هنا الشارقة
نحن أولى بكم
كعادة سموه في كل اطلالة وأي توصل مع أبنائه ،يحتضنهم ويحتويهم كوالد وأب قبل ان يوجههم ويرشدهم كقائد وحاكم، وفي أحيان كثيرة لا تستطيع أن تفرق بين هذه الحالة وتلك، لأن الأثنتين حاضرتان طول الوقت ولا تنفصلان أبدًا في شخص سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ومؤخرًا.. في حفل خريجي أكاديمية النقل البحري كانت المناسبة فرصة حلوة لنحظى بإحدى رسائله التي تعزز انتمائنا الكبير ومحبتنا الخالصة للشارقة وتقديرنا العظيم وامتنانا البالغ لسموه، حيث تعهد بتوظيفهم في المواقع التي تناسبهم، وكان للخريجات حظهن الأوفر بفضل اجتهادهن ومثابرتهن ونجاحهن في بلوغ سواحل سنغافورة شرقًا والبرازيل غربًا، بغرف متميزة تلبي كل احتياجاتهن الخاصة في السفن التي سيعملون عليها، وكانت العبارة التي اختتم بها سموه كلمته في منتهى البلاغة والدلالة وهو يقول : "نحن أولى بكم ".
** ومن عند هذه العبارة البليغة لسموه، أسمحوا لي أن استهل حديثي في هذا المقال عن مبادرة المجلس الرياضي يوم 28 سبتمبر الماضي لإطلاق النسخة الثانية من برنامجه المجتمعي "واعد"، فهو بدوره أحد أهم البرامج التي تعنى بإعداد الكوادر والقيادات، بغض النظر عن استمرارها في المجال الرياضي أو عدمه، فالقناعة الراسخة،التي زرعها فينا سموه هي "أن القيادات الشابة المؤهلة والواعية والخبيرة مطلوبة في كل مجالات العمل، ولا بد وأن تتعاون كل الجهات والمؤسسات في اعدادها وتجهيزها لمواجهة تبعات المستقبل وتحدياته" .
**وهذه المرة كان برنامجنا الطموح يتضمن ثلاثة مسارات في آن واحد تشمل القيادات التنفيذية والناشئة والواعدة، وحرص فريق العمل على اثراء موضوعاته بكل ما يؤسس ويبني تلك القيادات من قيم ومثل، وفي الوقت نفسه، كل ما يسلحها ويدعمها فرديًا وجماعيًا من مهارات وقدرات، خصوصًا من بعد ان تكفل البرنامج في نسخته الأولى بتقديم 38 قيادياً واعداً، ولا أريد أن أشغلكم كثيرًا بمحتوى البرنامج الذي سيقتضي 7 جلسات لإتمامه، لكن "اختصارا" هو تأهيلي متقدم يضمن للواعدين ما يحتاجونه من إلمام ومعرفة بالعلوم والقوانين، وما تتطلبه أدوارهم في الحياة من تمكين وتحكم في إدارة أنفسهم ومواردهم .
** وبـ "واعد"وسواه من البرامج التي نحرص على تنظيمها سنوياً، سنواصل المضي على درب والدنا وقائدنا، لنترجم عمليا نصائحه وتوجيهاته ونؤدي رسالتنا.. ولنرد بعضًا من الدين الذي ناءت به مقولة "نحن أولى بكم ".