هنا الشارقة

 سقف بلا أعمدة
قدرنا مع منتخبنا أن نواصل معه التحليق من أمل لآخر حتى وان كانت مساحة ذاك الأمل ، تضيق وتنكمش وتتضاءل إلى حد الإختفاء ! ، فلا يمكن بأي حال أن نرفع الراية البيضاء ونستسلم لليأس في تصفيات المونديال القادم ،حتى وان كانت علامات هذا اليأس تظهر وتزيد وتتكاثر لدرجة أننا لا نرى في الأفق شيئا سواها !
*وقدرنا مع منتخبنا لن يتغير أو يتبدل ، لأن هذا القدر مرهون بمشاعر وطنية أصيلة خالصة مخلصة ،فمهما كان حاله سنظل خلفه ولن نتخلى عنه ،ولكن يبقى السؤال المؤرق، المحير، المعجز حاضراً بخصوص سر هذه الحالة المتردية لمستواه ،والتي لا تجعله على مستوى الطموحات المعلقة عليه ،وهي حالة نراوح فيها منذ 5 سنوات تقريباً ،لأن آخر صورة مثالية أذكرها للمنتخب كانت في مرحلة المدرب الوطني مهدي علي الذي انتهت علاقته به في مارس 2017 .  
** لا أدعي العلم ببوطن الأمور أكثر من سواي ،ولا أدعي كذلك أني أعرف علة المنتخب بكل أعراضها ،ولذلك تحضرني التساؤلات أكثر مما تحضرني الإجابات بخصوص هذه الحالة ،لكن الذي أراه يقيناً ، اننا أمام ظاهرة مزمنة وليس مجرد حالة عارضة ،وأكبر دليل على ذلك أن المنتخب منذ التاريخ الذي ذكرته مرت عليه ادارتان ،وتعاقب عليه 6 مدربين قبل أن يتولى "سابعهم" أروابارينا زمام الأمور ،ولم يتغير من أمره شيئ ،ولا أعتقد أننا سنتخلص من تلك الظاهرة ،بتغيير إدارة أو مدرب ،أو بتجنيس كالذي عملناه ،ولعل الصورة التي ظهر بها "الأبيض "مؤخرا أمام الشقيق العراقي كشفت ذلك .
*الذي أراه ،أننا ضحية ثقافة خاطئة في تعاملنا مع المنتخبات بوجه عام ،وليس المنتخب الكروي وحده ،خصوصا إذا أخذنا في الإعتبار أن كرة القدم هي المحظية والأثيرة بجل الدعم والإهتمام ،وإذا اتفقنا على هذه الحقيقة فهذا معناه إننا أمام أزمة تخص رياضة الإمارات ككل ، وبناء عليه فهي لا تخص اتحاد الكرة وإدارته ولجانه، أوالمنتخب ومدربه ولاعبيه، بقدر ماتخص منظومتنا الرياضية كلها ، لأنها أزمة ثقافة ورؤية بالأساس ،..لنعترف بأن سقف طموحنا الكبيرمرفوع من غير أعمدة حقيقية يقوم عليها ،وإلا لما سقط علينا مع كل ريح آتية ،مهما كانت واهية!
*بصراحة ،لست متفائلا بالخلاص من أزمتنا لأننا نعالج أعراضها لا أسبابها ، فدعونا هذه المرة نترك الأطراف ونذهب إلى "الرأس" .

عيسى هلال الحزامي