هنا الشارقة
ثروات الغد
** في الوقت المناسب، طبعت الشارقة بصمتها وقالت كلمتها في كل مايشهده العالم من هواجس تؤرق حاضره وتهدد مستقبله، سواءً على صعيد المناخ الذي تقلبت أحواله بسبب سلوكات البشر، أو على صعيد الغذاء الذي تتناقص موارده بسبب الإسراف والهدر، وقد كانت الكلمة مدوية، من منصة عالية لمنتداها الدولي للإتصال الحكومي، الذي شرف بحضور سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة "حفظه الله"، وحظى بمشاركة 250 خبيرًا ومتحدثًا في مختلف مجالات الحياة .
** أعجبني للغاية الشعار الذي رفعه المنتدى"موارد اليوم ثروات الغد"، إذ حمل في طياته رسالته إلى الناس في كل بقاع الأرض كي يصونوا النعم التي أنعم بها العلي القدير علينا، حتى نأمن ونستمتع بحاضرنا ونستبشر ونتفاءل بمستقبلنا، واتسمت كلمة سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي نائب حاكم الشارقة رئيس مجلس الشارقة للإعلام في حفل الافتتاح بالبلاغة، وهو يؤكد أن الموارد لن تصبح ثروات إلا إذا أحسن البشر استثمارها بالعلم والتكنولوجيا، وأيضًا وهو يستشهد بقصة نبي الله يوسف "عليه السلام" بمصر في زمانها القديم، عندما كان قائمًا على خزائنها فحفظ القمح في سنبله سبع سنوات عجاف، ليقي أهلها ومن حولها من خطر الجوع والجفاف .
** ولا يمكن بأي حال أن يتم النظر إلى رسالة المنتدى وأثرها وتأثيرها بمعزل عن جملة الجهود والاسهامات التي تقوم بها الدولة في مختلف الاتجاهات، لنجدة المنكوبين وغوث اللاجئين ودعم المحتاجين، كما لا يمكن أن يتجاوز البصر ما دعا إليه منتدى "اكسبو الشارقة" ونحن على مرمى حجر من مدينة "اكسبو دبي" حيث تستضيف الإمارات بنهاية نوفمبر المقبل مؤتمر الأمم المتحدة لمواجهة تغيرات المناخ ”COP28" ففي بلدي الجميلة، بحمد الله وتوفيقه، وبفضل قيادتنا الرشيدة ورؤيتها البعيدة، تتضافر وتتكامل جهود كل المؤسسات لتقدم للعالم نموذجًا يحتذى به في التآخي والمحبة والسلام .
**وكمؤسسة حكومية، يعي مجلس الشارقة الرياضي دوره وسط مؤسسات الإمارة والوطن، ويدرك مدى تأثير الرياضة في زرع المفاهيم والأفكار والقيم، ولذا كانت ومازالت، وستستمر وتتواصل أنشطته وفعالياته المجتمعية التي تزاوج بين الثقافة والرياضة إلى ماشاء الله، وذلك ليس بفضل ولا منة، وإنما بإيمان راسخ وقناعة أكيدة بأن هذه هي الرسالة التي اؤتمنا عليها، وبأن كل ما سنبذله اليوم مع أبنائنا وبناتنا، هو فقط، الذي سيؤمن المستقبل، ويجعل موارد اليوم هي ثروات الغد.