المقالات

هنا الشارقة

موسم رائع 

**كان بالإمكان أحسن مما كان بالنسبة إلى الملك الشرجاوي بكل تأكيد، لكن كرة القدم مكسب وخسارة، والرياضي الحق يجب أن يقبل النتيجة أيا كانت بروح رياضية، ويجعل من الخسارة درسًا يستفيد منه، خصوصاً وأن هناك اعتباران يحكمان المشهد المتجدد في مواجهة "فخر العاصمة" .. الأول: أن لاعبي الفريقين لم يقصروا وقدموا لنا واحدة من أجمل مباريات المحترفين، والثاني: أن هناك مواجهة ثانية ستجمع الفريقين بعد ساعات في إطار بطولة كأس صاحب السمو رئيس الدولة، مايعني أن الفرصة سانحة لاستكمال الماراثون الكروي الذي جمع بين الفريقين الكبيرين.
 
**كانت مباراة الشارقة والجزيرة الماضية، إن جاز القول، عنوانًا عريضًا للموسم الكروي بأكمله، فبنتيجتها عاد الجزيرة إلى قلب المنافسة ليشارك 6 فرق في سباق الفوز بأصعب وأحلى بطولات المسابقة في عصر الاحتراف، إذ لم تشهد البطولة في تاريخها، ان احتدمت المنافسة في نطاق ضيق هكذا، مساحته 7 نقاط فقط، بين المتصدر وصاحب المركز السابع، صحيح أن الحظوظ ليست متساوية بحكم فروق الخبرة والإمكانات والعناصر، لكن مابين أيدينا "نظريًا وعمليًا" في اللحظة الراهنة يؤكد أن الفرصة قائمة بالنسبة للفرق السبعة، وإذا وسعنا زاوية النظر لمطالعة المشهد عرضيا ليشمل بقية المسابقات التي لم تحسم ألقابها بعد، سندرك أننا نعيش موسمًا رائعًا لكرة الإمارات، ولنا أن نسعد جميعًا بذلك المردود، وأن نحافظ على كل المكتسبات التي تحققت هذا الموسم لنضيف إليها المزيد والمزيد في المواسم المقبلة.
 
**قناعتي الأكيدة أن بطل الموسم الحالي سيكون بطلًا استثنائياً فوق العادة، لأن فرق الصدارة كلها مستنفرة وتقدم أفضل مستوياتها، وإذا كانت هناك 5 فرق حققت اللقب من قبل في عصر الإحتراف فهناك فريقان اخترقا الصفوف بجدارة واستحقاق أولهما فريق "الفهود" العائد لإحياء مجده القديم، وثانيهما "البركان" الذي اكتسى هذا الموسم بثوب جديد، وكلاهما أكملا الباقة الجميلة التي تضم الفرسان والزعيم وأصحاب السعادة وفخر العاصمة والملك، وسؤال "من سيكون البطل بينهم؟" قد يظل حاضرًا حتى الأسبوع الأخير .
 
** ختاما الشكر موصول ومتجدد لكل أعضاء المنظومة الكروية بالإمارات، من إدارة الإتحاد والرابطة إلى كل مشجع في المدرجات، والمتعة بإذن الله مستمرة للنهاية، وأيضًا.. "الحلم الشرجاوي" الذي أشرت إليه في المقال السابق، حاضر وقائم ومستمر، والثقة كبيرة في لاعبي الشارقة ومدربهم، وهي لم ولن تهتز أبدا وما عليهم إلا أن يكونوا على قدر حلمهم الكبير.
 

هنا الشارقة

حلم شرجاوي 

* فرحت كما فرح كل "شرجاوي" أصيل بفوز "الملك" بكأس السوبر، لاسيما وأن اللقب تحقق بعد موقعة كروية صعبة أمام الزعيم العيناوي، لكني في وسط الفرحة سرحت بخيالي، واستدركت أن الشارقة أمامه فرصة تاريخية غير مسبوقة لكي يحقق في هذا الموسم مالم يحققه في كل مواسم اللعبة من قبل، فهو مازال يملك حظوظه في ثلاث بطولات أخرى: كأس الرابطة، والدوري، وكأس صاحب السمو رئيس الدولة، وقلت في خاطري لم لا!.. فالفريق لا ينقصه عنصر من عناصر المعادلة الصعبة لبطولات اللعبة، فإدراته تتمتع بالوعي والرؤية البعيدة، واللاعبون يتمتعون بالمهارة والحماس والشغف، ومع مدرب داهية كهذا الروماني "كوزمين"، الذي يجيد توظيف كل أدواته، من الوارد جدا أن يصبح الحلم حقيقة.
 
** أعود إلى المباراة، فهي بدورها كانت أشبه بحلم جميل، وإن كانت كل معطياته واقعية في ستاد آل مكتوم، الذي كان في أبهى حلة، بالجماهير التي ملأت مدرجاته وأحيتها بالتشجيع الراقي، وبالتنظيم الرائع الذي بدأ بحفل جلل وانتهى بتتويج بطل، والفضل في ذلك يرجع للتنسيق الرائع بين إدارة نادي النصر وادارة اتحاد الكرة، والرابطة على وجه الخصوص، فالمشهد الجميل نقل صورة رائعة، أسعدتنا جميعًا، لكرة الإمارات إلى العالم، واكتملت الصورة بالأداء العالي والكرة الحلوة التي اشترك لاعبو الفريقين في تقديمها، بوجود هذا الحكم البولندي الرزين الذي وصل بالمباراة إلى بر الأمان بقناعة ورضا من المشاركين والمشاهدين معاً، فشكرا جزيلًا لكل من ساهم في هذه الرسالة الثقافية الحضارية المشرفة.
 
**لا أحب الإستغراق في التفاصيل، لكن بدا لي أن ماحدث قبل المباراة، لعب دوراً مهما في أحداثها ونتيجتها، فالخسارة قبلها من خورفكان في الدوري بالسيناريو الغريب الذي حدث، حفزت الفريق لأعلى درجة وهو يلاقي العين، صحيح أن بطولة السوبر لها اعتباراتها الخاصة، لكن في مناسبة كهذه اعتقد أن الفوز لا يبعث في اللاعبين حافزًا مثلما تفعل الخسارة، ولذا قلت في خاطري.. حقا "رب ضارة نافعة".
 
** الفرحة حلوة، وأجمل مافيها أنها تنعش حواسك وتشحن طاقتك بالتفاؤل، ومع بطولات الشارقة الفرحة تشمل إمارة بأسرها، من الأسرة القاسمية الكبيرة بحاكمها الحاكم الحكيم الحليم الذي يشمل الجميع بحبه وجوده وكرمه، وزوجه الأم الرؤوم صاحبة القلب الكبير،.. إلى كل أسرة وكل طفل يجد ملاذه في ممارسة هوايته وتشجيع ناديه الذي يحبه.. فاللهم أدم علينا أفراحنا، وحقق لنا كل أحلامنا.

هنا الشارقة

الشارقة الخضراء 

** "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"..آية عظيمة من أيات الحق سبحانه وتعالى، تدعونا للسعي والعمل بما يرضيه جلّ وعلا، وبما يرضي الرسول والمؤمنين، وبالطبع، فإن العمل الذي ينشد المرء من ورائه وجه الله ، لابد وان يكون صالحاً طيباً، لأن الله طيب ولا يقبل إلا طيباً كما يقول الرسول الكريم، فاللهم اجعلنا محافظين على فعل وعمل كل ماهو طيب 

**حملت إلينا الأيام الماضية بعض البشائر، وكان من دواعي سعادتنا أنها لم تأت فرادى ولم تخصنا وحدنا، ولذا كان للفرح أصداء واسعة، كان النبأ الأول يخص فوز المجلس الرياضي بجائزة الشارقة للتميز لعام 2022 من قبل "غرفة تجارة وصناعة الشارقة"، تقديراً لدوره في تعزيز الحركة الاقتصادية بالدولة وتنمية العديد من قطاعاتها وتقديم نموذج ريادي يحتذى به في فئة "الشارقة الخضراء"، أما الثاني فكان عربي الإطار من خلال حضور حفل اعلان أسماء الفائزين بجوائز الاتحاد العربي للثقافة الرياضية الذي شهدته العاصمة الأردنية عمان، حيث تم تتويج نخبة من المتميزين العرب، وشرفنا بأن يكون بينهم اثنان من أبناء الامارات الأول: اللواء ناصر الرزوقي رئيس الاتحادين الإماراتي والآسيوي للكاراتيه عن دوره في السماح للاعبات العربيات بارتداء الحجاب في المنافسات الدولية، والثاني سالم الكربي بمبادرته الخيرية "ما وراء حدود كرة القدم "، كرسالة محبة وسلام باسم الامارات إلى العالم، رسم بها البسمة على وجوه العديد من الأيتام والمهمشين والأطفال في 36 دولة، وكلاهما عبر بصدق عن الدور الإنساني الكبير الذي تلعبه الإمارات في المجتمع الدولي من خلال الرياضة كأحد أهم مصادر قواها الناعمة 

**وحسب ما رأيت، كان حفل النشامى الذي توج فيه الأمير فيصل بن الحسين رئيس اللجنة الأولمبية الأردنية بجائزة شخصية العام، نقلة نوعية في مسيرة الاتحاد الذي يقدر ويكافئ كل ما يربط الرياضة بالثقافة، لاسيما بعد أن اتسع نطاق التقييم باعتماد 10 فئات متنوعة، كما كان الحفل فرصة لاجترار ذكريات فوز الشارقة بجائزة عاصمة الثقافة الرياضية العربية، حيث أعرب أعضاء مجلس أمناء الجائزة مجدداً عن امتنانهم لما وجدوه في ملتقى "ثقافتنا تجمعنا" من حفاوة وبرامج وفعاليات، مؤكدين أن المدينة قدمت نموذجاً يحتذي به في الدورات المقبلة.

**ختاماً، بمشاعر تفيض حبا للوطن،نتعهد بالمضي قدماً في سبيل دعم الثقافة الرياضية، وكل ما يكفل للشارقة مزيداً من التقدم والرفاهية، لتظل دوماً بلون النماء والرخاء.." خضراء"

هنا الشارقة

بصمة سلطان 

أشياء كثيرة يسعد بها المرء في الشارقة ويزهو بها في قرارة نفسه، فهي  سرت في وجدانه وشعوره وصنعت أفكاره ومعتقداته،ومعها وبها وجد نفسه يقيم كل مايحدث حوله من خلالها ، فهي عمليا أصبحت اطاره المرجعي الذي يحكم به على جدوى كل وأي نشاط ، سواء كان يخصه أو يخص غيره

ومن أهم وأبرز هذه الأشياء التي تربينا عليها وألفناها، حتى أصبحت متأصلة فينا ،ذاك البعد الثقافي الذي يحضرطواعية في كل مشروع تشهده الإمارة،سواء كان محليا أو دوليا ، فمهما تنوعت مجالات ذاك المشروع ، ستكتشف أن مؤسسات الشارقة تحكمها معايير واحدة في اختياره وتقديرأهدافه، وستجدها تتكامل مع بعضها البعض في تنظيمه، لترسم في النهاية رؤية ثقافية شاملة للإمارة، تصنع بها هويتها الخاصة وشخصيتها المميزة

 في اللحظة الراهنة، لو نظرت حولك ستجد حراكاً ثقافياً مشهوداً من خلال: النسخة 12 من مهرجان أضواء الشارقة الذي تنظمه هيئة الإنماء التجاري والسياحي،والنسخة السابعة من المهرجان الدولي للتصوير الفوتوغرافي_ "اكسبوجر"الذي ينظمه المكتب الإعلامي ،والدورة الـ11 لمؤتمر طب الأسنان الذي تنظمه جامعة الشارقة،والدورة الـ15 من بينالي الشارقة الذي تنظمه مؤسسة الشارقة للفنون،فجميعها كما نرى،فعاليات ذات صفة دولية واضحة، لكنها من خلال بعدها الثقافي تنسجم وتتكامل،وإذا أضفت اليها الأنشطة التي تشهدها الإمارة في المجالات الأخرى ،سترتسم أمامك الصورة الكاملة التي أعنيها،والتي ماكانت لتكون بهذا الوضوح لولا بصمة سيدي صاحب السموالشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة،ومشروعه الثقافي الكبير للإمارة ،الذي اتسع نطاقه،بكل مافيه من أصالة وعراقة،من المحلية إلى العالمية بكل سهولة وسلاسة.

 انها "بصمة سلطان".. التي أصبحت محفورة نقوشاً وزخارف على المعالم والمنشآت لتشهد بحضارتنا العربية الاسلامية،والتي انطبعت سلوكاً وعادات في أعراف وتقاليد أبناءالإمارة بقيم ومبادئ ومثل عليا،وهي أيضا القاسم الثقافي المشترك في كل تظاهرة دولية ، رياضية وغير رياضية، تعرف طريقها إلى الشارقة،إذ لابد لها جميعا من رسالة تربوية وقيمة انسانية ومغزى ثقافي ومن منطلق الإيمان بروح الفريق والقناعة بأهمية المشاركة في كل نجاح يتعهد المجلس الرياضي بتقديم كل الدعم لشركائه في المنظومة الشرقاوية،وباسم كل المؤمنين بالدور الثقافي من الرياضيين وغير الرياضيين، أحيي صاحب البصمة الثقافية والرؤية البعيدة التي جعلت كل فعاليات وأنشطة الإمارة تنسجم وتتكامل مع بعضها البعض هكذا ،لتصب بالنهاية في خانة مشروعها الثقافي العالمي الكبير 

هنا الشارقة

المتطوعون خيرا 

عرفت في مشوار حياتي الرياضي والوظيفي قيمة وأثر العطاء الانساني والخدمة الوطنية، وايضا العمل التطوعي الذي يتم دون مقابل ولا ينشد المرء من ورائه إلا وجه الله تعالى،بغض النظر عن ثناء الناس وتقديرهم ،واعتقد ان من خبروا ذلك في حياتهم أو في مجالات عملهم سيدركون جيدا حجم ومقدار السعادة الداخلية التي يشعر بها كل متطوع بخدمة انسانية من هذا النوع.
**عندما كنت أعمل في جناح الجو وهيئة الطوارئ والأزمات ، كانت سعادتي تبلغ ذروتها في اللحظة التي أتمكن فيها من اسعاف مريض أو إغاثة مصاب في حادثة أوكارثة ما،وقد يقول قائل أن هذا العمل كان من مهام عملي ،لكن الحقيقة التي لامراء فيها ،ان هذه المهام تتوافق مع طبيعة نفسي أكثر من طبيعة عملي ،وقد كانت ومازالت تشبعني وتمتعني ،وتجعلني أشعر بانسانيتي وبجوهر ذاتي من الداخل أكثر من أي شيئ آخر ،وكل منا لو بحث في أعماقه عن الشيئ الذي لا يتردد في فعله حتى لو لم يكن له أي مقابل ،سيجدأشياء من هذا النوع.
**عفواً للإسهاب في رؤية ترتبط بقناعاتي ومشاعري الخاصة ،لكن عذري في ذلك أن الشفافية مطلوبة عند الكتابة ،وبصراحة ،كل مااسترسلت فيه سابقا ،لم يكن إلا مقدمة رأيتها مناسبة وضرورية لحديثي عن الدور العظيم والرائع الذي يقوم به المتطوعون في انجاح الفعاليات والبطولات الدولية التي تعرف طريقها إلى الدولة عموما وإلى الشارقة بوجه خاص،فهؤلاء الفتيان والفتيات بقمصانهم المزدانة بشارة التطوع ،الذين يضحون بوقتهم وجهدهم طواعية لخدمة المجتمع بكل شرائحه وأطيافه ، والدولة بكل زوارها وضيوفها ،هم حقا شركاء النجاح وهم أساسه وجوهره .
**وحتى نقدر حقيقة هذا المعنى لنا أن نتصور حدثا دوليا كطواف الشارقة الدولي للدراجات من دون أعضاء هذا الفريق الذي كان قوامه 200 شاب وشابة تقريباً، فمن دونهم كانت المحصلة ستختلف كثيراً لا قليلاً ،وماكان التنظيم سيكتسب هذه المرونة وتلك الكفاءة ،وماكان الطواف كحدث سيحظى بما كسبه من تقدير وثناء سواء من المشاركين أو من الضيوف والمراقبين الدولين .
** ختاماً ..بعدد ساعات العمل التطوعي في الأنشطة والفعاليات الرياضية بالإمارة ،التي قاربت 14 الف ساعة ، أتقدم باسم مجلس الشارقة الرياضي ،بخالص الشكروعظيم الامتنان لدائرة الخدمات الاجتماعية ومركز الشارقة للتطوع، ..وباسم الرياضيين الغيورين على مصلحة الوطن أحيي الشركاء المساهمين في كل نجاح ،المتطوعين فعلاً وعملاً ..وحبا وخيرا للإمارات  .              

هنا الشارقة

ثقافة أصيلة 

من عام إلى عام يتجدد وصال الشارقة مع العالم من خلال الطواف الدولي للدراجات ،حيث يطل العالم عبر نوافذ الإعلام المختلفة على معالم الإمارة الباسمة ، ومع الاطلالة البانورامية التي تطوف بين رموزها التراثية القديمة وصروحها المدنية الحديثة ،يدرك المشاهد من الوهلة الأولى أن الشارقة تزداد اشراقاً وجمالاً من دورة إلى أخرى ،ولا منة ولا فضل في ذلك الإبداع المتجدد إلا لسيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم الإمارة ، الذي يرسم بريشة فنان كل آيات جمالها ،ويبدع بخيال شاعر كل ما يتمناه المرء في حاضرها قبل مستقبلها .     
**نعم نفخر في مجلس الشارقة الرياضي بالنجاح الذي يحققه الطواف في كل نسخة جديدة ، ومن جانبي، أسعد كثيراً بالروح الجميلة التي تجمع بين أعضاء فريق العمل في اللجنة العليا المنظمة ،وأدرك جيداً أنه لولا تلك الجهود المخلصة ماحافظنا على مكانة الحدث الدولي ومكانه المتميز بين طوافات آسيا والعالم ، لكن الشيئ الأكيد الذي لا خلاف عليه ، أن الرهان سيبقى قائماً ومستمراً على الثقافة الشرقاوية الأصيلة التي يصعب ان تتغير مهما تغيرت ظروف الزمان والمكان ، تلك الثقافة التي طبعت بصمتها على البشر سلوكاً وقيماً وعادات ،قبل ان تنقش علاماتها على الحجر قلاعا وصروحا ومنشآت ، فهذه الثقافة التي أرساها وبناها "سلطان" وراعى فيها بناء "الإنسان" قبل تشييد "البنيان" هي حصننا الحصين ،وهي الإمتياز الحاضر في أي تنظيم على مر السنين .   
** واسمحوالي بأن استعرض معكم بعض ماتجلى في النسخة الحالية من مفردات تلك الثقافة : أولا سيادة الكادر الوطني وشغله لكل جوانب التنظيم والإدارة بالكامل،مما حقق لنا سعادة داخلية عظيمة،ثانيا الحرص على وجود ومشاركة لاعبي المنتخب وفرق الإمارات للإستفادة من الاحتكاك بالدراجين الدوليين ،وهو هدف وطني كبير ومهم، هانت معه التضحية بارتقاء الطواف في التصنيف الدولي ،فما جدوى الترقية إذا كان ثمنها خروج أبنائنا من المشهد؟ ، ثالثا استثمار النافذة الدولية للحدث باقامة سباقين على هامشه للشباب والمعاقين ،ومن رأى السعادة في عيونهم كما رأيناها ،سيدرك قيمة تلك الفكرة ومغزاها.
**كل الشكر لفريق العمل التنظيمي على النجاح الذي تعبر عنه الأرقام المطردة للمشاركين ،وباسم كل الرياضيين أتقدم بخالص التهنئة للحاكم الحكيم،بمناسبة الذكرى الواحد وخمسين لتوليه مقاليد الحكم ،..وكل طواف وانتم ووالدنا وقائدنا بخير .          
 
 
 

هنا الشارقة

أعيدوا حساباتكم

بصوت العقل والحكمة، وبوازع من ضمير القائد والوالد معا، خاطبنا جميعا سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ،ومن القلب إلى القلب ،وفي الوقت المناسب ،وصلت كلمات سموه إلينا لتنبهنا وتوقظنا من سباتنا،ولتدفعنا وتحفزنا لمراجعة حال رياضتنا بوجه عام، وليس كرة القدم وحدها التي كشف المنتخب علتها المزمنة في "خليجي 25 "..وحقا وصدقا ،ما أحوجنا لنصائح وتوجيهات سموه من آن لآخر، حتى نستدرك أولا بأول ، أين كنا؟ وأين وكيف أصبحنا ؟  

** لم يكن من الوارد أبداً،ولا من الجائز أو المقبول، أن نقف في مجلس الشارقة الرياضي مكتوفي الأيدي حيال توجيهات سموه التي سلكت اتجاهين في آن واحد ، الأول حيال مسار رياضتنا التي تقتضي وقفة صادقة للمراجعة والتصحيح ،والثاني حيال خيارالأجانب والمقيمين الذي غالينا وتمادينا فيه لدرجة الإسراف والتطرف فكانت محصلته على حساب أبناء البلد ،ومن واقع المسؤولية والدوركانت الاستجابة والتلبية في أسرع وقت من المجلس الرياضي، باجتماع عاجل وتحركات سريعة على الصعيدين العام والخاص،وان شاء الله تتكلل الجهود بالتوفيق والنجاح 

** نعم انطلقت بنا قاطرة الإحتراف ولا مجال لإيقافها أو اعادة عجلتها إلى الوراء ، لكن الأكيد ،أنه مازال بإمكاننا أن نصحح مسارها ووجهتها بما سنتفق عليه من حلول وبدائل ،وبما سنتعاون "جميعا" في تحقيقه عبر الخطط والبرامج المستقبلية ،وحديثي بلسان الجمع والجماعة ما هو إلا رسالة ضمنية بان النجاح في تصحيح المسار سيكون مرهونا بتعاوننا وبتضافر كل المؤسسات الفاعلة في الحركة الرياضية من الهيئة واللجنة الأولمبية في قمة الهرم الإدراي بما لديهما من خطط وسياسات، إلى المجالس الرياضية بما تملكه من قدرات وامكانات، إلى الاتحادات والأندية بما لديها من آليات وادوات ،فمخطئ من يعتقد أن الأزمة تخص كرة القدم وحدها، ومتجاوز من يحسب أن بمقدور جهة واحدة أن تتولى بمفردها تصحيح المسار،خصوصاً إذا رسخت قناعتنا بأننا جميعا في قارب واحد ، كما نردد دائما

** في وقت ما قبل عام من الآن، دعوت لتأسيس هيئة وطنية مستقلة تتولى الإشراف على المنتخبات ،ومبادرتي مازالت قائمة بكل تفاصيلها وضوابطها، لكني مستعد لقبول سواها من الأفكار والمبادرات، والتعاون في تنفيذها إذا اتفقت كلمتنا على أي منها،المهم ألا نستسلم أو نيأس، فالهّم همُنا جميعا،وعلينا أن نعي جيدا مقولة الحاكم الحكيم "اعيدوا حساباتكم 

 

هنا الشارقة

جزاء الإحسان 

في الشارقة.. كل مايتمناه المرء يدركه والحمدلله، بفضل القيادة الرشيدة والرؤية البعيدة التي يتمتع بها سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حيث تشمل مكارمه كل أفراد وشرائح المجتمع، وتمتد أياديه البيضاء بالعطاء لتؤمن لأبنائه متطلبات الحاضر ولتلبي طموحات المستقبل، ومؤخرا كان الرياضيون في الإمارة الباسمة على موعد مع مكرمة جديدة من سموه، وجه بها ولي عهده ونائبه سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، لرفع قيمة موازنة 15 ناديًا مابين الرياضي والنوعي والتخصصي، وهذا ليس بغريب أبدًا على حاكم حكيم يدرك جيدًا هموم وشجون رعيته، ووالد رحيم يشمل بعطفه وكرمه كل أبنائه دون تفرقة.

 
بالتزامن مع خير أمطار الشتاء، جاءت المكرمة الجديدة لتحفزنا جميعًا لمزيد من البذل والعطاء في كل المجالات، فالرياضة كما نعلم جميعًا ليست بمعزل عن كل قطاعات العمل التي شملتها يد البناء والعمران، وعلى شبابها أن يستحضروا همتهم ويشمروا عن سواعدهم، فمن بعد أن حصلت الخطط والبرامج التي أعدتها الأندية المعنية على ما يغطيها ويفيض من اعتمادات وموازنات، أصبحت الكرة الآن في ملعبهم ليردوا الدين عطاءً بعطاء، ووفاء بوفاء .
 
ومع كرم وجود واحسان بهذا السخاء "القاسمي"، استحضر في خطابي للرياضيين الذين شملتهم المكرمة، وسواهم ممن ينعمون بخير ودعم "سلطان"، الآية الكريمة التي يقول فيها المولى عزّ وجل "وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان " ،حتى يضاعفوا الجهود والعزوم، داخل الملاعب وخارجها، ليردوا الإحسان بإحسان، قولًا وفعلًا، وعملًا وصنعا، وبذلًا وعطاء في كل ملاعب وميادين الرياضة، لاسيما وأن الشارقة أصبحت تتمتع ببنية تحتية على أعلى مستوى من حيث المنشآت والتجهيزات والتقنيات، مما يمكنها لتتبوأ مكانا ومكانة أعلى، ويؤهل رياضييها ليحققوا مزيدًا من الألقاب والبطولات .    
 
نعم كان الحصاد وفيراً في الموسم الماضي، والحمد لله، ونعم كان التتويج من نصيب فرق كثيرة ولاعبين عديدين في البطولات الجماعية والفردية، لكن سقف الطموح ليس له نهاية، ومع كل عام جديد يجب أن تتجدد الآمال والأهداف والغايات، إن لم يكن لبلوغ قمم جديدة لم نبلغها، فعلى الأقل، للمحافظة على المكتسبات التي تحققت في السنوات الماضية، خصوصاً وإننا في عالم تتغير معطياته وتزداد تحدياته مع صباح كل يوم جديد، فهكذا يكون التعبير عن الإمتنان لصاحب السمو حاكم الشارقة، وهكذا فقط يكون جزاء الإحسان بالإحسان .
 
 

هنا الشارقة

لن نفقد الأمل 

صبر العراق صبرا جميلا واحتمل وعانى كثيرا ،حتى عاد إلينا وعدنا إليه في "البصرة 25 "مع بطولة كأس الخليج ،..وبطول سنين الحرمان التي امتدت لأكثر من 40 عاما ،وبحجم المعاناة التي شهدها هذا المخاض عبر عقدين من الزمان ،وبعمق المشاعر الصادقة التي تجمعنا كعرب بأشقائنا العراقيين، كان الشوق، وكانت اللهفة، وكانت الفرحة بكل ما شهدناه في حفل الافتتاح الرائع،الذي سيخلد في الذاكرة بزمانه ومكانه وجماله، والأهم ببلاغة وقوة رسائله التي حملها إلى العالم ، ليستعيد ذاكرته الإنسانية وينبذ الصراعات والحروب .

 _ أما فيما يخص منتخبنا وظهوره الأول أمام الشقيق البحريني، فألتمس العذرلكل المنتقدين الذين حركتهم الغيرة على المنتخب ،ويجب أن تتسع الصدور لاستيعاب كل ردود الفعل  طالما هي صادقة وطبيعية ،خصوصا إذا أخذنا في الإعتبار أن بعض الانفعالات يصعب حبسها،وفي الوقت نفسه أدعو المنفعلين المتجاوزين في ردود أفعالهم للتريث في أحكامهم، فالتعويض وتغيير الصورة مازال ممكنا وواردا،وعلينا أن نتمسك بالأمل للنهاية.

_ ومن جانبي ،لن أكذب ما رأته عيني، فالصورة التي ظهر بها المنتخب، تبعث القلق على مستقبله أكثر مما تبعث الطمأنينة، وانا هنا لا أتحدث عن بطولة الخليج التي تم الوعد بالمنافسة على لقبها ،وانما عن هوية وشخصية المنتخب التي نتمناها منذ أمد بعيد ،والتي أرى أنها مازالت غائبة وبعيدة،بسبب استمرار الاجتهادات والتغييرات في التشكيلة وفي مراكز اللاعبين، فالمنتخب المنافس له صفات مختلفة تماما،وروحه القتالية تظهر من أول لآخر لحظة، ولنا أن نتذكر الصورة التي كان عليها "الأبيض" في خليجي 21 بالبحرين وقتما حققنا اللقب للمرة الثانية بقيادة المدرب الوطني مهدي علي لندرك حجم وعمق الفارق .   

_ خسارة المباراة الأولى ليست معضلة ، وفي تاريخنا مع البطولة نفسها، صادفنا في خليجي 18 الخسارة على أرضنا أولا ثم عانقنا اللقب في النهاية، لكن هناك شروط ومواصفات لا بد من استيفائها حتى نعود،وهي شروط سمعت وقرأت عنها الكثير في الاستراتيجيات والخطط ، لكني بكل أسف ،لم أشاهد لها دليلا واضحا حتى الآن .

_ المنتخب ليس واجهة كرة القدم وحدها ،انه واجهة رياضة الامارات بأكملها ،ومن هنا تعظم المسؤولية التي يجب ان نتعاون جميعا في حملها مع اتحاد الكرة ، والحالة الراهنة "بطولة" سبق وان حققنا لقبها مرتين، لكن الظاهرة المزمنة "شخصية غائبة " ذهبت ولا نعرف كيف تعود ..ولن نفقد الأمل.