هنا الشارقة

المتطوعون خيرا 

عرفت في مشوار حياتي الرياضي والوظيفي قيمة وأثر العطاء الانساني والخدمة الوطنية، وايضا العمل التطوعي الذي يتم دون مقابل ولا ينشد المرء من ورائه إلا وجه الله تعالى،بغض النظر عن ثناء الناس وتقديرهم ،واعتقد ان من خبروا ذلك في حياتهم أو في مجالات عملهم سيدركون جيدا حجم ومقدار السعادة الداخلية التي يشعر بها كل متطوع بخدمة انسانية من هذا النوع.
**عندما كنت أعمل في جناح الجو وهيئة الطوارئ والأزمات ، كانت سعادتي تبلغ ذروتها في اللحظة التي أتمكن فيها من اسعاف مريض أو إغاثة مصاب في حادثة أوكارثة ما،وقد يقول قائل أن هذا العمل كان من مهام عملي ،لكن الحقيقة التي لامراء فيها ،ان هذه المهام تتوافق مع طبيعة نفسي أكثر من طبيعة عملي ،وقد كانت ومازالت تشبعني وتمتعني ،وتجعلني أشعر بانسانيتي وبجوهر ذاتي من الداخل أكثر من أي شيئ آخر ،وكل منا لو بحث في أعماقه عن الشيئ الذي لا يتردد في فعله حتى لو لم يكن له أي مقابل ،سيجدأشياء من هذا النوع.
**عفواً للإسهاب في رؤية ترتبط بقناعاتي ومشاعري الخاصة ،لكن عذري في ذلك أن الشفافية مطلوبة عند الكتابة ،وبصراحة ،كل مااسترسلت فيه سابقا ،لم يكن إلا مقدمة رأيتها مناسبة وضرورية لحديثي عن الدور العظيم والرائع الذي يقوم به المتطوعون في انجاح الفعاليات والبطولات الدولية التي تعرف طريقها إلى الدولة عموما وإلى الشارقة بوجه خاص،فهؤلاء الفتيان والفتيات بقمصانهم المزدانة بشارة التطوع ،الذين يضحون بوقتهم وجهدهم طواعية لخدمة المجتمع بكل شرائحه وأطيافه ، والدولة بكل زوارها وضيوفها ،هم حقا شركاء النجاح وهم أساسه وجوهره .
**وحتى نقدر حقيقة هذا المعنى لنا أن نتصور حدثا دوليا كطواف الشارقة الدولي للدراجات من دون أعضاء هذا الفريق الذي كان قوامه 200 شاب وشابة تقريباً، فمن دونهم كانت المحصلة ستختلف كثيراً لا قليلاً ،وماكان التنظيم سيكتسب هذه المرونة وتلك الكفاءة ،وماكان الطواف كحدث سيحظى بما كسبه من تقدير وثناء سواء من المشاركين أو من الضيوف والمراقبين الدولين .
** ختاماً ..بعدد ساعات العمل التطوعي في الأنشطة والفعاليات الرياضية بالإمارة ،التي قاربت 14 الف ساعة ، أتقدم باسم مجلس الشارقة الرياضي ،بخالص الشكروعظيم الامتنان لدائرة الخدمات الاجتماعية ومركز الشارقة للتطوع، ..وباسم الرياضيين الغيورين على مصلحة الوطن أحيي الشركاء المساهمين في كل نجاح ،المتطوعين فعلاً وعملاً ..وحبا وخيرا للإمارات  .