آسف على صراحتي وجرأتي، لكني آسف أكثر على حاضرنا وواقعنا الذي نعاني جميعًا منه بنسب ودرجات متفاوتة ، ولا نملك حياله سوى الشكوى، مع أننا نملك الكثير من الحلول والبدائل،وقيادتنا الرشيدة وفرت لنا كل الإمكانات والوسائل ،والحقيقة التي لا مراء فيها أننا مسؤولون ومساءلون عن حالة عدم الرضا التي نعانيها .    

هنا الشارقة

جائزة التميز الكبرى
لرياضة الشارقة مع التميز جسر طويل،ومنذ أمد بعيد الجسر قائم وممدود، فقط عندما ابتلينا وابتلي العالم بجائحة "كورونا" توقفت " اضطرارياً دورات تلك الجائزة التي كانت أندية الإمارة تتبارى فيما بينها للفوز بناموسها ،وقد آن الأوان لكي تعود .
ولكن شتان بين ماكانت عليه وما ستكون ،فقد ارتأينا في مجلس الشارقة الرياضي أن تكون مرحلة السكون، فرصة لمراجعة كل دوراتها الماضية ،ورصد لكل متغيرات ومستجدات الساحة من أحداث ومن تحديات ومن تقنيات، وأيضًا ،كل ما شهدته من صنوف وأنواع الجوائزالأخرى التي تكافي المتميزين في الرياضة وسواها من المجالات ، كما كان لاستراتيجية دولتنا وتوجهاتها ،ولاستراتيجية الإمارة ورؤيتها ،حضورهما لتشكلان الإطار والمرجع ،وبعد ساعات قليلة ، بإذن الله ، ستكون بين أيديكم جائزة الشارقة للتميز في ثوبها الجديد .
 والذي يمكنني أن أختصره في هذه الديباجة الآن،من باب التشويق ليس إلا، أنها لم تعد مجرد جائزة وانما برنامجًا حافلاً يشتمل على عدة جوائز تحت عنوان واحد ! ولذا لا أغالي إذا قلت انها ستكون "جائزة التميز الكبرى"، خصوصًا إذا تم استدراك فئاتها ومعاييرها وقيمها ورسالتها وأهدافها وعائداتها، التي تصب في قناة واحدة بالنهاية، لتكون الشارقة رائدة رياضيًا وفق ثقافة التميز،وهذه الثقافة يجب ان تكون متطورة ..ومستمرة ..ومستدامة.
أما فيما يخص فلسفتها ، ان جاز القول ، فهي فلسفة تقوم على عنصر أساسي ومهم في تحقيق النجاح بمنظومة كل و أي عمل ، ألا وهو عنصر "الإدارة " .. من إدارة الفرد لذاته من خلال قدراته وامكاناته، إلى إدارة النادي أو المؤسسة لمواردها ومرافقها وأدواتها المختلفة،ولذا ستكون الإدارة بجوهرها الأصيل فرديًا وجماعيًا هي القاسم المشترك في كل فئات الجائزة ،ومن خلال أساليب القياس التي روعي فيها إعمال النسب والدرجات لأقصى حد ممكن، سيكون التقييم في النهاية ،وبالطبع وبالتأكيد، لم ولن يتم إغفال النتائج والإنجازات الموسمية، حيث حظيت بحصة قدرها النصف، أي 50 بالمئة، من محصلة معايير التقييم .
أخيرًا وليس آخرًا.. أرجو أن أكون قد وفقت في تشويقكم لمعرفة تفاصيل الجائزة، التي ماكانت لتكون لولا النهج القويم الذي وضعه لنا القائد الحكيم سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ،حيث الاعتبار الأول لـ"الإنسان" بقيمه وقدراته ،كي يكون بين أيدينا كوادرمؤهلة للعطاء وقيادات قادرة على توظيفها لتحقيق الرخاء.

هنا الشارقة

مناجاة رمضانية 

قبس من فيض نوره أحييكم، وبنفحة من جزيل كرمه أكتب لكم، وببعض من تجليات خيره وبركاته أجدد التواصل معكم، أعاده الله علينا جميعاً بالخير والبركة، والأمن والأمان، والتطور والنماء، والنهضة والرخاء.
 
شهر رمضان المبارك يعني لنا الكثير، ففيه نزل القرآن هدى ورحمة للعالمين، وفيه تتنزل الملائكة بالرحمات، وفيه تكثر العبادات والطاعات، وفيه تغفر الخطايا والذنوب، وقد فضله الله سبحانه وتعالى على باقي شهور العام بالصيام، الذي يجزي به وعنه عباده خير الجزاء، إذ يقول الحق في حديثه القدسي «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به».. فاللهم تقبل صيامنا وقيامنا في شهرك الفضيل، واجعلنا من المقبولين المخلصين، والمتقين الفائزين بجنتك
 
بالنسبة لي.. هو شهر السلام الداخلي والصفاء الروحي، حيث الابتهال وقيام الليل، والدعاء والتسبيح والمناجاة، وهو أيضاً، شهر الود والتراحم والتواصل مع الأهل والجيران والأصدقاء، والمعايدة والمباركة والمؤانسة في مجالس شيوخنا وحكامنا الكرام «أطال الله في أعمارهم وأتم عليهم فضله وكرمه».
 
ولا أغالي إذا قلت إن الطاقة الإيمانية التي يبعثها في نفسي، تسري وتتغلغل في أعماقي، كأنها شحنة إيجابية طويلة المفعول والأمد، ومعها وبها أستمد كل ما تستقيم به شؤون حياتي، في بيتي وعملي، وحلي وترحالي، وكل علاقاتي وتعاملاتي، والحمد لله من قبل ومن بعد، إذ تتجدد هذه الطاقة وتلك الشحنة من عام إلى عام، لتدوم فلا تنفد.
 
وللرياضة في رمضان اعتبار كبير عند الرياضيين بالذات، خصوصاً في فترتي ما قبل الإفطار وما قبل السحور، ولذا حرصنا في مجلس الشارقة الرياضي على إذكاء هذه الثقافة ودعمها من خلال برامج وأنشطة يومية متنوعة تناسب كل الأعمار والفئات، وبالتعاون مع الأندية والبلديات وجهات أخرى، راعينا أن تتوزع الفعاليات على أكبر عدد ممكن من المواقع والملاعب والحدائق والمتنزهات في مدن الإمارة، حتى يجد كل رياضي ضالته ويمارس هوايته المفضلة، ناهيك عن الدورات الرمضانية التي تعكف معظم أندية الإمارة على تنظيمها كل عام في مختلف الألعاب، والتي يحسب للشارقة أنها كانت صاحبة السبق في إطلاقها لأول مرة عبر سداسيات كرة القدم في نهاية ستينات القرن الماضي.
 
أخيراً.. اللهم متعنا بالشهر الكريم، ليبقى حاضراً في قلوبنا، بأريجه ونفحاته الإيمانية، وبلغنا رمضان من بعد رمضان.. «آمين».
 

هنا الشارقة

بطولة شرقاوية جدا 

 من الصعب ان تجد بطولة أو فعالية ما في الشارقة قاصرة على هدف واحد يخص مناسبتها أوهويتها الخاصة، خصوصًا إذا كانت البطولة عابرة للحدود وذات صفة دولية ، ففي هذه الحالة "حتمًا ولا بد" من رسالة ضمنية بهدف تربوي أو قيمة مضافة بغاية نبيلة تجعل للبطولة أبعادا أكبر وأوسع من المعنى الضيق الذي يرتبط بالمنافسة على لقبها أو كأسها ، وهذه الثقافة الشرقاوية حاضرة طول الوقت في الإمارة الباسمة ، سواء كان الحدث رياضيًا أو غير رياضي ،والفضل في ذلك بالطبع لرؤية سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ، فسموه زرع فينا كل ما يكرس الأخلاق والقيم والمثل العليا، حتى أصبحت منظومة أو "مسطرة" نقيس بها كل بطولة أو حدث ستشهده الامارة الباسمة .
 
**وقد كانت بطولة الشارقة الدولية لكرة السلة واحدة من هذه العينة بامتياز، فالهدف التنافسي الذي جمع الفرق ليؤمن لها الإحتكاك والخبرة، حضرت إلى جانبه جملة من الأهداف الأخرى،مما جعل لها مكانة واعتبار خاص عند كل المشاركين، ولعل المباراة التي وصفها الإعلاميون بـ "مباراة الأساطير"،التي جمعت بين نجوم الشارقة والخليج عبر الأجيال،قد عبرت عن ذلك بجلاء، فهي لم تكن فقط لتجديد ذكريات الزمن الجميل، بقدر ماكانت لربط الماضي بالحاضر،وتحقيق مانسميه بتواصل الأجيال، ناهيك عن تعزيز كل ما يجمع شملنا في منطقة الخليج من أواصرالأخوة والصداقة والمحبة .
 
**ولا أعتقد بأي حال أن لقب البطولة الذي حققه فريق الشارقة للمرة الثانية له نفس الأثر الذي خلفته الأهداف الأخرى، فنجوم اللعبة الجدد والقدامى كانوا تحت سقف واحد،وصنعوا معا خبرة مشتركة ستكون بدورها ذكرى حلوة في المستقبل،وهذا بالطبع سيحسب للشارقة والامارات، ففي وقت ما كانت المباراة الاحتفالية "محلية" بين جيلين، وهذه المرة اتسعت الدائرة فصارت "خليجية"،والقادمة ربما تكون"عربية"من يدري؟ فهذه خطوة متوقعة لبطولة بلغت دورتهاالرابعة، وتعد بالاستمرار إلى ماشاء الله ،وأنا شخصيًا سعدت كثيرًا بلقاء كل من زاملوني وزاملتهم وعاشروني وعاشرتهم في أحلى سنين العمر .
 
** كل الشكر لسمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد ونائب حاكم الشارقة على رعاياته التي كفلت للبطولة كل مقومات النجاح،والشكر موصول للجنة المنظمة التي قدمت نموذجًا يحتذى به في التعاون بين المجلس الرياضي والنادي والاتحاد وبقية المؤسسات ،..وإلى اللقاء في النسخة الخامسة .

هنا الشارقة

رسالة وأمانة 

تلقيت في الأيام الماضية سيلا من الرسائل المؤيدة والصورالموضحة للظاهرة التي توقفت عندها في مقال الأسبوع الماضي ، بخصوص الانفلات الحادث في التعامل مع فئة اللاعب المقيم في مسابقاتنا الكروية ،وعلى الرغم من سعادتي بردود الفعل والأصداء التي أحدثها المقال في أوساط الناس وبعض وسائل الاعلام ، إلا أنني بعدها غرقت في موجة من الأسى !
صحيح أن الرسالة وصلت وحركت المياه الراكدة في الشارع الرياضي ، إلا أن خطر الظاهرة - حتى الآن - لم يستشعره المعنيون بتصحيح المسار من أصحاب القرار، ومن جانبي لا ولن أيأس، لأن الحل"الجزئي" بالطريق الذي سلكناه على صعيد أندية الشارقة ليس فقط ما نريده أو نتمناه، لا سيما وان ردود الفعل المتباينة التي وصلتنى من خارج الإمارة، برهنت بما فيه الكفاية، على أن الكل مابين متضرر ومستاء، أو متعجب ومحتار من سوء التعامل مع هذا الخيار،ولذ ساسترسل عبر هذا المقال أملاً وطمعاً في التغيير المنشود "لعل وعسى".
 
الذي أراه ياسادة ياكرام أننا في سبيل اللحاق بركب من سبقونا في كرة القدم، نسلك أقصر وأسوء الطرق لا أفضلها ولا أحسنها، ورؤيتنا ترصد شيئاً وتتجاهل أشياء، ولا نفكر مطلقا في التبعات التي ستخلفها التجربة على أبنائنا من احباط وخيبة أمل ،وأيضًا، غير منتبهين ،أو ربما غير حافلين ، بعاقبة ذلك على منتخباتنا الوطنية، التي قد تفقد هويتها في مستقبل أقرب من قريب،.. ولموضوع "المقيم ارتباط وثيق بـ "التجنيس" الذي أخل وسيخل بمبدأ تكافؤ الفرص بين الأندية وبعضها أكثر وأكثر ، لأسباب الكل يعرفها ، إذ ليست كل الأندية قادرة ،كما أنها ليست كلها قانعة راضية،وخلاصة القول أن الكرة ليست كل شيئ في الرياضة، كما انها ليست وحدها سبيل السبق بين الأمم، فنحن والحمد لله متفوقون ومتميزون في ألعاب سواها، وسباقون ومتقدمون في مجالات وقطاعات أخرى كثيرة وعديدة ، فلم هذه الحمى.. وهذا التهافت.. وتلك الهرولة !؟
 
 أخيرا ..أرجو ألا يساء فهم فحوى الرسالة، فأنا كمواطن اماراتي أحاول ان أوصلها للمعنيين بها ،ليعيدوا النظر من خلال وضع بعض الشروط والضوابط ، انما كمسؤول فأنا أحاول أن أؤدي الأمانة التي أؤتمنت عليها في مجلس الشارقة الرياضي تجاه أبنائنا، لا أكثر ولا أقل، والرسالة أصبحت بين أيديكم والأمانة في أعناقكم ،..واللهم أني قد بلغت ،اللهم فاشهد .

هنا الشارقة

لمصلحة من ؟ 
أحاول أن أغض بصري، وأحاول أن أحول تفكيري نحو شيئ آخر،حتى لا أثير حفيظة أحد، لكن دون جدوى فالموضوع يفرض نفسه، والظاهرة أصبحت خطيرة وصارخة ،والسكوت عنها أراه جريمة في حق ابنائنا .  
**الذي دفعني لبحث الموضوع مرة أخرى ،ولن تكون أخيرة ، صورة تناقلتها "جروبات" عديدة في مواقع التواصل الاجتماعي ، للاعب أسمر "مقيم" طوله أكثر من مترين يحاول المرور بالكرة من لاعب مواطن طوله 1.5 متر تقريباً !، وحقا لم تستوقفني ألوان قمصان اللاعبين لأن الظاهرة لم تعد قاصرة على ناد بعينه، انما الذي أستوقني وأتمنى أن يستوقفكم جميعًا، هو ان المسابقة السنية التي يتبارون فيها تحت 13 سنة !، إذ لم أستطع أن أمنع نفسي من سيل الأسئلة الاستنكارية من مشهد كهذا ، فأي فائدة ترتجى من منافسة معايير التكافؤ فيها مختلة إلى هذا الحد ؟ وأي احباط وأي خيبة أمل سيشعر بها ابننا وهو يواجه عملاقًا بهذا الطول في هذه المرحلة السنية المبكرة ؟ وأي انفلات هذا ؟
**يقول أهل الصحافة أن الصورة بألف كلمة،وهذه الصورة بالذات أراها بألف مقال لأنها لخصت الظاهرة في لقطة ،لكنها قد تمر على المعنيين بها مرور الكرام بكل أسف!  
**في وقت ما ، عندما دق سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ناقوس الخطر من مغبة التمادي في هذه الظاهرة ، دعونا في مجلس الشارقة الرياضي الساحة الرياضية إلى وقفة وكلمة سواء من خلال الملتقى الرياضي الذي نظمناه في نهاية الموسم الماضي ،وعلى الرغم من أن توصياته تمت على رؤوس الأشهاد، و نشرتها وتداولتها كل وسائل الاعلام ، إلا أننا حرصنا على وصول توصياته خطيًا لكل المعنيين بها، حتى نتم مهمتنا على أكمل وجه، وفي مرحلة تالية ،بعد أن مرت شهور دون أن يتغير من الواقع شيئا، بدأنا بأنفسنا في الشارقة ،لإنقاذ ما يمكن انقاذه بالنسبة إلى أبنائنا ،وخطونا الخطوة الأولى في طريق الألف ميل الذي لم يشارك فيه أحد!.
والسؤال الآن ، لم يعد في اتجاه كيف يترك الأمر على هذا النحو دون ضوابط أو شروط ، او لماذا لم يتم تقييم التجربة بعد انقضاء ٧ سنوات ؟وانما لماذا لم تحرك الجهات المرجعية ساكنا في سبيل التصدي لتلك الظاهرة ، ولمصلحة من هذه السلبية المفرطة !؟