هنا الشارقة

المنتخب دائما و أبدا 
 
نردد كثيراً مقولة "أن التاريخ يعيد نفسه" ،لكن الحقيقة أننا من نعيد أحداثه بملء إرادتنا عندما نستعمل نفس المدخلات ثم ننتظر مخرجات مغايرة، فهكذا فقط نصادف النتائج نفسها فيعيد التاريخ نفسه.
 
ومع بطولة كأس آسيا التي تجدد تواصلنا معها في نسختها ال18 بالدوحة، اختلفت كثيرًا لا قليلاً مدخلات المشاركة هذه المرة، ولذا اتطلع مثلما هو الحال مع كل عشاق "الأبيض" إلى تحقيق حلم الظفر بذاك اللقب القاري الذي مازال صعبًا عنيدًا، ولا أقول مستحيلاً، صحيح أننا كنا على مقربة منه في أبوظبي 1996، عندما بلغنا المباراة النهائية أمام الشقيقة السعودية وخسرنا بالضربات الترجيحية، وصحيح أننا كنا كذلك، قاب قوسين أو أدنى منه في نسختي 2015 و2019 عندما بلغنا الدور قبل النهائي، إلا أن الأمل سيظل قائمًا وموصولًا ومتجددًا، لأن لكل بطولة ظروفها ومعطياتها، وأيضا لأن، منتخبنا ليس هو نفسه الذي كان في كل المرات السابقة، فالإدارة "غير"، والتشكيلة "غير"، والجهاز الفني "غير"، وكل هذه المتغيرات ربما تكون محصلتها في النهاية "غير" كذلك، فلربما آن الأوان.. من يدري؟ .
 
تماشيًا مع الحملة التي أطلقها أتحاد الكرة لدعم المنتخب، والتي تدعو الجماهير لمؤازرته تحت شعار "فالكم الفوز" أسجل أنني في زمرة المتفاءلين المستبشرين، ويحفز هذا الإحساس أن معالي الشيخ حمدان بن مبارك الرئيس الحالي لمجلس إدارة اتحاد الكرة كان على رأس اللجنة المنظمة العليا عندما عانقنا لقب كأس الخليج للمرة الأولى في خليجي 18 عام 2007، وقد كان بدوره لقبًا عزيزاً حتى ذلك الحين، والمسألة ليست تفاؤلاً لمجرد التفاؤل، فهناك رؤية مختلفة جديدة، وكل ما رأيناه منذ تولى معاليه قيادة الدفة يدعو لذلك، خصوصًا في عروض المنتخب ونتائجه التي لم تشهد إلا خسارة واحدة مقابل 6 انتصارات.
المنتخب ليس واجهة كرة القدم وحدها، أنه واجهة رياضة الامارات بأكملها، ومن هنا تعظم المسؤولية التي يجب ان نتعاون في حملها مع اتحاد الكرة، نعم قد تتباين الطموحات، ونعم قد تختلف التقديرات بخصوص حظوظه، لكن الأكيد الذي لا خلاف عليه، والذي لا مجال للمزايدة فيه من أحد على آخر، هو حبه ودعمه وتشجيعه إلى مالانهاية، مهما كانت ظروفه وأحواله، فالمنتخب ليس أولاً بموجب الأولويات، وإنما "دائما وأبدًا" لأنه رمز الوطن، وحب الوطن راسخ في القلوب