المقالات

هنا الشارقة

سر الحصاد الشرقاوي

أكثر ما يسعد المرء أن يرى حلمه حقيقة ماثلة بين يديه ، خصوصًا إذا كان هذا الحلم قد مر من فضاء الخيال إلى عالم الواقع عبر خطة وعمل مبرمج لا بضربة حظ أو مصادفة، ومن هذه العينة الاستثنائية كانت ومازالت السلة الشرجاوية تحصد الغلال والثمار من عام إلى عام، بعد أن زرعت جيداً في مواسم الجدب والجفاف، واستثمرت طاقات البراعم والأشبال الصغار بأفضل سبل الاستثمار، وبحمد الله وتوفيقه، كانت فرحة جمهور الإمارة الباسمة بالعيد مضاعفة مرتين بعد أن تزامن معه تحقيق بطولتين، الأولى عندما انتزع الفريق الأول للرجال لقب كأس الاتحاد على حساب شباب الأهلي للمرة الثالثة، والثانية عندما ظفر فريق الشباب بدرع بطولة الدوري على حساب النصر للمرة التاسعة في تاريخه .

ولا يمكن بأي حال أن ينظر لهذه الإنجازات بمعزل عما يحدث على صعيد المراحل السنية منذ سنوات، أو أن يتم التقييم من منظور ضيق يخص الفريق الحائز على اللقب ،فمع كامل التقدير للاعبين وأجهزتهم الإدارية والفنية على أدائهم المتميز، نحن أمام منظومة متكاملة، كل عنصر فيها يكمل ويتمم الصورة الجميلة التي بين أيدينا ، وأجمل مافي هذه الصورة وتلك المنظومة، أن الكل يعمل بتفان وإخلاص ونكران ذات ، دون مباهاة أو غرور أو ادعاءات.

 وبصراحة لم أقصد من الزراعة في مواسم الجدب والجفاف، سوى الإشارة إلى الرؤية الاستراتيجية البعيدة التي تمتع بها سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، عندما هبت موجة الاحتراف على رياضة الامارات، حيث كانت توجيهات سموه صريحة واضحة بضرورة المحافظة على كيانات الألعاب الجماعية بكل مكتسباتها في مرحلة الهواية، دون مساس بموازناتها وعناصرها وامكاناتها، في الوقت الذي عصفت فيه هذه الموجة العاتية بنسب ودرجات متباينة على مقدرات تلك الألعاب في معظم الأندية لصالح كرة القدم .

انها رؤية ثم خطة وعمل ومثابرة، من القمة الرفيعة إلى القاعدة العريضة، ببرامج مستدامة تشمل معسكرات ومشاركات وابتعاثات خارجية لصقل الموهوبين بالمهارات، عوضا عن البطولات الدولية التي يحق لنا أن نباهي بها، وهي تقام خصيصًا لتلك المراحل السنية، وكل الشكر والامتنان لفرق العمل في المجلس والأندية، على التعاون والإنسجام والتفاني وسرعة التلبية، فلولا تضافر الجهود بهذه الصورة ماكان الحصاد الشرجاوي بهذا الثراء وذاك الغنى، "والحمد لله" من قبل ومن بعد .

هنا الشارقة

عيدكم مبارك 

"الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا .. وسبحان الله بكرة وأصيلا " ، ،ككل شيئ جميل انقضت بسرعة أيام شهر رمضان المبارك، وها هو عيد الفطر يجمعنا لنهلل ونكبر ونحمد الله بكرة وأصيلا ، فاللهم تقبل صيامنا وقيامنا واختم بالصالحات أعمالنا ،وأتمم نعمتك علين، وبارك لنا في قائدنا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة ونوابه وأصحاب السمو حكام الإمارات، واحفظ لدولتنا أمنها واستقرارها ورخائها .. "آمين يارب العالمين" .

** كان فضل الله علينا عظيمًا في الشهر الكريم، وبحمده وفضله سبحانه وتعالى ، كانت الشارقة وأهلها كالعهد بها وبهم في إحياء أيامه ولياليه، في العبادة والتقرب إلى الله بالإحسان وفعل الخيرات، وأيضًا، بممارسة الرياضة واشباع كل وأي هواية من خلال البطولات والدورات الرمضانية، حيث اجتهدنا في المجلس الرياضي لتكون الرياضة ثقافة وأسلوب حياة، قبل الإفطار وبعده في الشهر الفضيل، مثلما هو الحال في بقية شهور العام، وهذه واحدة من أهم توجيهات سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الإمارة، حيث تلعب الرياضة دورها في بناء الإنسان وإعداده وتأهيله من خلال منظومة القيم والمثل العليا التي تدعو إليها وتكرسها عند ممارسيها.

** وقد كانت سعادتي كبيرة بكم وكيف البطولات والدورات التي شهدها الشهر الفضيل ،فإلى جانب الأنشطة المجتمعية التي نفذها المجلس بشكل مباشر في 50 موقعًا ومنطقة عبر برنامج "رياضة قبل الإفطار"، أو بشكل غير مباشر من خلال الرعاية أو الإشراف ، كانت مدن الإمارة التسع متوهجة بعشرات وعشرات من الفعاليات المتنوعة، تبارت في إحيائها الهيئات والمؤسسات الحكومية والخاصة، وأجمل ما تجلى في هذا المشهد الرياضي الحافل، أن كل المبادرات تمت بحب واخلاص دون املاءات، وان التنسيق والتعاون كانا حاضرين على أعلى مستوى من خلال الأندية والجمعيات.

** والذي أدعوكم لاستدراكه في هذه المحصلة المدهشة التي تكفلت بإشباع معظم الهوايات والاهتمامات، هو تلك الخارطة العبقرية التي تتميز بها الإمارة من حيث الفرجان والضواحي والقرى والمجالس البلدية، فهي منظومة مستهدفة وممنهجة منذ البداية حتى يشمل الدعم والاهتمام جميع القاطنين والمقيمين، ولولاها ماكان لهذا النجاح وذاك الرواج أن يتحققا بهذه الصورة الجميلة في مختلف الفعاليات والأنشطة، فاللهم بارك لنا في حاكمنا الحكيم صاحب الرؤية البعيدة والحكمة السديدة ،واجزه عنا خير الجزاء ..ودائمًا وأبدًا بإذن الله "عيدكم مبارك" .  

هنا الشارقة

عيال مير 

اشتركنا في حبهما واتفقنا على استحقاقهما، فكانت المبادرة موفقة وسريعة إلى تنظيم الحفل، ثم كانت الرعاية الكريمة من سمو الشيخ عبد الله بن سالم القاسمي نائب حاكم الشارقة ، ثم كانت الاستجابة العريضة التي رأيناها من أجيال عديدة شملت المؤسسين والمعاصرين والمحدثين في كرة القدم والرياضة بوجه عام،.. هكذا باختصار خرجت إلى الوجود فكرة الاحتفاء بشفاء التوأمين "عيسى مير وابراهيم مير" نجمي الشارقة والمنتخب في العصر الذهبي للعبة ، فهي كانت على أرض الواقع تظاهرة حب قبل أي شيئ آخر ، ومن حضر الحفل وعاش لحظاته الدافئة سيدرك أن المحبة كانت القاسم المشترك في كل المشاعر، وأن البسمة كانت طبيعية على كل الوجوه رغم اختلاف الأجيال والانتماءات والجنسيات.

نعم .. كانت تظاهرة حب بالأساس، ولنا أن نتوقف عندها الآن لنتأمل بعض ثناياها التي ستخلد ذكراها، وبصراحة لا أدعي أن تفاصيلها كانت حاضرة في ذهني بهذه الصورة الجميلة وقتما ولدت الفكرة، فقد كان الواقع أجمل بكثير، ولعل سرها في أنها تمت بوقت يناسبها ويعظم من قدرها، بأمسية من أمسيات "رمضان" شهر الخير والبركة والمودة والرحمة، وأن النجمين يملكان نصيبًا كبيرًا من المحبة والتقدير في قلوب كل من عاشروهما أو شاهدوهما في الملاعب وخارجها، فهما بالإضافة إلى دماثة الخلق تركا بصمة واضحة في مسيرة كرة الامارات، ويكفي أن تقول "عيال مير" حتى تتداعى صفات الإخلاص والموهبة والتميز والذوق والأدب، وسواها من القيم الجميلة التي تربينا عليها ،والتي نحرص من خلال خططنا وبرامجنا، على دعمها في الأجيال الجديدة من الرياضيين .

 واحقاقا للحق، ما كان للحفل ان يحظى بهذا النجاح ،وأن يحدث أثره المطلوب عند "عيال مير" والضيوف جميعًا لولا حضور "بو سلطان " الأب الروحي للرياضيين في الإمارة، فتشريفه جعل المناسبة تظاهرة احتفالية بمعنى الكلمة، واحتفائه الكبير بالنجمين وبالحضور، وسعادة الجميع به ، كانت "من القلب للقلب" كما يقال ، ولذا كانت الصور التذكارية وتسجيلات الفيديو حاضرة طول الوقت تقريبا حتى تحفظ في ذاكرة الجميع جمال المناسبة بزمانها ومكانها ،لا سيما وأن نجاحها ولد قناعة أكيدة بضرورة تكرارها كل عام .

أخيرا وليس آخرًا.. نشكر من حضر ونعذر من اعتذر عن دعوة المجلس الرياضي لهذا الحفل الجميل الذي جمعنا وعزز اواصر محبتنا ولحمتنا، والذي تم فيه تكريم جيل بأكمله من خلال "عيال مير".

هنا الشارقة

ريادة التميز 

 

التميز الرياضي في الشارقة ليس مجرد هدف، انما هو ثقافة عامة تحكم عمل كل الأندية، ولذا عندما بادرنا إلى استئناف دورات جائزة التميز التي توقفت اضطراريًا بسبب جائحة كورونا، ارتأينا أن تعود بثوب جديد يواكب كل ماشهدته الساحة من مستجدات وتقنيات وتحديات، وكذلك كل ما شهدته من صنوف الجوائز الأخرى التي تكافئ المتميزين في الرياضة وسواها من المجالات، كما راعينا في مرجعيتها استراتيجية الدولة وتوجهاتها، وأيضًا استراتيجية الإمارة ورؤيتها، فكانت المحصلة في النهاية منظومة ببرنامج حافل يكافئ كل المبدعين في أدائهم ونتائجهم ، والأهم أن "التميز" لم يعد وحده معيار المفاضلة وانما "الريادة والتفوق" بالمقام الأول، ومن هنا جاء مسماها الجديد "جائزة الشارقة لريادة التميز".

 وبالطبع ماكان لهذه الجائزة أن تولد من البداية ،أو أن تعود عجلتها للدوران من جديد لولا النهج القويم الذي وضعه لنا الوالد والقائد الحكيم سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حيث الإعتبار الأول للأنسان بقيمه ومبادئه قبل امكاناته وقدراته، فوفق هذا المنهج تحقق الرياضة رسالتها كوسيلة وغاية معًا، كما تصبح ثقافة التميز ثقافة سائدة مستدامة .

 وقد جاءت المعايير الفنية التي اعتمدتها اللجنة المشرفة على الجائزة متماشية مع كل هذه الاعتبارات، لتكافئ الأندية والمديرين التنفيذيين والموظفين بمختلف التخصصات ، كما أضافت مؤخرًا فئة جديدة تخص الجنود المجهولين الذين يعملون من خلف الكواليس، حتى لا يكون هناك جهدًا مهمًا من أي نوع غير محسوس أو غير مقدر، ووفق البرنامج الزمني للجائزة ، سيتم استلام ملفات الترشح حتى نهاية شهر أبريل ،وبعدها تبدأ عمليات المفاضلة والتحكيم ،وفي شهر يونيو المقبل بإذن الله سنحتفل جميعًا بتتويج الفائزين بدورتها الأولى.

 أخيرا وليس آخرًا ..فمن الأهمية بمكان التأكيد على مبدأ مهم يحكم عملنا في المجلس الرياضي، ألا وهو أن النجاح مرهون بتضافر الجهود والعمل بروح الفريق ،فالجائزة في جوهرها تستهدف الإدارة بمعناها المطلق الممتد من إدارة الفرد لوقته وإمكاناته وقدراته إلى إدارة النادي لمنشآته ومرافقه وأدواته، ما يعني أن الانجازات لن تتحقق إلا في إطار يجمع بين التميز الفردي والتميز الجماعي، ولذا فان القناعة الراسخة لدينا أن البطولات والألقاب تأتي وتذهب ولن تكون حكرًا لأحد، لكنها في الوقت نفسه ستظل مقياسًا لمدى الإلتزام بمتطلبات التفوق والتميز..هكذا الرياضة ..وهكذا تكون الريادة .

التميز الرياضي في الشارقة ليس مجرد هدف، انما هو ثقافة عامة تحكم عمل كل الأندية، ولذا عندما بادرنا إلى استئناف دورات جائزة التميز التي توقفت اضطراريًا بسبب جائحة كورونا، ارتأينا أن تعود بثوب جديد يواكب كل ماشهدته الساحة من مستجدات وتقنيات وتحديات، وكذلك كل ما شهدته من صنوف الجوائز الأخرى التي تكافئ المتميزين في الرياضة وسواها من المجالات، كما راعينا في مرجعيتها استراتيجية الدولة وتوجهاتها، وأيضًا استراتيجية الإمارة ورؤيتها، فكانت المحصلة في النهاية منظومة ببرنامج حافل يكافئ كل المبدعين في أدائهم ونتائجهم ، والأهم أن "التميز" لم يعد وحده معيار المفاضلة وانما "الريادة والتفوق" بالمقام الأول، ومن هنا جاء مسماها الجديد "جائزة الشارقة لريادة التميز".

 وبالطبع ماكان لهذه الجائزة أن تولد من البداية ،أو أن تعود عجلتها للدوران من جديد لولا النهج القويم الذي وضعه لنا الوالد والقائد الحكيم سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حيث الإعتبار الأول للأنسان بقيمه ومبادئه قبل امكاناته وقدراته، فوفق هذا المنهج تحقق الرياضة رسالتها كوسيلة وغاية معًا، كما تصبح ثقافة التميز ثقافة سائدة مستدامة .

 وقد جاءت المعايير الفنية التي اعتمدتها اللجنة المشرفة على الجائزة متماشية مع كل هذه الاعتبارات، لتكافئ الأندية والمديرين التنفيذيين والموظفين بمختلف التخصصات ، كما أضافت مؤخرًا فئة جديدة تخص الجنود المجهولين الذين يعملون من خلف الكواليس، حتى لا يكون هناك جهدًا مهمًا من أي نوع غير محسوس أو غير مقدر، ووفق البرنامج الزمني للجائزة ، سيتم استلام ملفات الترشح حتى نهاية شهر أبريل ،وبعدها تبدأ عمليات المفاضلة والتحكيم ،وفي شهر يونيو المقبل بإذن الله سنحتفل جميعًا بتتويج الفائزين بدورتها الأولى.

 أخيرا وليس آخرًا ..فمن الأهمية بمكان التأكيد على مبدأ مهم يحكم عملنا في المجلس الرياضي، ألا وهو أن النجاح مرهون بتضافر الجهود والعمل بروح الفريق ،فالجائزة في جوهرها تستهدف الإدارة بمعناها المطلق الممتد من إدارة الفرد لوقته وإمكاناته وقدراته إلى إدارة النادي لمنشآته ومرافقه وأدواته، ما يعني أن الانجازات لن تتحقق إلا في إطار يجمع بين التميز الفردي والتميز الجماعي، ولذا فان القناعة الراسخة لدينا أن البطولات والألقاب تأتي وتذهب ولن تكون حكرًا لأحد، لكنها في الوقت نفسه ستظل مقياسًا لمدى الإلتزام بمتطلبات التفوق والتميز..هكذا الرياضة ..وهكذا تكون الريادة .

هنا الشارقة

 
حقا واعدون 
 
شعرت بسعادة غامرة في حفل تخريج الدفعة الثانية من برنامج "واعد" لإعداد القادة، ليس فقط لأنه أكثر البرامج التي أؤمن بأهميتها وجدواها، وانما لأنني رأيت بعيني وجوهًا متفائلة مستبشرة تبعث الأمل في المستقبل ،وسمعت بأذني آراءً وجيهة ملهمة تعد بكل ما هو أفضل ،في الرياضة وسواها من مجالات الحياة ،كان الحفل من فقرتين رئيسيتين .. الأولى تخص تسليم الشهادات لخريجي فئاته الثلاث :التنفيذية والواعدة والناشئة، أما الثانية - وهي بيت القصيد – فكانت جلسة حوارية شارك فيها أربعة من المنتسبين للبرنامج ،وبمخرجاتها التي بدت عفوية صادقة، أرى أنها كانت خير برهان على نجاح البرنامج وتحقيقه للهدف الذي انطلق من أجله .  
** "حميد الكندي، مايد الطنيجي، أحمد الكعبي" ممثلو الفئات الثلاث ومعهم "سعود الكتبي" الذي أدار الحوار مستأنفا دوره كعريف للحفل ،أتوقع لهم ولزملائهم الذين مثلوهم خير تمثيل في هذه الجلسة، أن يكونوا على مستوى الطموح وأن يكملوا بكل ثقة رحلة البناء والنماء فرديًا وجماعيًا، فكل منهم أوضح بما فيه الكفاية كيف استفاد علما وثقافة من البرنامج ،وكيف تطورت إمكاناته وقدراته ،وكيف أصبح أكثر قدرة على أخذ القرار المناسب في كل وأي موقف، ولعل التصفيق الذي انتزعته اجاباتهم من جمهور الحفل بعد كل سؤال قد عبر بجلاء عن تميزهم ونبوغهم .  
**ولأن كل خطوة تمهد لما بعدها في طريق النجاح ، كانت محصلة البرنامج ملهمة ومحفزة لتنفيذ أفكار كثيرة في نسخته الثالثة ،لا سيما وأنه وضح، وبما فيه الكفاية، ان الأجيال الجديدة من أبناء الإمارات، تتفاعل مع مستحدثات وتقنيات العصر بسرعة مذهلة، مما يجعلنا كمسؤولين في سباق مع الزمن حتى نلبي طموحاتهم من خلال الخطط والبرامج ،ومبدئيًا رسخت قناعة كبيرة بضرورة ان تتسع دائرة "واعد" أفقيًا من خلال تجمعات تنتشر في أنحاء الإمارة، ورأسيًا بتحديث الموضوعات وفتح الباب لاستخدامات الذكاء الاصطناعي ،وكذلك "جغرافيًا" بالخروج إلى المحيط الدولي لدعم التعلم والمعرفة بالتجارب والخبرات.
** "الحمد لله" على ارتفاع سقف الطموح من نسخة إلى أخرى، والشكر مستحق لفريق عمل البرنامج برئاسة الدكتور عبد الله عبد الرحمن ونائبه الدكتور نبيل عاشور على جدهم واجتهادهم ،وشكر خاص لصاحب فكرة الجلسة الحوارية في الحفل لأنها كانت فكرة مبدعة، ومن خارج الصندوق كما يقال ..ومع التهنئة والمباركة بحلول الشهر الكريم، أقول: "استبشروا خيرا بأبنائنا وبناتنا فهم حقًا مبدعون وحقًا واعدون" .
 

هنا الشارقة

صقارين سلطان 
 
هل هناك رياضة أيا كانت طبيعتها ليس لها نادي في الشارقة ؟
الإجابة الحاضرة بكل ثقة هي : "لا يوجد" .. فما من رياضي يهوى رياضة ما تراثية أو حديثة إلا وسيجد ضالته المنشودة وفق أفضل وأعلى معايير الخدمة والجمال والجودة ، ولعل نادي الشارقة للصقارين الذي افتتحه مؤخراً سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في منطقة البرير خير شاهد على ذلك ، فهو واحد من جملة أندية، وصرح من بين صروح رياضية عديدة تزهو وتزدان بها الإمارة الباسمة في أنحائها كافة، ناهيك عن أنه متميز بمساحته ومرافقه وامكاناته وتجهيزاته التي تجعله فريدًا من نوعه على مستوى العالم ، بالنسبة لهذه الرياضة التراثية العريقة.
**كانت اللحظة تاريخية والمناسبة مهمة والزيارة غنية بكل ما يسر الأعين، فالنادي الجديد منارة تراثية بكل معنى الكلمة، ومعلمًا حضارياً يحفظ للإمارات ارتباطها الوثيق بإرث الآباء والأجداد، ولا أغالي إذا قلت أنه يتجاوز بمرافقه وخدماته حدود النادي الرياضي ليصبح متحفًا ومزارًا يقصده السائحون، فالعالم الخاص بتربية الصقور جدير باستكشافه، وفيه من العلوم والمعارف والخبرات ما يبهر ويمتع ويسلي، وأكثر ما أسعدني أنني رأيت أجيالا جديدة من الطلاب تقبل بشغف على رياضة الصيد بالصقور، كما رأيت أبطالاً وأعلامًا لهم صولات وجولات محليًا ودوليًا، ما يعني أن تواصل الأجيال مستمر وأن القدوة حاضرة لأبنائنا، وأن شجرة التراث مصونة من جذور الماضي الجميل إلى أغصان وفروع المستقبل الواعد بالأزهار والثمار.  
** ولا أعتقد ، بعد ما رأيته في الجولة الاستكشافية، أن هناك شيئا يخص الصقور والصقارين ليس له جناح أو قاعة أو مرفق في هذا النادي: من التدريب إلى التنافس ..ومن التربية إلى التكاثر ..ومن الدراسة إلى الثقافة .. ومن الهواية إلى الاحتراف ، فكل ما يرد بالخاطر موجود وحاضر بأجمل صورة وأحدث تقنية .
**الحمد لله حمدًا مباركًا كثيرًا على هذه النعم التي ينعم بها الرياضييون في الشارقة، واللهم اجعلنا من الشاكرين المقدرين لها ،ومن المجتهدين الناجحين في حفظها واستثمارها لأبنائنا من بعدنا .. ومن قبل ومن بعد الحمد لله على نعمة "سلطان" الوالد القائد والحاكم الحكيم ، فلولا رؤيته البعيدة وحكمته السديدة ما كانت تلك الصروح التي نسعد ونستمتع بها في كل مجالات الحياة، فاللهم بارك لنا في عمره وعمله وأهله .."آمين". 

هنا الشارقة

صحراوية المدام 

في إمارة تتميز بتنوع تضاريسها وتباين معالمها الطبيعية كالشارقة، من السهولة بمكان أن تجد ضالتك المنشودة بالنسبة لأي رياضة تريد أن تمارسها ، سواء كانت تقليدية أو تراثية أو حديثة ، فما عليك إلا أن تختار الوجهة المناسبة لتستمتع بهوايتك المفضلة، ولذا لم نصادف في مجلس الشارقة الرياضي مشكلة من أي نوع ونحن نوزع أنشطة وفعاليات الموسم على مناطق ومدن الإمارة ، فقط، كان علينا أن نراعي طبيعة المكان حتى تكون الفعالية منسجمة معه شكلاً وموضوعاً ، فتزيدها جمالاً على جمالها
 
**ودورة المدام للألعاب الصحراوية، التي احتفلنا منذ أيام قليلة بختامها ،توفرت فيها كل هذه المعاني ،حيث ذكى المجلس فكرتها التي بادرت اليها ادارة النادي ،فهي دورة تحاكي بيئتها ذات التلال والكثبان الرملية، وحققت نقلة كبيرة في نسختها الثانية ، بتضاعف أعداد المشاركين لأكثر من 1000وزيادة ألعابها من 3 إلى 5 ومسابقاتها من 6 إلى 9 ، وأرى بمخيلتي أنها ستتمتع في غضون سنوات قليلة، بشهرة وسمعة دولية تجتاز بها حدودها المحلية ،شأنها شأن دورة كلباء للألعاب الشاطئية التي تبوأت مكانها ومكانتها تمامًا مع بلوغها عامها الرابع
 
**وضمن ثقافتي الخاصة، أسعد وأطمئن أكثر، عندما تتطور دورة ما بالتدريج من عام لآخر، لأن هذا التطور الوئيد يكون راسخًا أكيدًا، بينما الطفرات لا يمكن الرهان على استمرارها لأنها غير متوقعة وغير مدروسة، وفي صحراوية المدام التفاؤل حاضر من هذه الزاوية بدرجة كبيرة ،لأن المكان بطبيعته يعد بالكثير وواحة البداير ذات الطابع البدوي مغرية إلى حد كبير، كي تصبح المنطقة بأكملها مقصدًا سياحيًا من الطراز الأول، وتكون الدورة مهرجانًا سنويًا حافلاً بما تضمه من ألعاب وفعاليات . 
 
**ولا يمكنني أن أدعي بأي حال أن الرؤية الواسعة التي تشمل كل مناطق ومدن الإمارة تخص المجلس الرياضي ، فهي من الأساس واحدة من توجهات سيدى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ،ولولا بصمات سموه ومكارمه على كل مدينة بما تستحقه من دعم واهتمام ،لما وجدنا ضالتنا في هذه الأماكن الساحرة الجميلة 
**ختاما ..أود أن أشكر الشيخ محمد معضد بن هويدن الكتبي على حضوره لحفل الختام ،وسلطان بن محمد الكتبي رئيس نادي المدام ،واللجنة المنظمة وكل الهيئات والمؤسسات التي ساهمت في التنظيم، فهكذا يكون الانسجام ،وهكذا تتحقق الأحلام في صحراوية المدام .
 

هنا الشارقة

طواف النجاح 

من عام إلى عام يتجدد "وصال وتواصل" الشارقة مع العالم من خلال الطواف الدولي للدراجات ، الذي حظى منذ ميلاده في 2012 برعاية حاكمها سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى ، وبالطبع كانت هذه الرعاية من أهم وأقوى محفزات نجاح الحدث على كل مستويات تنظيمه ،لأن من اللحظة الأولى تبارت كل المؤسسات والهيئات في توفير أعلى درجات الخدمة والجودة في الأداء .. ناهيك عن الإخلاص والتفاني الذي ميز عطاء الكادر البشري تقديرًا وامتنانًا ووفاءً لصاحب السمو الوالد وحرمه سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة ، لأننا جميعا نشرف ونعتز بكل ما أسسته فينا الأسرة القاسمية من قيم ومبادئ ومثل عليا ،وهو ما يجعلنا نشعر بأننا حقاً أسرة واحدة.
 
** وفي بداية هذا المقال وضعت "الوصال والتواصل" بين مزدوجين ، حتى ألفت النظر إلى أن العلاقة بين الطواف والعالم لم تعد قائمة على متابعة حدث رياضي كبير، وانما هي علاقة حب فيها الود والعشرة وتبادل المشاعر وصنع الذكريات الجميلة، ومن عام إلى عام رسخت كل هذه المعاني، فأصبح التواصل "وصالاً" ،يترقب فيه العالم من الشارقة كل ما هو جديد ومبتكر، ليراه عبر النافذة الواسعة للطواف الذي يجول بدراجيه مستعرضًا أبرز وأهم معالمها من الساحل الغربي إلى الساحل الشرقي ومن سفوح الطرق والوديان إلى أعالي القمم والجبال.
 
**وفي النسخة العاشرة، التي تم الاحتفال بختامها في ضاحية "الجادة"، وتوج أبطالها ،مشكورًا، سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي نائب حاكم الشارقة ،كانت كل صغيرة وكبيرة خاضعة للمفاضلة ثم الانتقاء والاختيار ،ابتداء بمسارات الطواف وانتهاء بالفعاليات المصاحبة التي رأت اللجنة المنظمة أن توزع فقراتها على كل مراحله بدلا من حصرها في مكان واحد، ولعل المسميات التي أُطلقت على مراحل الطواف كانت معبرة بما فيه الكفاية عن التراث والحداثة، والتنوع والتباين، والعلم والثقافة، والعلوم والفنون، وكل ما يميز الإمارة الباسمة صاحبة الطابع العربي الإسلامي الفريد. 
  
**شكرًا من القلب لكل الشيوخ والقادة والمسؤولين الكبار الذين أثروا الحدث بحضورهم في انطلاق المراحل وختامها، ولـ اللجنة المنظمة برئاسة الأخ عبد الملك جاني ومديره الدكتور ياسر الدوخي ،وكل الجهات التي تعاونت معنا ،وشكر خاص للمتطوعين الذين كتبوا كل ما بين السطور في كتاب نجاح الطواف .. أو بالأحرى "طواف النجاح" .
 
 

هنا الشارقة

مئوية غير عادية 

بعد يومين ستنطلق فعاليات لا أول ولها ولا آخر في الشارقة ، احتفالاً بمرور مائة عام على مكتباتها العامة ، ولسوف تستمر الفعاليات عبر برنامج حافل لمدة عام كامل، ولا عجب ولا غرابة في ذلك فالمناسبة تستحق ،وإذا كانت المكتبة هي بيت الكتاب ومورد الثقافة ومنهل العلم ومنبع المعرفة ،فالشارقة هي الأم الحاضنة بكل الدعم والحب لهذا البيت وهذا المورد وذاك المنهل وذاك النبع، وحاكمها سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى ، هو صاحب مشروعها الثقافي الكبير الذي امتد أثره وتأثيره من المستوى المحلي إلى الإقليمي والقاري والدولي .
 
**تأتي احتفالية الإمارة الباسمة بمئوية مكتباتها لتؤكد ريادتها في عالم الثقافة والمعرفة ،ولتعزز بها كل مكتسباتها في هذا المجال الذي توجت فيه بالعديد من الجوائز والألقاب التي تكافئ عطائها المتنوع والمتجدد عبر عقود من الزمان ، فالمكتبة القاسمية التي "ضخّ قلب الشارقة" علومها ابتداء من عام 1925 ،اتسعت وتشعبت شرايينها في أرجاء الإمارة كافة لتغذي أجيالًا وأجيالاً بكل ألوان ومجالات المعرفة ، كما رسخت عندهم جميعاً أن العلم أساس التنمية، وأن المكتبة ركنًا رئيسيًا في البناء الثقافي للإمارة .    
 
**والمناسبة التاريخية تستدعي من ذاكرتي صورًا عدة، كان فيها الكتاب حاضراً طول الوقت، إما في مراحل الدراسة أو في مطالعاتي الخاصة التي جعلتني أدمن القراءة ،حتى أشبع نهمي وشغفي بكل ما يخص مهارات القيادة والتنمية الذاتية ، ومن الاستعارة في البداية إلى الشراء والاقتناء في مرحلة تالية أصبح لدي مكتبة، لي مع كل كتاب فيها رحلة وقصة وذكرى، وبعضها بمجرد أن أرى غلافه أو اقرأ عنوانه أتذكر محتواه ،وهناك عبارات لكتاب معينين لا تبرح ذاكرتي أبدا واستشهد بها كثيرا في الندوات التي أشارك فيها، وبخاصة كاتبي المفضل "جون ماكسويل" الذي تحتل كتبه أكبر مساحة في مكتبتي .
 
**ولا اعتقد أن المكتبة وكتبها بحاجة إلى حافز من أي نوع عند أبناء الشارقة ،فنحن كما يقال، تربينا على حبها ، ورغم ذلك، نحرص في المجلس الرياضي على دعمها وتكريس عادة القراءة في كل أنشطتنا ، وبخاصة تلك التي تستهدف بناء الكوادر والقيادات ، وقطعا وبالتأكيد سيكون للمجلس ولأندية الإمارة، التي تزهو بمسماها" الرياضي الثقافي" دورها واسهاماتها في الاحتفالية الشرجاوية بالمكتبات ،لأنها حقا مئوية غير عادية.