هنا الشارقة
الحلم حقيقة
"كان حلمًا فخاطرا فاحتمالا ثم أصبح حقيقة لا خيالا".. هذا ما حدث معي بالنسبة إلى انجاز الرباعية التاريخية للملك الشرجاوي، ففي وقت ما سرحت بخيالي وتمنيت تحقيق الألقاب الأربعة، وها هو الحلم حقيقة يزهو بها كل أبناء الإمارة الباسمة، وأجمل ما في انجازات الشارقة بوجه عام أنها تشمل إمارة بأسرها، من العائلة القاسمية الكبيرة بحاكمها الحكيم سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، وحرمه سمو الشيخة جواهر صاحبة القلب الكبير، وولي عهده ونائبيه الذين يتابعون كل صغيرة وكبيرة، إلى كل بيت وكل أسرة وكل مشجع في مختلف مدن ومناطق الشارقة، وحقا "تسوا الكثير" هذه الفرحة الغامرة الشاملة
كان مساء السبت الماضي حافلًا وغير عادي بالنسبة إلى الشرجاوية جميعاً، فقد حمل إلينا في ساعات قليلة إنجازات عدة، صنعت في مجملها أجمل ختام لهذا الموسم الغني بألقابه وبطولاته، فإلى جانب رباعية الكرة التي اكتملت بكأس مصرف أبو ظبي، كانت في كرة اليد الكأس العاشرة لصاحب السمو رئيس الدولة التي ظفر بها الشارقة للمرة الخامسة على التوالي، وعلى بساط الكاراتيه كانت هناك أيضا ثنائية غير مسبوقة بتحقيق كأسي رئيس الدولة في الكاتا والكوميتيه وانتزاع درع التفوق العام، ومع توالي الإنجازات وتنوعها في مختلف الألعاب، من السهولة بمكان أن نستدرك الثقافة العامة التي تحكم الأداء الرياضي في الشارقة فالكل على قلب رجل واحد، وإدارات النادي الملكي بمختلف تخصصاتها، برهنت على درايتها وحنكتها، وعسانا في هذه اللحظة بالذات نكتشف أحد أهم العائدات التي خلفها قرار الدمج الشهير في 2017 عندما أصبحت الإمارة كلها خلف ناد واحد يحمل اسمها.
لن أدعي أن القلق لم يساورني عندما حكمت الظروف بلقاء العين للمرة الثالثة هذا الموسم، فهو فريق كبير ويتحلى بكل سمات الزعامة بحق، لكن في المقابل كانت ثقتي كبيرة في المنظومة الحالية لـ "الملك" وما تتمتع به من روح وانسجام، ومدرب أقل ما يقال عنه أنه "داهية" في قراءة منافسيه وتحضير لاعبيه، ولذا حتى عندما تقدم الزعيم أولاً توقعت العودة إلى المباراة، ولم يكن ذلك من باب التمني، وإنما بما رأيته من تفوق شبه دائم وفرص لم تحل دون تسجيلها سوى العارضة والقائم .
ولا يسعني في هذه الخاتمة، إلا أن أدعو الله ليديم أفراحنا، ويمكننا دومًا من تحقيق أحلامنا.