هنا الشارقة
إستدامة شرقاوية
من المرة الأولى التي طالعت فيها مسمى"الاستدامة"، ارتبط معناهاعندي بحفظ النعم التي أنعم بها الله علينا بوجه عام، فحتى تستديم النعم لا بد من شكر الله عليها،ولأن الشكر لا يكون إلا بالقول والعمل معًا،كان واجبًا علينا في سبيل استدامة كل ما حولنا من نعم، أن نحمد الله ونشكره عليها قولًا، وأن نتحري وسائل استثمارها والمحافظة عليها عملاً
ولذا عندما ورد ذكر الاستدامة كمحور وهدف في استراتيجية دولة الامارات حتى عام 2030 ،وعندما تم اعتبار عام 2023 عامًا للإستدامة ، لم تكن تداعيات الاستدامة غائبة عن رؤيتنا في مجلس الشارقة الرياضي ، خصوصًا وأنها كانت حاضرة كمبدأ ومفهوم، وكثقافة مجتمعية شاملة في استراتيجية الإمارة ،وبالتالي أخذت الاستدامة مكانها بسلاسة وتلقائية في خطة عمل المجلس الممتدة حتى عام 2031 ،وجاء ذكرها صريحًا واضحًا محددًا في الرسالة التي تستهدف "ابتكار مستقبل رياضي ثقافي متميز ومستدام للشارقة، من خلال اعداد قيادات اماراتية وعمل شراكات فعالة تضمن تحسين جودة الحياة"
وبالأمس ، كان معهد الشارقة للتراث مسرحًا لتتويج الفائزين بالجائزة التي أطلقها المجلس احتفاءً بعام الاستدامة ،وكان في الوقت نفسه شاهدًا على سبق رياضي في هذا المجال الذي ربما يصعب على البعض أن يجد فيه سبيلا للاستدامة، لكن الحال في الشارقة "غير"، فقد عاش 20 ناديًا رياضيًا ومتخصصًا بالامارة ثقافة الاستدامة بكل تفاصيلها، من خلال سبعة معايير شملت :الاخلاقيات والقيم ،الحوكمة والإدارة ،التدريب والتمكين ، الشراكات والتنمية، الأثر الاجتماعي، الأثر البيئي، والأثر الاقتصادي،وكان الفوز بدرع التفوق العام من نصيب "الحمرية"على مستوى الأندية الرياضية،و"الشارقة لرياضات الدفاع عن النفس" بين الأندية التخصصية.
ودعوني أعترف لكم،بأن سعادتي بالمردود الثقافي للجائزة أكبر بكثير من سعادتي بمحصلتها التنافسية، خصوصًا بعد أن علمت من الأخت مريم الحوسني رئيسة الجائزة"مدير ادارة الاستراتيجية وتطوير الأداء" أن اجتهادات الأندية أسفرت عن ابتكارات خلاقة عديدة، أذكر منها على سبيل الاستدلال: مشروعات للزراعة المائية، ولتدوير الخردة،وللمراقبة بحافلات المدارس، بالإضافة إلى ابتكارات رياضية وبيئية كفلت لنا 33 ملكية فكرية لحقوقها ، وبالطبع ماكنا سنعرفها أو ندركها لولا تلك الجائزة .
أخيرًا ، الشكر مستحق لفريق العمل الرائع الذي تولى المهمة الصعبة ، والتهنئة من القلب للأندية الستة التي اعتلت منصة التتويج، وكل الامتنان لجميع المشاركين الذين تباروا في الجائزة ،فبهؤلاء وأولئك كانت "الاستدامة الشرقاوية" على أفضل مايكون ،"والحمد لل