المقالات

هنا الشارقة

رسالة وأمانة 

تلقيت في الأيام الماضية سيلا من الرسائل المؤيدة والصورالموضحة للظاهرة التي توقفت عندها في مقال الأسبوع الماضي ، بخصوص الانفلات الحادث في التعامل مع فئة اللاعب المقيم في مسابقاتنا الكروية ،وعلى الرغم من سعادتي بردود الفعل والأصداء التي أحدثها المقال في أوساط الناس وبعض وسائل الاعلام ، إلا أنني بعدها غرقت في موجة من الأسى !
صحيح أن الرسالة وصلت وحركت المياه الراكدة في الشارع الرياضي ، إلا أن خطر الظاهرة - حتى الآن - لم يستشعره المعنيون بتصحيح المسار من أصحاب القرار، ومن جانبي لا ولن أيأس، لأن الحل"الجزئي" بالطريق الذي سلكناه على صعيد أندية الشارقة ليس فقط ما نريده أو نتمناه، لا سيما وان ردود الفعل المتباينة التي وصلتنى من خارج الإمارة، برهنت بما فيه الكفاية، على أن الكل مابين متضرر ومستاء، أو متعجب ومحتار من سوء التعامل مع هذا الخيار،ولذ ساسترسل عبر هذا المقال أملاً وطمعاً في التغيير المنشود "لعل وعسى".
 
الذي أراه ياسادة ياكرام أننا في سبيل اللحاق بركب من سبقونا في كرة القدم، نسلك أقصر وأسوء الطرق لا أفضلها ولا أحسنها، ورؤيتنا ترصد شيئاً وتتجاهل أشياء، ولا نفكر مطلقا في التبعات التي ستخلفها التجربة على أبنائنا من احباط وخيبة أمل ،وأيضًا، غير منتبهين ،أو ربما غير حافلين ، بعاقبة ذلك على منتخباتنا الوطنية، التي قد تفقد هويتها في مستقبل أقرب من قريب،.. ولموضوع "المقيم ارتباط وثيق بـ "التجنيس" الذي أخل وسيخل بمبدأ تكافؤ الفرص بين الأندية وبعضها أكثر وأكثر ، لأسباب الكل يعرفها ، إذ ليست كل الأندية قادرة ،كما أنها ليست كلها قانعة راضية،وخلاصة القول أن الكرة ليست كل شيئ في الرياضة، كما انها ليست وحدها سبيل السبق بين الأمم، فنحن والحمد لله متفوقون ومتميزون في ألعاب سواها، وسباقون ومتقدمون في مجالات وقطاعات أخرى كثيرة وعديدة ، فلم هذه الحمى.. وهذا التهافت.. وتلك الهرولة !؟
 
 أخيرا ..أرجو ألا يساء فهم فحوى الرسالة، فأنا كمواطن اماراتي أحاول ان أوصلها للمعنيين بها ،ليعيدوا النظر من خلال وضع بعض الشروط والضوابط ، انما كمسؤول فأنا أحاول أن أؤدي الأمانة التي أؤتمنت عليها في مجلس الشارقة الرياضي تجاه أبنائنا، لا أكثر ولا أقل، والرسالة أصبحت بين أيديكم والأمانة في أعناقكم ،..واللهم أني قد بلغت ،اللهم فاشهد .

هنا الشارقة

لمصلحة من ؟ 
أحاول أن أغض بصري، وأحاول أن أحول تفكيري نحو شيئ آخر،حتى لا أثير حفيظة أحد، لكن دون جدوى فالموضوع يفرض نفسه، والظاهرة أصبحت خطيرة وصارخة ،والسكوت عنها أراه جريمة في حق ابنائنا .  
**الذي دفعني لبحث الموضوع مرة أخرى ،ولن تكون أخيرة ، صورة تناقلتها "جروبات" عديدة في مواقع التواصل الاجتماعي ، للاعب أسمر "مقيم" طوله أكثر من مترين يحاول المرور بالكرة من لاعب مواطن طوله 1.5 متر تقريباً !، وحقا لم تستوقفني ألوان قمصان اللاعبين لأن الظاهرة لم تعد قاصرة على ناد بعينه، انما الذي أستوقني وأتمنى أن يستوقفكم جميعًا، هو ان المسابقة السنية التي يتبارون فيها تحت 13 سنة !، إذ لم أستطع أن أمنع نفسي من سيل الأسئلة الاستنكارية من مشهد كهذا ، فأي فائدة ترتجى من منافسة معايير التكافؤ فيها مختلة إلى هذا الحد ؟ وأي احباط وأي خيبة أمل سيشعر بها ابننا وهو يواجه عملاقًا بهذا الطول في هذه المرحلة السنية المبكرة ؟ وأي انفلات هذا ؟
**يقول أهل الصحافة أن الصورة بألف كلمة،وهذه الصورة بالذات أراها بألف مقال لأنها لخصت الظاهرة في لقطة ،لكنها قد تمر على المعنيين بها مرور الكرام بكل أسف!  
**في وقت ما ، عندما دق سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ناقوس الخطر من مغبة التمادي في هذه الظاهرة ، دعونا في مجلس الشارقة الرياضي الساحة الرياضية إلى وقفة وكلمة سواء من خلال الملتقى الرياضي الذي نظمناه في نهاية الموسم الماضي ،وعلى الرغم من أن توصياته تمت على رؤوس الأشهاد، و نشرتها وتداولتها كل وسائل الاعلام ، إلا أننا حرصنا على وصول توصياته خطيًا لكل المعنيين بها، حتى نتم مهمتنا على أكمل وجه، وفي مرحلة تالية ،بعد أن مرت شهور دون أن يتغير من الواقع شيئا، بدأنا بأنفسنا في الشارقة ،لإنقاذ ما يمكن انقاذه بالنسبة إلى أبنائنا ،وخطونا الخطوة الأولى في طريق الألف ميل الذي لم يشارك فيه أحد!.
والسؤال الآن ، لم يعد في اتجاه كيف يترك الأمر على هذا النحو دون ضوابط أو شروط ، او لماذا لم يتم تقييم التجربة بعد انقضاء ٧ سنوات ؟وانما لماذا لم تحرك الجهات المرجعية ساكنا في سبيل التصدي لتلك الظاهرة ، ولمصلحة من هذه السلبية المفرطة !؟

هنا الشارقة

صنع في الشارقة  

شرفنا في مجلس الشارقة الرياضي بزيارة معالي الدكتور كمال دقيش وزير الشباب والرياضة التونسي والوفد المرافق له،ومرت ساعات اللقاء من دون أن نشعر بها، لأنها كانت بالفعل حافلة بكل ما يثري ويفيد هنا وهناك على صعد التطوير والابتكار والتنظيم ، خصوصًا وأن الزيارة أكملت ما بدأناه في أغسطس الماضي عندما لبى المجلس دعوة الوزارة التونسية لبحث مجالات التعاون بين الجانبين ،وإذا جاز لي أن أجمع محصلة الزيارتين كماً وكيفاً ،سأقول بملء الفم أنها أكثر من رائعة، ولسوف تعبر عن ذلك الخطط والبرامج المشتركة التي ستجمعنا مستقبلاً 

وربما تكون الحاجة غير ملحة للحديث عن تميز الرياضة التونسية عربياً ودولياً ،وقدر الفائدة التي يمكن أن نحققها ،بحكم السمعة الطيبة التي تتمتع بها في المحافل العالمية، انما الجديد والسعيد معاً،هو ما تداولته ألسن الضيوف من تقدير واعجاب بمنتج الرياضة الشرقاوية، وكيف أن له هويّة واضحة تميزه، بفضل منظومة القيم والمثل والمبادئ التي تحكمه ،وبصراحة، لم أكن بحاجة لإيضاح سر هذه الخصوصية، لأن كل ما سمعوه ورأوه رأي العين على الطبيعة، كشف بجلاء تفاصيل البصمة الواضحة لسيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ، فعلى حد قولهم " هناك ثقافة واحدة تحكم المشهد بالكامل" ،وهذا أكثر ما أسعدني في انطباعات الضيوف، حقاً وصدقاً ،لأن المعنى المباشر لذلك أن الرسالة وصلت ،وأننا "والحمد لله" نترجم بواقعية رؤية الحاكم الحكيم 

والشرح يطول فيما يخص التفاصيل، لأن ما قيل في نهايةعرض استراتيجية المجلس، أخجل تواضعنا، حيث لفت انتباه الوزير كم الأنشطة والفعاليات، وتنوع الأندية وتلبيتها لكل الهوايات، وتوقف عند رياضات المعاقين بالذات مؤكداً أنها نموذجًا يحتذى به، وأشاد بدورة كلباء الشاطئية والطواف الدولي للدراجات، وبالسباق الاستثنائي الذي جمع أندية الإمارة في سبيلي الترشيد ثم الاستدامة، لا سيما وانه تمخض عن 33 ملكية فكرية للمجلس،وكانت الدكتورة إيمان أحمد السلامي سفيرة الامارات لدى الجمهورية التونسية محقة عندما قالت أن سر نجاح الاستراتيجية يكمن في أنها صيغت برؤية وطنية خالصة 

أخيراً ،فمن جملة ما أسعدني ولاحظه الضيوف أن العرض تناوب في تقديمه نخبة من الكوادر الوطنية الشابة، مما يبعث التفاؤل بالمستقبل وقياداته، أما أكثر الأشياء التي شرحت صدري وجعلتني أفخر بجودة المنتج الرياضي أنه ممهور بخاتم "سلطان" ويحمل عبارة "صنع في الشارقة "

 

 

 

 

 

                                                                                                                                                                                                                          

 

هنا الشارقة

إستدامة شرقاوية

من المرة الأولى التي طالعت فيها مسمى"الاستدامة"، ارتبط معناهاعندي بحفظ النعم التي أنعم بها الله علينا بوجه عام، فحتى تستديم النعم لا بد من شكر الله عليها،ولأن الشكر لا يكون إلا بالقول والعمل معًا،كان واجبًا علينا في سبيل استدامة كل ما حولنا من نعم، أن  نحمد الله ونشكره عليها قولًا، وأن نتحري وسائل استثمارها والمحافظة عليها عملاً

ولذا عندما ورد ذكر الاستدامة كمحور وهدف في استراتيجية دولة الامارات حتى عام 2030 ،وعندما تم اعتبار عام 2023 عامًا للإستدامة ، لم تكن تداعيات الاستدامة غائبة عن رؤيتنا في مجلس الشارقة الرياضي ، خصوصًا وأنها كانت حاضرة كمبدأ ومفهوم، وكثقافة مجتمعية شاملة في استراتيجية الإمارة ،وبالتالي أخذت الاستدامة مكانها بسلاسة وتلقائية في خطة عمل المجلس الممتدة حتى عام 2031 ،وجاء ذكرها صريحًا واضحًا محددًا في الرسالة التي تستهدف "ابتكار مستقبل رياضي ثقافي متميز ومستدام للشارقة، من خلال اعداد قيادات اماراتية وعمل شراكات فعالة تضمن تحسين جودة الحياة" 

وبالأمس ، كان معهد الشارقة للتراث مسرحًا لتتويج الفائزين بالجائزة التي أطلقها المجلس احتفاءً بعام الاستدامة ،وكان في الوقت نفسه شاهدًا على سبق رياضي في هذا المجال الذي ربما يصعب على البعض أن يجد فيه سبيلا للاستدامة، لكن الحال في الشارقة "غير"، فقد عاش 20 ناديًا رياضيًا ومتخصصًا بالامارة ثقافة الاستدامة بكل تفاصيلها، من خلال سبعة معايير شملت :الاخلاقيات والقيم ،الحوكمة والإدارة ،التدريب والتمكين ، الشراكات والتنمية، الأثر الاجتماعي، الأثر البيئي، والأثر الاقتصادي،وكان الفوز بدرع التفوق العام من نصيب "الحمرية"على مستوى الأندية الرياضية،و"الشارقة لرياضات الدفاع عن النفس" بين الأندية التخصصية.   

ودعوني أعترف لكم،بأن سعادتي بالمردود الثقافي للجائزة أكبر بكثير من سعادتي بمحصلتها التنافسية، خصوصًا بعد أن علمت من الأخت مريم الحوسني رئيسة الجائزة"مدير ادارة الاستراتيجية وتطوير الأداء" أن اجتهادات الأندية أسفرت عن ابتكارات خلاقة عديدة، أذكر منها على سبيل الاستدلال: مشروعات للزراعة المائية، ولتدوير الخردة،وللمراقبة بحافلات المدارس، بالإضافة إلى ابتكارات رياضية وبيئية كفلت لنا 33 ملكية فكرية لحقوقها ، وبالطبع ماكنا سنعرفها أو ندركها لولا تلك الجائزة .

 أخيرًا ، الشكر مستحق لفريق العمل الرائع الذي تولى المهمة الصعبة ، والتهنئة من القلب للأندية الستة التي اعتلت منصة التتويج، وكل الامتنان لجميع المشاركين الذين تباروا في الجائزة ،فبهؤلاء وأولئك كانت "الاستدامة الشرقاوية" على أفضل مايكون ،"والحمد لل

هنا الشارقة

المنتخب دائما و أبدا 
 
نردد كثيراً مقولة "أن التاريخ يعيد نفسه" ،لكن الحقيقة أننا من نعيد أحداثه بملء إرادتنا عندما نستعمل نفس المدخلات ثم ننتظر مخرجات مغايرة، فهكذا فقط نصادف النتائج نفسها فيعيد التاريخ نفسه.
 
ومع بطولة كأس آسيا التي تجدد تواصلنا معها في نسختها ال18 بالدوحة، اختلفت كثيرًا لا قليلاً مدخلات المشاركة هذه المرة، ولذا اتطلع مثلما هو الحال مع كل عشاق "الأبيض" إلى تحقيق حلم الظفر بذاك اللقب القاري الذي مازال صعبًا عنيدًا، ولا أقول مستحيلاً، صحيح أننا كنا على مقربة منه في أبوظبي 1996، عندما بلغنا المباراة النهائية أمام الشقيقة السعودية وخسرنا بالضربات الترجيحية، وصحيح أننا كنا كذلك، قاب قوسين أو أدنى منه في نسختي 2015 و2019 عندما بلغنا الدور قبل النهائي، إلا أن الأمل سيظل قائمًا وموصولًا ومتجددًا، لأن لكل بطولة ظروفها ومعطياتها، وأيضا لأن، منتخبنا ليس هو نفسه الذي كان في كل المرات السابقة، فالإدارة "غير"، والتشكيلة "غير"، والجهاز الفني "غير"، وكل هذه المتغيرات ربما تكون محصلتها في النهاية "غير" كذلك، فلربما آن الأوان.. من يدري؟ .
 
تماشيًا مع الحملة التي أطلقها أتحاد الكرة لدعم المنتخب، والتي تدعو الجماهير لمؤازرته تحت شعار "فالكم الفوز" أسجل أنني في زمرة المتفاءلين المستبشرين، ويحفز هذا الإحساس أن معالي الشيخ حمدان بن مبارك الرئيس الحالي لمجلس إدارة اتحاد الكرة كان على رأس اللجنة المنظمة العليا عندما عانقنا لقب كأس الخليج للمرة الأولى في خليجي 18 عام 2007، وقد كان بدوره لقبًا عزيزاً حتى ذلك الحين، والمسألة ليست تفاؤلاً لمجرد التفاؤل، فهناك رؤية مختلفة جديدة، وكل ما رأيناه منذ تولى معاليه قيادة الدفة يدعو لذلك، خصوصًا في عروض المنتخب ونتائجه التي لم تشهد إلا خسارة واحدة مقابل 6 انتصارات.
المنتخب ليس واجهة كرة القدم وحدها، أنه واجهة رياضة الامارات بأكملها، ومن هنا تعظم المسؤولية التي يجب ان نتعاون في حملها مع اتحاد الكرة، نعم قد تتباين الطموحات، ونعم قد تختلف التقديرات بخصوص حظوظه، لكن الأكيد الذي لا خلاف عليه، والذي لا مجال للمزايدة فيه من أحد على آخر، هو حبه ودعمه وتشجيعه إلى مالانهاية، مهما كانت ظروفه وأحواله، فالمنتخب ليس أولاً بموجب الأولويات، وإنما "دائما وأبدًا" لأنه رمز الوطن، وحب الوطن راسخ في القلوب

هنا الشارقة

الغاية الأسمى 

هل تساءلنا كرياضيين بوجه عام، أو كمسؤولين بوجه خاص عما نستهدفه من الرياضة؟ السؤال يبدو بسيطًا، لكنه في الحقيقة بغاية التعقيد، وأكبر دليل على ذلك أننا عندما نتوقف لبحث أسباب اخفاقة أو انتكاسة ما نعيد على أنفسنا السؤال نفسه، وكأننا لا نعرف مانريده بالضبط؟ وتجد من يتحدث عن قطاع البطولات التي تعكس تقدم الدولة وتحضرها، ومن يتحدث عن بناء الانسان وتأهيله بدنيا واشباع هواياته وشغل وقت فراغه، وأيضاً من يتحدث عن دورها في تطور المجتمعات ونهضتها وسعادة الناس ورضاها لأن ممارسة الرياضة تتكفل بتحقيق كل ذلك وأكثر، وإذا اتفقنا على أن كل هذه الأهداف حاضرة طول الوقت، ففي مرحلة تالية ستتحول دفة السؤال نحو فقه الأولويات بالنسبة إلى كل منها، وأيها أجدر وأحق بالتقديم على حساب الآخر؟ 

 أرجو ألا أكون قد سببت الحيرة لأحد بهذه الأسئلة المتوالية، لكن سؤال البداية "البسيط المعقد" سيبقى حاضرًا شئنا أم أبينا، في ممارستنا للرياضة فرديًا وجماعيًا، وفي خططنا لتنظيم وإدارة أنشطتها وفعالياتها المختلفة. 

وفي الشارقة بالذات للرياضة من هذه الوجهة رؤية خاصة رسم حدودها وحدد معالمها سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الإمارة "حفظه الله ورعاه"، وإذا رصدنا توجيهات ونصائح سموه، وأيضاً المداخلات التي تتم عبر "الخط المباشر" لقناة الشارقة بأوامر محددة، ووضعناها جميعاً إلى جانب بعضها البعض سنجدها في مجملها تكرس وتعظم بناء الأنسان أولًا، وأنها تذهب في اتجاه بدنه وعقله معًا، ليتسلح بالعلم والثقافة والقيم والمثل العليا بجانب بناء جسمه واشباع هوايته، أما البطولات والألقاب فتأتي بعد ذلك أو لا تأتي، لكنها، كما نلحظ، يحظى دومًا أصحابها بالتقدير والتكريم من سموه. 

 وفي المجلس الرياضي، نسعى لتحقيق تلك الأهداف وفق أولوياتها، لنصنع أجيالاً من الكوادر والقيادات المؤهلة والمشبعة بتلك الأفكار، وفي العام الماضي كانت بين أيدينا 16 فعالية للرياضة المجتمعية و12 فعالية مجتمعية صرفة، وكانت مؤشرات رضا المشاركين نسبتها 92%، ما يبرهن أننا -بحمد الله وتوفيقه– نمضي على الدرب الذي شقه وعبده سيدي الحاكم الحكيم 

 والرسالة الباقية أن البطولات كثيرة ولا نهاية لها، ولن تدوم لأحد أو يحتكرها فريق للأبد، إنما منظومة العلم والثقافة والأخلاق بأي مجتمع تبقى وتدوم وتتوارثها الأجيال، وهي "الغاية الأسمى"..وليت قومي يعلمون

هنا الشارقة

الحلم الكبير 

من عام إلى عام تتجدد الطموحات ولا تنتهي التحديات ،فلكل مرحلة أهدافها التي كانت في وقت ما مجرد خواطر وأمنيات، وفي الشارقة برعاية وتوجيهات سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة "حفظه الله ورعاه" ، قطعنا شوطًا بعيدًا في سبيل تحقيق الحلم الكبير بالنسبة إلى المنظومة الرياضية كي تصبح على أعلى مستوى من الكمال شكلًا وموضوعًا، وهذه هي الرسالة المجتمعية التي نحمل أمانتها في المجلس الرياضي ، لنصنع أجيالاً من الكوادر والقيادات المؤهلة لحمل الراية في مختلف مجالات العمل والحياة ،لا في ملاعب وميادين الرياضة وحدها  

 وللحلم الكبير مفردات وتفاصيل كثيرة على مستوى الإمارة ، التي تملك من البنية التحتية ومن الإمكانات ما يؤهلها لتصبح امبراطورية رياضية بكل معنى الكلمة، وان شاء الله تتواصل الجهود المخلصة.. لتحتضن الإمارة أحد مراكز الأداء العالي التي تستوعب في مجمع واحد المنشآت والتجهيزات اللازمة لكل الألعاب .. ونكمل مراحل خطتنا الاستراتيجية التي تهدف لرفع عدد الألعاب بأندية المنطقتين الشرقية والوسطى إلى 15 لعبة فردية وجماعية .. وقد جاءت جامعة كلباء في وقتها لتدعم بخريجيها من كلية التربية الرياضية خطط وبرامج المستقبل ليرتقي الرياضيون بأدائهم ونتائجهم جنبا إلى جنب مع علومهم ومعارفهم

 والحلم الكبير يتمدد من الخاص إلى العام،لتسهم الشارقة بحصة كبيرة في المردود الدولي لرياضة الامارات ، التي تنتظرها استحقاقات كثيرة في 2024 ، وأقربها بطولة كأس أمم آسيا لكرة القدم التي كنا قاب قوسين أو أدنى من لقبها في مناسبتين،وربما آن الأوان لنعانق اللقب القاري العزيز،لاسيما وان عروض ونتائج المنتخب في حقبة البرتغالي بينتو مبشرة وواعدة بالكثير، وفي الصيف المقبل سيكون موعدنا مع دورة باريس الأولمبية،وهي بدورها محطة مهمة لنرصد أين أصبحنا في المنظومة العالمية .

ومع التسليم بحقيقة أن قيادتنا الرشيدة لا تقصر مطلقًا في توفير كل ما تحتاجه الرياضة من دعم واهتمام، سيبقى المحك والرهان قائمًا على اللاعبين واللاعبات في مختلف الألعاب ليكونوا على مستوى الطموحات، وستكون التحديات التي تكتنف هذا الموضوع بالذات في مقدمة جدول أعمال ملتقى الشارقة الثاني لرياضة الامارات في ختام الموسم الحالي ،وسيكون بدوره فرصة لمتابعة ما تحقق على أرض الواقع من توصيات دورته الأولى، فمن دون متابعة لا أمل يرتجى من أي حلم، حتى لو كان كبيرًا .

هنا الشارقة

بطولة إستثنائية 

تعودنا في تنظيمنا للبطولات الدولية على ما يخص الفريق الأول بأي لعبة،فهو الأشهر وهو الذي يستقطب الجمهور،وهو أيضا الذي قد يحفز الجهات الراعية للتمويل ووسائل الاعلام للتغطية أكثر من سواه ،وهذه ثقافة سائدة ومتعارف عليها لتحقيق الفائدة المرجوة من الدعاية والترويج للبطولة أيا كانت، ولكن ماذا إذا كانت الرؤية من الأساس غير ذلك ؟ وماذا إذا كانت المصلحة الوطنية تقتضي شيئأ آخر؟ وماذا إذا كانت الفرق الأولى "شبعانة" بطولات ودعاية ووصلت بمستواها الى سقف لا نرى سقفا بعده !؟
كان لا بد من هذه المقدمة حتى أصل بكم إلى الرؤية التي حكمت توجه المجلس الرياضي في تنظيمه لبطولة لشارقة الدولية لشباب السلة،تلك البطولة التي وجهنا بوصلتها إلى لعبة غير كرة القدم الأثيرة بكل شيئ ..ونحو فرق المراحل السنية "المنسية" التي لا يحفل بها أحد، ولا أدعي بأي حال أن تلك الرؤية من بنات أفكارنا، فهي من لحظة ميلادها تخص سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ،حيث تقضي توجيهات سموه بالاهتمام بالمراحل السنية المبكرة،باعتبارها الأرض الخصبة لزرع الثقافة ورفع المستوى،وما كان منا إلا ان سعينا لترجمة توجيهات سموه فكانت تلك البطولة التي وصلت "بحمد الله" إلى سنتها ونسختها الرابعة .
في مدينة خورفكان حاضنة البحر والسهل والجبل ، القت بطولتنا مرساها بعد أن وجدت كل ما تحتاجه من دعم واهتمام ورعاية فيها ، من ناد كبير توفرإدارته الإمكانات بسخاء ،إلى صالات مجهزة للتدريبات والمباريات من الصباح للمساء، إلى جمهور كريم يحتفي بالضيوف أينما حلوا وبالمشاركين أينما لعبوا، وبالإضافة إلى هذا وذاك، مرافق ومنشآت ومزارات سياحية على أعلى مستوى، وطقس شتوي رائع لا يجدوه إلا بالساحل الشرقي هنا،..وهاهي المحصلة تجسدها الأرقام بالورقة والقلم ،فبين ايدينا 450 لاعبًا ولاعبة يمثلون 34 فريقًا من 7 دول ،وهناك 3 مدارس أوروبية من أكاديميات أسبانيا وصربيا وروسيا عوضا عن المدرسة العربية التي تمثلها فرق مصروالأردن وسوريا ولبنان .
انها حقا "بطولة استثنائية" في كل شيئ حظيت به،وإذا كانت حققت لأبنائنا وبناتنا غاية تنافسية مهمة من خلال الاحتكاك بالمدارس التدريبية الأخرى ، فإنها في الوقت نفسه فتحت لهم آفاقا واسعة مع نظرائهم لتبادل العلوم والثقافات، واكتساب التجارب والخبرات، وان شاء الله بالتعاون المثمر وبأخلاص العطاء ستتواصل دورات البطولة لتحقق غايتها الثقافية والرياضية على حد سواء.

هنا الشارقة

كلباء و خورفكان 

مدينتان جميلتان جاد بهما الرحمن على الشارقة، وتولتهما يد "سلطان" فجعلتهما آية في المدنية والعمران، ومهما بلغت البلاغة مداها في وصف الجمال والكمال في روعة الطرق والمرافق والبنيان ، لن تجود القريحة بما يفي سيدي صاحب السمو حاكم الشارقة  من عبارات الشكر والعرفان والامتنان ،على ما حققه فيهما من بناء ونماء، ومن تطور ونهضة ورخاء ، مدينتا كلباء وخورفكان، نعم، فهما حبتان من لؤلؤ ومرجان في جيد شارقة هذا الزمان التي منَّ الله عليها وعلينا إذ ولى بها "سلطان" 

تعهدت لكم منذ البداية برصد كل ما يميز الشارقة ورياضتها التي تجمع في رسالتها المجتمعية، بين المشاركة والمنافسة، والثقافة والسياحة ،والتسويق والترويج ، وسواها من مجالات العمل و الحياة ، واليوم رأيت أن أطوف بكم في ربوع مدينتي كلباء وخورفكان حيث الشواطئ والجبال عن اليسار والسهول والمزارع عن اليمين ، وبين وادٍ حلوٍ هنا وبرجٍ رابٍ هناك  تسعد وتأنس بأهلها وناسها الطيبين ،الذين كفلوا بحماسهم واقبالهم على أنشطتنا وفعالياتنا في الساحل الشرقي كل ما تمنيناه من نجاح ،صحيح أننا شرعنا في ذلك بتوجيهات من والدنا الحاكم الحكيم ، لتحظى كل مدن الإمارة بما تستحقه من تقدير واهتمام واعلام ، إلا أن ما وجدناه من بنية تحتية تفوق الوصف، وما لقيناه في التعامل مع الكوادر والجماهير من تعاون واقبال وشغف ،جعل المدينتين على خارطة فعالياتنا طول العام ، ان لم يكن بألعاب شاطئية وتحديات جبلية تعانق السحب، فبمسابقات محلية وبطولات دولية مفتوحة لكل الجنسيات ..وان لم يكن برياضات تنافسية كالجري والماراثون والتراياثلون، فبفعاليات مجتمعية وسباق ثقافي وعطلة غير لكل الراغبين 

 ولا يسعنا في ختام هذا المقال إلا أن ننسب الفضل لأهله والعطاء لأصحابه فما كان لأنشطة المجلس الرياضي أن تشهد هذا النجاح اللافت لولا دعم واهتمام كل من الشيخ سعيد بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب سمو الحاكم بمدينة خورفكان والشيخ هيثم بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب سمو الحاكم بكلباء، إذ يحضران معظم الفعاليات ويحرصان على مشاركة الجماهير فرحتهم بتتويج الأبطال، ولا يفوتني تقدير جهود إدارتي الناديين الكبيرين برموزهما واقطابهما وأنصارهما، وكذلك أولئك المؤثرين الفاعلين عبر وسائل الاعلام والوسائط والمنصات، فبهؤلاء جميعًا وبالرعاة والداعمين ،من الرياضيين وغير الرياضيين، اكتملت الحلقات وتواصلت النجاحات في المدينتين.. "والحمد لله رب العالمين"