المقالات

هنا الشارقة

 

رسالة وطنية

لا يكفي ،بل لا يجب ، بالنسبة لقائد فريق العمل أن يعي وحده الرؤية التي تحكم ذاك العمل ، فمن آن لآخر عليه أن يشرك أعضاء الفريق في تفاصيل هذه الرؤية وجدواها والهدف منها ،حتى يعمل كل فرد في هذا الفريق بقناعة تامة بالدور الذي يقوم به، وبتكرار التجارب والمهام ، تتحول ثقافة العمل إلى عقيدة تحكم السلوك طول الوقت ،..وقد يبدو الكلام تنظيراً، أو تعليباً لفكرة مستحدثة ، لكننا هنا في الشارقة ،سعينا لتحويل هذه النظرية إلى حقيقة وواقع ،ونحمد الله على ماتحقق في هذا السبيل حتى الآن

من أحدث الشواهد والأمثلة التي أسعدتني بتحقق هذا المعنى، مبادرة كل أندية الإمارة للمشاركة في فعاليات اليوم الرياضي الوطني باكسبو،فمن دون توجيه صريح أو إملاء مباشر كانت المشاركة التي كفلت لأندية الشارقة حضوراً استثنائياً مميزاً في هذه المناسبة التي تعبر عن لحمة الوطن والدور الذي يجب أن تلعبه الرياضة في تحقيق هدف نبيل كهذا ، فالتوجيهات والرؤى السامية لسيدي صاحب السمو حاكم الشارقة فيما يخص كل ماهو وطني وأخلاقي وانساني ،صارت ضمن الثقافة والسلوك العام ،وهذا مما يبعث السرور والسعادة بالنسبة لمردود استراتيجية المجلس الرياضي ،والمعاني التي يعمل على تكريسها لدى الأندية منذ تأسيسه

 ومؤخراً ،كان في الطواف الدولي للدراجات ، معنى آخر مهم في هذا الإتجاه،ربما جاء وقت الإفصاح عنه ، لاسيما وأن حفل تكريم شركاء النجاح الذي جرى في نهاية الأسبوع الماضي كان آخر مشاهد نسخته السابعة فقد تساءل أحد الإعلاميين في مؤتمر اطلاق الحدث عن غياب فريق يمثل الشارقة في الطواف ؟خصوصاً وأن الدورات السابقة شهدت صورا لذلك

 والسر الذي آن الأوان لكشفه ، أننا فاضلنا بين "مسمى صوري" لفريق من محترفين أجانب ،وبين مشاركة وطنية من شقين: الشق الأول للمنتخب الوطني في الطوف الدولي ،والشق الثاني لفرق شباب الأندية في الطواف المحلي الذي أطلقناه بالتزامن مع الدولي، فكانت الغلبة للمصلحة الوطنية بمعناها الحقيقي والأصيل ،بعيداً عن المسمى والشكل الذي قد يحمله فريق باسم الشارقة وهو فارغ عملياً من معناه ومضمونه

* الثقافة الشرقاوية،قد تكون مختلفة ، لكنها واقعية وموضوعية لأقصى درجة ،فالحدث الدولي يجب استثماره لأقصى درجة بالنسبة لأبنائنا وكوادرنا،لاسيما وأننا بلغنا سقفه من حيث الدعاية والترويج الدولي .. فهل وصلت الرسالة ؟ 

عيسى هلال الحزامي

 

    

 

 

 

 

 

 

هنا الشارقة

توأمان 

 لاخلاف على أن القنوات مفتوحة بين كل قطاعات العمل ومجالات النشاط في أي مجتمع ،ولكن هناك فرق كبير ما بين أن تكون هذه القنوات مفتوحة عشوائياً بحكم طبيعة العمل والنشاط ،وبين أن تكون التداخلات بينها مقننة

بنسب معلومة، ومستهدفة منذ اللحظة الأولى، بحيث تنسجم وتتكامل مع بعضها فتصنع في النهاية مجتمعاً أقرب إلى المثالية

هذه الصورة ارتسمت في مخيلتي لحظة استلام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لشهادة اعتماد الشارقة مدينة صحية للمرة الثانية من منظمة الصحة العالمية، فشهادة كهذه لا تكافئ القطاع الصحي وحده، مع التسليم بأن القطاع شهد نقلات نوعية كبيرة في خدماته ومنشآته ،فالحقيقة الأكيدة أن التفوق بمعناه المطلق، محصلة ثقافة عامة تحكم المشهد برمته، ثقافة جمعت مردود كل قطاع بجانب الآخر، فكان بين أيدينا في النهاية هذه اللوحة الجميلة للمجتمع الشرقاوي، وأكبر دليل على ذلك هو كم وكيف الجوائز والألقاب والشهادات التي نالتها الإمارة في مختلف القطاعات والمجالات ،فلو لم يكن هناك تنسيق وتعاون وتكامل،ما تحققت تلك المنجزات، ولو لم تكن رؤية وتوجيهات الحاكم الحكيم حاضرة منذ البداية ،ما كانت للموضوع حيثية بالمرة 

استحقت الشارقة الشهادة العالمية بعد أن استوفت شروط ومعايير المدن الصحية بنسبة 100% ،وفي هذا على نحو ما ذكرت تقديراً ضمنياً لأداء وناتج كل القطاعات الأخرى،ولكن ألا ترون أن القطاع الرياضي بالذات له حصة استثنائية كبيرة جداً في مقام الحديث عن الصحة ؟

القناعة الراسخة لدي أن الصحة والرياضة وجهان لعملة واحدة، وهذه القناعة تعبر عنها الفعاليات التي يحرص المجلس الرياضي على تنفيذها سنوياً ،والتي يراعي فيها التنوع والشمولية بحيث تصبح الرياضة ثقافة مجتمعية ،يمارسها كل أعضاء الأسرة ، في كل أنحاء الإمارة، "والحمد الله" ،شهد العام الماضي طفرة كبيرة على هذا الصعيد بتنظيم 1648 فعالية ،بمشاركة 30 ألف مشارك تقريباً من مختلف الأعمار والجنسيات ،وقد كان هذا النهج أحد أهم الأسباب التي أهلت الإمارة للفوز بجائزة الاتحاد العربي للثقافة الرياضية لعام 2021 .حيث أشارت الجائزة إلى القيم المجتمعية التي يتبناها المجلس في تنظيمه للفعاليات

أخيرا وليس آخراً..  الحقيقة الأكيدة أن رقي وتقدم الدول أصبح يقاس بثقافة وعادات شعوبها الصحية والرياضية معاً ، مايعني أن الرياضة والصحة توأمان ،فلا صحة بدون رياضة، ولا رياضة بدون صحة .  

عيسى هلال الحزامي

هنا الشارقة

جلسة استشارية

لا تكتمل منظومة عمل أية مؤسسة مالم يتم في مرحلة ما تقييم عملها ومراجعته ،فالتغذية الراجعة أو ما يعرف بالـ "Feed Back " أهم وسيلة لمواصلة المسيرة وأنت على بصيرة كاملة بالإيجابيات التي عليك أن تحافظ عليها ،وأيضا ، بالسلبيات التي عليك أن تتخلص منها، وهذه الثقافة من المفردات التي أرسى دعائمها سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمدالقاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في الإمارة الباسمة ،فلا عمل بدون مراجعة ولا أداء بدون متابعة ورقابة ، حتى تحقق كل مؤسسة هدفها الذي وجدت من أجله وتحقق رسالتها في خدمة أبناء الإمارة على الوجه الأكمل . 

، وفي اطار تلك الثقافة ، كان لمجلس الشارقة الرياضي وقفة من هذا النوع يوم الخميس الماضي ، حيث كانت استراتيجية عمله قيد المناقشة تحت قبة المجلس الإستشاري للإمارة برئاسة سعادة علي ميحد السويدي والسادة أعضاء المجلس ،وبعد خمس ساعات تقريباً من البحث الرصين والنقاش الموضوعي، خرجنا بمحصلة غنية من الآراء والأفكار والمقترحات التي من شأنها أن تثري العمل ،وتقومه ،وتحقق للمسيرة الرياضية مزيداً من النجاح والكفاءة والفاعلية ،وقريباً جدا سوف تتحول معظم هذه الأطروحات من خانة الفكرة إلى حيز التنفيذ ، لا سيما وأن أغلبها كان مشفوعاً بتوصية من المجلس لتحظى بلجنة عليا وغطاء حكومي .             

، كان الحصاد وفيراً في خانة المشروعات المستقبلية التي تمت إجازتها ، لكن يكفي في هذه العجالة أن أزف للجميع نبأ انشاء مدينة أولمبية متكاملة في الشارقة ،فهذه وحدها ستتكفل بنقلة نوعية عظيمة في البنية التحتية للمنشآت الرياضية ،مايؤهل الإمارات لإستضافة الدورات العالمية والأولمبية مستقبلا ًبكل ثقة .

وسوى المدينة الأولمبية هناك الكثير، لكن دعونا نكشف النقاب عنها تباعا في الوقت المناسب.

، ونعم ، شعرت بسعادة كبيرة عندما تمت الإشادة باستراتيجية عمل المجلس وأداء فريق العمل الإداري ،لأن هذا معناه أن اجتهادنا في محله ويجد التقدير ، لكن ،حقاً وصدقأً ،كانت سعادتي أكبر وأكثر بذاك الدعم السخي وتلك الحماسة الجياشة التي اتسم بها النقاش طول الوقت ،حيث تجلت النوايا الطيبة المخلصة ،والجهود الصادقة الأمينة ،التي تستشرف مستقبلاً أفضل للرياضة والرياضيين في الشارقة من خلال البنية التحتية والخدمات ،وحضوراً دولياً مشرفاً يتكفل برفع العلم وارتقاء منصات التتويج في البطولات ،فهكذا تتكامل الأدوار بين المؤسسات، وهكذا ،وهكذا فقط ،تتحقق الأحلام والطموحات .      

عيسى هلال الحزامي

 

    

 

هنا الشارقة

مونديال أأمن دولة 

نجحت العاصمة الجميلة أبوظبي في استضافة النسخة 18 لمونديال الأندية بامتياز ،وأضافت لسمعة الإمارات العالمية في التميز التنظيمي مزيداً من الألق والبريق ،لاسيما وأنها كانت ملاذ "الفيفا " عندما اعتذرت يوكوهاما اليابانية فجأة عن عدم تنظيم البطولة عشية ظهور "أوميكرون" المتحور الجديد لفيروس "كورونا"، فما أشفقت منه اليابان قاهرة الزلازل والمنتصرة على الكارثة النووية وعواقبها في هيروشيما وناجا زاكي، أستقبلته الإمارات بصمود ومرونة ومناعة موازية للشجاعة والجرأة والمروءة ، التي اتسم بها قرار الاستضافة ،وما كان للتنظيم أن يتم بهذه الكفاءة،وذاك الجمال - والأهم - بتلك الثقة الدولية، لولا المكانة التي انتزعتها واستحقتها الإمارات بين دول العالم، ومؤخراً جاء احتلالها للمرتبة الأولى بين الشعوب ،وللمرتبة الثانية بين الدول في مؤشر "غالوب" للأمن والنظام على مستوى العالم في 2021 ليجسد هذه الحقيقة بنسبة بلغت 95 بالمائة ،حيث لم تنافسها على هذه المكانة سوى النرويج،..فاللهم أتم نعمتك علينا بالأمن والأمان حتى ترث الأرض وما عليها . 

لقد قدمنا للعالم درساً في كفاءة التنظيم وجودته ،لكن دعونا نعترف بأننا بحاجة لدروس عدة في كفاءة اللعب والتمثيل الدولي لكرة الإمارات ،وحديثي هنا لا يقتصر على الجزيرة الذي تراجع كثيراً ، شكلاً وموضوعاً عما كان عليه في آخر ظهور له على مسرح البطولة العالمية في 2017 ،وقتما تجاوز بطلي نيوزيلندا واليابان وخرج من الدور نصف النهائي بخسارة مشرفة أمام ريال مدريد ، وانما يتمدد ليشمل فرقنا جميعا ليصل في النهاية إلى منتخبنا ،فالحال هو نفسه رغم اختلاف المناسبات والمسميات ،فالشجرة تشعبت فروعها لكن جذورها وأصولها واحدة ،وبناء عليه ،يجب أن ننظر للجزيرة كحالة ضمن ظاهرة عامة، لا كحالة عارضة وخاصة ،لأن كرتنا تعاني ،وتظهر علتها كالشمس عند التمثيل الدولي ،ولكل من قد يخالفني الرأي ،أقول: يجب أن تكون المرجعية في هذه المسألة بالقاعدة لا بالاستثناء ،وبالاستمرارية والاستدامة لا بل بالعشوائية والمصادفة ! .

كرتنا "تنافسياً" تستحق مكانة أعلى وأكبر ..مكانة تناظر ما يتحقق "تنظيمياً" وأكثر ،وهذا لن يتحقق إلا إذا استوعبنا كل الدروس المريرة التي مررنا بها ،من مشاركات أنديتنا الضعيفة في دوري آسيا ، إلى مشاركات المنتخب المتداعية في تصفيات المونديال ،وحتى لا أترككم في حيرة البحث عن العلة والسبب ، أسجل أني أراها في "اللاعب" لا في "اللعبة"، .. واللبيب بالإشارة يفهم !

عيسى هلال الحزامي

هنا الشارقة

أسرة واحدة 
إمارتي الفاضلة "الشارقة "،المباهية ببسمتها وبكل ما يميزها في العقد الفريد لدولة الإمارات، لها خصوصيتها دائما في كل ما يرتبط بها، وهذه الخصوصية لم تأت من فراغ فهي بكل تفاصيلها الصغيرة قبل الكبيرة، تجسد رؤية وتوجيهات حاكمها سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، كما أن الطابع الأسري الجميل الذي يجمع بين كل أبناء الإمارة ،يستمد كل دعائمه من روح العائلة القاسمية الكبيرة، حيث الوالد العطوف والحاكم الحكيم ،وحرمه الأم الحنون سمو الشيخة جواهر صاحبة القلب الكبير، ولذا لاعجب ولا غرابة، إذا طبعت الشارقة شخصيتها الأسرية المميزة على كل حدث دولي يعرف طريقه إليها، سواء كان الحدث رياضياً أو غير رياضي ،ومؤخرأ كانتً، أحدث طبعة للثقافة الشرقاوية،على النسخة السابعة من الطواف الدولي للدراجات الهوائية.  
**عبر خمس مراحل وخمسة أيام، التحمت فيها ساعات الليل بالنهار في عمل اللجنة المنظمة للطواف ، طاف المتسابقون الذين تجاوزوا المائة والأربعون دراجاً ،القادمون من مختلف دول العالم، بأجمل وأبهى معالم الشارقة التراثية والحديثة ، فقطعوا دروباً طويلة بين السهول والوديان ،وارتقوا مسارات صعبة نحو قمم التلال والجبال، وعانوا كثيرا حتى طالوا أفق السماء وعانقوا هامات السحاب، ..وكان الطواف ، "بحمد الله وتوفيقه"، جديراً بكل التهاني والتبريكات التي تلقيناها من المشاركين والضيوف والمراقبين ،..ومن قبل ومن بعد ،كانت "الثقافة الشرقاوية" حاضرة بكل سماتها التي ذكرتها ،لتحرر وثيقة النجاح الكبير.  
** شكلاً وموضوعاً وروحاً ،كانت تلك الثقافة حاضرة في عمل اللجنة المنظمة للطواف، وتجلى معنى الأسرة الواحدة أولاً : في شعار "50 عاماً في حب سلطان" الذي حمله الطواف عرفاناً وامتناناً لراعيه "الوالد" صاحب السمو حاكم الشارقة في مناسبة ذكرى توليه مقاليد الحكم ،..وثانياً: في إطلاق تسمية "القلب الكبير" على المرحلة الأخيرة للطواف تقديراً وعرفاناً بالدور الكبير الذي تقوم به قرينته سمو الشيخة جواهر رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة،على الصعيد الإنساني من خلال "مؤسسة القلب الكبير "، وثالثا :في الرسالة الوطنية نحو أبنائنا بتنظيم طواف للشباب بالتزامن مع الدولي حتى تعم الفائدة.
أما رابعاً وخامساً حتى أخيراً، فما كان لهذا الطواف ان يحقق هذا النجاح، لولا تضافر الجهود وتفاني كل الجهات المعنية بالرعاية والتنظيم والضيافة، فالشكر موصول لهم جميعاً، لأنهم كانوا حقاً وصدقاً ،فريقاً واحداً ،وبرهنوا ،وهو الأهم، أننا جميعا في الشارقة "أسرة واحدة" .

عيسى هلال الحزامي

هنا الشارقة

 

والد ومعلم وقائد

   ن 50 عاما من   السعادة والهناء والرفاه والرخاء في ولاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكماً للشارقة، وإلى ما شاء الله سيتواصل العطاء والبناء في إمارة الإبتسام_  والانتشاء، بفضل رؤية-  سموه البعيدة التي تشمل كل مجالات الحياة، وحكمة سموه السديدة التي تجعل لكل هدف مغزاه،وبكل الضراعة والحب والإخلاص، أدعو لسموه في هذه المناسبة الغالية بطول العمر ودوام الصحة وموفور العافية، لينعم وننعم معه، ويسعد ونسعد به "آمين".

حارت الشفاه فيما تقول، وتبارت الأقلام عما تكتب، وهي تبحث عن أطيب الكلمات وأجزل المعاني لتنسج بها ديباجة العرفان والامتنان للحاكم الحكيم، فمهما كُتب ومهما قيل سيكون النذر القليل في مقام سموه، وشعار "50 عاماً في حب سلطان" الذي تم اطلاقه للنسخة السابعة من طواف الشارقة ، ما هو إلا رسالة مختصرة عبر بها المجلس الرياضي عما في قلوب أبناء الشارقة من محبة لـ"سلطان القلوب" في هذه المناسبة الغالية ،لا سيما وأن الطواف يحظى برعاية سموه منذ  انطلاقه في 2012 .

 جمعتني بسيدى صاحب السمو حاكم الشارقة مواقف ومناسبات كثيرة ،وكلها تستحق الوقوف عندها لاستخلاص الدروس والعبر، لكني سأكتفي اليوم بأولها ،لأن حيثياته منطبعة في ذاكرتي ولا تغادر مخيلتي ، فعندما كلفني سموه بأمانة المجلس الرياضي في 2018 ، شاءت الظروف أن التقي سموه بعدها بأيام قليلة في مناسبة اجتماعية، وبعد أن صافحته وقبلت رأسه، أخذ بيدي وقال لي " شكراً على قبول المهمة الصعبة، لقد أيد ترشيحك كل من ولي العهد ونائب الحاكم ،لكن من اليوم سأكون من يدعمك "..وتلقيت وقتها توجيهات سامية ونصائح غالية، صاغت استراتيجية عملي في المجلس الرياضي منذ اللحظة الأولى،إذ قال سموه :

"أريد أن أرى علم الإمارات في المحافل الدولية بإنجازات لا بموجب المشاركة فحسب.. أريد أن تكون للرياضة رسالة ثقافية وأخلاقية ،تنقيها من الشوائب التي تسللت إليها ..أريد الأندية بيئة مثالية  لتنشئة اللاعبين واستثمار طاقاتهم وإطلاق مواهبهم ."

  • لقد حصلت على أكبر قوة دفع حينها ، وتولدت بداخلي كل طاقات الإبداع والحماس للنجاح ، ويكفي أن سموه دعمني من قبل أن أباشر عملي ، كما أن توجيهاته حددت أهداف المجلس ومنهاج عمله .. والموقف كما ترون ،تجلت فيه صفات الوالد والمعلم والقائد ، فاللهم أعني لأكون له الأبن البار والتلميذ المجتهد، والجندي الوفي ما حييت .

عيسى هلال الحزامي

 

هنا الشارقة

كلنا خلفك يالأبيض

**أيام قليلة ويدشن المنتخب الوطني لكرة القدم مباريات الدور الثاني من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم ،حيث يلاقي الخميس المقبل على استاد آل مكتوم المنتخب السوري ومن بعده يحل ضيفاً على المنتخب الإيراني في طهران مطلع فبراير المقبل ، وفي ظل الموقف المتأزم لمنتخبنا بالمركز الثالث في مجموعته برصيد 6 نقاط ، بفارق 7 نقاط عن المتصدر الإيراني و6 نقاط عن  الوصيف الكوري ،لا نملك "بكل أسف" سوى الدعاء بأن يتمكن المنتخب من المحافظة على مركزه الحالي  للنهاية ،على أمل أن يكون بين أفضل ثوالث المجموعات فيظفر ببطاقة التأهل للمونديال القطري ، أما التطلع لما هو أكثر من ذلك ، فقد يكون المستحيل بعينه !.

وعلى الرغم من انخفاض سقف الطموح ، إلا أن المهمة لاتخلو من صعوبة ،والموقف بالغ الحرج، لاسيما، بعد أن تأكد غياب كل من هداف المنتخب علي مبخوت وزميله فابيو ليما بسبب الإصابة 

ولن نختلف على ان "المنتخب " هو شغلنا الشاغل جميعاً ، فهو مرآة كرة الإمارات وواجهتها الأولى ،وهو الذي يستقطب الشعور الوطني ،ويستأثر بكل معاني الحب والولاء بمجرد ذكر اسمه ،ولكن ربما نختلف فيما بيننا كثيراً لا قليلا ، إذا تساءلنا عما كان يجب أن يحظى به المنتخب حتى لا يتورط إلى هذا الحد ؟ فالموقف الحالي ليس بجديد ،وصادفناه مراراً ،ولا معنى لذلك سوى أننا لا نتعلم من أخطائنا 

ثقافة مغلوطة  وسيئة ، أن نعتبر المنتخب الوطني هّم اتحاد الكرة وحده ، فنخلي مسؤوليتنا ومسؤولية كل الأطراف الأخرى، الفاعلة والمؤثرة في مردود المنتخب ولاعبيه ،ومن هذا المنطلق قلبي مع إدارة الإتحاد برئاسة سموالشيخ راشد بن حميد النعيمي ، فنعم إدارة اتحادالكرة مسؤولة بشكل مباشر بحكم الوظيفة والدور،ولكن طالما فرح المنتخب فرحنا وحزنه حزننا ، فالمسؤولية تشملنا جميعا ، ويجب أن تتضافر كل الجهود ، دائما وأبدا ، لدعم فرصه وحظوظه 

 قد يبدو كلامي غريباً ، أو في غير وقته ،لكني أريد أن أطرق الحديد وهو ساخن ، ففي ظل انقسام داخلي ..ومصالح خاصة ..ومسابقات متواضعة ، سنظل نعدو خلف أحلامنا بلا أمل كبير في تحقيقها

 ! "كلنا خلف الابيض"..شعار  يقتضي ان يصبح المنتخب  معزوفة واحدة الكل يشارك في لحنها ،لا أهزوجة يغني فيها كل على ليلاه 

عيسى هلال الحزامي

هنا الشارقة

أمل جديد 

 

سعدت كثيراً باعتماد مجلس الوزراء برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة للقانون الجديد لرياضة الإمارات ،فالرسالة المباشرة من هذه الخطوة أن القيادة الرشيدة تولي قطاع الرياضة

مايستحقه من تقدير واهتمام ،وأنها تدرك جيدا أهمية تعديل الأنظمة واللوائح حتى تواكب تحديات المرحلة وتلبي طموحات المستقبل، لاسيما وأن  متغيرات كثيرة حدثت في العقدين الماضيين ،أبرزها تحول المنظومة من الهواية إلى الإحتراف ،مما يستدعي التعديل والتنقيح ،مع الإضافة والإحلال لكثير من  لوائح القانون السابق الذي واكب تأسيس الدولة 

 قانون جديد للرياضة .. يعني بالنسبة لي "أمل جديد" ،ووعد أكيد بغد أفضل للحركة الرياضية ،ولكن دعونا مع موجة الأمل الجديد ،ندرك أن الله لن يغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ،وبصراحة ،ما نعانيه بأنفسنا وفي أنفسنا كثير ..كثير، ويقتضي وقفة صادقة ومواجهة كاشفة مع الذات ،لتغيير كل ما يقتضي التغيير من عاداتنا وسلوكاتنا، فالقانون الجديد لن يتكفل بتغيير شيئ مالم نبادر بتغير ماتعودنا عليه في السنوات الماضية ،والذي أدركنا بما فيه الكفاية أن محصلته لا تسمن ولا تغني من جوع ، بالله عليكم كيف نطمح لإرتقاء منصات التتويج بتلك الإعتمادات المالية الهزيلة التي تمنح للمنتخبات ،والتي علمت من دراسة أجرتها "الهيئة" مؤخراً أنها تعادل 7.5 % من ميزانية كل إتحاد!.. وكيف نخطط ونبرمج لتحقيق طفرة بكوادر لا تتمتع بالتأهيل الكافي ولا تتحلى بأي خبرة فنية في الألعاب التي تشرف عليها !؟

 في مرحلة الهواية "المظلومة" كانت الدنيا بخيرها ،وكانت عجلة التطوير تسير ببطء ،وهذا ربما ساعدنا في اقتناص بعض ثمارها، أما في مرحلة الإحتراف التي "ظلمتنا" بفاتورتها ومتغيراتها ، فعجلة التطوير تتضاعف سرعتها بصورة تصعب مجاراتها ،ولا أغالي إذا قلت ان الفاصل الزمني الذي كان يفصل بين جيل وآخر تقلص عملياً من عشر سنوات إلى ثلاث على الأكثر، وكلنا ندرك في قرارة أنفسنا ،أن الثورة المعلوماتية جعلت أبناءنا يعلمون تقنيات لا نعلمها ،وكثيرون منا لايملكون مجاراتهم فيها!  

 نحن بحاجة إلى تضييق الفجوة الفاصلة بين الأجيال ،وتعويض مافاتنا في السنوات التي استسلمنا فيها لظروفنا ، وهذا لن يتأتى إلا بتحديث الوجوه وتولية ذوي الكفاءة والخبرة الميدانية ،وأعترف بأن المهمة ليست سهلة لأنهم بحاجة إلى تنقيب واكتشاف وتشجيع ودعم ، أما بالعناصر والمعطيات الحالية ،فـ "عفوا" القانون الجديد لا يكفي 

عيسى هلال الحزامي                   

هنا الشارقة

! مجرد مشاهد 
 
** لن نختلف على أن البرامج التليفزيونية التي تتناول بطولات كرة القدم بالنقد والتحليل قد أصبحت خبزاً يومياً على مائدة اللعبة الشعبية ، فهي - أردنا أم أبينا - صارت من معطيات الواقع الكروي ، شأنها شأن المباراة نفسها ، وهذا بالطبع شيئ إيجابي يحسب لقنواتنا الرياضية ، لاسيما وانها بتنافسها مع بعضها البعض صارت تكمل عناصر الوجبة الكروية عند المشاهد ،الذي أصبح رغماً عنه مضطراً للتنقل بين برامجها ليرى فيما اتفقت وفيما اختلفت ، وبماذا تميز كل منها في طرحه .
 
لكن دعونا في الوقت نفسه نعترف بأنها ،للأسف، ليست بالقوةوالموضوعية والمصداقية التي نتمناها ، وأنها تحتاج لوقفة أمينة حتى تتخلص من سلبيات كثيرة تسللت إليها ،بوعي أو بدون (لا فرق) من أصحابها والقائمين عليها !  
** لنا أن نتساءل بوضوح وشفافية عن رسالتها الإعلامية ودورهاالتربوي في توعية المتلقي .. هل تحقق قيمة مضافة بالنسبة لرياضة الإمارات بوجه عام ، ولمنتج كرة القدم بوجه خاص؟ ..هل تتحلى بالحياد والنزاهة في تصديها للموضوعات والقضايا والمشكلات التي نواجهها ؟ ..هل تحركها بوصلة واحدة باتجاه المصلحة الوطنية أم لديها بوصلات متعددة بأقطاب متباينةتخص أندية بعينها !؟
 
**اعذروني لصراحتي ،فأنا في هذه الزاوية لن أقول إلا ما يمليه عليّ ضميري ، كمواطن غيور على بلده ورياضتها ، بغض النظر عن أي اعتبار آخر يخص موقعي أو مسؤوليتي في مجلس الشارقة الرياضي ، وفيما يخص تحفظاتي بخصوص البرامج الرياضية، اعتبروني مجرد مشاهد ، ..مشاهد يغار مما يراه في برامج أجنبية ولا يجده في برامجنا ، مشاهد يتمنى أن يرى في قنواتنا المحلية كل ما يريده ويتمناه ويباهي به ،والأهم من هذا كله ،أن يرى ما يجب وما يليق بالواجهة التليفزيونية للإعلام الرياضي في الإمارات .
 
**  اعترف بأن التحفظات التي تؤرقني لا تجعل مني مشاهداً عادياً ،لكني واثق أنها حاضرة وتشغل بال كثيرين من الرياضيين وغير الرياضيين ،ممن يطمحون لما هو أفضل وأرقى شكلاًوموضوعاً لبرامجنا ،وباسم كل هؤلاء أقول :لا نريد إثارة مفتعلة .. لا نريد مهاترات ومشاحنات .. لانريد مزايدات .. لانريد سخرية من أحد .. لا نريد املاءات ..لا نريد انتماءات ..لا نريد شخصنة ..ولا نريد صراخاً ولا ضرابة.
 
** فقط نريد الموضوعية بكل ما تقتضيه من واقعية وجرأة وشفافية..هل هذا صعب ؟
عيسى هلال الحزامي