هنا الشارقة

سباق إستثنائي 
 
 في كل وأي نشاط بإمارة الشارقة، رياضي أو غير رياضي، من السهولة بمكان أن ترصد له بعدًا ثقافيًا بجانب أبعاده الأخرى، فالثقافة حاضرة دائمًا كقاسم مشترك في كل الفعاليات، ناهيك عما يستهدفها بالأساس فيقوم عليها وحدها، فهي حقًا وصدقًا من أهم سمات "المنظومة الشرجاوية" التي أسسها وحدد معالمها سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة "حفظه الله "، وأبناء الإمارة الباسمة على بكرة أبيهم يدينون لسموه بكل الفضل والامتنان على هذه القيمة الإنسانية المهمة والجميلة، التي كفلت للشارقة خصوصيتها بين حبات العقد الفريد لدولة الإمارات. 
 
** وبحضور الشيخ محمد بن حميد القاسمي رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، كانت الثقافة "في بيتها" بل في قصرها، ونحن نحتفل بأبطال السباق الثقافي السنوي، الذي بلغ بحمد الله وتوفيقه دورته التاسعة، فهو فعالية ثقافية خالصة تجمع أصحاب المواهب والقدرات الخاصة، فتفاضل بينهم وتفرزهم، لتكافئ وترعى المتميزين منهم، وبفضل فئاته العشر التي تشمل كل مهارات الإبداع، يجد كل موهوب ضالته المنشودة، سواءً كانت في علم من العلوم أو فنا من الفنون، كما يحصل كل ناد يرعى هذا الجانب الثقافي المهم على ما يكافئ جهده ويقدره، وقد كانت سعادتي كبيرة بفوز نادي مليحة بدرع التفوق العام، ونادي خورفكان بالوصافة، ونادي البطائح بالمركز الثالث، لأنها تفوقت بعناصرها المتميزة ثقافيًا على أندية كثيرة تسبقها عمرًا وتاريخًا، والمحصلة فيها رسالة لكل ناد تحمل لافتته مسمى "الثقافي" بينما خدماته تنفي هذا المعنى وتتنصل منه!          
 
** عموماً نحن سعداء في المجلس الرياضي بالنهج الذي يجعل الثقافة تسير جنبًا إلى جنب مع الرياضة، لا سيما وأن هذا النهج وجد تقديرًا من الاتحاد العربي للثقافة الرياضية، وكفل للشارقة في 2022 الفوز بجائزة عاصمة الثقافة الرياضية العربية، وهناك سعادة استثنائية أشعر بها مع كل دورة من دورات هذه الفعالية بالذات، والفضل في ذلك يعود لفريق العمل الذي نجح في الجمع بين الحسنيين، كما يقال، فكان للثقافة سباقاً يخوضه المتنافسون بكل سمات الغيرة والحماس، ولذا فالشكر مستحق للجنة المنظمة برئاسة الدكتور عبدالرحمن الياسي، ولمديرها الدكتور ياسر الدوخي، والشكر موصول ايضاً للأعضاء والاخصائيين والمحكمين الذين أشرفوا على السباق من البداية للنهاية.
 
.. أما أولئك الموهوبون الذين أسعدونا بإبداعاتهم فلهم منا كل التقدير والثناء، واللهم بارك جهدهم في خدمة وطنهم واجزهم عنا خير الجزاء