هنا الشارقة

وتبقى الذكرى 

من الاعلاميين رجالاً صدقوا ماعاهدوا الله عليه في مهنتهم ورسالتهم الاعلامية ،تحلو بالموهبة والاخلاص والنزاهة ،وكتبوا موضوعاتهم في صحفهم بمهارة وبلاغة ومصداقية وكان لهم حظهم من التقدير والثناء عند القراء باختلاف ألوانهم،إذ كانوا يتواصلون مع المسؤولين والجماهير وسواهم من لاعبين ومدربين واداريين وحكام بمنتهى الاحترام والاحترافية،وكان لكثير منهم ملكات خاصة وقدرات استثائية في التعبير والكتابة، صاغوا بها مانشيتات حفظناها، ومقالات تعلمنا منها، كما أطلقوا مسميات للاعبين وفرق مازالت رائجة حتى الآن،كفلوا بها لإعلام الإمارات حضوره وتميزه خليجيا وعربيا ودوليا، وتحملوا في سبيل تطور حركتنا الرياضية كل ما تقتضيه الفعاليات  والبطولات من جهد وتعب، وصبر وسهر، وحماس ودأب

استدعى جملة هذه المعاني نبأ وفاة المغفور له بإذن الله الصحافي البحريني  محمد علي حسين فهو كان من المميزين بين رعيل هذا الجيل،لا سيما وأن عطاؤه شمل تدريس التربية الرياضية، والتحكيم والتعليق في اليد والسلة والطائرة ،بجانب كتاباته التي تطرقت لكل الألعاب تقريبا بأسلوب لا يضاهيه فيه أحد،وباسم كل من عاشروه وزاملوه وقرؤوه، أو التقوا به وكتب عنهم كما هو الحال معي، أدعو له بالرحمة والمغفرة وحسن المآل 

 أحمل لـ "ابو عدنان" كثيراً من الذكريات ،لكن أكثرها حضورا الآن "مانشيت" على غلاف ملحق الاتحاد يقول"طيار ينقذ طفلا من الموت وفريقه من الهزيمة" وتحته صورتان لي بطول الصفحة ،الأولى ببدلة الطيران والخوذة ،والثانية بالزي الرياضي وكرة السلة، أما القصة فكانت من ابداعاته الخاصة حيث لاحظ احتفال زملائي بي بعد المباراة بشكل لافت بعد أن شاركت في آخر 8 دقائق وقدت الفريق ل"ريمونتادا"، فنفذ إلى ماوراء المشهد وعرف أني كنت عائداً لتوي من المطار بعد أن قمت بواجبي في جناح الجو بإنقاذ طفل رضيع ، فهو كان من المولعين بالقصص الصحافية ولا يكتفي بوصف المباريات ونتائجها،وأذكر له أيضا سلسلة أسماها "نجوم ضد الجاذبية" كنت فيها شريكا للطيارين أحمد القيواني وعبد السلام ربيع،وهو الذي لقب حمدان سعيد بـ "النحلة" ويوسف عيسى بـ "الكومبيوتر"،وله مع نجوم هذا الجيل الكثير والكثير من البصمات والمواقف،التي لا تنسى

كان يرحمه الله ، من أولئك الذين أحبوا الامارات فأحبتهم ،وانتموا لها فاحتوتهم ،واخلصوا لها فقدرتهم وكرمتهم ،وان رحلوا عائدين إلى بلدانهم، أو فارقوا هذه الدنيا ،ستبقى ذكراهم العطرة حاضرة في وجداننا وخاطرنا ،عطاءً بثناء ووفاءً بوفاء ، حتى وان ظلت تعذبنا الذكرى