هنا الشارقة

مئوية غير عادية 

بعد يومين ستنطلق فعاليات لا أول ولها ولا آخر في الشارقة ، احتفالاً بمرور مائة عام على مكتباتها العامة ، ولسوف تستمر الفعاليات عبر برنامج حافل لمدة عام كامل، ولا عجب ولا غرابة في ذلك فالمناسبة تستحق ،وإذا كانت المكتبة هي بيت الكتاب ومورد الثقافة ومنهل العلم ومنبع المعرفة ،فالشارقة هي الأم الحاضنة بكل الدعم والحب لهذا البيت وهذا المورد وذاك المنهل وذاك النبع، وحاكمها سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى ، هو صاحب مشروعها الثقافي الكبير الذي امتد أثره وتأثيره من المستوى المحلي إلى الإقليمي والقاري والدولي .
 
**تأتي احتفالية الإمارة الباسمة بمئوية مكتباتها لتؤكد ريادتها في عالم الثقافة والمعرفة ،ولتعزز بها كل مكتسباتها في هذا المجال الذي توجت فيه بالعديد من الجوائز والألقاب التي تكافئ عطائها المتنوع والمتجدد عبر عقود من الزمان ، فالمكتبة القاسمية التي "ضخّ قلب الشارقة" علومها ابتداء من عام 1925 ،اتسعت وتشعبت شرايينها في أرجاء الإمارة كافة لتغذي أجيالًا وأجيالاً بكل ألوان ومجالات المعرفة ، كما رسخت عندهم جميعاً أن العلم أساس التنمية، وأن المكتبة ركنًا رئيسيًا في البناء الثقافي للإمارة .    
 
**والمناسبة التاريخية تستدعي من ذاكرتي صورًا عدة، كان فيها الكتاب حاضراً طول الوقت، إما في مراحل الدراسة أو في مطالعاتي الخاصة التي جعلتني أدمن القراءة ،حتى أشبع نهمي وشغفي بكل ما يخص مهارات القيادة والتنمية الذاتية ، ومن الاستعارة في البداية إلى الشراء والاقتناء في مرحلة تالية أصبح لدي مكتبة، لي مع كل كتاب فيها رحلة وقصة وذكرى، وبعضها بمجرد أن أرى غلافه أو اقرأ عنوانه أتذكر محتواه ،وهناك عبارات لكتاب معينين لا تبرح ذاكرتي أبدا واستشهد بها كثيرا في الندوات التي أشارك فيها، وبخاصة كاتبي المفضل "جون ماكسويل" الذي تحتل كتبه أكبر مساحة في مكتبتي .
 
**ولا اعتقد أن المكتبة وكتبها بحاجة إلى حافز من أي نوع عند أبناء الشارقة ،فنحن كما يقال، تربينا على حبها ، ورغم ذلك، نحرص في المجلس الرياضي على دعمها وتكريس عادة القراءة في كل أنشطتنا ، وبخاصة تلك التي تستهدف بناء الكوادر والقيادات ، وقطعا وبالتأكيد سيكون للمجلس ولأندية الإمارة، التي تزهو بمسماها" الرياضي الثقافي" دورها واسهاماتها في الاحتفالية الشرجاوية بالمكتبات ،لأنها حقا مئوية غير عادية.