هنا الشارقة

مونديال أأمن دولة 

نجحت العاصمة الجميلة أبوظبي في استضافة النسخة 18 لمونديال الأندية بامتياز ،وأضافت لسمعة الإمارات العالمية في التميز التنظيمي مزيداً من الألق والبريق ،لاسيما وأنها كانت ملاذ "الفيفا " عندما اعتذرت يوكوهاما اليابانية فجأة عن عدم تنظيم البطولة عشية ظهور "أوميكرون" المتحور الجديد لفيروس "كورونا"، فما أشفقت منه اليابان قاهرة الزلازل والمنتصرة على الكارثة النووية وعواقبها في هيروشيما وناجا زاكي، أستقبلته الإمارات بصمود ومرونة ومناعة موازية للشجاعة والجرأة والمروءة ، التي اتسم بها قرار الاستضافة ،وما كان للتنظيم أن يتم بهذه الكفاءة،وذاك الجمال - والأهم - بتلك الثقة الدولية، لولا المكانة التي انتزعتها واستحقتها الإمارات بين دول العالم، ومؤخراً جاء احتلالها للمرتبة الأولى بين الشعوب ،وللمرتبة الثانية بين الدول في مؤشر "غالوب" للأمن والنظام على مستوى العالم في 2021 ليجسد هذه الحقيقة بنسبة بلغت 95 بالمائة ،حيث لم تنافسها على هذه المكانة سوى النرويج،..فاللهم أتم نعمتك علينا بالأمن والأمان حتى ترث الأرض وما عليها . 

لقد قدمنا للعالم درساً في كفاءة التنظيم وجودته ،لكن دعونا نعترف بأننا بحاجة لدروس عدة في كفاءة اللعب والتمثيل الدولي لكرة الإمارات ،وحديثي هنا لا يقتصر على الجزيرة الذي تراجع كثيراً ، شكلاً وموضوعاً عما كان عليه في آخر ظهور له على مسرح البطولة العالمية في 2017 ،وقتما تجاوز بطلي نيوزيلندا واليابان وخرج من الدور نصف النهائي بخسارة مشرفة أمام ريال مدريد ، وانما يتمدد ليشمل فرقنا جميعا ليصل في النهاية إلى منتخبنا ،فالحال هو نفسه رغم اختلاف المناسبات والمسميات ،فالشجرة تشعبت فروعها لكن جذورها وأصولها واحدة ،وبناء عليه ،يجب أن ننظر للجزيرة كحالة ضمن ظاهرة عامة، لا كحالة عارضة وخاصة ،لأن كرتنا تعاني ،وتظهر علتها كالشمس عند التمثيل الدولي ،ولكل من قد يخالفني الرأي ،أقول: يجب أن تكون المرجعية في هذه المسألة بالقاعدة لا بالاستثناء ،وبالاستمرارية والاستدامة لا بل بالعشوائية والمصادفة ! .

كرتنا "تنافسياً" تستحق مكانة أعلى وأكبر ..مكانة تناظر ما يتحقق "تنظيمياً" وأكثر ،وهذا لن يتحقق إلا إذا استوعبنا كل الدروس المريرة التي مررنا بها ،من مشاركات أنديتنا الضعيفة في دوري آسيا ، إلى مشاركات المنتخب المتداعية في تصفيات المونديال ،وحتى لا أترككم في حيرة البحث عن العلة والسبب ، أسجل أني أراها في "اللاعب" لا في "اللعبة"، .. واللبيب بالإشارة يفهم !

عيسى هلال الحزامي