هنا الشارقة

بطولة إستثنائية 

تعودنا في تنظيمنا للبطولات الدولية على ما يخص الفريق الأول بأي لعبة،فهو الأشهر وهو الذي يستقطب الجمهور،وهو أيضا الذي قد يحفز الجهات الراعية للتمويل ووسائل الاعلام للتغطية أكثر من سواه ،وهذه ثقافة سائدة ومتعارف عليها لتحقيق الفائدة المرجوة من الدعاية والترويج للبطولة أيا كانت، ولكن ماذا إذا كانت الرؤية من الأساس غير ذلك ؟ وماذا إذا كانت المصلحة الوطنية تقتضي شيئأ آخر؟ وماذا إذا كانت الفرق الأولى "شبعانة" بطولات ودعاية ووصلت بمستواها الى سقف لا نرى سقفا بعده !؟
كان لا بد من هذه المقدمة حتى أصل بكم إلى الرؤية التي حكمت توجه المجلس الرياضي في تنظيمه لبطولة لشارقة الدولية لشباب السلة،تلك البطولة التي وجهنا بوصلتها إلى لعبة غير كرة القدم الأثيرة بكل شيئ ..ونحو فرق المراحل السنية "المنسية" التي لا يحفل بها أحد، ولا أدعي بأي حال أن تلك الرؤية من بنات أفكارنا، فهي من لحظة ميلادها تخص سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ،حيث تقضي توجيهات سموه بالاهتمام بالمراحل السنية المبكرة،باعتبارها الأرض الخصبة لزرع الثقافة ورفع المستوى،وما كان منا إلا ان سعينا لترجمة توجيهات سموه فكانت تلك البطولة التي وصلت "بحمد الله" إلى سنتها ونسختها الرابعة .
في مدينة خورفكان حاضنة البحر والسهل والجبل ، القت بطولتنا مرساها بعد أن وجدت كل ما تحتاجه من دعم واهتمام ورعاية فيها ، من ناد كبير توفرإدارته الإمكانات بسخاء ،إلى صالات مجهزة للتدريبات والمباريات من الصباح للمساء، إلى جمهور كريم يحتفي بالضيوف أينما حلوا وبالمشاركين أينما لعبوا، وبالإضافة إلى هذا وذاك، مرافق ومنشآت ومزارات سياحية على أعلى مستوى، وطقس شتوي رائع لا يجدوه إلا بالساحل الشرقي هنا،..وهاهي المحصلة تجسدها الأرقام بالورقة والقلم ،فبين ايدينا 450 لاعبًا ولاعبة يمثلون 34 فريقًا من 7 دول ،وهناك 3 مدارس أوروبية من أكاديميات أسبانيا وصربيا وروسيا عوضا عن المدرسة العربية التي تمثلها فرق مصروالأردن وسوريا ولبنان .
انها حقا "بطولة استثنائية" في كل شيئ حظيت به،وإذا كانت حققت لأبنائنا وبناتنا غاية تنافسية مهمة من خلال الاحتكاك بالمدارس التدريبية الأخرى ، فإنها في الوقت نفسه فتحت لهم آفاقا واسعة مع نظرائهم لتبادل العلوم والثقافات، واكتساب التجارب والخبرات، وان شاء الله بالتعاون المثمر وبأخلاص العطاء ستتواصل دورات البطولة لتحقق غايتها الثقافية والرياضية على حد سواء.