هنا الشارقة

الحلم الآسيوي 

نعم كان الشارقة على عتبة انجاز تاريخي فيما لو حقق لقب كأس صاحب السمو رئيس الدولة لكرة القدم للمرة ال١١ والثالثة خلال 4سنوات ، لكن يبقى العزاء في أن اللقب ذهب لفريق يستحقه ،وان المباراة كانت واحدة من أفضل النهائيات التي شهدتها كرة الامارات ،وأيضًا وهو الأهم، أن لاعبي الملك الشرجاوي لم يقصروا وبذلوا قصارى جهدهم حتى آخر ثانية في المباراة ، ولذا مع التهنئة والمباركة لشباب الأهلي على ثنائية الموسم، أحيي لاعبي الشارقة على مثابرتهم ،وأدعوهم لتحويل مشاعر الآسى إلى طاقة إيجابية يستنفرون بها كل امكاناتهم، لمواجهة ليون سنغافورة في الموقعة الحاسمة للقب دوري أبطال آسيا يوم الأحد المقبل ،فهذا بدوره أنجاز جدير وحلم كبير.          
**من أفضل الخصال التي تمنحها الرياضة للرياضيين، أنها تعودهم على تجاوز المواقف الصعبة بسرعة، فالخسارة ليست إلا وجها من عملة تحمل الفوز في وجهها الآخر،ولسوف تبقى تلك العملة متداولة بين أيديهم طوال سنوات عطائهم، من مباراة لمباراة ومن بطولة لأخرى.. وبالفوز يفرحون ويحتفلون ومن الخسارة يتألمون ويتعلمون،ومابين الفرح والأسى يكتسبون التجارب والخبرات كما يصنعون الذكريات، التي لن يستشعروا حلاوتها أن لم يذوقوا مرارتها !.      
** والثقة كبيرة في نادي الشارقة ..كإدارة وجهاز فني ولاعبون وهم يستعدون للتحدي الآسيوي الكبير، وأدعوهم لاستحضار تلك الروح القتالية العالية التي رأيناها في مباراة الإياب أمام التعاون السعودي في الدور قبل النهائي للبطولة، فهذه الروح هي التي مكنتهم من الفوز في الرمق الأخير من عمر المباراة ،وهي التي جعلت جماهير الإمارات باختلاف انتماءاتها تؤازرهم وتلتف من حولهم،وهي التي صنعت ظروف وحيثيات هذا الحلم الذي سيظل في مخيلتنا حتى يحين موعده عصر يوم 18 مايو،والشكر مستحق لإدارة الشارقة واتحاد الامارات لكرة القدم إذ تكللت جهودهما بالنجاح في تغيير ملعب المباراة، لتقام على استاد "بيشان" بدلا من استاد "جالان" ذي العشب الصناعي .
**والمهمة صعبة لا شك، خصوصاً وأن المباراة مقامة على أرض ليون ووسط جمهوره ، لكن التاريخ برهن مرات ومرات على ان الفوز لا يحفل بأي اعتبارات ،وان اجتياز مثل هذه المباريات المصيرية، يكون مرهونا فقط بالتركيز والتفاني في العطاء ،وبالنجاح في استثمار الفرص مع تجنب الأخطاء .
أخيرًا..دعواتنا بالتوفيق لممثل كرة الإمارات في هذه الموقعة، ونحن على يقين بأنهم على مستوى المسؤولية.. وتفاءلوا بالخير تجدوه ان شاء الله .