هنا الشارقة

صقارين سلطان 
 
هل هناك رياضة أيا كانت طبيعتها ليس لها نادي في الشارقة ؟
الإجابة الحاضرة بكل ثقة هي : "لا يوجد" .. فما من رياضي يهوى رياضة ما تراثية أو حديثة إلا وسيجد ضالته المنشودة وفق أفضل وأعلى معايير الخدمة والجمال والجودة ، ولعل نادي الشارقة للصقارين الذي افتتحه مؤخراً سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في منطقة البرير خير شاهد على ذلك ، فهو واحد من جملة أندية، وصرح من بين صروح رياضية عديدة تزهو وتزدان بها الإمارة الباسمة في أنحائها كافة، ناهيك عن أنه متميز بمساحته ومرافقه وامكاناته وتجهيزاته التي تجعله فريدًا من نوعه على مستوى العالم ، بالنسبة لهذه الرياضة التراثية العريقة.
**كانت اللحظة تاريخية والمناسبة مهمة والزيارة غنية بكل ما يسر الأعين، فالنادي الجديد منارة تراثية بكل معنى الكلمة، ومعلمًا حضارياً يحفظ للإمارات ارتباطها الوثيق بإرث الآباء والأجداد، ولا أغالي إذا قلت أنه يتجاوز بمرافقه وخدماته حدود النادي الرياضي ليصبح متحفًا ومزارًا يقصده السائحون، فالعالم الخاص بتربية الصقور جدير باستكشافه، وفيه من العلوم والمعارف والخبرات ما يبهر ويمتع ويسلي، وأكثر ما أسعدني أنني رأيت أجيالا جديدة من الطلاب تقبل بشغف على رياضة الصيد بالصقور، كما رأيت أبطالاً وأعلامًا لهم صولات وجولات محليًا ودوليًا، ما يعني أن تواصل الأجيال مستمر وأن القدوة حاضرة لأبنائنا، وأن شجرة التراث مصونة من جذور الماضي الجميل إلى أغصان وفروع المستقبل الواعد بالأزهار والثمار.  
** ولا أعتقد ، بعد ما رأيته في الجولة الاستكشافية، أن هناك شيئا يخص الصقور والصقارين ليس له جناح أو قاعة أو مرفق في هذا النادي: من التدريب إلى التنافس ..ومن التربية إلى التكاثر ..ومن الدراسة إلى الثقافة .. ومن الهواية إلى الاحتراف ، فكل ما يرد بالخاطر موجود وحاضر بأجمل صورة وأحدث تقنية .
**الحمد لله حمدًا مباركًا كثيرًا على هذه النعم التي ينعم بها الرياضييون في الشارقة، واللهم اجعلنا من الشاكرين المقدرين لها ،ومن المجتهدين الناجحين في حفظها واستثمارها لأبنائنا من بعدنا .. ومن قبل ومن بعد الحمد لله على نعمة "سلطان" الوالد القائد والحاكم الحكيم ، فلولا رؤيته البعيدة وحكمته السديدة ما كانت تلك الصروح التي نسعد ونستمتع بها في كل مجالات الحياة، فاللهم بارك لنا في عمره وعمله وأهله .."آمين".