هنا الشارقة

رسالة وأمانة 

تلقيت في الأيام الماضية سيلا من الرسائل المؤيدة والصورالموضحة للظاهرة التي توقفت عندها في مقال الأسبوع الماضي ، بخصوص الانفلات الحادث في التعامل مع فئة اللاعب المقيم في مسابقاتنا الكروية ،وعلى الرغم من سعادتي بردود الفعل والأصداء التي أحدثها المقال في أوساط الناس وبعض وسائل الاعلام ، إلا أنني بعدها غرقت في موجة من الأسى !
صحيح أن الرسالة وصلت وحركت المياه الراكدة في الشارع الرياضي ، إلا أن خطر الظاهرة - حتى الآن - لم يستشعره المعنيون بتصحيح المسار من أصحاب القرار، ومن جانبي لا ولن أيأس، لأن الحل"الجزئي" بالطريق الذي سلكناه على صعيد أندية الشارقة ليس فقط ما نريده أو نتمناه، لا سيما وان ردود الفعل المتباينة التي وصلتنى من خارج الإمارة، برهنت بما فيه الكفاية، على أن الكل مابين متضرر ومستاء، أو متعجب ومحتار من سوء التعامل مع هذا الخيار،ولذ ساسترسل عبر هذا المقال أملاً وطمعاً في التغيير المنشود "لعل وعسى".
 
الذي أراه ياسادة ياكرام أننا في سبيل اللحاق بركب من سبقونا في كرة القدم، نسلك أقصر وأسوء الطرق لا أفضلها ولا أحسنها، ورؤيتنا ترصد شيئاً وتتجاهل أشياء، ولا نفكر مطلقا في التبعات التي ستخلفها التجربة على أبنائنا من احباط وخيبة أمل ،وأيضًا، غير منتبهين ،أو ربما غير حافلين ، بعاقبة ذلك على منتخباتنا الوطنية، التي قد تفقد هويتها في مستقبل أقرب من قريب،.. ولموضوع "المقيم ارتباط وثيق بـ "التجنيس" الذي أخل وسيخل بمبدأ تكافؤ الفرص بين الأندية وبعضها أكثر وأكثر ، لأسباب الكل يعرفها ، إذ ليست كل الأندية قادرة ،كما أنها ليست كلها قانعة راضية،وخلاصة القول أن الكرة ليست كل شيئ في الرياضة، كما انها ليست وحدها سبيل السبق بين الأمم، فنحن والحمد لله متفوقون ومتميزون في ألعاب سواها، وسباقون ومتقدمون في مجالات وقطاعات أخرى كثيرة وعديدة ، فلم هذه الحمى.. وهذا التهافت.. وتلك الهرولة !؟
 
 أخيرا ..أرجو ألا يساء فهم فحوى الرسالة، فأنا كمواطن اماراتي أحاول ان أوصلها للمعنيين بها ،ليعيدوا النظر من خلال وضع بعض الشروط والضوابط ، انما كمسؤول فأنا أحاول أن أؤدي الأمانة التي أؤتمنت عليها في مجلس الشارقة الرياضي تجاه أبنائنا، لا أكثر ولا أقل، والرسالة أصبحت بين أيديكم والأمانة في أعناقكم ،..واللهم أني قد بلغت ،اللهم فاشهد .