هنا الشارقة
"ليست بخير"
* استقطب "الأخضر السعودي" شعور الجماهير العربية في المونديال القطري، من بعد أن جسد على أرض الواقع نموذجاً يحتذى به في عالم كرة القدم، هذه هي الخلاصة وتلك هي الحقيقية التي تبلورت في خاطر الضمير العربي من اللحظة التي استطاع فيها أن يقهر منتخب الأرجنتين، في واحدة من أهم وأكبر مفاجآت المونديال عبر تاريخه، وأتمنى مخلصاً أن تكتمل عناصر المفاجأة بالصورة التي في مخيلتي، بوصوله إلى ماهو أبعد من دور ال16، الذي سبق وأن بلغه في مشاركته الأولى بمونديال أمريكا 1994، وهذا وارد وممكن، خصوصاً إذا نجح في اجتياز عقبة المكسيك في الموقعة التي ستشهدها البطولة يوم الأربعاء المقبل.
* حتى عندما تخلى التوفيق عن مهاجميه، وخسر أمام بولندا بهدفين، لم يفقد "الأخضر" حضوره كنموذج للحلم العربي، ذلك لأنه احتفظ بعنفوانه الذي ظهر به أمام منتخب "التانجو"، ولعب للفوز، وكان الأفضل ميدانياً بأرقام الاستحواذ والنقلات والفرص، فهو خسر بشرف وخرج من المباراة مرفوع الرأس، كما يقال، وبالمناسبة، هذا هو المطلوب دائماً وأبداً من أي فريق في كل زمان ومكان، سواءً كان يلعب باسم ناد أو منتخب.. أن يعبر عن ذاته الكروية كما يجب، ويرفع من سقف طموحه كلما سنحت الفرصة لذلك.
* والآن في النصف الثاني من هذا المقال، دعوني أعترف لكم بأنني لم أستطع أن احتفظ بحدودي كمشاهد عادي، فاستمتع بما أراه واحلم بما هو أفضل للمنتخب الأخضر وحسب، فالحس الوطني يملكني والمسؤولية تؤنبني، وكل ما أراه يولد عندي الكثير من علامات التعجب والاستفهام بخصوص كرة الإمارات ورياضتها بوجه عام، فمخطئ من يعتقد أن الكرة السعودية قفزت إلى الواجهة هكذا فجأة، أو أن ما حققته تحقق بمعزل عن المنظومة التي تحكم الرياضة ككل في المملكة، فنحن أمام نموذج متكامل يقتضي البحث والدراسة، ليس فقط لاقتباس عوامل نجاحه، وإنما لمعرفة كل الفوارق التي جعلت وصولهم لمحطة المونديال لحظة تاريخة فارقة، بينما كانت محطتنا في 1990، التي سبقت محطتهم ب 4 سنوات، مجرد لحظة عابرة!
* لن أقول كما قال غيري: "ليت قومي يعلمون" لأني أدرك جيدًا أنهم يعلمون ويتألمون مثلي وربما أكثر، إنما سأقول "ليت قومي يعملون"، وأعني بذلك كل ما يجب عمله في هذا السبيل، من مراجعة وتقييم للذات،، ثم ما يستتبع ذلك من تغيير في القناعات والأولويات ومن تحديث للوجوه والوجهات، لأن الحقيقة والواقع يؤكدان أن "رياضتنا ليست بخير"، واللهم أني قد بلغت اللهم فأشهد.