هنا الشارقة
نهج شرقاوي
من جيل إلى جيل تنتقل دفة القيادة والإدارة من رعيل لآخر في مجالس إدارات الأندية ، ومع كل تغيير تتجدد الطموحات والأماني ،وربما تتبدل معها الرؤى والقناعات، لكن إذا كانت هناك مرتكزات "راسخة ثابتة" وأهداف "محددة واضحة" تحكم الأداء، فلن يكون التغيير إلا في أسلوب الإدارة فقط ، ما يعني أن القاطرة ستظل تسير في طريقها المنشود، لأعلى وإلى الأمام ..بقوة دفع مستمدة من التاريخ والإرث، بعطاء متدفق من الدماء الحارة والوجوه الجديدة، وبطموح مطرد لا يعترف بسقف محدد أو نهاية معلومة .
**جال هذا المعنى في خاطري عندما شرفنا في مجلس الشارقة الرياضي باحتضان الاجتماع الأول لمجلس إدارة نادي الشارقة برئاسة خالد عيسى المدفع ، فـ"الزمان" سجل لحظة مرحلية فارقة في تاريخ النادي، بتسليم وتسلم لراية ودفة القيادة من إدارة لأخرى، كما كان "المكان" معبراً بشكل تلقائي عن وحدة الهدف والغاية عند النادي والمجلس، أما "الموضوع" فكان مباركة ودعم للإدارة المتحمسة الجديدة ،وشكر وامتنان لإدارة لم تبخل بأي جهد وفريق عمل ناجح برئاسة على سالم المدفع، حقق للنادي جملة من المكاسب والمنجزات في مختلف الألعاب وتوجها في الموسم الماضي بالرباعية التاريخية التي كتبت اسم الشارقة في سجل الأرقام القياسية لكرة الإمارات .
** ومع عبارات الترحيب والمباركة والشكر والامتنان التي استهللت بها كلمتي، وقفت كثيراً عند المرتكزات التي ذكرتها في مقدمة هذا المقال ، فهذه المرتكزات ماهي إلا القيم والمثل العليا التي زرعها فينا سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والثقافة السائدة التي تكرس الدور الكبير المنوط بإدارة كل وأي مؤسسة في محيط الإمارة الباسمة ، فالإنسان غاية.. والخدمة رسالة .. والنجاح استدامة .. والمسؤولية أمانة ،وهذه القيم مجتمعة تلخص "النهج الشرجاوي "الذي تحافظ عليه الإدارات المتعاقبة مهما تغيرت الوجوه والأفكار والقناعات من مجلس لآخر، لأنه الإرث الخالد والذكر الباقي ،مع النادي الذي شرف ويشرف بحمل اسم الإمارة .
** ومما أسعدني في الاجتماع وذكيت فكرته، المبادرة التي دعا اليها خالد المدفع بتأسيس "منتدى تواصل الأجيال" ليكون رجالات الإدارات السابقة في تواصل دائم بآلية منتظمة، مما يكفل المرجعية والمشورة بخصوص كل القرارات المصيرية والمهمة التي سيكون على أي إدارة جديدة ان تأخذها في لحظة ما ،والمبادرة بدورها ليست غريبة على "النهج الشرجاوي" .