هنا الشارقة

"هذا ما يحبه زايد"
** الكلمات ترفضها الآذان ،والمشاعر تحرق الوجدان ،والدموع تملأ المحاجر ،والكلمات تغص في الحناجر ،والسكون يعم المكان إلا من كلمات "اللهم لا اعتراض ..اللهم لا اعتراض" على فراق زايد .
نضحك كثيراً.. ونضيع كثيراً، ونحن من تربى على يد زايد ،ومن شرب من مشارب زايد، وكأننا لسنا بأوفياء لزايد! .. أدعو الجميع.. أيتها الأم ،أيها الأب،أمسك القلم وأجلس أبنائك حولك، وسطِر: هذا ما كان يحبه زايد ..هذا ما كان لا يحبه زايد ،ولنجمع تلك الأوراق، لا لنضعها على الرفوف ،ولا لنتغنى بها على الدفوف، وانما لنضعها في الصدور،ونكتبها في مقدمة الدستور، فهكذا نكون أوفينا لزايد.
 
**لا تأتي ذكرى رحيل القائد الوالد والرمز الخالد الشيخ زايد، يوم التاسع عشر من شهر رمضان المبارك، إلا وتحضرني في الحال تلك العبارة المؤثرة ،التي صرت احفظ كلماتها عن ظهر قلب، لسيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في مقام رثاء فقيد الوطن والأمة والعالم ، لاسيما وأنني منذ سمعت سموه يقولها في ذكراه ،أحرص على العمل بكل ما فيها ،وأتحرى كل ما أحبه زايد ،وكل ما دعانا إليه في شتى مجالات الحياة ،وها أنا أكرر العبارة في ذكرى وفاته حتى تتجدد دعوة صاحب السمو حاكم الشارقة فنعمل جميعا كل ماكان يحبه زايد.  
 
**كان المغفور له بإذن الله من حكماء هذا الزمان ، "ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً" كما يقول الحق سبحانه وتعالى ، ولذا ستظل كلماته ومآثره محفورة في الخاطر والوجدان شأنها شأن البنيان الذي أسس به دولة الإمارات التي أصبحت "بحمد الله " آية في الحضارة والعمران ،ويكفي أنه كان والداً لكل شعبه قبل ان يكون قائداً ،وأن سيرته العطرة وأياديه البيضاء تعطر الألسن وتتناقلها الشفاه في كل الأرجاء ،وصدق من قال أنه كان هبة من الله للإنسانية جمعاء.  
 
**ونحمد الله حمداً كثيراً مباركاً فيه ، أن غرس وإرث زايد : من قيم الخير والأمن والسلام ،ومن خصال الحب والإخلاص والوفاء،ومن سجايا المروءة والبر والإحسان ،ومن سمات العطاء والجود والكرم،.. كلها ذات جذور أصيلة وعميقة ،وفروعها موصولة وممدودة في كل أجيال زايد .
 
**أخيراً وليس آخراَ .."اللهم أهلنا ومكننا، من فعل وعمل كل ما كان يحبه زايد".  

عيسى هلال الحزامي