هنا الشارقة
الغاية الأسمى
هل تساءلنا كرياضيين بوجه عام، أو كمسؤولين بوجه خاص عما نستهدفه من الرياضة؟ السؤال يبدو بسيطًا، لكنه في الحقيقة بغاية التعقيد، وأكبر دليل على ذلك أننا عندما نتوقف لبحث أسباب اخفاقة أو انتكاسة ما نعيد على أنفسنا السؤال نفسه، وكأننا لا نعرف مانريده بالضبط؟ وتجد من يتحدث عن قطاع البطولات التي تعكس تقدم الدولة وتحضرها، ومن يتحدث عن بناء الانسان وتأهيله بدنيا واشباع هواياته وشغل وقت فراغه، وأيضاً من يتحدث عن دورها في تطور المجتمعات ونهضتها وسعادة الناس ورضاها لأن ممارسة الرياضة تتكفل بتحقيق كل ذلك وأكثر، وإذا اتفقنا على أن كل هذه الأهداف حاضرة طول الوقت، ففي مرحلة تالية ستتحول دفة السؤال نحو فقه الأولويات بالنسبة إلى كل منها، وأيها أجدر وأحق بالتقديم على حساب الآخر؟
أرجو ألا أكون قد سببت الحيرة لأحد بهذه الأسئلة المتوالية، لكن سؤال البداية "البسيط المعقد" سيبقى حاضرًا شئنا أم أبينا، في ممارستنا للرياضة فرديًا وجماعيًا، وفي خططنا لتنظيم وإدارة أنشطتها وفعالياتها المختلفة.
وفي الشارقة بالذات للرياضة من هذه الوجهة رؤية خاصة رسم حدودها وحدد معالمها سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الإمارة "حفظه الله ورعاه"، وإذا رصدنا توجيهات ونصائح سموه، وأيضاً المداخلات التي تتم عبر "الخط المباشر" لقناة الشارقة بأوامر محددة، ووضعناها جميعاً إلى جانب بعضها البعض سنجدها في مجملها تكرس وتعظم بناء الأنسان أولًا، وأنها تذهب في اتجاه بدنه وعقله معًا، ليتسلح بالعلم والثقافة والقيم والمثل العليا بجانب بناء جسمه واشباع هوايته، أما البطولات والألقاب فتأتي بعد ذلك أو لا تأتي، لكنها، كما نلحظ، يحظى دومًا أصحابها بالتقدير والتكريم من سموه.
وفي المجلس الرياضي، نسعى لتحقيق تلك الأهداف وفق أولوياتها، لنصنع أجيالاً من الكوادر والقيادات المؤهلة والمشبعة بتلك الأفكار، وفي العام الماضي كانت بين أيدينا 16 فعالية للرياضة المجتمعية و12 فعالية مجتمعية صرفة، وكانت مؤشرات رضا المشاركين نسبتها 92%، ما يبرهن أننا -بحمد الله وتوفيقه– نمضي على الدرب الذي شقه وعبده سيدي الحاكم الحكيم
والرسالة الباقية أن البطولات كثيرة ولا نهاية لها، ولن تدوم لأحد أو يحتكرها فريق للأبد، إنما منظومة العلم والثقافة والأخلاق بأي مجتمع تبقى وتدوم وتتوارثها الأجيال، وهي "الغاية الأسمى"..وليت قومي يعلمون