المقالات

هنا الشارقة

البيت الأولمبي 

كان من الجائز أن تبدأ وتنتهي مشاركتنا في دورة باريس للألعاب الأولمبية بحديث متعارف عليه عن حصاد رياضيينا ،وإلى أي مدى كانت المحصلة إيجابية كماً وكيفاً بالمقارنة بما سبقها من مشاركات ،وهنا دعونا نتفق على ان تلك المحصلة - مهما كانت - لن تكافئ طموحنا ، لأن فروق الإمكانات والقدرات مازالت واسعة وكبيرة بين رياضيينا ومنافسيهم في هذا المحفل العالمي الرفيع، ولكن "العائلة" الأولمبية في الإمارات ، ولا أقول "اللجنة"جاءت بفكرة مبدعة جعلت للمشاركة أبعاداً تجتاز حدود الملاعب والميادين ، من خلال "البيت الأولمبي الإماراتي"، فهي فكرة ، كما يقال ،من خارج الصندوق .. تحقق رؤية أوسع للمشاركة، وتبني سقفا أعلى للطموح، كما تفي بأهداف مهمة كثيرة، لا تقل في أهميتها عن الإنجاز الرياضي في حال تحقيقه.
 
**كان للبيت زواره من مختلف المقامات والجنسيات والأعمار ،وكان بتصميمه الشعبي وساحاته التراثية التي بلغت من العدد ثمانية، معبرًا بكل المعاني والدلالات عن الثقافة الإماراتية، من ساحة "البداية" التي تستقبل الضيوف، إلى "المجلس" الذي يحتفي بهم ، إلى "الميدان" الذي يتنافسون فيه ، إلى "الحوي" الذي يسلي أبناءهم، إلى "الإرث" التي يتواصلون فيها بذويهم ،وأخيرا إلى "الدكان" الذي يحملون من بستانه قطوف الذكريات، ولأن البيت كان متميزاً بمكانه قرب ميدان الكونكورد، وعامراً بضيوفه وزواره ،وحافلاً بكل ما يشبع الحواس والجوارح ، لا أعتقد مطلقا أنه بتفاصيله ونقوشه الجدارية سيغادر أو يبارح الرؤية الإماراتية في خطط المشاركات الأولمبية المقبلة، لا سيما بعد النجاح الكبير الذي برهنت عليه ردود الفعل الدولية .
 
**ومن التداعيات الجميلة لرمز "البيت" استوقفتني رموز الأسرة الواحدة التي تسكنه اذ مثلت رياضة الامارات بكل واقعية، ولذا استخدمت مسمى "العائلة الأولمبية" بدلا من اللجنة، فالأم "الحاضنة الأهلية" ممثلة بسمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس اللجنة والشيخ راشد بن حميد النعيمي نائب الرئيس الذي احدث نقلة كبيرة على صعيد العلاقات الدولية .. والأب "الراعي الحكومي " بإشرافه وتمويله كان حاضراً من خلال معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي وزير الرياضة نائب رئيس اللجنة ورئيس المكتب التنفيذي، ولقد اكتملت الصورة بالروح الحلوة التي استشعرناها بين الجهتين من بعد غيبة طويلة،والتي نستبشر بها خيراً وبركة لرياضتنا .
  
** شكرا جزيلا لصاحب الفكرة المبدعة ولكل من أقاموا وعمروا هذا "البيت".  
 

هنا الشارقة

الملتقى الثاني 

من أين وإلى أين نمضي برياضتنا ؟ سؤال لا ولن يغيب عن الخاطر،مهما طال الزمان ،ومهما حققنا من منجزات، لأن سقف الطموح ليس له نهاية معلومة ، فدائما في الأفق البعيد هناك سقف أعلى ،ومعه وبه تولد تحديات جديدة تستفز و تستنفر قدراتنا ، فتدفعنا دفعاً لعبورها واجتيازها .. وهذا المعنى الذي يفلسف استدامة الطموح وتجدده، هو خلاصة الرؤية التي تحكم توجه مجلس الشارقة الرياضي لتنظيم ملتقى سنوي لبحث هموم وشجون رياضة الامارات ، فالسؤال المحوري بخصوص المآل والمصير سيظل قائماً ،ومن ملتقى إلى آخر سيكون الباب مفتوحاً على مصراعيه لرصد الطموحات ومواجهة التحديات أولا بأول ،بحس وحافز وطني خالص، وبهاجس يغلب المصلحة العامة على أي مصالح خاصة ،والله الموفق والمستعان 

كان لا بد من هذه المقدمة، قبل أن أسترسل في التقديم لملتقى الشارقة الثاني لرياضة الامارات ، فلسان الحال كان وما زال يقول : ما جدوى الملتقيات إذا كانت توصياتها بلا مردود في خانة الاستجابة والتنفيذ ؟ وما الذي تحقق من الملتقى الأول حتى نذهب إلى الثاني ثم الثالث وهلم جرا!؟

والإجابة باختصار شديد تقول :أننا مؤمنون بأهمية الدور المنوط بالمجلس كمنبر رياضي داخل الإمارة والدولة ،وبرسالته التوعوية التي يجب ألا تكون مرهونة بمصلحة خاصة قريبة أو مؤقتة ، ومن قبل ومن بعد ، للوفاء بمسؤوليتنا تجاه أبنائنا ومستقبلهم، الذي نتمنى أن يكون امتدادا لحاضرنا الجميل المشرق ،فيكون أكثر جمالا واشراقا ، فهكذا وهكذا فقط، سنشعر بأننا أدينا الأمانة وبلغنا الرسالة ، وكما يقال "ماعلى الرسول إلا البلاغ" .. أو كما يقول المتنبي :"ما كل ما يتمنى المرءُ يدركهُ ،تجري الرياحُ بما لا تشتهي السفنُ" 

** كان الملتقى الأول بهدف احتواء عاقبة الاسراف في الاعتماد على الأجانب ،ومن يقال أنهم "مقيمون" في مسابقاتنا المحلية،لكنه تشعب من خلال اطروحات المشاركين وطرق أبوابا عدة ،ولذا ارتأينا أن يكون "الثاني" أكثر خصوصية وتحديداً ، فكان عنوانه "المنتخبات"، بكل ما يكتنفها ويشملها ويخصها من مرافق ومنشآت ،وخطط وبرامج، وتجارب ومعسكرات، وكوادر وخلافه، كذلك الأدوار المهمة التي تلعبها الأسرة والمدرسة والجامعة والنادي في اكتشاف المواهب ورعايتها حتى تبلغ محطة التمثيل الدولي عبر منتخب ما

ملتقانا الثاني ، امتداد طبيعي للأول ،لأن المنتخبات هي الغاية والرجاء ،واليوم نفتتحه على بركة الله 

وفي امان الله الى ان ألقاكم بعد اجازة صيفية قصيرة

هنا الشارقة

نهج شرقاوي 

من جيل إلى جيل تنتقل دفة القيادة والإدارة من رعيل لآخر في مجالس إدارات الأندية ، ومع كل تغيير تتجدد الطموحات والأماني ،وربما تتبدل معها الرؤى والقناعات، لكن إذا كانت هناك مرتكزات "راسخة ثابتة" وأهداف "محددة واضحة" تحكم الأداء، فلن يكون التغيير إلا في أسلوب الإدارة فقط ، ما يعني أن القاطرة ستظل تسير في طريقها المنشود، لأعلى وإلى الأمام ..بقوة دفع مستمدة من التاريخ والإرث، بعطاء متدفق من الدماء الحارة والوجوه الجديدة، وبطموح مطرد لا يعترف بسقف محدد أو نهاية معلومة .
**جال هذا المعنى في خاطري عندما شرفنا في مجلس الشارقة الرياضي باحتضان الاجتماع الأول لمجلس إدارة نادي الشارقة برئاسة خالد عيسى المدفع ، فـ"الزمان" سجل لحظة مرحلية فارقة في تاريخ النادي، بتسليم وتسلم لراية ودفة القيادة من إدارة لأخرى، كما كان "المكان" معبراً بشكل تلقائي عن وحدة الهدف والغاية عند النادي والمجلس، أما "الموضوع" فكان مباركة ودعم للإدارة المتحمسة الجديدة ،وشكر وامتنان لإدارة لم تبخل بأي جهد وفريق عمل ناجح برئاسة على سالم المدفع، حقق للنادي جملة من المكاسب والمنجزات في مختلف الألعاب وتوجها في الموسم الماضي بالرباعية التاريخية التي كتبت اسم الشارقة في سجل الأرقام القياسية لكرة الإمارات .
** ومع عبارات الترحيب والمباركة والشكر والامتنان التي استهللت بها كلمتي، وقفت كثيراً عند المرتكزات التي ذكرتها في مقدمة هذا المقال ، فهذه المرتكزات ماهي إلا القيم والمثل العليا التي زرعها فينا سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والثقافة السائدة التي تكرس الدور الكبير المنوط بإدارة كل وأي مؤسسة في محيط الإمارة الباسمة ، فالإنسان غاية.. والخدمة رسالة .. والنجاح استدامة .. والمسؤولية أمانة ،وهذه القيم مجتمعة تلخص "النهج الشرجاوي "الذي تحافظ عليه الإدارات المتعاقبة مهما تغيرت الوجوه والأفكار والقناعات من مجلس لآخر، لأنه الإرث الخالد والذكر الباقي ،مع النادي الذي شرف ويشرف بحمل اسم الإمارة .
** ومما أسعدني في الاجتماع وذكيت فكرته، المبادرة التي دعا اليها خالد المدفع بتأسيس "منتدى تواصل الأجيال" ليكون رجالات الإدارات السابقة في تواصل دائم بآلية منتظمة، مما يكفل المرجعية والمشورة بخصوص كل القرارات المصيرية والمهمة التي سيكون على أي إدارة جديدة ان تأخذها في لحظة ما ،والمبادرة بدورها ليست غريبة على "النهج الشرجاوي" .
 

هنا الشارقة

مكارم سلطان 

لو تدفعون لي ملايين الدنيا في واحد من عيالي لا أقبل".. مقولة بليغة جديدة ستأخذ مكانها بين العبارات المأثورة لسيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ،فمثل هذه المعاني التي تكرس قيمة الإنسان وكل ما يستحقه من دعم ورعاية واهتمام لا تصدر إلا من أب محب لأبنائه ،وحاكم حريص على رعيته، وقائد حكيم يريد أن تحمل أفعاله وأقواله خلاصة حكمته .  
 
**لم تكن هذه المقولة وحدها التي أسعدت أبناء الشارقة في المداخلة التي أجراها سموه مع الإعلامي محمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتليفزيون من خلال برنامج "الخط المباشر"، فقد زفت المداخلة أكثر من نبأ سعيد ، خصوصاً لناديي كلباء وخورفكان وجماهيرهما في المنطقة الشرقية، حيث وجه سموه ببناء ملعبين جديدين لهما على قمم الجبال، حتى يتم التدريب واللعب مستقبلاً في جو بارد خال من الرطوبة ،تقديراً لأدائهما المشرف في دوري المحترفين ،وعلى حد قول سموه ، لن تكون هذه المكرمة السخية وحدها مجال التكريم،فالى جانب مافوق الغمام هناك مكافآت لتقدير كل المتميزين في نهاية الموسم، كما أن عمليات التطوير والتحديث في مرافق الناديين والطرق المؤدية لهما ستستمر وتتواصل حتى لا يجد رواد الناديين أي صعوبة في الوصول والاستمتاع بخدماتهما .
 
*وهناك ملمح مهم أدعوكم لملاحظته واستدراك معناه ومغزاه، فعندما بادر سموه إلى اعتماد الأسم والشعار الجديدين لنادي كلباء، كانت صفة "الثقافي" ملازمة لـ "الرياضي" حتى تظل الثقافة حاضرة طول الوقت في الرسالة الرياضية للنادي، وهذا حال كل الأندية ،وحال الرياضة بوجه عام في الإمارة الباسمة ،فلا بد من قيم إنسانية ومثل عليا وأهداف مجتمعية لكل وأي نشاط رياضي ،أما بالنسبة إلى الشعار الجديد فالتراث محفوظ ، بل محفور بنقش غائر، من خلال حصن كلباء القديم الذي كان ومازال في مدخل المدينة، يذكر أهلها بإرثه، ويستقبل زوارها بصرحه.
 
**ومن دواعي الفخر والسعادة في "شارقة سلطان" أن الإمارة أصبح لها خمسة أندية في دوري المحترفين بانضمام دبا الحصن إلى الشارقة وكلباء وخورفكان والبطائح ،فهذه المحصلة ما كان لها أن تحصل لولا دعم واهتمام ومتابعة سموه لكل صغيرة كبيرة ،ولأن مكارم سيدي صاحب السمو حاكم الشارقة على الرياضة والرياضيين يصعب حصرها، لا نملك حيالها، إلا الشكر والحمد لله على "نعمة سلطان" و"مكارم سلطان".

هنا الشارقة

حكاية مريم 

 للأبطال والنجوم حكايات، فهم لا يولدون أبطألا ولا تظهر نجوميتهم فجأة، فلكل منهم حكاية تخصه، وبعض هذه الحكايات تكون ملهمة ومشوقة أكثر من غيرها، لأن فيها من الدراما والتفاصيل ما يجعل منها قصة جديرة بالرواية والتسجيل، ومؤخراً سعدنا جميعاً بانجازين مدويين من مونديال باراليمبية ألعاب القوى المقام في كوبي اليابان، الأول كان لنجم الشارقة محمدالقايد بتحقيق ذهبية سباق 400 م ،وهو بطل لا يشق له غبار وكثيرا ما أسعدنا بانجازاته وألقابه، والثاني كان لنجمة شرقاوية جديدة،هي "مريم الزيودي" التي أحرزت ذهبية دفع الجلة، فكانت بذلك صاحبة السبق الأول على مستوى الخليج والعرب في تحقيق هذا الإنجاز، وبه أصبحت أول لاعبة على مستوى العالم تتأهل مباشرة للمشاركة في دورة باريس 2024 ،ولأن البعض ربما سمع بها للمرة الأولى، فضلت أن تكون حكايتها وحكاية بطولتها هي موضوعنا اليوم .
** تبدأ حكاية مريم من عند نصير المعاقين سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة،فبفضل رؤيته البعيدة وحرصه على دعم الرياضيين عموما والمعاقين بوجه خاص في الإمارة الباسمة، أمر سموه بإنشاء نادي خورفكان وأفتتحه بنفسه في 2020 ،ليكون مناظرا لنادي الثقة الذي يفخر بكونه أول ناد للمعاقين بالدولة في 1987،فلولا تلك المنشأة التي توفرت بها أحدث الأجهزة والتقنيات ماكان لبطلتنا الموعودة أن تجد سبيلا لها أبدا في عالم ألعاب القوى الذي تحسب أنجازاته بأجزاء السنتيمتر والثانية .  
** وتأتي الدراما المشوقة لتنسج في مرحلة ثانية قصة البطلة من خلال تضافر جهود أطراف كثيرة، أولها الادارة الواعية للنادي برئاسة سعادة عبد الرزاق بني رشيد ونائبه لؤي علاي ،ثم عائشة الحمودي عضو مجلس الإدارة التي اكتشفتها، ثم المدرب الخبير أيمن علي الذي احتضن موهبتها الفطرية واستعدادها الجسماني بكل تركيز واهتمام، فتحولت من رفع الأثقال إلى دفع الجلة، لتظهر علامات نبوغها وتحقق طفرات متلاحقة في شهور قليلة،ومن قبل ومن بعد ،كان لأسرتها ولوالدتها خصوصًا دورًا استثنائيًا في دعمها وتشجيعها ، فاكتملت بذلك لبطلتنا كل عناصر معادلة النبوغ والتفوق .
** ولا يبق من الحكاية إلا جزءها الأهم ، الذي فضلت أن أختم به هذا المقال ، وهو الخاص بسمات ومواصفات مريم نفسها، فهي رياضية من طراز فريد:خلوقة،هادئة ،وديعة، متواضعة، متعاونة، دؤوبة، منظمة، وكلها إرادة وتركيز وحماس،ولذا رأيت أن حكايتها كبطلة حكاية جديرة بأن يعرفها كل الناس.          

هنا الشارقة

شكرا...يازعيم 

 

 

 مبارك لدولة الإمارات رئيساً وحكومة وشعباً فوز الزعيم العيناوي بكأس أبطال آسيا لكرة القدم ..هكذا تكون الرجولة والروح القتالية في الأداء فيصبح الملعب ساحة تضحية وفداء.. هكذا تكون البسالة والجسارة في النهائيات الحاسمة فتنتزع الألقاب والكؤوس بكل الجدارة والاستحقاق .. وهكذا تكون الإنجازات التي  تجسد فرحة الوطن فتتجاوز بصداها كل الآفاق..وهكذا نسعد ونفرح  بكل جوارحنا، ونحتفي ونحتفل بكل أطيافنا، ونزهو ونفخر ببطلنا المتوج بكأس آسيا 

 سيبقى المشهد الآسر لإستاد هزاع بن زايد بجمهوره الحاشد في الذاكرة حتى يهل انجاز آخر  .. وستبقى لحظات التتويج بالكأس القارية خالدة في مخيلة الأمة الإماراتية كلها وليس الأمة العيناوية وحدها، وستظل معالم ومظاهر الفرحة بالانجاز القاري الكبير حاضرة لتأخذ صوراً واشكالاً شتى مع رجالات قيادتنا الرشيدة وهم يحتفون بالأبطال ويباركون انجازهم في الأيام القادمة .

كل التهنئة للإدارة العيناوية بقيادة سمو الشيخ هزاع بن زايد النائب الأول لرئيس مجلس الشرف ،وكذلك أهنئ الشيخ سلطان بن حمدان بن زايد نائب رئيس مجلس الإدارة رئيس اللجنة التنفيذية للنادي، على تحقيق اللقب القاري الكبير للمرة الثانية والذي ما كان له أن يتحقق لولا الرؤية الحكيمة والجهود المخلصة من الجميع، والتهنئة موصولة للجماهير الوفية التي كانت على العهد بها دعماً وتشجيعاً ومؤازرة.. من البداية الواعدة في دور المجموعات ،إلى الطفرة الظافرة على حساب النصر والهلال السعوديين ،وحتى الخاتمة السعيدة في النهائي المشهود  بدارالزين 

شكراً من القلب لسفيرنا الكروي المفوض على هذا الأداء البطولي المشرف الذي تكلل بانتصار قياسي لم تشهده القارة من قبل

 شكراً لكوادر الجهازين الإداري والفني على التخطيط والتنظيم، والتشكيل والتكتيك، والمناورات والتبديلات التي كفلت للفريق مناعة دفاعية وشراسة هجومية 

 شكراً لكتيبة اللاعبين المقاتلين في كل الخطوط ،وخصوصاً "أحبابي" القائد ، و"رحيمي"الرائع  و"جبل حفيت"، على تلك المباراة الملحمية التي كتبتم بها تاريخاً جديدًا لكرة الإمارات مع البطولة الآسيوية

.. شكرًا على هذه الخماسية الإستثنائية التي قهرتم بها يوكوهاما الياباني والتي ستظل بكل تفاصيلها حديث القاصي والداني 

 .. شكراً على تلك الفرحة الوطنية الغامرة التي أنعشت حواسنا وأثلجت  قلوبنا

..شكراً على النقلة النوعية التي حررتنا من جاذبية ألقابنا المحلية ورفعت سقف الطموح من جديد

..شكراً لأنك جعلتنا نسعد كثيرًا بحاضرنا ، ونتفاءل أكثر وأكثر بمستقبلنا .."شكرا يا زعيم "

هنا الشارقة

الأساتذة 

شرفت منذ أيام بالمشاركة في افتتاح النسخة السابعة من بطولة الشارقة الدولية لأساتذة الشطرنج، التي تحظى برعاية سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة منذ ميلادها في 2017 ،فهي واحدة من أهم وأنجح الفعاليات الرياضية التي تطل منها الإمارة الباسمة على العالم والعكس، إذ يشارك فيها 150 مصنفاً دولياً من 60 دولة بينهم 88 أستاذاً من أساتذة اللعبة الكبار،وهو عدداً لم تشهده الرقعة الدولية للشطرنج من قبل،كما أنها على أرض الواقع، ليست بطولة واحدة وانما ثلاث، فإلى جانب بطولة الأساتذة الكبار التي تضم النخب على مستوى العالم،هناك بطولة التحدي الدولية التي يتبارى فيها 109 لاعبين مصنفين،وبطولة المستقبل التي تضم 98 لاعباً من الموهوبين الواعدين،ولا يمكن بأي حال أن ينظر لتلك التظاهرة الدولية بمعزل عن الأحداث والفعاليات الأخرى التي تشهدها الإمارة على مدار العام في مختلف مجالات الحياة، لأنها كلها تدور في فلك المشروع الثقافي الكبير الذي أسسه وأطلقه ويرعاه قائدنا الحاكم الحكيم

 ومن دواعي السعادة أن النقلة الأولى في حفل افتتاح البطولة كانت بحضور كل من: سعادة غانم الهاجري مدير الهيئة العامة للرياضة الذي من السهولة بمكان ملاحظة حماسه ونشاطه ودأبه منذ تولى المهمة،والشيخ الدكتور خالد بن حميد القاسمي رئيس نادي الشارقة للشطرنج الذي استطاع في فترة وجيزة أن يضع بصمته ويواصل مسيرة الإنجاز والتميز التي ارتبطت بالنادي منذ تأسيسه في 1979،ولعل المشهد المهيب الجميل للقاعة الكبرى وهي تستوعب بسهولة 400 لاعب على 200 طاولة شهد عملياً  للنادي الشرقاوي بكونه الأكبر قياسياً، تماماً، مثلما تشهد واجهته بقلعتها الشطرنجية بأنه الأجمل معمارياً على مستوى القارة والعالم،وهذه بدورها بصمة من بصمات "سلطان" الذي اختار التصميم الجديد للنادي وافتتحه بنفسه في 2013، ليستحق بجدارة في العام التالي مباشرة لقب الشخصية الشطرنجية الأولى في آسي

 ولأن ماخفي أعظم، أسجل فخر واعتزاز مجلس الشارقة الرياضي بفريق العمل الذي يتكفل بمهام الضيافة والتنظيم والإدارة،لا سيما وأن جل عناصره من الكوادر الشابة التي لا ينقصها الطموح والإرادة

وثمة كلمة أخيرة ،أسجل فيها خلاصة هذه الديباجة، وهي أن تلك البطولة الكبيرة الشهيرة حظيت وتحظى بأساتذة كبارداخلها وخارجها..أساتذة على الطاولات يتألقون ابداعاً ولعباً بقيادة ابن الشارقة والإمارات سالم عبد  "الرحمن، وأساتذة أخرون خلف الكواليس يتألقون تنظيماً وتحكيماً واعلاماً وتسويقاً،وحقًا وصدقاً.. كلهم "أساتذة 

هنا الشارقة

ابقوا معنا 

 تفقد الرياضة هويتها إذا تخلت عن رسالتها المجتمعية ،وهذه الرسالة تفرغ تماماً من مضمونها إذا لم يكن لها أهداف تربوية ومثل عليا تستهدفها، وهذا المفهوم لم يغب أبدًا عن الثقافة التي تحكم الرياضة في الشارقة، من قبل ومن بعد انشاء المجلس الرياضي في 2006 ، كل مافي الأمر أن الصورة أصبحت أكثر وضوحًا وشمولًا بفضل الخطط والبرامج السنوية التي وضعت هذه الأهداف على الورق ونفذتها من خلال فعاليات وأنشطة ، "والحمد لله" هذا النهج، الذي يحمل صفة الإرث ومعنى الأمانة، تمت المحافظة عليه من إدارة إلى أخرى، ويحظى بكل ما يستحقه من تحديث وتطوير سنوياً 

 وغني عن البيان، أن أذكر أن هذا النهج وتلك الثقافة نابعة من رؤية سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة،فهي رؤية تستهدف "الإنسان" بكل ما يؤسسه فكرًا وقيمًا وما يقوم به أداءً وسلوكاً ، وسموه من آن لآخر ينبهنا ويذكرنا ويوجهنا برسائل سريعة مباشرة، حتى لا تفقد البوصلة الشرقاوية وجهتها، بفعل المتغيرات والمستجدات التي تشهدها الرياضة كل يوم وكل ساعة،وهذا أيضًا مما نحمد الله عليه، لأن البدع والتقليعات لا نهاية لها، والجري وراء البطولات والألقاب طول الوقت قد يجرفنا بعيدًا عن جادة الصواب 

 وفي هذه الأيام ، بدأت تهب علينا نسائم الصيف، ومعها وبها شرعنا في برامجنا الصيفية،التي نملك الوعد بأنها ستكون حافلة وغنية بكل مايثري الساحة الرياضية ترفيها وامتاعا وتسلية ، بكل ما يفيد ويبني ويطور من امكانات وقدرات أبنائنا وبناتنا ، ولأن المساحة المتاحة لا تفي بذكر كل الفعاليات والأنشطة ، سأكتفي بالإشارة إلى أنها تشمل الرياضيين داخل الأندية وخارجها ، وأن مسرحها لن يكون الملاعب والصالات وحسب وانما أيضا مراكز التسوق والحدائق والمتنزهات،كما أنها ستتنوع شكلاً وموضوعاً لتلبي مختلف الهوايات بكل الأعمار، وإلى جانبها لن تتوقف البرامج الرسمية بالنسبة إلى البطولات والمعسكرات والمهرجانات التي راعينا فيها التوسع والانتشار في كل مدن ومناطق الإمارة الباسمة 

 نحو"عطلة غير" ترفض الملل والرتابة،وصيف مختلف لا يعترف بحر أو رطوبة، و"شباب واعد"يحيي تراثه في مليحة والمنتثر وصير بونعير، ويلهو ويمرح على شواطئ كلباء وخورفكان والحمرية ،ويحتفي سباقاً وعدواً بيومي الدراجات والجري العالميين ،ويستعد ويتأهب في البطائح والمدام لبطولات محلية ودولية، استمتعوا بصيفكم "وابقوا معنا"

هنا الشارقة

فكرة وطنية 
برهنت دورة الألعاب الخليجية الأولى التي انتزع شباب الإمارات صدارتها بكل الإستحقاق والجدارة ، ان أبناءنا موهوبون واعدون ولا تنقصهم سوى الخطط والبرامج التي تأخذ بأيديهم لتطوير مستوياتهم والإرتقاء بها ، ولعل المحصلة الرائعة التي عبرت عنها الأرقام بتحقيق 296 من أصل 792 ميدالية في 24 لعبة قد أكدت أن القاعدة الرياضية بخير وان "شبابنا واعد" بحق ، كما جاء بشعار الدورة ، وأنه جدير بحمل الراية لتحقيق كل ما نصبو إليه من آمال وطموحات .  
 
**وبالحق أكتب وبالصدق أسجل، أن هذه الدورة التي ارتبطت بالإمارات منذ مولدها وهي مجرد فكرة في 2016 ، والتي تحولت إلى حقيقة وواقع على أرضها بتنظيم وضيافة على أعلى مستوى "بحمد الله "، جديرة بأن تكون نقطة انطلاق كبيرة وعظيمة وهائلة لشبابنا الذين تفوقوا على أقرانهم في الدائرة التنافسية الأولى لمحيطنا الدولي، ويجب ألا نستهين أبدا بما تحقق في هذاالمحفل الخليجي الذي ضم أشقائنا في المنطقة، فهم بدورهم موهوبون وواعدون ويولون الرياضة حقها واعتبارها ،ومن ثم فالحصاد الذي بين أيدينا، بكل رياضة تفوقنا فيها يستحق التقدير والإهتمام ، ويستوجب - وهو الأهم - الرعاية والاستثمار.    
 
**ومع كل آيات الشكر والإمتنان للجنة الأولمبية الوطنية برئاسة سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم على النجاح الذي تحقق من خلال اللجنة العليا المنظمة بقيادة سمو الشيخ راشد بن حميد النعيمي نائب رئيس اللجنة ، والذي بموجبه تحول حلم الدورة إلى حقيقة رائعة وواقع مشهود ، من الأهمية بمكان أن نفكر وأن نتدبر الآن،وأن نستحضر كل تجاربنا وخبراتنا السابقة حتى نواصل الإنطلاق والتحليق من الدائرة الخليجية إلى مايليها من دوائر وأفلاك اقليمية وقارية وعالمية .
 
** ومن واقع المسؤولية، أدعو بإخلاص للخلاص من كل ما يعيق حركتنا وانطلاقتنا من روتين وأفكار قديمة،فالهّم ليس هّم هيئة الرياضة واللجنة الأولمبية وحدهما،وإذا لم تتضافر الجهود وتتكامل الأدوار بكل المؤسسات والقطاعات لن نحقق شيئاً.
 
..وفي اللحظة الراهنة تحضرني فكرة بمقترح لاستثمار طاقات شبابنا المتفوق خليجيًا ،ولاسيما وانهم على أعتاب الخدمة الوطنية للدولة، بأن تواكب وتصحب تدريباتهم العسكرية في فترة التجنيد، تدريبات رياضية متخصصة في ألعابهم ورياضاتهم التي تفوقوا فيها، كما اقترح منافسات وبطولات داخلية فيما بينهم، حتى تتواصل الجهود وتستمر المكتسبات بالنسبة لهذه الشريحة الرياضية المهمة من شباب الوطن وجنده وأمله، والله ولي التوفيق .