هنا الشارقة

رسالة رئاسية تاريخية 

اذا قال قائل أن "الشرجاوية  محظوظون "، سأقول له بملء الفم :"نعم" ،لكن ليس بسبب الفوز ببطولة الكأس الغالية ،وانما لأننا شرفنا بلقاء سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة وسيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بعد تحقيق اللقب في أقل من أسبوع، فهذه ،بحق، لحظة تاريخية فارقة جعلت للكأس العاشرة ذكرى خالدة مدى الحياة ، فكل من شارك في الإنجاز وحظى بشرف الاستقبال سيبقى في باله كل ما وجده من حفاوة وود وتواضع وبشاشة وتقدير ، وكل ما يمكن أن يدرجه المرء من صفات جميلة تحت عنوان  "النبل وكرم الأخلاق" .

 

لقد حظينا عملياً بوسام رفيع المستوى، ارتفعت به مؤشرات الطاقة الإيجابية في نفوسنا إلى مداها، وشعرنا في حضرة سموه بأننا نحلق فوق السحاب، وأن الواقع أجمل بكثير من الخيال، ومع حفاوة الاستقبال والكلمات الحانية والمشاعر الجميلة والنصائح الغالية التي خصنا بها سموه ،كانت المحصلة "رسالة رئاسية تاريخية " أخذت مكانها في قلوبنا جميعاً قبل أن تعرف طريقها إلى عقولنا ، وان شاء الله ستكون حافزاً لمواصلة السعي والعمل والعطاء داخل الملاعب وخارجها ، لتحقيق المزيد من الإنجازات ، لا لشيء يخص الإنجازات في قيمتها وحقيقتها ، وانما لنحظى مجدداً بمثل هذا اللقاء الرائع في مقامه ومنزلته.

 

 واحقاقا للحق ، لم نكن المحظوظين وحدنا  فقد حظيت الساحة الرياضية بجملة من الدروس والعبر ما بين قصري "البحر والبديع" ، دروساً صنعتها التجارب والخبرات ،وصقلتها القيادة والمسؤولية، وحملت معانيها إلينا "مدرسة الأخلاق والإنسانية " التي يعتلى منبرها بجدارة واقتدار الرئيس الرشيد والحاكم الحكيم، فالمبادئ والقيم والمثل العليا أسمى وأعلى من الألقاب والبطولات، وما بيننا من صلات وعلاقات أغلى وأبقى مما يولده التنافس والتناحر لاعتلاء المنصات، والمجد الحقيقي يتحقق عندما يجتاز أي فريق ، الدائرة المحلية الضيقة إلى الآفاق الدولية الواسعة، ويا ليت قومي يعلمون  .

 

 الكلمات التي سمعتها، حقا ً،ليست كالكلمات وستظل معانيها محفورة في الخاطر والوجدان ،..والتبريكات التي تلقيتها من "العيناوية" ليست كباقي التبريكات، لأنها من قيادات منافس كبير وعريق،.. والكأس العاشرة بما حملته من أفراح ومسرات وذكريات  ستكون بعون الله وتوفيقه وقوداً لتحقيق مزيداً من الإنجازات، ومن يدري؟ فربما تكون المحطة القادمة ،أيضا، مع العين بالذات