المقالات
هنا الشارقة
سباق بلا نهاية
هنا الشارقة
إشراقة بحرية
هنا الشارقة
يد من ذهب
هنا الشارقة
في بيتنا بطل
في أسبوع واحد عايشت حدثين كل منهما أحلى من الآخر، الأول كان الاحتفالية الجميلة التي نظمها نادي الحمرية لتوزيع المكرمة السخية التي كافأ بها سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أبطال النادي في موسم 23-2024 ، والثاني كان لحظة تحقيق انجاز لقب آسيا لأول مرة من فريق البطولات الشرقاوي لكرة اليد ، ومن الأول إلى الثاني انطلقت مشاعر الفرح والفخر والزهو من عقالها لتجتاز كل الحدود ،فالمجد الشرقاوي تمدد واستطال من السقف المحلي الى الأفق القاري،وعقد الانجازات الذي يزين عنق الإمارة الباسمة أصبح حديث القاصي والداني في آسيا ،ومن حسن حظنا وفألنا الحسن أن تحظى الشارقة بتقديم هذه الفرحة الوطنية الكبيرة لشعب الإمارات وهو يحتفل بالعيد الـ 53 للإتحاد ، فليس هناك ما هو أجمل من استقبال العيد بانجاز ،والاحتفال بالإنجاز في عيد
وفي هذه اللحظة، لا أريد أن تسوقني مشاعري وحدها ،فاسترسل مع الانجاز الآسيوي الذي يستحق وقفة خاصة ، ومقالًا مستقلًا ،خصوصًا وأن تداعيات الفرح به ستتواصل حتى يتم الاحتفال بالأبطال وتكريمهم من "حكيم الشارقة وحاكمها"، صاحب الفضل في كل ما تشهده الإمارة من منجزات في كل المجالات ، ولذا ساحاول أن استعيد توازني مؤقتا ،لأسجل وارصد معالم وأسباب فرحتى باحتفالية الحمرية في السطور التالية :
- كانت المناسبة عنوانها الرئيسي هو "الإمتنان" لراعي الرياضة والرياضيين بالإمارة ، وقد تجلى ذلك في كل فقرات الحفل ومشاهده من كلمة سعادة حميد الشامسي رئيس مجلس إدارة النادي إلى مراسم التكريم التي شملت أبطال سبع رياضات ، بالإضافة إلى التكريم الخاص بالجائزة العلمية التي حاز عليها النادي في مجال الإستدامة
- سعدت كثيرًا بمحتوى الكلمة التي عبر بها البطل زايد سيف العليلي عن مشاعر زملائه في هذه المناسبة، لأنها برهنت على وصول الرسالة وأداء الأمانة ،ولأنها حملت وعدًا مخلصًا من "عيال سلطان" للوالد الفاضل صاحب مقولة "عيالي وبحفظهم "، كي تستمر الإنجازات وتتواصل من جيل إلى جيل
- وأخيرًا..لأن الإحتفالية كانت "عائلية جدا"،وتجلت فيها حرارة الدفء الأسري، ابتداء من المقام الرفيع للأسرة القاسمية بالوالد العطوف وحرمه الأم الرؤوم حتى أسر كل الأبطال الذين لعب أباؤهم وأمهاتهم الدور الأكبر في صناعة بطولاتهم، لا سيما وأن العنوان الجامع لمشاعرهم جميعًا هو "في بيتنا بطل"
هنا الشارقة
نسخة إستثنائية
هنا الشارقة
رياضة القراءة
هذه المرة لم أخرج من حفل افتتاح معرض الشارقة الدولي للكتاب كما دخلت، أو بالأحرى كما تعودت ،إذ لم اكتفي بزيارة أجنحته وانتقاء مختاراتي من الكتب ،وانما وجدتني مشحونًا بأفكار كثيرة وطاقة كبيرة باتجاه توظيف "القراءة" لتكون من ركائز التأسيس الرياضي، شأنها شأن اللياقة والمهارة والسرعة وخلافه، وجاءني الإلهام بهذه الأفكار سريعًا متدفقًا، وانا استمع إلى كلمة سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وهو يفتتح فعاليات المعرض،الذي احتفظ بعرشه العالمي في بيع وشراء حقوق النشر للعام الرابع على التوالي ، صحيح أن الثقافة حاضرة طول الوقت في كل مجالات الحياة بالشارقة ، بفضل نهج ورؤية سموه، إلا أنني تطلعت لأن تصبح القراءة عند الأجيال الجديدة من الرياضيين، غاية وجزءاً لا يتجزأ من مقومات احترافهم، فلا تكون عادة عابرة أو هواية مؤقتة، والأهم في هذا الإلهام "القاسمي" أن تكون القراءة من خلال "الكتاب" بالذات وليس أي وسيلة بديلة أخرى
أدرك وأقدر جيدا قيمة وأهمية القراءة، وأعرف إلى أي مدى أسهمت في تجربتي وتكويني، لكني أدرك أيضا ولحد اليقين، أن أعدادا كبيرة من الرياضيين لم تعد تقدر قيمة القراءة ،وأنها لا تمارس هذه المهارة - ولا أقول العادة - إلا عند الضرورة أو الدراسة،والفارق كبير جدًا بين المطالعة المدرسية والقراءة المعرفية، فالأولى واجب يراه البعض ثقيلاً ،والثانية هوى وشغف ومتعة لا نهاية لها، فهل هذا هو الحال عند الأجيال الجديدة ؟ ..بصيغة أخرى، هل مازالت لغتنا العربية ، لغة القرآن الكريم، حاضرة في حياة أبنائنا كما نحب وكما نتمنى ؟..إذا كانت الإجابة كما أعتقد، فنحن بحاجة ماسة لإنقاذ عربية عروبتنا ،وما من سبيل سوى القراءة.. ثم القراءة.
من بين ما قاله قدوتنا الحاكم الحكيم وظل عالقا بذاكرتي :"أن الأمة ستظل بخير مادامت الثقافة بخير، وان الحفاظ على اللغة العربية هو حفظ لأبنائنا وتاريخنا،وان الكتاب هو سر نجاح الأمم وسر نهضتها "، ومما أثار إعجابي ،وجعلني أزهو بشارقتي وصف الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي (شخصية العام الثقافية) للشارقة بأنها نخلة باسقة في صحراء عروبتنا .
نعم القراءة حاضرة في الفعاليات الثقافية للمجلس، لكن كيف تصبح هي نفسها رياضة ؟ أو عنصرا من عناصرها هذا هو الهاجس الذي يطاردني حاليا ،وان شاء الله، في وقت قريب سأجد الإجابة.
هنا الشارقة
طريق خورفكان
بجمال الطبيعة وسحر المكان "خورفكان" آية من آيات الرحمن في إمارة الشارقة، فعلى ساحلها تهيم الجبال في عشق البحر ،، وفي سمائها يستريح السحاب من بعد المطر،كما تشعُ النجوم ويطل القمر فيحلو السهر.. هكذا هي من قديم الزمان، ولما تعهدها سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، تجلى في واديها ابداع البشر في قهر الحجر، فزادها حسنا وجمالا وأصبحت بما نراه عليها الآن من حداثة وتطور وعمران ،بمشروعات ومنشآت وحدائق ومتنزهات وسدود وطرق وأنفاق وجسور وصروح من كل شكل ولون ، مما يسعد الناظرين سواء كانوا مواطنين أو مقيمين أو سائحين
وانتزعت خورفكان مكانها المميز على خارطة أنشطة المجلس الرياضي بفضل كل ما تتمتع به من صفات ،فهي حاضرة دائما بفعاليات رياضية ومجتمعية على مدار شهور العام ، أن لم يكن بسباق للجري فبطواف للدراجات أو بمهرجان لإحياء مناسبة من المناسبات ، وكثيرا ما نحار في المفاضلة بين مكان ومكان، أيكون في أحضان الطبيعة متاخما للجبال في شيص أو المقصار، أم يكون بجوار أحد مشروعاتها العملاقة كنفق السدرة وسد الرفيصة ، أم يكون في صحبة ارثها التاريخي الذي يباهي به حصنها وبرجاها الرابي والعدواني !؟ وفي الحقيقة ما دعاني للحديث عنها سوى تداعي المعاني إذ وجدتها في شهر أكتوبر الماضي تحتضن ثلاث بطولات على التوالي يتنافس فيها العداؤون والدراجون مع الساعة وضدها في صعود الجبال وهبوطها ، في السفح يجتازون التلال وفي الأعالي يجاورون السحب
ومن أكثر الأشياء المحفورة في ذاكرتي بخصوص خورفكان ، قصة ذاك التحدي الذي خاضه سيدي "الحاكم الحكيم "مع جبالها الشماء إذ كانت تعترض سبيل السيارة على الأرض كما تعوق مسار الطائرة العمودية في السماء !،ورغم كل الحسابات والتخمينات المحبطة كان التحدي عبر ماراثون طويل الأمد والمدى، حسابه بشهور وسنين لا بدقائق وساعات.. لكن.. بالعزيمة والإرادة، وبالدأب والجلد ،وبالتحمل والصبر، تفتت الصخر واخترقت الأنفاق صلب الحجر
هكذا قهر الطريق الجديد عقبتي الزمان والمكان باختصار الوقت والمسافة، ما بين الشارقة وخورفكان من ساعة ونيف إلى دقائق وثوان ،وهو ليس مجرد طريق يقدر طوله بعشرات من الكيلومترات وكلفته بلغت ستة مليارات، انما هو رمز باق لواحد من أصعب وأقوى التحديات، وقصته الملهمة ستبقى لنا دائمًا مثلاً وعبرة ، للعزم الذي لا يلين والحلم الذي لا يعرف المستحيل
هنا الشارقة
خلوة حلوة
هنا الشارقة
ملحمة كلباء
حكم وعدل، وقال وفعل، ووعد فأوفى سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ،فمن بعد افتتاح طريق خورفكان الجديد أعلن سموه أن الوجهة القادمة ستكون شطر مدينة كلباء لتشملها يد البناء بكل ما يحقق الرفاه والرخاء لأهلها وزوارها ، وقد كان ، فمن يشاهد درة الساحل الشرقي الآن ، سيشهد بأنها آصبحت، بحق، آية في الجمال والعمران ،إذ شملتها أنامل فنان وأعادت رسم معالمها بألوان الحضارة والمدنية من دون أن تمس تراثها الذي تمتد جذوره في أعماق التاريخ ، فكانت لبنات البناء والتشييد إلى جانب لمسات الترميم والتجديد، فجاورت الحدائق المعلقة برج الساعة، وعانقت بحيرة الحفية السوق القديم،وأطل بيت الشيخ سعيد بن حمد القاسمي بعراقته الآسرة على محمية القرم بطبيعتها الساحر
ويستحق ما شهدته المدينة عنوان "ملحمة كلباء"، إذ أن ما حققته ابداعات "سلطان" في أرجاء هذا المكان الرابض مابين البحر والوادي والجبل، لا تتكفل بتحقيقه إلا واحدة من ملاحم البشر التي يذكرها التاريخ ويرويها الرواة ،وبصراحة.. استحيت أن أذكر ما يخص التحديثات الرياضية بكلباء قبل أن استعرض ما سبق، لأن ما شهدته بنيتها التحتية جزءٌ من كل وغيضٌ من فيض ما شهدته المدينة الجميلة، التي أصبحت قبلتنا في كثير من أنشطة وفعاليات المجلس الرياضي، فمنذ أيام ودعنا بطولتي القوى والبادل في الحفية وبعد أيام ستنطلق الدورة الشاطئية، وتقريبا لا يمر شهر من شهور العام إلا وللرياضة حظ في كلباء
ومن حق الرياضيين أن يزهو بكل ما شهدته المدينة من مستحدثات ،في الناديين النموذجيين اللذين يحملان أسمها ،والاستاد الحديث للكرة وصالة الألعاب التي تحوي وتأوي الفردي والجماعي ،وحدائقها ومتنزهاتها بما فيها من مضامير للمتريضين جرياً ومشياً أو بدراجاتهم، وغيرها وسواها مما شملته مكارم صاحب السمو الحاكم الحكيم.. واشرفت عليه ونفذته هيئة تنفيذ المبادرات "مبادرة"ودائرة الأشغال،وتابعته وباشرته الإدارة الهندسية بالمجلس بالتنسيق مع الدوائر الخدمية الأخرى ،والشكر مستحق لهم جميعً
ولا يفوتني في خاتمة هذا المقال أن أشيد بجهود كل من سعادة الشيخ سعيد بن صقر القاسمي وسعادة الشيخ هيثم بن صقر القاسمي ، فهما يدعمان ويحضران ويتابعان ويعززان كل ما تشهده المدينة من مشروعات وفعاليات ،ولا تكتمل المنظومة الكلباوية إلا بذكر جمهورها الرياضي المضياف الذي كتب لبطولاتنا كل ما كسبته من أوصاف ،ومعهم وبهم جميعًا ستستمر فصول "ملحمة كلباء