هنا الشارقة

حالة عدم رضا 

لأن دائما هناك أمل، لا يتسرب إلى اليأس أبدا ،وأحاول قدر المستطاع أن ألتمس سبيلا جديدا للوصول إلى الصورة المثالية التي أحلم بها لرياضة الامارات، خصوصا وأننا - كمسؤولين- عندما يجمعنا مجلس ما، سواء كان اللقاء رسميا أو وديا، تلتقي مشاعرنا وتتفق كلمتنا على ان المحصلة ليست كما نتمنى،وأن طموحنا أكبر وأكثر بكثير مما بين أيدينا، ما يعني أننا حقا في قارب واحد .. بهدف واحد .. ولنا جميعا وجهة واحدة ، ولكن يبقى السؤال الحائر :لماذا في خانة الفعل تتشعب بنا السبل ، فيصبح كل منا يجدف في اتجاه غير الآخر !؟

مؤخرا تكرر المشهد، عندما التقينا في مجلس سمو الشيخ راشد بن حميدالنعيمي نائب رئيس اللجنة الأولمبية،حيث كانت الصحبة الحلوة والوجوه الباسمة والمشاعر الدافئة، التي جمعت تحت سقف واحد وجوها من أجيال مختلفة وأماكن وجهات متباينة ،وماكانت لتلتقي هكذا لولا ما يتمتع به "بو حميد" من محبة وتقدير واحترام في قلوب الجميع، وكعادتنا في مثل هذه المجالس الرمضانية التي أراها من أجمل أعرافنا الاجتماعية، شرعنا في اجترار الذكريات الجميلة والمناسبات المهمة التي جمعتنا من قبل، لكننا من دون ان نقصد ، تحولنا تدريجيًا لبحث هموم واقعنا الرياضي ،وبدأ كل منا يدلو بدلوه في هذا الاتجاه ، من واقع تجاربه وخبراته - وأيضًا وهو الأهم - من منطلق رؤيته وقناعاته، وكانت المحصلة في النهاية، كما لخصها سمو الشيخ راشد بن حميد بجملة واحدة هي "حالة من عدم الرضا" !           وأنا في طريقي إلى البيت، أخذت استرجع ماقلته بجانب كل ما سمعته من وجهات نظر،وأدركت أننا بأفكارنا وأطروحاتنا نكمل بعضنا بعضًا،وأن مشكلتنا ليست في الخطط والرؤى والأفكار وانما في مراحل صناعة وتنفيذ  كل وأي قرار، فدوما تكون هناك استثناءات أو اعتبارات خاصة،  تجعل القرار الاستراتيجي الذي يحقق مصلحتنا جميعًا يحيد عن مجراه، مما يجعل النهاية قاسية صادمة، بعيدة بمسافة كبيرة عن البداية الواعدة الحالمة،والأمثلة كثيرة وعديدة،والاستثناءات هي القليلة النادرة     

 آسف على صراحتي وجرأتي، لكني آسف أكثر على حاضرنا وواقعنا الذي نعاني جميعًا منه بنسب ودرجات متفاوتة ، ولا نملك حياله سوى الشكوى، مع أننا نملك الكثير من الحلول والبدائل،وقيادتنا الرشيدة وفرت لنا كل الإمكانات والوسائل ،والحقيقة التي لا مراء فيها أننا مسؤولون ومساءلون عن حالة عدم الرضا التي نعانيها .