هنا الشارقة

لن نفقد الأمل 

صبر العراق صبرا جميلا واحتمل وعانى كثيرا ،حتى عاد إلينا وعدنا إليه في "البصرة 25 "مع بطولة كأس الخليج ،..وبطول سنين الحرمان التي امتدت لأكثر من 40 عاما ،وبحجم المعاناة التي شهدها هذا المخاض عبر عقدين من الزمان ،وبعمق المشاعر الصادقة التي تجمعنا كعرب بأشقائنا العراقيين، كان الشوق، وكانت اللهفة، وكانت الفرحة بكل ما شهدناه في حفل الافتتاح الرائع،الذي سيخلد في الذاكرة بزمانه ومكانه وجماله، والأهم ببلاغة وقوة رسائله التي حملها إلى العالم ، ليستعيد ذاكرته الإنسانية وينبذ الصراعات والحروب .

 _ أما فيما يخص منتخبنا وظهوره الأول أمام الشقيق البحريني، فألتمس العذرلكل المنتقدين الذين حركتهم الغيرة على المنتخب ،ويجب أن تتسع الصدور لاستيعاب كل ردود الفعل  طالما هي صادقة وطبيعية ،خصوصا إذا أخذنا في الإعتبار أن بعض الانفعالات يصعب حبسها،وفي الوقت نفسه أدعو المنفعلين المتجاوزين في ردود أفعالهم للتريث في أحكامهم، فالتعويض وتغيير الصورة مازال ممكنا وواردا،وعلينا أن نتمسك بالأمل للنهاية.

_ ومن جانبي ،لن أكذب ما رأته عيني، فالصورة التي ظهر بها المنتخب، تبعث القلق على مستقبله أكثر مما تبعث الطمأنينة، وانا هنا لا أتحدث عن بطولة الخليج التي تم الوعد بالمنافسة على لقبها ،وانما عن هوية وشخصية المنتخب التي نتمناها منذ أمد بعيد ،والتي أرى أنها مازالت غائبة وبعيدة،بسبب استمرار الاجتهادات والتغييرات في التشكيلة وفي مراكز اللاعبين، فالمنتخب المنافس له صفات مختلفة تماما،وروحه القتالية تظهر من أول لآخر لحظة، ولنا أن نتذكر الصورة التي كان عليها "الأبيض" في خليجي 21 بالبحرين وقتما حققنا اللقب للمرة الثانية بقيادة المدرب الوطني مهدي علي لندرك حجم وعمق الفارق .   

_ خسارة المباراة الأولى ليست معضلة ، وفي تاريخنا مع البطولة نفسها، صادفنا في خليجي 18 الخسارة على أرضنا أولا ثم عانقنا اللقب في النهاية، لكن هناك شروط ومواصفات لا بد من استيفائها حتى نعود،وهي شروط سمعت وقرأت عنها الكثير في الاستراتيجيات والخطط ، لكني بكل أسف ،لم أشاهد لها دليلا واضحا حتى الآن .

_ المنتخب ليس واجهة كرة القدم وحدها ،انه واجهة رياضة الامارات بأكملها ،ومن هنا تعظم المسؤولية التي يجب ان نتعاون جميعا في حملها مع اتحاد الكرة ، والحالة الراهنة "بطولة" سبق وان حققنا لقبها مرتين، لكن الظاهرة المزمنة "شخصية غائبة " ذهبت ولا نعرف كيف تعود ..ولن نفقد الأمل.