هنا الشارقة

القادم أفضل
نعم ، أصبنا بحسرة كبيرة ولوعة مريرة بسبب الخروج من تصفيات مونديال 2022 بهذا السيناريو الدرامي أمام أستراليا، لكن في الوقت نفسه، يجب أن نسعد وأن نتفاءل بميلاد جيل جديد من الشباب قادر على تحقيق الطموحات، فحارب ورفاقه دماؤهم حارة ويتمتعون بالثقة والموهبة، والأمل فيهم كبير .
 
ونعم رأينا الدموع في عيون المشجعين وهم يشيعون ذاك الخروج الحزين للأبيض، لكن الجمهور هذه المرة لم يكن مستاءً من الأداء، وتفاعل وآزر بحرارة مجسداً كل معاني الولاء، وفي عودته وفي اخلاصه ووفائه كل العزاء .
 
لا أريد التقليب في صفحات الماضي، فأفتح جراحاً التأمت، ولا أن ألوم مؤسسات أو مسؤولين بعينهم، فندخل في مهاترات أونعود لهواية جلد الذات ، خصوصاً وأن قناعتي الراسخة أن كل الجهود التي بذلت، كانت وطنية مخلصة وكانت تنشد الصواب، وأننا جميعاً، مهما اختلفنا، سنبقى في قارب واحد، بمصلحة واحدة وهدف واحد .
 
لكن، دعونا قبل أن نولي وجوهنا شطر المستقبل، نعترف أمام أنفسنا على الأقل، بأننا أهدرنا وقتاً طويلاً في رحلة استعادة هويّة المنتخب، وأننا دفعنا ثمناً فادحاً لعدم استقراره في السنوات الأربع الماضية، إذ لا يمكن لأي فريق ،سواءً كان لناد أو منتخب أن يحافظ على كيانه ومستواه مع 7 تغييرات متوالية لجهازه الفني، لاسيما وأنه تزامن معها تغيير 4 لجان للمنتخبات، فمثلما كانت هذه التغييرات وسيلة لتصحيح مساره، كانت في الوقت نفسه سبباً مباشراً لبلائه، وعرضاً واضحاً من أعراض مرضه واعتلاله، ويكفي للتدليل على ذلك ما رأيناه  من عروض باهتة ونتائج غريبة في الدورين الأول والثاني للتصفيات، والتي كانت محصلتها التفريط في كل ما هو وارد وممكن، والتشبث بكل ما هو صعب ومستحيل!
 
نحن الآن على أعتاب مرحلة جديدة في مسيرة المنتخب، تقتضي منا وقفة مخلصة وكلمة سواءً، نستوعب فيها كل ما مررنا به من تجارب وخبرات بلا عودة لارتكاب نفس الأخطاء، وهذا لن يتحقق إلا إذا تحلينا بمزيد من الشفافية وأصبحنا جميعًا رقباء على أنفسنا، فدعونا نصطف جميعاً خلف "الأبيض" كشركاء، بلا مصالح خاصة، ولا أهواء.
 
الخلاصة ..نعم ودع منتخبنا المونديال، لكنه عاد إلينا واستعدناه كما نتمناه.. وثقتنا كبيرة في إدارة اتحاد الكرة برئاسة سمو الشيخ  راشد بن حميد النعيمي وفي الجهاز الفني الحالي بقيادة أروابارينا، والقادم أفضل بإذن الله.
عيسى هلال الحزامي