هنا الشارقة
مطلب وطني
** يتساءلون دائمًا بنية سليمة، ونتساءل كثيرًا بجلد قاس للذات "لماذا مردود الرياضة لا يناظر مردود القطاعات الأخرى في الامارات؟"
والفارق بين الأثنين هو موقع المسؤولية، التي تختلف كثيرًا لا قليلًا عما هي عليه لو لم يكن المرء مسؤولاً، فالمسؤولية رسالة وأمانة قبل أن تكون وظيفة أو دورًا، كما أن الدائرة التي يتحرك فيها المسؤول للتأثير وأحداث التغيير بالقول والفعل أوسع بكثير من تلك التي يتحرك فيها شخص عادي، ولكن.. هل السؤال بهذه الصيغة التي تنتقد ضعف المردود واقعي ومنطقي !؟
عساني بهذه البداية سببت حيرتكم، لكني في الحقيقة أمهد للخوض في موضوع حيوي جدًا بالنسبة لرياضتنا، التي لن نختلف على أنها لم تتبوأ بعد ما تستحقه إقليميًا ودوليًا .
**عفوًا، وبعيدًا عن العواطف، السؤال سيكون أكثر منطقية إذا تصدى لما ينقص رياضة الامارات قبل أن يعجب من ضعف مردودها؟ ولعل الملتقى الوطني الذي نظمه مجلس الشارقة الرياضي (15 يونيو الماضي) قد كشف في مجمل توصياته أن رياضتنا تعيش وتواجه أزمة، وأن تلك الأزمة لها أكثر من عرض وعلامة وأكثر من بعد وسبب، لكني اليوم أدعوكم لمراجعة جزئية واحدة تتعلق بالمنشآت ومدى اكتمالها وتكاملها مع بعضها البعض.
** أذكر جيداً أن النخب الرياضية التي شاركت في هذا الملتقى شكت كثيرًا من مظاهر هذه المشكلة التي خبرت تفاصيلها بنفسي مرارًا خلال مشواري مع كرة السلة، والأمثلة والشواهد التي استعرضوها كانت قاسية ومؤلمة، لأنهم عمليًا يتسولون الملاعب من الأندية ومن سواها من المؤسسات الخاصة، ولولا الخواطر والعلاقات الشخصية ما نفذوا أي خطط أو برامج لإعداد المنتخبات، ولاحظت أنهم التمسوا العذر للأندية لأنها عندها ارتباطاتها واستحقاقاتها الخاصة بفرقها، لكنهم في المقابل لم يعفوا الهيئة العامة للرياضة ولا اللجنة الأولمبية من المسؤولية لأن المشكلة عامة ووطنية، وتستحق التصدي لها منذ أمد بعيد.
**من موقع المسؤولية أرفع صوتي للقائمين على مبادرات رئيس الدولة برجاء إنشاء "مراكز للاعداد العالي" تكون تحت تصرف الاتحادات، وأقترح أن يكون عددها ثلاثة، وأن يتم اختيار الأماكن المناسبة لها جغرافيًا بعناية ليستفيد من خدماتها كل مواطني الدولة .
** المعنيون بالمنتخبات لا يريدون سوى ما يعينهم على أداء مهمتهم طول العام، بغض النظر عن تقلبات الطقس "مناخيًا"، وعما في النفوس "مزاجيا"، ليودعوا الشكوى من ضيق الحال ويعفون أنفسهم من مرارة السؤال، والمطلب وطني وحيوي جداً.