هنا الشارقة
ثقافة أصيلة
من عام إلى عام يتجدد وصال الشارقة مع العالم من خلال الطواف الدولي للدراجات ،حيث يطل العالم عبر نوافذ الإعلام المختلفة على معالم الإمارة الباسمة ، ومع الاطلالة البانورامية التي تطوف بين رموزها التراثية القديمة وصروحها المدنية الحديثة ،يدرك المشاهد من الوهلة الأولى أن الشارقة تزداد اشراقاً وجمالاً من دورة إلى أخرى ،ولا منة ولا فضل في ذلك الإبداع المتجدد إلا لسيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم الإمارة ، الذي يرسم بريشة فنان كل آيات جمالها ،ويبدع بخيال شاعر كل ما يتمناه المرء في حاضرها قبل مستقبلها .
**نعم نفخر في مجلس الشارقة الرياضي بالنجاح الذي يحققه الطواف في كل نسخة جديدة ، ومن جانبي، أسعد كثيراً بالروح الجميلة التي تجمع بين أعضاء فريق العمل في اللجنة العليا المنظمة ،وأدرك جيداً أنه لولا تلك الجهود المخلصة ماحافظنا على مكانة الحدث الدولي ومكانه المتميز بين طوافات آسيا والعالم ، لكن الشيئ الأكيد الذي لا خلاف عليه ، أن الرهان سيبقى قائماً ومستمراً على الثقافة الشرقاوية الأصيلة التي يصعب ان تتغير مهما تغيرت ظروف الزمان والمكان ، تلك الثقافة التي طبعت بصمتها على البشر سلوكاً وقيماً وعادات ،قبل ان تنقش علاماتها على الحجر قلاعا وصروحا ومنشآت ، فهذه الثقافة التي أرساها وبناها "سلطان" وراعى فيها بناء "الإنسان" قبل تشييد "البنيان" هي حصننا الحصين ،وهي الإمتياز الحاضر في أي تنظيم على مر السنين .
** واسمحوالي بأن استعرض معكم بعض ماتجلى في النسخة الحالية من مفردات تلك الثقافة : أولا سيادة الكادر الوطني وشغله لكل جوانب التنظيم والإدارة بالكامل،مما حقق لنا سعادة داخلية عظيمة،ثانيا الحرص على وجود ومشاركة لاعبي المنتخب وفرق الإمارات للإستفادة من الاحتكاك بالدراجين الدوليين ،وهو هدف وطني كبير ومهم، هانت معه التضحية بارتقاء الطواف في التصنيف الدولي ،فما جدوى الترقية إذا كان ثمنها خروج أبنائنا من المشهد؟ ، ثالثا استثمار النافذة الدولية للحدث باقامة سباقين على هامشه للشباب والمعاقين ،ومن رأى السعادة في عيونهم كما رأيناها ،سيدرك قيمة تلك الفكرة ومغزاها.
**كل الشكر لفريق العمل التنظيمي على النجاح الذي تعبر عنه الأرقام المطردة للمشاركين ،وباسم كل الرياضيين أتقدم بخالص التهنئة للحاكم الحكيم،بمناسبة الذكرى الواحد وخمسين لتوليه مقاليد الحكم ،..وكل طواف وانتم ووالدنا وقائدنا بخير .