هنا الشارقة
حكمة سلطان
أسعد كثيراً بالبطولات التي تحققها أندية الشارقة، لكن هناك سعادة داخلية مساحتها أكبر أحسها مع بطولات الألعاب الموصوفة مجازاً بالشهيدة أو المظلومة ،لا لشيء سوى أنني أدرك في قرارة نفسي أنها ليست عملياً بشهيدة ولا بمظلومة،انما هي ضحية ثقافة خاطئة ساقتها إلينا عاصفة الاحتراف وقتما هبت على رياضتنا ، وجردتها من رداء الهواية
أقول ذلك ،رغم ان الأسبوع الماضي شهد الحسنيين على صعيد الإمارة ، بتأهل فريق البطائح لكرة القدم لدوري المحترفين لأول مرة في تاريخه ،وفوز فريق الشارقة لليد بكأس صاحب السمو رئيس الدولة للمرة التاسعة وتحقيق "سوبر هاتريك" بالنسبة لألقاب الموسم
ففي غفلة من الزمن، ودون وعي من البعض، استحوذت كرة القدم على نصيب الألعاب الأخرى من الدعم والاهتمام والرعاية ،فوجدنا أندية تبادر إلى تقليل موازنات هذه الألعاب ،وأخرى تقوم بتجميدها أو إلغائها ،وكانتالمحصلة أنها أصبحت في سبيلها للانقراض بعد أن انكمشت كماً وكيفاً وتضورت جوعاً وفقراً ،والذي يؤسف له أن ذلك حدث بهوى من الأندية ومقاومة يائسة من الإتحادات المعنية واستسلام من الإعلام !
لكن ، الحمد لله ، كان الحال في الإمارة الباسمة "غير" ،إذ كانت حكمة سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة حاضرة ، فحفظت لهذه الألعاب مكانها ومكانتها ،وحمتها من غول الإحتراف الذي لم يعرف سبيله إليها ،إذ كانت توجيهات سموه، تقضي بمواصلة دعمها وتلبية كل احتياجاتها ،بل على العكس مما يجري في أماكن أخرى، بالتوسع فيها وانشاء ملاعب وصالات جديدة لها في مختلف أرجاء الإمارة ،عوضا عن تشييد أندية متخصصة لرعاية الرياضات الحديثة التي عرفت سبيلها الى شبابنا ، الأمر الذي يجعلنا نقول بكل ثقة انه لا توجد لعبة رياضية في الشارقة إلا ولها ملعبها أو ميدانها أو ناديها
ومع المد الشرقاوي الذي تجلت علاماته في كم البطولات التي تم تحقيقها في تلك الألعاب ،والتي وصلت لحد احتكار ألقابها في معظم المراحل السنية لسنوات، تجلت عمليا الرؤية البعيدة لصاحب السمو حاكم الشارقة ، ورسخت معاني كثيرة ما كانت لترسخ لولا أن برهنت عليها البطولات والألقاب ،فالرياضة وفق الثقافة الشرقاوية لها رسالة مجتمعية تشمل كل أبناء الإمارة ،فهي خدمة قبل أن تكون بطولة ،ووسيلة قبل أن تكون غاية،والأهم من هذا كله أنها ليست كرة قدم "وبس"
عيسى هلال الحزامي