هنا الشارقة

أداء ونتيجة 
 
بعض الأسئلة الجدلية تكون اجابتها المنطقية معروفة سلفاً، لكنك مع ذلك تستمتع بما يثار حولها من آن لآخر، والسر في ذلك يكمن في "من" يتحدث وليس في "ما" سيجيب به على هذا السؤال أو ذاك، ومن هذه النوعية كان السؤال الجدلي في عالم كرة القدم ، اللعبة الشعبية الأولى في العالم، الذي يفاضل بين "النتيجة والأداء"، والذي يحلو لبعض المحللين أن يستعينوا بمدلولاته عندما يتحقق الفوز في غياب الأداء والعكس ، إذ يرون العزاء في الأداء الجميل الذي يمتع الجمهور ، "متناسين" أو بالأحرى "متجاوزين" لحقيقة أن الحالة النموذجية تستوجب أن يكون الفوز مشفوعاً بأداء ممتع ،وإلا سيفقد منطقه والقناعة به .
 
**من هذه الزاوية استمتعت بردود النجمين "كاكا والنني " في الندوة الرمضانية التي نظمها مؤخراً نادي الشارقة للصحافة، صحيح أنهما اتفقا في وجهة النظر باتجاه الإجابة المتوقعة ، لكن كان لكل منهما أسلوبه في التعبير، كما كان واضحا تأثر كل منهما بتجاربه وخبراته مع منتخب بلده والأندية التي لعبا لها ، خصوصا عندما تطرق النقاش لآرائهما في أفضل اللاعبين والمدربين والفرق وخططهما بعد الاعتزال ،فـ "كاكا" بدا قانعاً متشبعاً بما قدمه مع "السيليساو" والريال وميلان وغير مستعد للتضحية بالوقت السعيد الذي يقضيه مع عائلته ، بينما كان "النني" المتطلع لفوز فريقه أرسنال ببطولة الدوري الإنجليزي متحفزاً للغاية وعاقد العزم على اكمال مسيرته في مجال التدريب ،ربما ليحقق نصيباً أكبر من الشهرة والنجاح .
 
**وبجانب اللباقة أعجبت برصدهما معا لمفردات ثقافة جديدة في جماليات اللعبة تقوم على السرعة واللياقة والمهارة الجماعية ،التي تقضي باشتراك كل اللاعبين في منظومتي الدفاع والهجوم، وأيضا اتفاقهما على أن جمهور اللعبة بدوره تغير كثيراً، وأصبح يتذوق هذا التطور ويقدره في مقام المفاضلة بين الفرق وبعضها ،فيقارن بين "تكتيك" وآخر بموجب نتيجته ،فلا ينبهر كثيراً بمهارة تستهدف الاستعراض والمتعة من دون أن تحقق للفريق الفوز .
 
**ومع ختام الجلسة ..اختمرت في رأسي أفكار كثيرة لورش عمل باتجاه ضرورة تثقيف اللاعبين وتأهيلهم بالمراحل السنية المبكرة، لمواجهة تحديات المستقبل التي ستكون أكبر وأصعب في الملاعب وخارجها ،وحرصت على تهنئة الأخ طارق علاي مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، لأن "فريق المكتب"، بالموضوعات والضيوف ومحصلة النسخة الـ 12 لجلساته الرمضانية فاز على منافسيه، وظفر عند الجمهور بالأداء والنتيجة معا .