هنا الشارقة

 

السجادة الحمراء
 
** في لحظة فارقة بين ما قبلها وما بعدها ،في مشواري الرياضي ، عندما قررت اعتزال لعب كرة السلة والتحول إلى التدريب أو العمل الإداري بالنادي ، تصورت أن طريقي سيكون سهلاً مفروشاً بالورود ،إذ اعتقدت أن خبرتي الماضية ك "كابتن" ومعايشتي لعدد غير قليل من المدربين الدوليين والإداريين المتميزين ، بالإضافة إلى امكاناتي الشخصية، ستعينني في تثبيت أقدامي وتحقيق النجاح الذي أنشده بسرعة في محطتي الرياضية الثانية، لكني أدركت عملياً أني كنت واهماً جداً ،لأن المسألة لم تكن مرهونة بما ذكرته، أو بدورات دراسية يخوضها اللاعب فيصبح بين عشية وضحاها مدرباً أو إدارياً ، خصوصاً إذا كان طموحه كبيراً كحالي وقتذاك ،لا يريد أن يكون مدربا "والسلام"، أو إدارياً لا يدري به أحد !
** خلاصة القول ،ودون الدخول في تفاصيل لا طائل منها ، أنه لم تكن في انتظاري "سجادة حمراء "على باب النادي، فقد كانت التحديات والعقبات والمهام التي تتطلبها النقلة أكبر وأكثر بكثير مما تصورت ،ولذا استشعرت بمجرد أن توليت المسؤولية في مجلس الشارقة الرياضي، ضرورة وأهمية أن يعد اللاعب نفسه مبكراً لهذه النقلة الفارقة ،ومن هنا ولدت أفكار  برامج :مدرب المستقبل ،و"تمكين " لاعداد الاداريين ،و"واعد" لاكتشاف وتأهيل الكوادر  مابين ١٢ و١٧ سنة ،التي تشرف عليها إدارة شؤون الرياضة والتطوير بالمجلس.  
** ولأن الحلقات موصولة في المنظومة الشرقاوية ،تجلت أمامي صورة ملهمة لسمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة ،وهو يستقبل عبد العزيز العنبري بعد ساعات قليلة من اقالته من تدريب فريق الشارقة لكرة القدم ، وكيف قام سموه بتحفيزه لمواصلة صقل مهاراته وخبراته الفنية بدورات متقدمة في أوروبا ،إذ كان في ذاك الإستقبال بتوقيته ومدلوله رسالة قوية وعميقة في اتجاه بناء القيادات ودعمها والمحافظة عليها ، فالمدرب الوطني الناجح الذي حقق للشارقة بطولة الدوري الغائبة منذ سنوات، لا يجب أن يتوقف طموحه عند محطة معينة،والأهم في هذا المشهد أن المبادرة والدور والرعاية كانت من القيادة الرشيدة.
** بمحصلة كل ماذكرته آنفاً ،حرصت عند لقائي مؤخراً بالمشاركين في الدورة الأولى لبرنامج مدرب المستقبل ، على تشجيعهم حتى يستثمروا الفرصة كما يجب ،ليحدد كل منهم وجهته مبكراً قبل الإعتزال ، ويعرف ما تقتضيه مهمته الجديدة من مهارات وامكانات وقدرات،حتى يغزل "بنفسه لنفسه" تلك السجادة الحمراء ! .

عيسى هلال الحزامي