هنا الشارقة

"قل خيرا"
**ليس بمقدور أي إدارة أن تجبر مدرب على اتمام عقده للنهاية ،والعكس صحيح ،فإذا وصلت العلاقة الى طريق مسدود مابين المدرب واللاعبين لن يكون أمام الإدارة إلا التغيير مهما كانت العواقب، ومن عند هذه الحقيقة التي تفرضها طبيعة العلاقة المحكومة بعقد ،والمرهونة بهدف ،والمتغيرة وفق حسابات العرض والطلب "ماديا"، والنجاح والفشل "مهنيا "، ستظل ظاهرة تغيير المدربين حاضرة رغما عن الجميع ، سواء كان حديثنا عن فريق يخص نادياً أو منتخباً يمثل دولة ،والأمثلة حاضرة بالجملة لمن يحفل بها ويتعلم منها.
** وفيما عدا الشرط الجزائي والضوابط المنصوص عليها في طريقة وأسباب انهاء العقد ، تبقى الإعتبارات الإنسانية والأخلاقية "هامشية جداَ" في مشاهد الفصل الأخير لنهاية العلاقة بين أي مدرب وأي إدارة ، خصوصاَ إذا كان المدرب أجنبياً لا وطنياً ، لأن الخواطر والحسابات العاطفية التي يتم استحضارها مع "ابن البلد" لا وجود لها مع الأجنبي مطلقاً ،وحتى أقطع الطريق على كل من قد يخالفني الرأي، أسجل أن هذه هي القاعدة التي تحكم العلاقة ،وان كل ما يشذ عنها في بعض التفاصيل ، سيكون من باب الإستثناءات .
**  بصراحة ، ليس موضوعي الأساسي هو تلك الظاهرة التي لا خلاص منها ،انما الذي يعنيني هذه المرة هم "الدخلاء" الذين يحشرون أنوفهم في هذه العلاقة الثنائية، ويخالفون قول رسولنا الكريم فلا يقولون خيرا و لا يصمتون ، فهؤلاء هم الذين يثيرون الأدخنة بغير نار ،ويروجون الشائعات بلا اساس ،ويعكرون المياه ليحلو لهم الصيد فيها !
** يذهب المدرب أو يبقى،نفوز بالمباراة أو نخسرها ، تأتي البطولة أو لا تأتي ،فالتنافس الشريف لا يفسد للود قضية ،ولا ينبغي أبدا أن نفتح الباب لأصحاب المصالح الشخصية والاجندات الخفية .
 
**  الرياضة تُعلمنا الكثير ،وتعلمنا منها الكثير ،فيما يخص القيم والمبادئ التي يجب ان تسود في سلوكاتنا مع بعضنا ، سواء كنا في علاقات عادية أو مسابقات تنافسية كالبطولات وخلافه ،لكن للأسف هذا البعد الأخلاقي غائب عند كثيرين ،ممن يتعمدون اللعب خارج الملعب بكل ماهو مشروع وغير مشروع ،فتجدهم يمددون وقت المباراة لتبدأ قبل موعدها بأيام ،ويختلقون المشكلات ويصدرونها لمنافسيهم ، متناسين أن ما بيننا أكبر وأهم من أي مسابقة أوبطولة ،وأغلى وأبقى من أي أنجاز أو لقب .
عيسى هلال الحزامي