المقالات
هنا الشارقة
بصمة اماراتية
بحس وطني وشغف كبير تابعت فعاليات "COP28 "، وسعدت كثيرًا بالبصمة الإماراتية التي حققت نقلة نوعية كبيرة لهذا المؤتمر العالمي، الذي يستهدف حماية البشر من كل ما يهدد حياتهم على كوكب الارض، ففي مثل هذه المناسبات بالذات تبرز الشخصية المميزة لدولتنا في المنظومة العالمية باسهاماتها السخية ومبادراتها الخلاقة،ولعل جملة المشروعات التي تبارت في تقديمها المؤسسات والهيئات في مختلف المجالات أكبر دليل على نضج وعي شعب الامارات ،فإحساسه بالمسؤولية الوطنية والمجتمعية تعاظم في أيام هذا المؤتمر وكتب "رسالة حضارية" بأسم الدولة إلى العالم، والفضل، كل الفضل، في ذلك يرجع إلى قيادتنا الرشيدة، بما أسسته فينا من قيم ومثل صنعت ثقافتنا، وبما قدمته وتقدمه لشعوب العالم من مبادرات انسانية صنعت بها مكانتنا وسمعتنا
ومن العولمة بأطروحاتها العابرة للحدود من خلال هذا المؤتمر إلى الخصوصية المحلية، دعوني أسجل لإمارة الشارقة ورياضتها سبقاً له اعتباره وأهميته في هذا النهج الثقافي بكل ما يدعو اليه من اطروحات تخص الاستدامة والترشيد والاقتصاد في استهلاك موارد الطاقة وغيرها من الأفكار والأطروحات،فسيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ،منذ اللحظة الأولى وجه بوصلة الرياضة نحو رسالة مجتمعية تتجاوز بها دائرة المنافسات الضيقة والبطولات المؤقتة ،فكانت لها صبغتها المميزة في كل الأنشطة والفعاليات، التي استهدفت بناء الكوادروتأهيلها وصنع القيادات وتمكينها، وبحمد الله أثمرت الجهود، فانتزعت الإمارة لقب عاصمة الثقافة العربية ،وفاز المجلس الرياضي بجائزة غرفة تجارة وصناعة الشارقة تقديرا لدوره في تعزيز الحركة الاقتصادية، ومن ثم كانت مبادرته مؤخراًباطلاق جائزة الاستدامة ليتنافس الرياضييون في كل ما يصادق البيئة ويحافظ على موارد الطاقة
سوف يتوقف العالم كثيرا عند محصلة الدورة 28 لمؤتمر الأطراف للتغير المناخي ، لأنه في محطته الإماراتية صاغ ورقة عمل لمستقبل الكرة الأرضية من خلال "المسرع العالمي لخفض الانبعاثات الضارة"، وقد كانت مشاعر الفخر والسعادة ،في أوجها حينما أعلن الدكتور سلطان أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة "رئيس المؤتمر " تفاصيل المشروع الاماراتي، الذي تضمن مبادرات غير المسبوقة ،لتحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة وخفض الانبعاثات
ختاما ..هكذا تكون "بصمة الامارات" بقيادتها وحكومتها وشعبها على مستوى الأحداث التي تنظمها مهما كانت التحديات،وهكذا تكون على مستوى مسؤوليتها ودورها كدولة نموذجية منفتحة على العالم بكل ما يعتريه من متغيرات
هنا الشارقة
نعمة الإتحاد
هنا الشارقة
جواهر و درر
تعلمت منذ الصغر أن الكلام ليس مثل بعضه ، وان أبلغه ما يختصر المعاني والمقاصد بعبارات واضحة فتحدث أثرها عند السامع، وأن لكل مقام مقال يناسب ظرفي الزمان والمكان ويلائم المناسبة ، وأيضا أن القيمة والأثر مرتبطان ارتباطا وثيقا بقامة ومقام قائله، ومن هذه الوجهة، كانت كلمات قرينة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، بليغة لأبعد الحدود في استهلال حفل ختام الدورة الأولى من جائزة سموها للتميز الرياضي ،إذ كانت الكلمات دالة ومعبرة ،وواصلة إلى كل المعنيين بها .. من منظمين ومحكمين وفائزين وحضور لحفل الجائزة.. إلى جمهور الإمارة بأسرها بمختلف قطاعاته ومشاربه، فلكلٍ رسالته ونصيحته ،ولكلٍ غايته ومطلبه ، فشكراً جزيلاً لـ"صاحبة القلب الكبير" على الكلمات التي ليست كباقي الكلمات،والمعاني التي كانت كالتبر والدر في قيمتها وغلاوتها
كانت رسالة سموها موجزة،لكنها كانت شاملة لكل ما تقتضيه المناسبة "فالبيئة الرياضية يجب ان تكون مصنعًا للقيم الايجابية والأخلاق النبيلة..وتربية النفس يجب أن تقوم على زرع روح المثابرة والشغف والتحدي..والنشاط الرياضي ليس فقط للصحة البدنية وتحقيق البطولات فلابد وأن يبني الشخصية ويعلم صاحبه الإنضباط والالتزام والقيادة"، وهذه كلها، كما ترون، توجهات تصيغ عمليًا الرؤية التي تحكم المنظومة الرياضية في الشارقة بوجه عام ،والتي نحاول جاهدين أن تصبح مفرداتها ثقافة الفرد والجماعة في البيت والمدرسة والنادي والمؤسسة وجهة العمل أيا كانت، فهل هناك من لم تشمله هذه الرسالة بتحديد دوره وواجبه أو من لم تمس بمضمونها قلبه ووجدانه ؟
وفيما يخص الجائزة والفلسفة التي قامت عليها، حملت الكلمات معان مباشرة لا تحتمل تأويلا، فهي تستهدف أولئك المتميزين الذين كانوا ومازالوا قدوة ومثلا لأقرانهم وذويهم وللأجيال الناشئة، ممن جمعوا في مسيرتهم ما بين التفوق العلمي والإنجاز الرياضي فكانت لهم بصمات مجتمعية واضحة ، فهؤلاء ،على حد قول سموها:" هم الذين يجب أن تخلد ذكراهم لتلهم الآخرين بجدوى العطاء، وهم الجديرون بالتقدير والاهتمام والتكريم والاحتفاء
أخيرا .. نحمد الله على نجاح الدورة الأولى للجائزة،وكل الشكر للزملاء بمجلس الأمناء وفرق العمل،وأجمل التهاني والتبريكات للفائزين الذين جمعوا المجد من طرفيه باسم "سمو الشيخة جواهر" في ناحية وبـ"التميز " في الناحية الأخرى،وفي سبيل الوسام البديع والشرف الرفيع ليعمل المخلصون وليتنافس المتنافسون
هنا الشارقة
هنا الشارقة
هنا الشارقة
تراث لا يندثر
من عام إلى عام يتجدد وصال الشارقة مع عالم الفكر والثقافة والفنون والآداب من خلال معرضها الدولي للكتاب، ذاك المعرض الذي منذ ان وعينا وجدناه حاضرًا بيننا، كرافد أساسي لكل ما تعلمناه وماعرفناه من أيام الطفولة والدراسة حتى سنين العمل والمسؤولية،..وما بين الرحلة المدرسية السنوية التي خبرت معها مبكرًا قيمة ومعنى "الكتاب"، وبين دأب الحضور الدوري لمتابعة واقتناء كل ما ينشر في مجال عملي واهتماماتي ،أصبحت القراءة ، طواعية وبدون قرار مني، أهم عاداتي ،ولا أعتقد ان هذه مزية أتفرد بها وحدي،أوفقط يتمتع بها رفاق جيلي ، فهي سمة سائدة عند معظم أبناء الشارقة ممن تربوا على تعاليم ورؤى سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة "حفظه الله" ، فسموه زرع فينا حب القراءة،وجعلها غاية في حد ذاتها، لا مجرد وسيلة لتحصيل العلم والمعرفة، وقد كان هذا المعرض بمنبره العالمي من أهم معالم تلك الثقافة .
في دورته الـ 42 ،كان المعرض بإرثه الذي لا يندثر، يباهي بمشاركة أكثر من 2000 ناشر وعارض يمثلون أكثر من نصف دول العالم ،واستولى علينا جميعًا أبناء الامارات، الزهو والفخر في اللحظة التي أعلن فيها سيدي راعي العلم والثقافة عن انجاز الشارقة ل67 مجلداً من قاموس المعجم التاريخي للغة العربية، وكيف أن هذا العمل الضخم سيكتمل العام المقبل ليكون هدية الإمارات إلى العالم باسم كل العرب،وكشف سموه بلغة الأرقام قيمة وقدر لغتنا الجميلة حين ذكر أن المعجم من 81 ألف صفحة موزعة في 110 مجلدات ،وان انجازه استغرق 6 سنوات من الملاحقة والتنقيب والمتابعة ، بمشاركة أكثر من 500 خبير ،كما أمتعنا سموه بعلمه الغزير كباحث ومؤرخ عندما أكد أنها لغة خطاب الرب لآدم وللملائكة والأنبياء والرسل،وأنها أصل كل اللغات السامية التي عرفها البشر منذ بدء الخليقة .
في الشارقة "نقرأ قيمًا " في حياتنا ، "ونتحدث كتباً" من خلال شعار المعرض الدولي ،و"نتريض ثقافة " عبر أنشطة المجلس الرياضي ..وفي كل المجالات ستجد تراث الإمارة حاضرًا ليطبع بصمته في كل شيئ تحسه وتراه ،وان لم تجده في حروف الكلمات وهي ترسم عناوين الكتب بالخط العربي ،ستجده في ألوف وملايين الصفحات التي نسجها المؤرخون لتاريخنا الإسلامي والعربي، لأنه حقا "تراث لا يندثر".
هنا الشارقة
هنا الشارقة
هنا الشارقة
قيادات واعدة