المقالات

هنا الشارقة

نقلة نوعية 

بحكمة وفي الوقت المناسب جاءت مكرمة سيدي صاحب السموالشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة  "حفظه الله"،باعتماد 350 مليون درهم كموازنة أولية لإنشاء المقر الجديد لنادي الشارقة، والحكمة تجلت في نظرة سموه البعيدة للمستقبل وما تقتضيه عجلة الزمن من تطوير في المنشآت والمرافق والخدمات، فما كان يناسب الماضي وفقاً لظروف البداية والنشأة والتأسيس، من الصعب ان يلبي احتياجات الحاضر المتجدد بتوسعاته ومتطلباته، والمستقبل بكل تحدياته وطموحاته .

وإذا بدأت الحديث عن أثر تلك المكرمة وما أحدثته من سعادة وبهجة في نفوس "الشرجاوية" لن أنتهي ،فقد كانت الفرحة كبيرة غامرة، وفي الوقت نفسه ملهمة ومحفزة لمواصلة الجد والاجتهاد وتحقيق المزيد من البطولات والإنجازات على كل الصعد ، لاسيما وان المكرمة الجديدة جاءت في أعقاب مكرمة سخية أخرى، كافأت الفرق واللاعبين المتميزين بالموسم الماضي في 18 ناديًا بالامارة الباسمة ، وحقًا وصدقًا "ما أسعدنا بوالدنا الحاكم الحكيم الذي يسكن حبه كل القلوب " .

 أما إذا توقفت عند تفاصيل المقر الجديد .. بموقعه المثالي وسط الأحياء السكنية الجديدة والطرق الحديثة المؤدية لمدينتي خورفكان والذيد ..ومساحته التي تزيد عن مساحته الحالية بمرة ونصف( 3 ملايين قدم مربع) ..ومنشآته ومرافقه التي ستضاعف امكاناته وقدراته اللوجستية بالنسبة لكل الألعاب، فلا أجد معنى أبلغ من وصفها بانها "نقلة نوعية" بكل ما تستدعيه في الخاطر من تجليات تتعلق بالتطوير والتجديد والحداثة ،عوضًا عما ستحدثه نقلة المقر بحد ذاتها من تغيير شامل في كم وكيف الخدمات التي سيوفرها النادي لجمهوره وأعضائه ، فالنقلة سوف يستتبعها آليا الكثير من المتغيرات التي ستحاكي زمانها ومكانها الجديد ، وبالتأكيد، ستكون كلها جديرة بالنادي الذي يحمل اسم الإمارة .

 أخيرًا وليس آخرًا، فلأن الأيادي البيضاء لصاحب السمو حاكم الشارقة يصعب حصرها في مساحة هذا المقال، ولأنها ستظل ممدودة بالخير والرخاء والرفاهية والجمال، أجيال وراء أجيال ، فنحن لا نملك سوى أن نرفع لمقام سموه أسمى آيات الشكر والتقدير والامتنان ، والدعاء بتمام الصحة والعافية في بدنه والبركة في عمره وعمله، آملين معشر الرياضة والرياضين أن يوفقنا الله لكي نكون بمستوى هذا العطاء ، حمدًا وشكرًا في كل حين ،وجدًا واجتهادًا بكل المحافل والميادين.. عسانا ننجح في رد بعض هذا الدين.. "آمين يارب العالمين" .

هنا الشارقة

رد الجميل

على الرغم من أن الحديث عن مكارم سيدي صاحب السموالشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة "حفظه الله" لا يحتاج إلى مناسبة بعينها ، إلا أن أحدث مكارم سموه لمكافاة الأندية المتميزة بانجازاتها في الموسم الماضي استدعت في داخلي كثيرًا من المعاني التي تستوجب اعلانها .
وفي البدايةً أسجل أن توجيهات سموه أصبحت بصمات غائرة في ثقافتنا ،وأن رموزها وعلاماتها حاضرة حولنا طول الوقت في كل معلم وصرح مما تزدان به الشارقة، لكنها فرصة ، مجرد فرصة ،لتداعي تلك المعاني التي أرى أن التذكير بها من الأهمية بمكان للتعبير عما يمكن أن نسميه بـ "رد الجميل" .
• فأولا :المكرمة الجديدة تستوجب تقديم أسمى آيات الشكر والإمتنان باسم كل الرياضيين لسموه،وتجديد عهد الولاء والوفاء لتحقيق كل الآمال والطموحات المعلقة على القطاع الرياضي في الإمارة، وفي هذه الجزئية يصبح "رد الجميل" مرهونا بمضاعفة الجهود لمواصلة تحقيق الانجازات محليًا وخارجيًا ، لأن المستقبل يحمل دومًا تحديات أكثر وطموحات أكبر .
• ثانيا : بقدر مافي المكرمة من تقدير للمجتهدين والمتميزين، هي بالوقت نفسه تحفز المقصرين لتشحذ همتهم وليطوروا مستوياتهم ويرتقوا بها لسقف المنافسة وتحقيق البطولات، ولهذه الفئة تبدو مهمة "رد الجميل" مضاعفة ، لأنهم مقصرون في حق انفسهم قبل ذويهم ومن حولهم .    
• ثالثاً: إذا استغرقنا في ذواتنا وراجعنا ما تربينا عليه من قيم ومثل، وما نعتنقه من أفكار ومفاهيم، سنجد أننا جميعا نهلنا من ثقافة ورؤية سموه التي تستهدف بناء الإنسان ،وفي جملة هذه الأشياء يصبح رد الجميل أمانة كبيرة في أعناقنا لأن علاماته يجب ان تظهر في كل عاداتنا وسلوكياتنا ..بتعاون فيما بيننا ، وروح رياضية مع المنافسين ، وقبول للآخر مهما اختلفنا معه .
** وبالعودة إلى المكرمة ، أدعوكم للوقوف عند معنى آخر مهم ، فبإعمال النسبة والتناسب بين عدد الأندية المتميزة التي شملتها المكرمة، وعددها 18 ناديًا، مقارنة بعدد أندية الإمارة جميعًا ( 23 نادياً )، سنكتشف أن ثقافة التفوق والتميز حاضرة بقوة "والحمد لله" ،وهذا يعني أن رياضة الشارقة بخير وأن المنظومة تعمل بكفاءة من قمتها الإدارية إلى قاعدتها الجماهيرية ،ولكن سيبقى علينا دائما وأبدا أن ننسب الفضل لصاحب الفضل، وصاحب الرؤية ،وصاحب المكرمة ، لأن هذا ايضا بعض من "رد الجميل" .  

 

هنا الشارقة

مطلب وطني 

تساءلون دائمًا بنية سليمة،ونتساءل كثيرًا بجلد قاس للذات" لماذا مردود الرياضة لا يناظر مردود القطاعات الأخرى في الامارات ؟ "
والفارق بين الأثنين هو موقع المسؤولية، التي تختلف كثيرًا لا قليلًا عما هي عليه لو لم يكن المرء مسؤولاً ، فالمسؤولية رسالة وأمانة قبل أن تكون وظيفة أو دورًا، كما أن الدائرة التي يتحرك فيها المسؤول للتأثيرواحداث التغيير بالقول والفعل أوسع بكثير من تلك التي يتحرك فيها شخص عادي، ولكن..هل السؤال بهذه الصيغة التي تنتقد ضعف المردود واقعي ومنطقي !؟  
عساني بهذه البداية سببت حيرتكم، لكني في الحقيقة أمهد للخوض في موضوع حيوي جدًا بالنسبة لرياضتنا، التي لن نختلف على أنها لم تتبوأ بعد ما تستحقه إقليميًا ودوليًا .  
**عفوًا، وبعيدًا عن العواطف، السؤال سيكون أكثر منطقية إذا تصدى لما ينقص رياضة الامارات قبل أن يعجب من ضعف مردودها؟ ولعل الملتقى الوطني الذي نظمه مجلس الشارقة الرياضي (15 يونيو الماضي) قد كشف في مجمل توصياته ان رياضتنا تعيش وتواجه أزمة، وأن تلك الأزمة لها أكثر من عرض وعلامة وأكثر من بعد وسبب، لكني اليوم أدعوكم لمراجعة جزئية واحدة تتعلق بالمنشآت ومدى اكتمالها وتكاملها مع بعضها البعض.
** أذكر جيدا أن النخب الرياضية التي شاركت في هذا الملتقى شكت كثيرًا من مظاهر هذه المشكلة التي خبرت تفاصيلها بنفسي مرارًا خلال مشواري مع كرة السلة، والأمثلة والشواهد التي استعرضوها كانت قاسية ومؤلمة، لأنهم عمليًا يتسولون الملاعب من الأنديةومن سواها من المؤسسات الخاصة ،ولولا الخواطر والعلاقات الشخصية ما نفذوا أي خطط أو برامج لإعداد المنتخبات ، ولاحظت أنهم التمسوا العذر للأندية لأنها عندها ارتباطاتها واستحقاقاتها الخاصة بفرقها، لكنهم في المقابل لم يعفوا الهيئة العامة للرياضة ولا اللجنة الأولمبية من المسؤولية لأن المشكلة عامة ووطنية، وتستحق التصدي لها منذ أمد بعيد.
**من موقع المسؤولية أرفع صوتي للقائمين على مبادرات رئيس الدولة برجاء إنشاء "مراكز للاعداد العالي" تكون تحت تصرف الاتحادات، وأقترح أن يكون عددها ثلاثة ،وأن يتم اختيار الأماكن المناسبة لها جغرافيًا بعناية ليستفيد من خدماتها كل مواطني الدولة .
** المعنيون بالمنتخبات لا يريدون سوى ما يعينهم على أداء مهمتهم طول العام، بغض النظر عن تقلبات الطقس "مناخيًا"،وعما في النفوس "مزاجيا"، ليودعوا الشكوى من ضيق الحال ويعفون أنفسهم من مرارة السؤال،والمطلب وطني وحيوي جدا .

هنا الشارقة

طموح زايد 

بعض الأحداث ترسخ في مخيلتي بحكم ما تثيره من شجون، وبعض المشاهد تحفر مكانها في بؤرة الذاكرة فلا تغادرها أبدا بسبب عمق أثرها وقوة تأثيرها في وجداني، ومن هذه العينة كانت مراسم استقبال ابن بلدي رائد الفضاء "سلطان النيادي" لدى عودته من رحلته الفضائية المظفرة، فهي باستحقاق وبامتياز واحدة من هذا النوع الذي تنطبع تفاصيله كأنها نقش فرعوني في ذاكرتي ،فالحدث كبير وجلل،وما يستدعيه من أفكار ومعاني وما يستدره من خواطر وتجليات، يتجاوز حدود اللحظة ويسافر بي إلى فضاء ملئوه الحلم والطموح وقهر المستحيل

**انها حقاً قصة ملهمة لرحلة تجسد فيها الحلم فأصبح حقيقة،ولا يمكن بأي حال أن نعيش لحظتها الراهنة من دون أن نسترجع اللحظة التاريخية لميلادها كفكرة خلاقة،أو كأمل بعيد المنال، أو بالأحرى، كحلم رآه البعض شبه مستحيل،فعندما استقبل والدنا وقائدنا المغفور له بإذن الله الشيخ زايد في عام 1974 رواد سفينة الفضاء "أبولو" بعد نجاحهم في الهبوط على سطح القمر، جال بخاطره في الحال هذا الحلم الذي تكفل بتحقيقه ولده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله " ولو لم يكن أبناء زايد يسيرون على دربه،ويعملون بنهجه، ما نجحوا في تحقيق حلمه

**مشاعر السعادة والفخر في صدورنا - نحن أبناء الامارات - تتمدد من قلوبنا إلى عنان السماء،وتناظرها أحاسيس لا نهاية لها من العرفان والامتنان لقيادتنا الرشيدة التي ترى المستقبل بأعين واسعة،وتضع قطاع استكشاف الفضاء ضمن استراتيجيتها للخمسين عاما المقبلة،ويكفي أن هذه الرؤية البعيدة كفلت لنا مكانا ومكانة نشارك فيها نخبة دول العالم في هذاالمجال الذي يقال أن الاستثمار العالمي فيه سيبلغ تريليون دولار بحلول عام 2030، وانه لزهو وفخار وعز وانتصار أن تكون دولتنا في زمرة المستثمرين في علوم الفضاء ،وان يكون لأبناء الامارات هذا الإنجاز وذاك الابتكار

** لقد تكفل"طموح زايد"الذي يستثمر في الإنسان علما ومعرفة،بوصول "المنصوري"في وقت سابق الى المحطة الفضائية الدولية وارسال مسبار الأمل والمستكشف راشد، وهاهو يجعل "النيادي" شريكا في رحلة فضائية استغرقت 6 شهور، وشهدت 200 تجربة علمية و19 بحثا تقنيا و12 اتصالا مرئيا،وكلها كانت بهدف اعمار الكون واسعاد البشرية

ختاما، فبطموح زايد أصبح ابن الامارات أول رائد فضاء عربي يسير بين المجرات لسبع ساعات، ولسوف يستمر ويتواصل "طموح زايد" لأنه،على غرار الحالة الفضائية،لا يعترف بالجاذبية الأرضية

هنا الشارقة

ثروات الغد 

** في الوقت المناسب، طبعت الشارقة بصمتها وقالت كلمتها في كل مايشهده العالم من هواجس تؤرق حاضره وتهدد مستقبله، سواءً على صعيد المناخ الذي تقلبت أحواله بسبب سلوكات البشر، أو على صعيد الغذاء الذي تتناقص موارده بسبب الإسراف والهدر، وقد كانت الكلمة مدوية، من منصة عالية لمنتداها الدولي للإتصال الحكومي، الذي شرف بحضور سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة "حفظه الله"، وحظى بمشاركة 250 خبيرًا ومتحدثًا في مختلف مجالات الحياة .    
 
** أعجبني للغاية الشعار الذي رفعه المنتدى"موارد اليوم ثروات الغد"، إذ حمل في طياته رسالته إلى الناس في كل بقاع الأرض كي يصونوا النعم التي أنعم بها العلي القدير علينا، حتى نأمن ونستمتع بحاضرنا ونستبشر ونتفاءل بمستقبلنا، واتسمت كلمة سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي نائب حاكم الشارقة رئيس مجلس الشارقة للإعلام في حفل الافتتاح بالبلاغة، وهو يؤكد أن الموارد لن تصبح ثروات إلا إذا أحسن البشر استثمارها بالعلم والتكنولوجيا، وأيضًا وهو يستشهد بقصة نبي الله يوسف "عليه السلام" بمصر في زمانها القديم، عندما كان قائمًا على خزائنها فحفظ القمح في سنبله سبع سنوات عجاف، ليقي أهلها ومن حولها من خطر الجوع والجفاف .  
 
** ولا يمكن بأي حال أن يتم النظر إلى رسالة المنتدى وأثرها وتأثيرها بمعزل عن جملة الجهود والاسهامات التي تقوم بها الدولة في مختلف الاتجاهات، لنجدة المنكوبين وغوث اللاجئين ودعم المحتاجين، كما لا يمكن أن يتجاوز البصر ما دعا إليه منتدى "اكسبو الشارقة" ونحن على مرمى حجر من مدينة "اكسبو دبي" حيث تستضيف الإمارات بنهاية نوفمبر المقبل مؤتمر الأمم المتحدة لمواجهة تغيرات المناخ ”COP28" ففي بلدي الجميلة، بحمد الله وتوفيقه، وبفضل قيادتنا الرشيدة ورؤيتها البعيدة، تتضافر وتتكامل جهود كل المؤسسات لتقدم للعالم نموذجًا يحتذى به في التآخي والمحبة والسلام .
 
**وكمؤسسة حكومية، يعي مجلس الشارقة الرياضي دوره وسط مؤسسات الإمارة والوطن، ويدرك مدى تأثير الرياضة في زرع المفاهيم والأفكار والقيم، ولذا كانت ومازالت، وستستمر وتتواصل أنشطته وفعالياته المجتمعية التي تزاوج بين الثقافة والرياضة إلى ماشاء الله، وذلك ليس بفضل ولا منة، وإنما بإيمان راسخ وقناعة أكيدة بأن هذه هي الرسالة التي اؤتمنا عليها، وبأن كل ما سنبذله اليوم مع أبنائنا وبناتنا، هو فقط، الذي سيؤمن المستقبل، ويجعل موارد اليوم هي ثروات الغد.  

هنا الشارقة

شارقة سلطان 

 تاريخ حافل وتراث غني ومدنية وعمران .. قيم أخلاقية ومبادئ عظيمة ومثل عليا تؤسس الإنسان فكرا وسلوكا وعطاء.. مواطن آمن وأسرة هانئة ومجتمع سعيد ينهل من كل ماهو طيب و خير ..صروح عدة للثقافة والعلوم والفنون والآداب وسواها من مجالات الإبداع في الحياة  ..ومساجد ذات منابر ومآذن وقباب تباهي بكثرتها وجمال تصميمها في كل الأحياء .. بنية أساسية للرياضة بكل ألعابها ومسابقاتها بأحدث المنشآت والمرافق والخدمات  كوادر مؤهلة وقيادات شابة  تتضافر جهود المؤسسات جميعا في تأهيلها لتشق طريقها بقوة لتصنع مستقبلها في مختلف المجالات  .. وغيرها وغيرها مما إذا بدأ الحديث فيه لن ينتهي ولن أنتهي ، هذه هي الشارقة "شارقة سلطان "كما أراها ،امارة الخير والجمال والإسلام والعروبة ، اعذروني إذا اعتبرتها أحلى من "فاضلة أفلاطون" التي حلم بها ، فهو تمناها ورأها في خياله ، أما أنا فرأيتها بعيني 

 هذا ماجال بخاطري وأنا أتابع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة "حفظه الله " وهو يفتتح جامعة كلباء ..ذاك الصرح الجديد الذي سيطل منه أبناء الإمارات والشارقة من الساحل الشرقي على عالم العلم والمعرفة والإبداع ،وقد بلغت سعادتي ذروتها عندما سمعت سموه يسهب في الحديث عن كلية التربية البدنية والعلوم الرياضية على وجه الخصوص ، بعد أن ذكرها جنبا إلى جنب مع كليات القانون والآداب والعلوم وتقنية المعلومات وادارة الأعمال ، فالرياضة حاضرة دائما في رؤية سموه،وهي ليست لبناء الأبدان وحسب، وانما ثقافة وتربية تستهدف العقل والجسم معا ،وحدد سموه من الآن مجالات عمل الخريجين بدقة حينما قال أن المدربين والمعلمين الحائزين على "بكالريوس" التربية البدينة والعلوم الرياضية سيعملون بالأندية ومراكز اللياقة والمدارس والجامعات ،وأن لذوي الإعاقة حظهم في ذلك شأنهم شأن الأسوياء 

 ولم تكن مصادفة بأي حال أن توقع الجامعة الجديدة بروتوكول تعاون مع جامعة "موناش" الأسترالية، لاسيما وانها حظيت بتقدير سموه وأكدت ريادتها كواحدة من أعرق مؤسسات التعليم في العالم 

وفي الاجتماع الأول لمجلس أمناء الجامعة الوليدة، كانت توجيهات سموه جلية وواضحة فيما يخص مهام المجلس والدور المنوط بأعضائه ، فكل شيئ محدد وتحكمه رؤية شاملة لكل مراحل التخطيط والإشراف والمتابعة أخيرا وليس آخرا ، باختصار بليغ هذا هو سلطان وهذه هي شارقة سلطان

هنا الشارقة

عطلتنا غير 

** لم تكن العطلة الصيفية في الشارقة هذا العام كغيرها من العطلات، فما شهدته من أنشطة عبر المعسكرات والدورات والمنتديات، يصعب أن تحتويه شهور ثلاث، كما يصعب عليّ أن استعرضها جميعًا الآن في سطور هذا المقال، لكن الذي يمكن تقديره والتعبير عنه هو حجم سعادتي الكبيرة بكم هذه الأنشطة وكم اللاعبين الذين استفادوا منها في مختلف المراحل السنية بأندية الإمارة من شرقها إلى غربها .
 
** وفي عز الصيف وحره، جاء انجاز ابن الشارقة البطل الأولمبي محمد القايد بتحقيق فضيتي 400 و800 م في بطولة العالم للألعاب البارالمبية بباريس كنسمة باردة منعشة وسط الحراك الصيفي الذي لم يقتصر على الأنشطة الرياضية وحدها وإنما امتد ليشمل كل ما يعزز الهويّة الوطنية والتراث والانتماء للدولة من خلال الملتقيات والندوات الثقافية.
 
** واسمحوا لي بأن أنتهز الفرصة لأحيي جهود أندية الإمارة على تعاونها والتزامها بتفيذ خططنا وبرامجنا، وأن أشكر زملائي بإدارات وأقسام المجلس الرياضي، فقد كانوا جميعاً على مستوى المسؤولية، صحيح أن العمل تحكمه برامج تنفيذية يلتزمون بأدوارهم فيها، إلا أن التفاني والإخلاص والعمل بروح الفريق يطرح البركة ويجعل للمحصلة ناتجا أعلى من سقف النتائج، وهو ما يقتضي العرفان والامتنان لفرق العمل بالأندية وبالمجلس لما تحقق لأبنائنا على صعيد تطوير المهارات والخبرات داخل الدولة وخارجها.
 
**ولأن الدوائر متداخلة في الشارقة، والعمل يستطرق بسلاسة من مجال إلى آخر عبر مؤسساتها، فقد كان الزخم الصيفي محفزا لقناة "الشارقة الرياضية"، حيث ألقت الضوء من خلال برامجها الموضوعية على أنشطة المجلس فامتد أثرها وتأثيرها، لا سيما وأنها شهدت ميلاد عدد كبير من الوجوه الجديدة التي لا ينقصها الحضور والموهبة وهو مايضمن للقناة تميزها في أداء رسالتها الإعلامية.
 
**وإذ نحمد الله على ما بين أيدينا من منجزات، ندعوه سبحانه وتعالى، ليحفظ لنا والدنا وقائدنا سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة فلولا رؤى وتوجيهات سموه ما كانت تلك المنهجية الناجحة، ولا تكاملت جهود مؤسسات الشارقة هكذا، كما أتقدم بالشكر الجزيل لسمو الشيخ عبدالله بن سالم القاسمي نائب حاكم الشارقة على دعمه الدائم لخططنا وبرامجنا، فهي تتم بمعيته وتحظى بإشرافه ومتابعته من البداية للنهاية، وحقًا وصدقًا لو لم تجتمع كل هذه الأسباب ماكانت أبدا.. "عطلتنا غير" .    

هنا الشارقة

تحذير سلطان 

 يوقظنا من سباتنا وينبهنا من غفلتنا ..ينصحنا ويعلمنا ويصحح مسيرتنا،هذا ديدن سموه دائماً وأبداً ، فهو ضمير الوطن والأمة، وتلك هي عادته كوالد قبل أن يكون حاكماً حكيماً وقائداً ملهماً،ولكن هذه المرة سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة "حفظه الله " ،كان يحذر وينذر بحساب عسير، ولا يمكن بأي حال ان نفصل خطابه الجديد بكل ما فيه من وعد ووعيد عن خطاباته السابقة التي جاءت في محطات متفرقة، فهو مكمل ومتمم لها شكلاً وموضوعاً، في كل ما يخص الحق المهدور لأبناء الامارات في الدعم والرعاية والاهتمام ،والرسالة الجديدة ، كما سمعتها مرات ومرات، خلاصتها أنه "فاض الكيل" ،وآن الأوان لاعتماد إجراءات وتدابير أكثر جدية وصرامة لضمان وصول الدعم لمن يستحقونه في أندية الشارقة 

من جانبنا في المجلس الرياضي، لا ولن نألو جهدا في هذا السبيل ، ولقد تعهدنا في الحال بتنفيذ توجيهات سموه من خلال خطط وبرامج عاجلة،ولسوف تصحبها متابعات ميدانية ترصد بالأرقام مؤشرات التغيير في نسبة العائد المجتمعي للدعم ،وحظوظ أولاد البلد مقارنة بسواهم من حيث الاستفادة بكل مقدرات وإمكانات وتجهيزات الأندية 

ويهمني في هذه اللحظة الفارقة أن أضع علامة فاصلة بين ما قمنا به في المرحلة الماضية ،وما سنقوم به من الآن وصاعداً ،ففي الشهور القليلة الماضية، التي أعقبت مداخلة سموه السابقة من خلال صيحة "اعيدوا حساباتكم " ،تحركنا على صعيد المظلة الواسعة التي تغطي رياضة الامارات ككل حتى تعمل كل المؤسسات الضالعة في المسؤولية المجتمعية لأبناء البلد جنباً إلى جنب ،بحيث لا يختل ميزان التكافؤ بين فرق الإمارات وبعضها ، ليتم تعديل القوانين واللوائح التي حادت عن المسار القويم الذي أراده مشرعها ،والتي خرجت بنا جميعاً عن جادة الصواب والرشاد بالنسبة لمصلحة أبنائنا، وقد كان الملتقى الوطني ( 15 يونيو الماضي )هو نهاية سعينا في هذا السبيل ،إذ صاغ في توصياته كل ما يتعلق بنسب مشاركة المواطنين والأجانب والمقيمين ،عوضاً عن كل ما يقتضيه الأمر لتصحيح المسار والمسيرة بوجه عام ،وبه انتقلت الكرة من ملعب المجلس المحدود إلى ملعب الرياضة الإمارتية الممدود ما بين الهيئة واللجنة والأولمبية، وصولاً إلى حكومة الامارات  

 بتلك المرحلة كان ذاك مدى الحركة والصوت، أما الآن، فعفوا سنعني بشأننا قبل أن يفوت الفوت 

هنا الشارقة

عودوا إلى رشدكم 

** تربينا في ظل العائلة القاسمية الكبيرة بالشارقة على قيم ومبادئ ومثل عليا، وفي ملاعب وميادين الرياضة تعلمنا التواضع عندالفوز، وقبول الخسارة وتهنئة المنافس، وليس من الوارد أبدا أن نتخلى عما تربيناعليه، أو أن نتجاهل ماتعلمناه، فسوف نظل أوفياء للمثل العليا التي ربانا عليها سيدي الحاكم الحكيم الحليم، وسوف نظل كذلك حريصين على كل ما زرعته الرياضة فينا من معاني للتسامح ولقبول الآخر.
 
** ترددت كثيرًا في الكتابة بهذا الموضوع، لأني لا أحب التعليق على من يتجاوزون في ردود أفعالهم، فمن تحركهم أغراضهم اعتبرهم دخلاء على الرياضة، وأقول عنهم في خاطري "عندما تهدأ غيرتهم وتذهب انفعالاتهم ستتكفل الأيام بتقويمهم"، لكن ما حدث في أعقاب آخر استحقاقات الموسم الكروي، بحسم كأس مصرف أبوظبي لمصلحة "الملك الشرجاوي"، شهد تجاوزات كثيرة، دخيلة على سلوكاتنا وعاداتنا، ما جعل الأمر يتحول من حالات استثنائية إلى ظاهرة مرفوضة، وهذا ما جعلني أحسم ترددي لأقول كلمة فصل، بأمل أن تعيد من شردوا بعيدًا إلى جادة الصواب.
 
**مخطئ من يعتقد أن الذي حركني شأنًا "شرجاوياً"، فهذا هو الظاهر وربما العارض، إنما المحرك أخلاقي وتربوي كما يتضح من الفقرة الأولى بهذا المقال، وهدفي هو نزع الفتيل من ظاهرة أن تركناها سيستفحل خطرها، ويفسد كل ماهو جميل في رياضتنا، خصوصًا بعدما فتحت "السوشيال ميديا" لكل من هب ودب نافذة للتواصل مع الآخرين، ومن جانبي، لا أراها عمليًا إلا وسيلة "للتنافر" ونشر خطاب الكراهية.
 
** لا أدري كيف ولماذا ينظر البعض للأحداث عبر نظارة سوداء، فيرون الجزء الفارغ من الكوب، وينشغلون بالغائب دون الظاهر من الأشياء؟ من الذي زعم أن الظفر بأربع كؤوس لا يعادل وصافة الدوري؟ ولمصلحة من تروج سخافات من عينة أن بطولات الكؤوس تتحقق بالحظ وحده؟ وما العائد من تعكير وتسميم الأجواء التي تجمع بين فرقنا في مختلف البطولات؟ ولماذا في عز احتفال الجمهور بانجازه يعمد البعض لإفساد فرحته بفتن وقلاقل ومؤامرات؟
 
** أوليس في هذا تشويه ومغالطات؟ أولم تسري في قناعتنا جميعًا مقولة أن الثاني مثل الأخير وأن التاريخ لا يحفل إلا بالأبطال وأصحاب الألقاب؟..
ياجماعة الخير، يامن شردتم بأحلامكم، البطولات لن تدوم لفريق بعينه، وما بين أنديتنا من أواصر وعلاقات أكبر وأهم من أي انجاز، وأغلى وأبقى من أي لقب.. فانتبهوا وعودوا إلى رشدكم