هنا الشارقة

بطولة شرقاوية جدا 

 من الصعب ان تجد بطولة أو فعالية ما في الشارقة قاصرة على هدف واحد يخص مناسبتها أوهويتها الخاصة، خصوصًا إذا كانت البطولة عابرة للحدود وذات صفة دولية ، ففي هذه الحالة "حتمًا ولا بد" من رسالة ضمنية بهدف تربوي أو قيمة مضافة بغاية نبيلة تجعل للبطولة أبعادا أكبر وأوسع من المعنى الضيق الذي يرتبط بالمنافسة على لقبها أو كأسها ، وهذه الثقافة الشرقاوية حاضرة طول الوقت في الإمارة الباسمة ، سواء كان الحدث رياضيًا أو غير رياضي ،والفضل في ذلك بالطبع لرؤية سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ، فسموه زرع فينا كل ما يكرس الأخلاق والقيم والمثل العليا، حتى أصبحت منظومة أو "مسطرة" نقيس بها كل بطولة أو حدث ستشهده الامارة الباسمة .
 
**وقد كانت بطولة الشارقة الدولية لكرة السلة واحدة من هذه العينة بامتياز، فالهدف التنافسي الذي جمع الفرق ليؤمن لها الإحتكاك والخبرة، حضرت إلى جانبه جملة من الأهداف الأخرى،مما جعل لها مكانة واعتبار خاص عند كل المشاركين، ولعل المباراة التي وصفها الإعلاميون بـ "مباراة الأساطير"،التي جمعت بين نجوم الشارقة والخليج عبر الأجيال،قد عبرت عن ذلك بجلاء، فهي لم تكن فقط لتجديد ذكريات الزمن الجميل، بقدر ماكانت لربط الماضي بالحاضر،وتحقيق مانسميه بتواصل الأجيال، ناهيك عن تعزيز كل ما يجمع شملنا في منطقة الخليج من أواصرالأخوة والصداقة والمحبة .
 
**ولا أعتقد بأي حال أن لقب البطولة الذي حققه فريق الشارقة للمرة الثانية له نفس الأثر الذي خلفته الأهداف الأخرى، فنجوم اللعبة الجدد والقدامى كانوا تحت سقف واحد،وصنعوا معا خبرة مشتركة ستكون بدورها ذكرى حلوة في المستقبل،وهذا بالطبع سيحسب للشارقة والامارات، ففي وقت ما كانت المباراة الاحتفالية "محلية" بين جيلين، وهذه المرة اتسعت الدائرة فصارت "خليجية"،والقادمة ربما تكون"عربية"من يدري؟ فهذه خطوة متوقعة لبطولة بلغت دورتهاالرابعة، وتعد بالاستمرار إلى ماشاء الله ،وأنا شخصيًا سعدت كثيرًا بلقاء كل من زاملوني وزاملتهم وعاشروني وعاشرتهم في أحلى سنين العمر .
 
** كل الشكر لسمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد ونائب حاكم الشارقة على رعاياته التي كفلت للبطولة كل مقومات النجاح،والشكر موصول للجنة المنظمة التي قدمت نموذجًا يحتذى به في التعاون بين المجلس الرياضي والنادي والاتحاد وبقية المؤسسات ،..وإلى اللقاء في النسخة الخامسة .