هنا الشارقة

ثقافة خاطئة 

**اولا ..كل عام وأنتم بخير ،بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك ،..أعاده الله علينا جميعا بالخير واليمن والبركات .. "آمين".
**أيام قليلة وتبدأ مشاركة أنديتنا في دوري أبطال آسيا ، تلك المسابقة الأثيرة نظرياً  بدعم واهتمام أنديتنا، لكنها عملياً لا تحظى مطلقاً بما تستحقه من هذا أو ذاك ، فكثيرا ما نسمع في تصريحات المسؤولين في اتحاد الكرة والأندية مايعبرعن أهميتها واعتبارها ، بينما الذي نراه على أرض الواقع ينافي ذلك وينقضه ، فالبرمجة التي تسبق انطلاقة الموسم لا تراعي تكافؤ الفرص بين سفراء كرة الإمارات في البطولة وسواهم من الأندية ، فنجدها تدفع ضريبة المشاركة فيها بلعب مضغوط ، يصل في بعض الأحيان لحد لعب مباراة كل ثلاثة أيام ،وهذه قدرة لا ينهض للقيام بها سوى أعتى الفرق المحترفة في أوروبا ،ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه، ففرقنا حقاً وصدقاً ، لا طاقة ولا قوة لها تفي بعبء كبير كهذا ،وقلوبنا مع أنديتنا الثلاث :الشارقة والجزيرة وشباب الأهلي ،وهي تواجه هذه المشكلة ،..أضف إلى ذلك أن أنديتنا ، بكل صراحة وشفافية ، لا تضع في حسابها أهمية واعتبار هذه البطولة كما يجب ،فبمجرد أن تزاحمها بطولة محلية ما ، يتم تفضيل الأخيرة عليها ،كمحصلة لثقافة "قصيرة النظر" مفادها :أن البطولة المحلية قريبة ممكنة ،بينما الآسيوية بعيدة وشبه مستحيلة!      
**انها حقا ثقافة خاطئة ،استبدلنا فيها المهم بالأهم ،وكما ترون ، نحن جميعا اشتركنا في صنعها وتكريسها ، بفعل ماتعودنا عليه كل موسم ،فثقافتنا هي عاداتنا وتقاليدنا التي ألفناها ،والتي نمارسها من دون تفكير ،ولذا إذا لم نتوقف لنراجع الأمر وإعادة النظر في مفرداتها التي رسخت في طباعنا ، لن يتغير من الأمر شيئ ،وسنظل نفقد من عام إلى عام مقاعدنا في البطولة ، التي أصبحت مقعدين ونصفين بعدما كانت أربعة مقاعد كاملة .
**أشعر بخجل كبيرعندما أطالع تاريخ البطولة منذ ارتدت ثوبها الإحترافي عام 2003، إذ لا يوجد في جعبتنا سوى لقباً وحيدًا حققه العين في نسختها الأولى ،مع أننا منذ هذا التاريخ لم نغب عاماً عنها ،.. ولذا لابد من وقفة صادقة  نبحث فيها الحلول والمخارج الممكنة ،وهي كثيرة وسهلة بالمناسبة ،وسبقنا إليها بعض جيراننا ،فقط تحتاج منا التنسيق والتعاون والتضحية لنسهم فيها جميعا كل من موقع مسؤوليته بما يمليه الواجب الوطني .
 

عيسى هلال الحزامي