هنا الشارقة
أمل جديد
سعدت كثيراً باعتماد مجلس الوزراء برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة للقانون الجديد لرياضة الإمارات ،فالرسالة المباشرة من هذه الخطوة أن القيادة الرشيدة تولي قطاع الرياضة
مايستحقه من تقدير واهتمام ،وأنها تدرك جيدا أهمية تعديل الأنظمة واللوائح حتى تواكب تحديات المرحلة وتلبي طموحات المستقبل، لاسيما وأن متغيرات كثيرة حدثت في العقدين الماضيين ،أبرزها تحول المنظومة من الهواية إلى الإحتراف ،مما يستدعي التعديل والتنقيح ،مع الإضافة والإحلال لكثير من لوائح القانون السابق الذي واكب تأسيس الدولة
قانون جديد للرياضة .. يعني بالنسبة لي "أمل جديد" ،ووعد أكيد بغد أفضل للحركة الرياضية ،ولكن دعونا مع موجة الأمل الجديد ،ندرك أن الله لن يغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ،وبصراحة ،ما نعانيه بأنفسنا وفي أنفسنا كثير ..كثير، ويقتضي وقفة صادقة ومواجهة كاشفة مع الذات ،لتغيير كل ما يقتضي التغيير من عاداتنا وسلوكاتنا، فالقانون الجديد لن يتكفل بتغيير شيئ مالم نبادر بتغير ماتعودنا عليه في السنوات الماضية ،والذي أدركنا بما فيه الكفاية أن محصلته لا تسمن ولا تغني من جوع ، بالله عليكم كيف نطمح لإرتقاء منصات التتويج بتلك الإعتمادات المالية الهزيلة التي تمنح للمنتخبات ،والتي علمت من دراسة أجرتها "الهيئة" مؤخراً أنها تعادل 7.5 % من ميزانية كل إتحاد!.. وكيف نخطط ونبرمج لتحقيق طفرة بكوادر لا تتمتع بالتأهيل الكافي ولا تتحلى بأي خبرة فنية في الألعاب التي تشرف عليها !؟
في مرحلة الهواية "المظلومة" كانت الدنيا بخيرها ،وكانت عجلة التطوير تسير ببطء ،وهذا ربما ساعدنا في اقتناص بعض ثمارها، أما في مرحلة الإحتراف التي "ظلمتنا" بفاتورتها ومتغيراتها ، فعجلة التطوير تتضاعف سرعتها بصورة تصعب مجاراتها ،ولا أغالي إذا قلت ان الفاصل الزمني الذي كان يفصل بين جيل وآخر تقلص عملياً من عشر سنوات إلى ثلاث على الأكثر، وكلنا ندرك في قرارة أنفسنا ،أن الثورة المعلوماتية جعلت أبناءنا يعلمون تقنيات لا نعلمها ،وكثيرون منا لايملكون مجاراتهم فيها!
نحن بحاجة إلى تضييق الفجوة الفاصلة بين الأجيال ،وتعويض مافاتنا في السنوات التي استسلمنا فيها لظروفنا ، وهذا لن يتأتى إلا بتحديث الوجوه وتولية ذوي الكفاءة والخبرة الميدانية ،وأعترف بأن المهمة ليست سهلة لأنهم بحاجة إلى تنقيب واكتشاف وتشجيع ودعم ، أما بالعناصر والمعطيات الحالية ،فـ "عفوا" القانون الجديد لا يكفي
عيسى هلال الحزامي