هنا الشارقة

يد من ذهب 

كل عام والإمارات بقيادتها الرشيدة وحكومتها النموذجية وشعبها الجميل بوحدته وتجانسه بخير ..وعسى البطولة الآسيوية التي حققتها اليد الشرجاوية أن تكون هدية متواضعة في هذه المناسبة الوطنية الغالية .
 أما بعد فإذا كان للمجد طرفين فقد طالته يد الشارقة من حديه، وإذا كان للطموح سقف بعيد، فقد بلغت تلك اليد الذهبية أفقه الآسيوي بجدارة، ولم يعد باقيًا لها إلا "العالمي"، وإذا حافظت على جذوة هذا الطموح المتجدد لا أستبعد أن تبلغه يوماً،نعم ..هذا يقيني مع هذا الجيل الذي لم تتوقف قاطرة إنجازاته عند محطة معينة ولم تعق مسيرته عقبة من أي نوع، فهم نهمون للفوز والانتصارات ،ولا يشبعون من الألقاب والبطولات .
..وكثيرون يتساءلون عن سر هذه التجربة الشرقاوية الفريدة، لا سيما وأنها حققت لنفسها إرثًا تاريخيًا خالدًا بانجازات قياسية، خصوصًا على الصعيد المحلي حيث أصبح احتكارها للبطولات في كل موسم شيئًا عاديًا ..والإجابة التي تحضرني قد تلخصها معادلة سحرية تكاملت عناصرها بطريقة استثنائية ،وهي 1- الرؤية 2- المنظومة 3- الشغف ٤- الروح .. فاليد الشرجاوية بكل مراحلها تعمل برؤية واحدة، ضمن منظومة واحدة، والروح التي في أبدانهم لفريق واحد وأسرة واحدة مهما اختلفت الأعمار أو تباينت الأجيال،ومن السهولة بمكان إدراك هذه الأشياء لأنها سلالة امتدت عبر رجال عظام أسسوا البناء وحافظوا عليه من جيل إلى جيل ابتداء بطيب الذكر "أحمد ناصر الفردان" الذي زرع لبنتها، حتى ابن اللعبة الذي تبوأ قيادة دفتها "محمد عبيد الحصان".    
وسيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بحكمته البليغة اختصر كل هذه المعاني في كلمته عند استقباله للأبطال، فالرياضة رسالة كاملة متكاملة، لا يجب ان تنتقص من ألعابها لعبة، أو تجتزيء من عناصرها عنصرًا، فلا بد كما قال سموه أن تتكامل كل العوامل وأن تتضافر كل الجهود، داخل الملعب وخارجه، من منظومة الفريق إلى الإدارة إلى الجمهور والإعلام بكل وسائله ،وعساكم لا حظتم كيف أن سموه يعول دائماً على العنصر البشري، باعتباره العنصر الفاعل، وكيف أن الثقافة حاضرة في تكوينه طول الوقت لتصنع قيمه وأفكاره وأهدافه، فالمستوى الفني بلا أخلاق لا يدوم ،والروح العالية بلا غاية لا تبرح مكانها، والرسالة الإعلامية ان كانت بلا مضمون لن تحدث مفعولها.
ختاماً..اللهم بارك في قائدنا وقدوتنا..ومبارك لنا جميعًا عيد وحدتنا .