هنا الشارقة
الإياب الحاسم
في كل مناسبة تجمعنا مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية، سواء كانت رياضية أو غير رياضية، تقفز إلى ذهني مباشرة المقولة البليغة التي أطلقها الأمير الشاعر خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة : "الإماراتي سعودي .. والسعودي إماراتي"، فهي تختصر كل ما يجمع البلدين في كلمتين، وأراها بمغزاها ومعناها حاضرة وماثلة ومستمرة لتوثق أواصر المحبة والأخوة بين شعبي البلدين إلى مالا نهاية.
** ولقاء الإياب الحاسم الذي سيجمع بين "الملك الشرجاوي" والتعاون السعودي غداً في نصف نهائي دوري أبطال آسيا، أراه يحيي ويجسد كل هذه المشاعر الجميلة، على الرغم من حسابات المنافسة المستعرة بين الفريقين من أجل تحقيق الحلم القاري الكبير، ولعل مظاهر الترحيب والضيافة التي أخذت صورًا وأشكالاً عدة، في الأيام الماضية ما بين بريدة والشارقة، قد برهنت بما فيه الكفاية على عمق العلاقة والمحبة الخالصة.
** والذي دعاني للوقوف عند أهمية وقيمة هذه المشاعر الدافئة، واستحضارها قبل لقاء الغد لتقديرها وإعلاء شأنها ،هو ما نصادفه أحيانا من حيل وألاعيب مع فرق أخرى في مناسبات أخرى، حيث يتعمد البعض اثارة المشاكل والعقبات، لتشتيت الانتباه والتأثير بشكل سلبي على معنويات اللاعبين، وهو ما يعرف في أوساط الرياضيين بـ "اللعب خارج الملعب"، فهذه كلها ممارسات غير أخلاقية والرياضة بتعاليمها ومبادئها السمحة بريئة منها، علاوة على انها لا تفيد ولا تبني وانما تضر وتهدم .
** أعود بكم إلى المباراة الميدانية وحساباتها المتكافئة، وأذكركم بما شهده لقاء الذهاب من أداء راق ومناورات هجومية وفرص ضائعة، صحيح أن الشارقة خسر بهدف ،إلا أنه أكد من خلال فترات السيطرة أنه قادر على التعويض ،ومؤهل للفوز في لقاء الإياب الحاسم، وأضم صوتي إلى صوت المدرب كوزمين ،وكل الغيورين الواثقين المتفاءلين بحظوظ الفريق، بالتأكيد على أهمية الدور الذي سيلعبه الجمهور في شحن وتحفيز اللاعبين بالملعب البيضاوي غداً، خصوصًا بعد ما رأيناه من جمهور التعاون في استاد "وولفز بارك".
**أخيرًا وليس آخرًا .. نحن على موعد مع مباراة مشوقة ومثيرة في محفل آسيوي كبير، وليس لدي شك في أن الشارقة سيكون على مستوى الطموحات المعلقة عليه ، وان اللاعبين سيبذلون قصارى جهدهم لتحقيق الفوز .. وأن الجمهور الوفي سيكون حاضرًا كعادته ، بأهازيجه وهتافاته وسيحفز الفريق بكل حواسه وأدواته ..وتفاءلوا بالخير تجدوه ان شاء الله .