هنا الشارقة
حلم شرجاوي
* فرحت كما فرح كل "شرجاوي" أصيل بفوز "الملك" بكأس السوبر، لاسيما وأن اللقب تحقق بعد موقعة كروية صعبة أمام الزعيم العيناوي، لكني في وسط الفرحة سرحت بخيالي، واستدركت أن الشارقة أمامه فرصة تاريخية غير مسبوقة لكي يحقق في هذا الموسم مالم يحققه في كل مواسم اللعبة من قبل، فهو مازال يملك حظوظه في ثلاث بطولات أخرى: كأس الرابطة، والدوري، وكأس صاحب السمو رئيس الدولة، وقلت في خاطري لم لا!.. فالفريق لا ينقصه عنصر من عناصر المعادلة الصعبة لبطولات اللعبة، فإدراته تتمتع بالوعي والرؤية البعيدة، واللاعبون يتمتعون بالمهارة والحماس والشغف، ومع مدرب داهية كهذا الروماني "كوزمين"، الذي يجيد توظيف كل أدواته، من الوارد جدا أن يصبح الحلم حقيقة.
** أعود إلى المباراة، فهي بدورها كانت أشبه بحلم جميل، وإن كانت كل معطياته واقعية في ستاد آل مكتوم، الذي كان في أبهى حلة، بالجماهير التي ملأت مدرجاته وأحيتها بالتشجيع الراقي، وبالتنظيم الرائع الذي بدأ بحفل جلل وانتهى بتتويج بطل، والفضل في ذلك يرجع للتنسيق الرائع بين إدارة نادي النصر وادارة اتحاد الكرة، والرابطة على وجه الخصوص، فالمشهد الجميل نقل صورة رائعة، أسعدتنا جميعًا، لكرة الإمارات إلى العالم، واكتملت الصورة بالأداء العالي والكرة الحلوة التي اشترك لاعبو الفريقين في تقديمها، بوجود هذا الحكم البولندي الرزين الذي وصل بالمباراة إلى بر الأمان بقناعة ورضا من المشاركين والمشاهدين معاً، فشكرا جزيلًا لكل من ساهم في هذه الرسالة الثقافية الحضارية المشرفة.
**لا أحب الإستغراق في التفاصيل، لكن بدا لي أن ماحدث قبل المباراة، لعب دوراً مهما في أحداثها ونتيجتها، فالخسارة قبلها من خورفكان في الدوري بالسيناريو الغريب الذي حدث، حفزت الفريق لأعلى درجة وهو يلاقي العين، صحيح أن بطولة السوبر لها اعتباراتها الخاصة، لكن في مناسبة كهذه اعتقد أن الفوز لا يبعث في اللاعبين حافزًا مثلما تفعل الخسارة، ولذا قلت في خاطري.. حقا "رب ضارة نافعة".
** الفرحة حلوة، وأجمل مافيها أنها تنعش حواسك وتشحن طاقتك بالتفاؤل، ومع بطولات الشارقة الفرحة تشمل إمارة بأسرها، من الأسرة القاسمية الكبيرة بحاكمها الحاكم الحكيم الحليم الذي يشمل الجميع بحبه وجوده وكرمه، وزوجه الأم الرؤوم صاحبة القلب الكبير،.. إلى كل أسرة وكل طفل يجد ملاذه في ممارسة هوايته وتشجيع ناديه الذي يحبه.. فاللهم أدم علينا أفراحنا، وحقق لنا كل أحلامنا.